أودّ أن أذكّر بأن اللغة العربية كانت في الماضي لغة عالمية - وبأنها اليوم - باعتراف العالم كله - اللغة الرسمية الدولية السادسة: في هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
لقد أدركت القيادات السياسية الواعية في كثير من الدول أهمية اللغة الوطنية، وأنّ تعزيزها هو مسألة كرامة، كرامة الأمة، أي واجب قومي.
فعزّزت كورية وفيتنام وفنلندة ورومانية وغيرها، لغاتِها الوطنية، وجعلت التعليم بها في جميع مراحله؛ بل أحيا الكيان الصهيوني لغةً ميتة! واستجاب المواطنون، خصوصاً المثقفين، لرغبات قياداتهم، وآزروها وساعدوها على تطوير اللغة الوطنية وازدهارها وسيادتها.
وما أعمق ما قاله الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): "مَن لم ينشأ على أن يُحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، واستهان بخصائص قوميته. ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلّد الشعور وانحلال الشخصية، والقعود عن العمل، وأصبح دَيْدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور".
إن السعي لإتقان العربية لا يعني أبداً التخلي عن تعلُّم اللغات الأجنبية الحية، بل من المهم جداً أن يتقن العالِم العربي لغة أجنبية واحدة على الأقل! هذا ما يفعله علماء البلاد المتقدمة، والأحرى أن يفعله علماؤنا.
وليس مقبولاً أن يسعى العربي لإتقان لغة أجنبية، فيبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن، وأن يهمل في الوقت نفسه لغته العربية! ليس مقبولاً أن يأخذ بالحَزمْ في تعلُّم الإنكليزية - مثلاً - وبالتضييع في تعلّم العربية.
تراه إذا خالف قاعدةً وأخطأ التعبير بالإنكليزية، ونُبِّه على ذلك، أبدى أسفه وعبّر عن احترامه وخضوعه للقاعدة: لأنه يتمنى أن يكون من المتقنين للإنكليزية فيتباهى بذلك...
أما إذا نُبِّه على خطأ بالعربية وقع فيه، فهو - في الأغلب - لا يبدي أسفه! وقد يقول لك غير مُبالٍ ولا شاعر بخطورة تقصيره (أنا لا أحْسِن العربية!).
ولا تلمس منه - غالباً - رغبة في إتقانها كرغبته في إتقان الإنكليزية. وقد يقول لك: (كثيرون يقولون هذا). فإذا ذكرت له أن هذا الشائع خطأ، رأيته يدافع عن الإبقاء عليه!
انظروا إلى الإعلانات واللافتات، في الطرقات والمجلات، تجدوا طوفاناً من كلمات أجنبية بحروف عربية! أو عبارات (عربية) مملوءة بالأخطاء! ثم لماذا يسمح كثير من الناس لأولادهم أو لأنفسهم أن يرتدوا ملابس يسيرون بها متباهين فرحين، وقد صارت صدورهم وظهورهم دعايات متحركة للإنكليزية؟!! من غير أن يشعر أحدٌ بالمهانة، أو أن يحرك ساكناً إزاء هذه المهانة؟!
أليس من واجبنا جميعاً أن نكافح هذا المرض النفسي الذي استشرى، وهذا الانحلال في الشخصية، ومظاهر الانتماء إلى الغرب، وأن ندافع عن كرامتنا بدفاعنا عن لغتنا؟
وأودّ هنا أن أذكر أمراً مقرَّراً، وهو أن الخطأ الشائع ليس ضرباً من التطور! وأن شيوعه لا يعطيه أيَّ حقٍ في البقاء.
فليس من التطوير ما كسر أصلاً أو هدم قاعدة سارت عليها العربية من القديم حتى يومنا هذا.
ورغبة مني في التعلّم ومساعدة من يرغب في التعلم وإتقان الكتابة باللغة العربية
أقوم بإنشاء هذه الصفحة
راجيا من الله عزّ وجلّ أن يوفقني وإياكم نحو إتقان لغة القرآن
بداية عزيزي يرجي معرفة كيفية تشكيل الحروف العربية من لوحة المفاتيح بهذا الرابط
[FONT="]1- الخطأ في قولنا: [/FONT]([FONT="]سوف لن أذهب)[/FONT]
[FONT="]السين وسوف لا تدخلان إلا على جملة مُثْبَتة (لا تدخلان على المنفية). ثم إن ([/FONT]لن[FONT="]) هي لنَفْي المستقبل، فلا حاجة إلى [/FONT] ([FONT="]السين[/FONT])[FONT="] و[/FONT]([FONT="]سوف[/FONT])[FONT="] اللتين هما أيضاً تدلان على المستقبل. [/FONT]
[FONT="]قل إذن: لن أذهب[/FONT].
[FONT="]ولا تقل: (سوف لن أذهب!)[/FONT]، [FONT="] ولا[/FONT]:[FONT="] (سوف لا أذهب)..[/FONT]
[FONT="]3- الخطأ في استعمال[/FONT]:[FONT="] (مبروك)[/FONT]
[FONT="]جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT] [FONT="] «بارك اللهُ الشيءَ وفيه وعليه: جعل فيه الخيرَ والبركة» فهو مبارَك. [الأصل: مبارَكٌ فيه[/FONT]،[FONT="] ولكن الأئمة تَجَوَّزوا حيناً فحذفوا الصلة في كثير من أسماء المفعول، اصطلاحاً، وهذا مثال على تجوزهم].[/FONT]
[FONT="]وجاء في [/FONT] ([FONT="]الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT] [FONT="] «بَرَكَ البعيرُ: أناخَ في موضعٍ فَلَزِمَه[/FONT].[FONT="]» (فعلٌ لازم).[/FONT] [FONT="]«برك على الأمر: واظب» فالأمر مبروك عليه!! أي مُواظَبٌ عليه.[/FONT]
[FONT="]4- الخطأ في قولنا: [/FONT] ([FONT="]هاتف خليوي)[/FONT] [FONT="]إذا [/FONT] نَسَبْتَ [FONT="]إلى ما خُتم بتاء التأنيث، حذفتَها وجوباً. فتقول في [/FONT]([FONT="]فاطِمة)[/FONT]:[FONT="] [/FONT][FONT="]فاطِميّ[/FONT][FONT="]، وفي [/FONT]([FONT="]مَكَّة[/FONT]):[FONT="] [/FONT][FONT="]مكِّي[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]وإذا نَسَبْتَ إلى ما خُتم بياء مُشَدَّدة مسبوقة بحرفين، مثل: عَدِيّ؛ نَبِيّ؛ خليّة؛ أُميّة، حذفتَ الياء الأولى وفتحت ما قبلها وقَلَبْتَ الثانية واواً، فتقول: عَدَوِيّ؛ نَبَوِيّ؛ خَلَوِيّ، أُمَوِيّ…[/FONT]
[FONT="]6- (كلما) لا تكرر في جملة واحدة[/FONT]
[FONT="]من [/FONT] أخطاء المترجمين[FONT="] استعمالهم[/FONT][FONT="]([/FONT]كلّما)[FONT="] مرتين في جملة واحدة، على غرار التركيب الفرنسي أو الإنكليزي، نحو قولهم: «كلما تعمقتَ في القراءة والاطلاع، كلما زادت حصيلتُك من المعرفة[/FONT].[FONT="]» والصواب حذْف (كلما) الثانية.
وفي ا[/FONT][FONT="]لتنزيل العزيز[/FONT]: {[FONT="]كلما دخل عليها زكريّا المحراب وَجَدَ عندها رِزقاً[/FONT]}[FONT="].[/FONT]
[FONT="]
يقال: كلما زاد اطلاعُك، اتسعت آفاقك.[/FONT]
[FONT="]
ويقال: كلما زاد عِلمُ المرء، قلَّ انتقادُه للآخرين![/FONT]
[FONT="]
وقال أحمد شوقي يصف العروبة ولسانها:
([FONT="]بالتالي[/FONT])[FONT="] شبه جملة ركيكة جداً شاعت شيوعاً واسعاً.
وقد تبين لي من اطلاعي على كثير من المقالات العلمية أن الصواب أن يحلّ محلّها ما يناسب المقام مما يلي:[/FONT]
[FONT="]مِن ثَمّ ؛ لذا ؛ وعلى هذا ؛ وبذلك ؛ إذن ؛ أيْ ؛ ومِن ثَمَّ يتّضح[/FONT][FONT="] / نجد[/FONT][FONT="] / نرى أنَّ؛ الخ… [/FONT]
[FONT="]وللفائدة أقول:[/FONT] [FONT="]([/FONT]ثَمَّ[FONT="]) اسم يشار به إلى المكان البعيد بمعنى هناك، وهو ظرف لا يتصرف، وقد تلحقه التاء فيقال (ثَمَّةَ) ويوقف عليها بالهاء.[/FONT]
[FONT="]أما ([/FONT]ثُمَّ[FONT="]) فهو حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن. وتلحقه التاء المفتوحة فيقال: ثُمَّتَ، ويوقف عليها بالتاء.[/FONT]
[FONT="]مِن أَوجُه استعمال ([/FONT]لمّا[FONT="]) مجيئها ظرفاً تَضَمَّن معنى الشرط، وشرطه وجوابه فِعْلان ماضيان، نحو: لمّا جاء خالدٌ أكرمته.[/FONT]
[FONT="]فإذا كان الجواب جملة اسمية، وجب اقترانها بالفاء. وعلى هذا يمكن القول:[/FONT]
·[FONT="]ولما كنا أنجزنا العمل، وجب إعداد تقرير عنه.[/FONT]
·[FONT="]ولما كنا أنجزنا العمل، فَعَلينا إعداد تقرير عنه[/FONT][FONT="]. ولا يقال[/FONT]:[FONT="] (بما أننا أنجزنا…)[/FONT]
·[FONT="]ولما كان التابع ع مستمراً، كان بالإمكان…[/FONT]
·[FONT="]ولما كان التابع ع مستمراً، استنتجنا / فإننا نستنتج…[/FONT]
·[FONT="]ولما كان التابع ع مستمراً، وجب أن يكون / فإنه يجب أن…[/FONT]
·[FONT="]ولما كان التابع ع مستمراً، فكلٌ من التابعين المذكورين…[/FONT]
[FONT="]ولا[/FONT] [FONT="] بدّ من الفاء في جواب (لمّا) إذا كان جملة اسمية.[/FONT] [FONT="]ولا يقال: (بما أن التابع ….)[/FONT]،[FONT="] لأن هذا التركيب دخيل على العربية، وركيك جداً، ولا مُسَوِّغ له[/FONT]
[FONT="]هي اسم مبهم تضمَّن معنى الشرط، وهي مُعْربة بالحركات الثلاث لملازمتها الإضافة إلى المفرد. وهي تجزم فعلين. وإذا كان جوابها جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء.[/FONT]
[FONT="] هذا الفعل معناه[/FONT] [FONT="](كَمُل، اكتمل). يقال على الصواب:[/FONT]
·[FONT="]تَمَّ بناءُ هذه المدرسة في 12/4/1990.[/FONT]
·[FONT="]يحتاج فعل الشرط إلى جوابٍ يتمُّ المعنى به.[/FONT]
·[FONT="]ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.[/FONT]
·[FONT="]إذا تَمَّ أمرٌ بدا نقصُهُ [/FONT][FONT="] تَرَقَّبْ زوالاً إذا قيل تَم[/FONT]ّ
[FONT="] ونلاحظ أننا لو وضعنا (اكتمل) بدلاً من (تمّ) لَمَا فسد المعنى ولا تغيَّر.[/FONT]
[FONT="]ومن الشائع أن يقال:[/FONT] [FONT="]«يتم جلب الفحم من المناجم، ويتم تخزينه في المستودعات، ثم يتم حرقه في الأفران[/FONT].[FONT="]» ويكفي ليتضح فساد التركيب وسوءُ استعمال (يتم) أن يستعاض عنه بـ (يكتمل)!![/FONT]
[FONT="]والصواب أن يقال: يُجلب الفحم… ويُخزن… ثم يُحرق… (بالبناء للمجهول).[/FONT]
[FONT="]ويمكن أحياناً استعمال فعل (جرى) أو (حَدَثَ) عوضاً عن البناء للمجهول.[/FONT]
[FONT="]جاء في كتاب رسمي:[/FONT] [FONT="]«نذكّر بأن اجتماع المجلس سيتم في الساعة 12 من يوم الأحد 18/12/1994، وسيتم تحديد مكان الاجتماع قبل نهاية دوام يوم السبت في 18/12/1994[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]والصواب: … الاجتماع سيُعقد في الساعة … وسيُحدّد مكانه قبل…[/FONT]
[FONT="]جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT][FONT="]«الشكل: هيئة الشيء وصورته[/FONT].[FONT="]» وجاء:[/FONT][FONT="]«تشاكَلاَ: تشابَهَا وتماثَلاَ[/FONT].[FONT="]»
[/FONT] [FONT="]وجاء في[/FONT][FONT="](لسان العرب):[/FONT][FONT="] «الشكل: الشِّبْه والمِث[/FONT]ْ[FONT="]ل. هذا على شكل هذا: أي على مثاله. فلانٌ شكلُ فلان: أي مثله في حالاته. هذا مِن شكل هذا: أي من ضَرْبه ونحوه[/FONT].[FONT="]»
[/FONT] [FONT="]وجاء فيه أيضاً:[/FONT][FONT="]«تشاكل الشيئان: شاكل كل[/FONT]ٌّ[FONT="] منهما صاحبه[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]وجاء في[/FONT][FONT="](أساس البلاغة[/FONT])[FONT="] للزمخشري:[/FONT][FONT="]«هذا شكله: أي مثله[/FONT].[FONT="]»[/FONT][FONT="] «هذا من شكل ذاك: من جنسه[/FONT].[FONT="]»
[/FONT] [FONT="]وفيما يلي أمثلةٌ على استعمال كلمة (شكْل) استعمالاً صحيحاً:
[/FONT] [FONT="]جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:
[/FONT] [FONT="]«المسحوق (في الكيمياء): صفة للمادة الصلبة عندما توجد على شكل دقائق صغيرة[/FONT].[FONT="]»
[/FONT] [FONT="]«الصَّمُولة: قطعة من الحديد مستديرة أو ذات أضلاع، جوفها مُسَنَّن في شكلٍ حلزوني[/FONT].[FONT="]»
[/FONT] [FONT="]«الكُبَّة من الغزْل: ما جُمع منه على شكل كرة أو أسطوانة[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]
وجاء في كتاب (البخلاء) للجاحظ:
[/FONT] ·[FONT="]... والناعم من كل فنٍّ واللّباب من كل شكل[/FONT][FONT="] (ص 23).
[/FONT] ·[FONT="]... وليس هذا الحديث لأهل مرو، ولكنه من شكل الحديث الأول[/FONT][FONT="] (ص 31).[/FONT] ·[FONT="]... وليس هذا الحديث من حديث المراوزة؛[/FONT][FONT="]ولكنا ضممناه إلى ما يُشاكله[/FONT][FONT="] (ص45).
[/FONT] [FONT="]ولْنتأمّل الآن النماذج التالية، وهي من فصيح الكلام أيضاً.
[/FONT] ·[FONT="]الأصل في الكلام أن يكون منثوراً، لإبانته مقاصد النفس بوجهٍ أوضح وكلفة أقل[/FONT][FONT="]. (لم يقل: بشكل أوضح!).
[/FONT] ·[FONT="]… إرسال التخيّل على وجهٍ قلّما يخرج عن الإمكان العقلي والمادي[/FONT][FONT="]. (لم[/FONT][FONT="] يقل: على شكلٍ قلما…)
[/FONT] ·[FONT="]… وكان أكثر ما يستعمل في الخطابة والأمثال و… والكتابة التي من هذا الوجه[/FONT][FONT="].
[/FONT] ·[FONT="]… إن حياة الغنيّ على هذا الوجه لا تكون إلا موتاً على طريقة الحياة[/FONT][FONT="].[/FONT] (المساكين للرافعي /33)
·[FONT="]… ليس في الأرض شيء من خير أو شر غير ما يلزم لبناء هذا التاريخ الأرضي على الوجه الذي يتفق مع بناء الإنسان[/FONT][FONT="].[/FONT] (المساكين للرافعي /220)
·[FONT="]… ثم يسعدهم بهذه النية على الوجه الذي يعلم أنه من سعادتهم[/FONT][FONT="].[/FONT] (المساكين للرافعي /211)
·[FONT="]… لو فهموه على الوجه الذي يفهم منه[/FONT][FONT="].[/FONT] (تحت راية القرآن للرافعي /52)
[FONT="]
والآن، ما الرأي في قول بعضهم: (فلان يقرأ الإنكليزية بشكل مقبول)؟ أللقراءة شكل؟!! الواقع أن كلمة (شكل) تستعمل في أيامنا هذه استعمالاً[/FONT][FONT="](جائراً):[/FONT]
[FONT="]فيقول بعضهم:[/FONT]
[FONT="] والصواب:[/FONT]
[FONT="]غُيِّر المخطط بشكل كامل[/FONT]
[FONT="] غيّر المخطط تغييراً كاملاً
[/FONT] [FONT="]عُدِّلت الخطة بشكل مدهش[/FONT]
[FONT="] عدلت الخطة تعديلاً مدهشاً[/FONT] [FONT="]
… تتباين بشكل ملحوظ[/FONT]
[FONT="]يمكن أن نصوغ ذلك على الشكل التالي:[/FONT]
[FONT="] … ذلك كما يلي:[/FONT]
[FONT="]وقد تبين لي من مراجعتي كثيراً من المقالات العلمية أنه في حالاتٍ أخرى (غير الأمثلة الكثيرة المذكورة) كان الأصوب - بحَسَب المعنى المراد - أن توضع محل (بشكل) إحدى الكلمات الآتية: بطريقة، بأسلوب، بصفة، بصيغة، بوجه، بدرجة، بكيفية،[/FONT][FONT="] الخ….
[/FONT] [FONT="]ملاحظة:[/FONT] [FONT="] أجاز مجمع القاهرة، سنة 1973، قولَ الكتَّاب[/FONT]:[FONT="] «مَشَى بصورة جيدة، أو سار بشكل حسن»[/FONT]،[FONT="] لأنه يتضمن بياناً لهيئة الحَدَث.
وعلى هذا، للكاتب أن يختار بين هذا القول، والقول المألوف:[/FONT][FONT="]«مشى مشياً جيداً؛ سار سيراً حسناً[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]: «الخَلَلُ: مُنْفَرَجُ ما بين كل شيئين، والجمع خلال[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]وجاء في ا[/FONT][FONT="]لتنزيل العزيز: [/FONT] ][FONT="]الله الذي يُرسِل الرياحَ فتُثيرُ سحاباً فيبسُطُه في السماء كيف يشاء ويجعلُه كِسَفاً فترى الوَدْقَ يخرجُ من خلاله[/FONT][.[FONT="] الوَدْق: المَطَر.[/FONT]
[FONT="]وقال البحتري يصف طلوع الشمس:[/FONT]
[FONT="]حتى تَبَدَّى الفجرُ من جنباتِه ....... كالماءِ يلمعُ من خلال الطُّحْلُبِ[/FONT]
([FONT="]الضمير [/FONT] في "جنباته" [FONT="]عائد لِلَّيل[/FONT]، و"الطحلب":[FONT="] الخضرة على وجه الماء الآسِن[/FONT])[FONT="].[/FONT]
[FONT="]هذان نموذجان من استعمال (من خلال) على الحقيقة:[/FONT]
[FONT="]وفيما يلي أمثلة على استعمال (من خلال) على المجاز:[/FONT]
· [FONT="]قال أمير البيان، الأمير شكيب أرسلان:[/FONT]
[FONT="]«وإنما ألْمحُ من خلال الكتابات التي يجود بها بعض أدباء الوقت مَنْزِعاً…»[/FONT]
· [FONT="]وقال الأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي:[/FONT]
[FONT="]«نتابع نشر مستدركات الأب الكرملي على (محيط المحيط): إما مباشرةً، وإما منخلال نَقْد الكرملي لمعجم[/FONT][FONT="](البستان[/FONT]).[FONT="]»[/FONT] (مجلة التراث العربي، افتتاحية العدد 54)
· [FONT="]وقال الأستاذ محمد المبارك في كُتيِّبه (عبقرية اللغة العربية، ص 31):[/FONT]
[FONT="]«وإن في دراسة العربية وتفهّمها تفهّماً عميقاً، كشفاً عن شخصيتنا وترسيخاً لعروبتنا، بل لإنسانيتنا، لأننا من خلال ألفاظها وقوالبها عرفنا أنفسنا وعرفنا الإنسانية، بل عرفنا الكون والله[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
· [FONT="]وقال الدكتور مازن المبارك في كتابه (نحو وعيٍ لغوي، ص 58):[/FONT]
[FONT="]«… إنه لا بدّ مع الصمود، من البحث الموضوعي الذي يتناول خصائص اللغة، ويكشف - من خلالها - عن محاسن ما يقال، أو مساوئ ما يراد[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
· [FONT="]وقال الدكتور صبحي الصالح، في مقدمته لـِ (نهج البلاغة[/FONT] /[FONT="]25[/FONT])[FONT="]:[/FONT]
[FONT="]«وما أردت بتعليقاتي هذه نقداً ولا تجريحاً، ولكني وددتُ - من خلالها - أن يميط القراء اللثام عن سرّ اهتمامي الشديد بالفهرس الأول[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]وفيما يلي نماذج مأخوذة من كتابات علمية، استُعمل فيها (من خلال) استعمالاً جانَبَه التوفيق:[/FONT]
· [FONT="]لا بد من أن يمرّ حلّ هذه المشكلة بإدارة أفضل للمصادر، ومعالجةٍ جيدة للضحايا المحتملة، من خلال البدء (!) بتشخيص سريع.[/FONT]
[FONT="]إذن: لا يقال[/FONT]:([FONT="]أكَّد على الشيء[/FONT])[FONT="]، وإنما[/FONT] يقال: ([FONT="]أكَّد الشيءَ! فتأكَّد الشيءُ[/FONT])[FONT="].[/FONT]
[FONT="]وعلى هذا لا يصح أن نقول مثلاً: (يجب أن نتأكّد من حدوث كذا)[/FONT]،[FONT="] لأن الصواب هو: (يجب أن يتأكَّد لنا حدوث كذا) أو (يجب أن نتحقق حدوث كذا، أو نتيقَّن أو نستَيْقِنَ حدوثَ كذا، أو نَتَوثَّق من كذا أو نستوثق منه). [/FONT]
[FONT="]ولا يصح أن تقول: [/FONT] ([FONT="]هل أنت متأكّد؟)، لأن الصواب هو: (هل أنت متحقق؟[/FONT] [FONT="]/ متيقن؟ / مستيقن؟)[/FONT].
[FONT="]جاء في [/FONT]([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT] [FONT="]«الرَّغْم: الرَّغام (أي التراب). ويقال: فعله على رغمه، وعلى الرغم منه، وعلى رغم أنْفِهِ: على كُرْهٍ منه[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]يقال في العربية: (على رغم كذا، وعلى الرغم مِن كذا[/FONT]، [FONT="]وبرغم كذا، وبالرغم من كذا)[/FONT].
[FONT="]ويقال مثلاً: [/FONT] ([FONT="]ما كنت أحبّ أن أحضر، ولكني حضرتُ رغْماً[/FONT])[FONT="].[/FONT]
[FONT="]ولا تستعمل كلمة (الرغم) في غير هذه التراكيب التي - لدى استعمالها - يكون معنى الكُرْهِ وعدم الرغبة أو القَسْرِ أو المُغالَبَة أو المعاناة ملحوظاً غالباً، نحو:[/FONT] ([FONT="]أخذ الأب طفله إلى المدرسة على الرغم منه..[/FONT].)
[FONT="]وفيما يلي نماذج من استعمالاتٍ جانَبَها التوفيق:[/FONT]
[FONT="] ·[FONT="] [/FONT][/FONT][FONT="]على الرغم من أن هذه المسألة ليست جديدة، هنالك ملاحظات حديثة أثارتها الأبحاث العلمية. [/FONT]
[FONT="]أقول: ومع أن هذه المسألة ليست…[/FONT]
[FONT="] ·[FONT="] [/FONT][/FONT][FONT="]ورغم أن المغنيتارات كانت منذ عام 1992 مجرد فكرة نظرية، لم يتمّ (كذا) تَعَرُّف أول مغنيتار إلا مؤخراً (كذا).[/FONT]
[FONT="]أقول: ومع أن… نظرية، لم يُتَعَرَّف (أو: لم يَحْدث تَعَرُّف)… إلا أخيراً[/FONT] [FONT="]/ حديثاً[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] ·[FONT="] [/FONT][/FONT][FONT="]العجيب أن خالداً على الرغم من فقره كريم![/FONT]
[FONT="]أقول: العجيب أن خالداً على فقره كريم![/FONT]
[FONT="]قال الشاعر:[/FONT]
[FONT="]ما سَلِمَ الظبيُ على حُسْنِه [/FONT].... [FONT="] كلاّ ولا البَدْرُ الذي يوصف[/FONT]
17- لا تَقُل: (أعلاه)، [FONT="]([/FONT]الآنف الذكر)، [FONT="]([/FONT]مُسْبقاً)!
[FONT="]إذا أدرج مؤلِّفٌ في مقاله العلمي مخططاً مثلاً، فَلَهُ أن يقول:[/FONT][FONT="]«يبين الشكل مخطط الجهاز المستعمل، ويلاحَظ في أعلاه وجودُ…»[/FONT]
[FONT="]الضمير في كلمة (أعلاه) هنا عائدٌ إلى المخطط، والجملة سليمة[/FONT]ٌ[FONT="] معافاة.[/FONT]
[FONT="]أما في العبارة:[/FONT][FONT="]«أعلنت أمريكا أنها سوف تتبع الخيار المذكور أعلاه»[/FONT]،[FONT="] فالهاء ضمير لا مَرْجِع له! وهذا خطأ. وقبل أن نذكر وجه الصواب نورد ما جاء في معاجم اللغة: [/FONT]
[FONT="]ففي [/FONT] ([FONT="]لسان العرب[/FONT])[FONT="]:[/FONT][FONT="]«وفعلتُ الشيءَ آنفاً[/FONT]:[FONT="] أي في أول وقت يقرب مني، وجاؤوا قُبَيْلاً» بضمّ القاف وفتح الباء على صيغة التصغير.[/FONT]
[FONT="]وفي [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT][FONT="]«يقال: فَعَله آنفاً أو قريباً[/FONT].[FONT="]» وفي (أساس البلاغة[/FONT])[FONT="]:[/FONT][FONT="] «أتيته آنفاً[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]ونرى أن (آنفاً) جاء في كلام العرب ظرف زمان، ولم يشتق من فِعل (أَنِفَ) الذي يعني استنكف وتَنَزَّه (واسم الفاعل منه آنِف). وعلى هذا من الخطأ أن نقول: «الخيار المذكور أعلاه، أو الآنف الذكر»، والصواب أن يقال: [/FONT] ([FONT="]المذكور آنفاً، أو المتقدم ذكره، أو المذكور قريباً[/FONT][FONT="]) (أي المذكور من قريب). وفي التن[/FONT]ْ[FONT="]زيل العزيز: [/FONT] }[FONT="]كَمَثَلِ الذين من قَبْلِهم قريباً ذاقوا وَبالَ أمرِهم ولهم عذاب أليم[/FONT]{[FONT="].[/FONT]
[FONT="]ويقال: [/FONT] ([FONT="]قلت كذا آنفاً وسالِفاً. وجاؤوا آنفاً[/FONT])[FONT="] (المعجم الكبير - مجمع القاهرة).[/FONT]
[FONT="]وهناك خطأ شائع آخر، نحو قولهم[/FONT]:[FONT="] (فَعَل ذلك مُسْبقاً)! ذلك أنه جاء في (لسان العرب[/FONT])[FONT="]، وفي [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط - الطبعة الثالثة):[/FONT] [FONT="] «أَسْبَقَ القومُ إلى الأمر: بادروا»[/FONT]،[FONT="] فالأمر مُسْبقٌ إليه! (لا بد من[/FONT][FONT="]«إليه» بعد[/FONT][FONT="] «مسبق» لأن[/FONT][FONT="]«أسبَقَ» فِعلٌ لازم لا يتعدى بنفسه وإنما بالحرف!).[/FONT]
[FONT="]وليس بين المعنى المعجمي والمعنى المراد بالخطأ الشائع المذكور أي صلة.[/FONT]
[FONT="]والصواب أن نقول: فعل ذلك مُقدَّماً وَسَلَفاً. أو - في سياق آخر - فعل ذلك سابقاً/سالِفاً/ قَبْلاً (إذا أردتَ قَبْليَّةً غيرَ معيَّنة)/ مِن قَبْلُ (إذا كنتَ تعني قَبل شيء معيَّن).[/FONT]
[FONT="]ولنا أن نقول مثلاً:[/FONT]
·[FONT="]يجري تجميع المباني السابقة الصُّنْع (أو: القَبْلِيَّة الصنع) بسرعة. [/FONT]
·[FONT="]كان يَتوقع حضورَه فهيأ له سلفاً بعض الأسئلة.[/FONT]
[FONT="]جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT] [FONT="]«تَوَجَّب فلانٌ: أكل في اليوم والليلة أكلةً واحدةً[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]وقد شاع أخيراً استعمال (يتوجَّب) بدلاً من (يجب)، وهذا خطأ صريح يجب علينا مكافحته![/FONT]
[FONT="]ولا يفرّق بعض الناس بين (يجب) و(ينبغي) من حيث المعنى والتعدية، فيقولون: ينبغي علينا (!) أن نفعل كذا. ولكن، جاء في [/FONT] ([FONT="]المعجم الوسيط[/FONT])[FONT="]:[/FONT]
[FONT="]«يقال: ينبغي لِفلانٍ أن يعمل كذا: يَحْسُن به ويُسْتَحبُّ له. وما ينبغي لفلانٍ أن يفعل كذا: لا يليق به ولا يحسُن منه[/FONT].[FONT="]»[/FONT]
[FONT="]وفي التن[/FONT]ْ[FONT="]زيل العزيز: [/FONT] }[FONT="]ما كان ينبغي لنا أنْ نتخذَ مِن دونِك مِن أولياء[/FONT]{[FONT="].[/FONT]
[FONT="]يقال إذن: [/FONT] ([FONT="]يجب على فلان، وينبغي لفلان[/FONT])[FONT="]. والفرق بين التركيبين والمعنيين واضح [/FONT] و[FONT="]كبير.[/FONT]
[FONT="]وفي الحديث:[/FONT] [FONT="]«تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعرفْك في الشدة»[/FONT][FONT="] أي: اِجعلْه يعرفك بطاعته في الرخاء يُسعفْك في الشدة.[/FONT]
·[FONT="]تعارف فلانٌ وفلان[/FONT][FONT="]، صار كلٌ منهما يعرف الآخر (من أفعال المشاركة). [/FONT]
·[FONT="]تعارفوا الشيءَ[/FONT][FONT="] (فعل متعدّ): عرفوه فيما بينهم. وعلى هذا يقال: هذه عاداتٌ متعارفة! أي معروفة شائعة[/FONT].[FONT="] ولا يقال: [/FONT] ([FONT="]متعارف عليها!!)[/FONT]