عيد الأضحى في مصر فرصة العودة إلى الجذور

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
23,661
الإقامة
Egypt
عيد الأضحى في مصر فرصة العودة إلى الجذور

20091127559.jpg


عيد الأضحى من أكثر الأعياد التي تلقى اهتماما ليس فقط عند المصريين بل في مختلف الدول العربية والإسلامية، لارتباطه بمناسك الحج التي ما أن تنتهي حتى يبدأ العيد وتقديم الأضحية.


وتكون عطلة الأضحى مناسبة للم شمل العائلات المنتشرة بين المحافظات. وتفرغ القاهرة من قاطنيها حيث ينتمي القسم الأكبر منهم إلى جذور صعيدية. أما من يبقى في القاهرة فينتشرون في المنتزهات وشواطئ النيل في محاولة للاستفادة بقدر الإمكان من العطلة، وبأقل تكاليف ممكنة.


وقال أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة القاهرة، الدكتور توفيق بكر لـلشرفة إنه "لا توجد اختلافات جذرية في طقوس عيد الأضحى في مصر عن غيرها من البلدان الإسلامية والعربية، فالطقوس مشتركة لارتباطها بانتهاء موسم الحاج وبدء عودة الحجاج من مناسكهم."


وأطلق الدكتور بكر على هذا العيد تسمية "عيد اللحم" بسبب العادات التي تفرض تقديم الأضاحي خصوصا الخراف والجمال، كما يعمد بعض الميسورين إلى ذبح العجول الصغيرة.


وعن الطقوس المرافقة لهذا العيد قال إنها ربما تأثرت بالضغوط الاقتصادية التي يعيشها الشعب المصري، "لكن الأساسيات لم تتغير."


وأضاف "تبدأ الطقوس باكرا جدا مع صلاة العيد حيث يتوجه الجميع إلى المساجد، وتأتي بعدها زيارة مدافن الأقرباء ووضع الزهور فوقها، وتبادل الزيارات بين العائلات والأقارب، وتكون فترة العيد خاصة في مناطق الصعيد فرصة للتصالح بين العائلات المتناحرة، بالإضافة إلى الاهتمام الزائد بثياب العيد وتوزيع اللحوم على الفقراء وزيارة المرضى في المستشفيات."


وختم بكر كلامه بأن الكثير من المناطق خارج القاهرة لا تزال تحتفظ بالطابع التقليدي خلال فترة العيد.


عمر عبد الرسول، مدرس المرحلة الثانوية البالغ من العمر 47 عاما، قال لـلشرفة "إنه لولا ضرورة زيارة الأهل في الصعيد وضرورة أن يتعرف أبنائه الأربعة على العادات الجميلة والتقاليد لما غادر القاهرة ومنزله إطلاقا خلال عطلة العيد، إذ إنها الفترة الوحيدة التي من الممكن أن يرتاح فيها من الزحام والضغوط اليومية المتواصلة."


وأضاف عبد الرسول أن أجمل العادات المتبقية هي "الأكلات التقليدية التي تشترك العائلة كلها في تحضيرها، مثل الفتة والكوارع التي يحضرها الأخوات البنات وزوجات الأبناء مع تعليمات من الأم أو الجدة، والمخبوزات خصوصا الرقاق الذي يتم تناوله محشوا بلحوم الماعز أو على شكل حلوى أو مع الحليب."


وأشار إلى أنه من العادات المتبقية أيضا "العشم"، وتعني زيارة الأخوات المتزوجات وتقدم لهن الأموال وجزء من لحم الأضحية.


ولكن كان لارتفاع أسعار اللحوم تأثير على احتفال المصريين بعيد الأضحى.


وقال فتحي السيد، تاجر المواشي البالغ من العمر 60 عاما، عن مصاريف العائلة في العيد، وقال لـلشرفة "إن الإنفاق الأسري تراجع كثيرا في فترة الأعياد، ويكاد لا يشكل حاليا إلا 25 في المئة ما كان عليه في السنوات الماضية."
وعزا السيد ذلك إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار وانصراف أرباب الأسر إلى تأمين ما هو ضروري بأقل تكلفة ممكنة، والاضطرار إلى تأمين مصاريف الأولاد الباهظة.


وقال السيد إن الحكومة نجحت في خفض الأسعار إلى حد ما بعد أن أغرقت الأسواق بالمواشي المستوردة. حيث تعاقدت وزارة الزراعة مع شركات اللحوم الإثيوبية وطرحت كميات كبيرة من اللحوم في الأسواق قبل بدء عيد الأضحى بثلاثة أيام بسعر 35 جنيه لكيلو اللحوم البقرية.


وجدير بالذكر أنه تم استيراد 5000 رأس من الأبقار، إضافة إلى طرح 15 ألف رأس من صغار الجمال "القاعود" بأسعار تتراوح ما بين 3 و5 آلاف جنيه للقاعود الواحد، وطرح حوالي 4000 خروف بلدي بفروع المجمعات الاستهلاكية.


ويتراوح سعر الخروف البلدي ما بين 30 و45 جنيهاً للكيلو القائم، في حين يبلغ سعر المذبوح 75 جنيه للكيلو الواحد.
 

أحدث المواضيع

أعلى