203-المقالة الثالثة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 2-غزوة الطائف

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
203-المقالة الثالثة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 2-غزوة الطائف

203-المقالة الثالثة بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
2-غزوة الطائف ‏
قال ابن إسحاق‏:‏
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل قريباً من الطائف، فضرب به عسكره فقتل ناس من أصحابه بالنبل،
وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف فتأخروا إلى موضع مسجده عليه السلام اليوم بالطائف الذي بنته ثقيف بعد إسلامها، بناه عمرو بن أمية بن وهب
وكانت فيه سارية لا تطلع عليها الشمس صبيحة كل يوم إلا سمع لها نقيض فيما يذكرون‏.‏
قال‏:‏ فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة‏.‏ ‏‏
قال ابن هشام ويقال‏:
‏ سبع عشرة ليلة‏.‏
وقال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري‏:‏
ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وترك السبي بالجعرانة،
وملئت عرش مكة منهم،
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم ويقاتلونه من وراء حصنهم،
ولم يخرج إليه أحد منهم غير أبي بكرة بن مسروح أخي زياد لأمه‏.‏
فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكثرت الجراح، وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها،
فقالت لهم ثقيف‏:‏
لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم‏.‏
وقال عروة‏:‏
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل رجل من المسلمين أن يقطع خمس نخلات وخمس حبلات،
وبعث منادياً ينادي من خرج إلينا فهو حر،
فاقتحم إليه نفر منهم فيهم أبو بكرة بن مسروح أخو زياد بن أبي سفيان لأمه، فأعتقهم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يعوله ويحمله‏.

وقد قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق‏:
‏ حدثني عبد الله بن المكرم الثقفي قال‏:‏
لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، خرج إليه رقيق من رقيقهم أبو بكرة عبداً للحارث بن كلدة، والمنبعث وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث، ويحنس ووردان في رهط من رقيقهم فأسلموا‏.‏
فلما قدم وفد أهل الطائف فأسلموا،
قالوا‏:‏
يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك‏؟‏
قال‏:‏
‏(‏‏(‏لا أولئك عتقاء الله‏)‏‏)‏
ورد على ذلك الرجل ولاء عبده فجعله له‏.‏
وقال البخاري‏:‏
ثنا محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة، عن عاصم‏:‏
سمعت أبا عثمان قال‏:‏
سمعت سعداً - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -قالا‏:‏ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه فالجنة عليه حرام‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه مسلم من حديث عاصم به‏.‏‏
قال البخاري‏:‏
وقال هشام أنبا معمر، عن عاصم، عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي قال‏:‏
سمعت سعداً وأبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال عاصم‏:‏
قلت لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما‏.‏
قال‏:
‏ أجل أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله،
وأما الآخر فنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف‏.‏
قال محمد بن إسحاق‏:‏
وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتان من نسائه، إحداهما أم سلمة، فضرب لهما قبتين فكان يصلي بينهما، فحاصرهم وقاتلهم قتالاً شديداً وتراموا بالنبل‏.‏
قال ابن هشام‏:‏
ورماهم بالمنجنيق‏.‏
فحدثني من أثق به أن النبي صلى الله عليه وسلم أول من رمى في الإسلام بالمنجنيق رمى به أهل الطائف‏.‏
وذكر ابن إسحاق
أن نفراً من الصحابة دخلوا تحت دبابة، ثم زحفوا ليحرقوا جدار أهل الطائف
فأرسلت عليهم سكك الحديد محماة،
فخرجوا من تحتها فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالاً، فحينئذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقطع أعناب ثقيف فوقع الناس فيها يقطعون‏.‏
قال‏:‏
وتقدم أبو سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة منادياً ثقيفاً بالأمان حتى يكلموهم، فأمنوهم فدعوا نساء من قريش وبني كنانة ليخرجن إليهم وهما يخافان عليهن السباء إذا فتح الحصن، فأبين‏.‏
فقال لهما أبو الأسود بن مسعود‏:‏
ألا أدلكما على خير مما جئتما له‏؟‏
إن مال أبي الأسود حيث قد علمتما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلاً بوادٍ يقال له‏:‏ العقيق وهو بين مال بني الأسود، وبين الطائف،
وليس بالطائف مال أبعد رشاء، ولا أشد مؤونة ولا أبعد عمارة منه،
وإن محمداً إن قطعه لم يعمر أبداً فكلماه فليأخذه لنفسه أو ليدعه لله وللرحم‏.‏
فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه لهم‏.
 

أحدث المواضيع

أعلى