193-المقالة الثالثة والتسعون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية تتمة 4-غزوة هوازن يوم حنين

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
193-المقالة الثالثة والتسعون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية تتمة 4-غزوة هوازن يوم حنين

193-المقالة الثالثة والتسعون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
تتمة 4-غزوة هوازن
فصل فى كيفية الوقعة؟

وما كان أول الامر من الفرار ثم العاقبة للمتقين
قال يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال:
فخرج مالك بن عوف بمن معه إلى حنين فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فأعدوا وتهيئوا في مضايق الوادي وأحنائه
وأقبل رسول الله وأصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح ، فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم وانكفأ الناس منهزمين لا يقبل أحد على أحد،
وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين يقول
" أين أيها الناس ؟ هلموا إلي أنا رسول الله، انا رسول الله أنا محمد بن عبد الله " قال: فلا شئ ،
وركبت الابل بعضها بعضا
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس
ومعه رهط من أهل بيته علي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والفضل بن العباس وقيل الفضيل بن أبي سفيان، وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد، ومن الناس من يزيد فيهم قثم بن العباس
ورهط من المهاجرين منهم أبو بكر وعمر والعباس آخذ بحكمة بغلته البيضاء وهو عليها قد شجرها،
قال
ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن وهوازن خلفه،
إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه،
قال فبينما هو كذلك إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الانصار يريدانه، قال فيأتي علي من خلفه، فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الانصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله، قال واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الاسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه الامام أحمد عن يعقوب ابن إبراهيم الزهري، عن أبيه عن محمد بن إسحاق.

قال ابن إسحاق: والتفت رسول الله




صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
وكان ممن صبر يومئذ وكان حسن الاسلام حين أسلم،
وهو آخذ بثفر بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " من هذا ؟ " قال ابن أمك يا رسول الله.
قال ابن إسحاق:
ولما انهزم الناس تكلم رجال من جفاة الاعراب بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان صخر بن حرب - يعني وكان اسلامه بعد مدخولا وكانت الازلام بعد معه يومئذ - قال:
لا تنتهي هزيمتهم دون البحر،
وصرخ كلدة بن الحنبل وهو مع أخيه صفوان بن أمية - يعني لامه - وهو مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا بطل السحر اليوم.

فقال له صفوان:
اسكت فض الله فاك فوالله لئن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.

وقال الامام أحمد:
حدثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة أنبأ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك:
أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والابل والغنم فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما التقوا ولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله.
ثم قال
" يا معشر الانصار أنا عبد الله ورسوله "
قال:
فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح.

قال:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
" من قتل كافرا فله سلبه "
قال
فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم ،
وقال أبو قتادة:
يا رسول الله إني ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأجهضت عنه فانظر من أخذها قال: فقام رجل فقال: أنا أخذتها فارضه منها وأعطنيها، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال عمر
والله لا يفئها الله على أسد من أسد الله ويعطيكها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صدق عمر "
قال
ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر
فقال أبو طلحة ما هذا ؟
فقالت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج في بطنه،
فقال أبو طلحة:
أما تسمع ما تقول أم سليم ؟
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالت:
يا رسول الله أقتل من بعدها من الطلقاء انهزموا بك،
فقال:
" إن الله قد كفى وأحسن يا أم سليم "
وقد روى مسلم منه قصة خنجر أم سليم، وأبو داود قوله
" من قتل قتيلا فله سلبه "
كلاهما من حديث حماد بن سلمة به.

وقول عمر في هذا مستغرب
والمشهور أن ذلك أبو بكر الصديق.

وقال الامام أحمد:
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا أبي، ثنا نافع أبو غالب، شهد أنس بن مالك فقال العلاء بن زياد العدوي: يا أبا حمزة بسن أي الرجال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ بعث ؟ فقال: ابن أربعين سنة، قال ثم كان ماذا ؟ قال ثم كان بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتمت له ستون سنة، ثم قبضه الله إليه.
قال بسن أي الرجال هو يومئذ




قال كأشب الرجال وأحسنه وأجمله وألحمه،
قال يا أبا حمزة وهل غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال نعم غزوت معه يوم حنين
فخرج المشركون بكرة فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا وفي المشركين رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا،
فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل
فهزمهم الله فولوا،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى الفتح
فجعل يجاء بهم أسارى رجل رجل فيبايعونه على الاسلام،
فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن علي نذرا لئن جئ بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لاضربن عنقه، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئ بالرجل فلما رأى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: يا نبي الله تبت إلى الله ؟ قال: وأمسك نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبايعه ليوفي
الآخر نذره،
قال: وجعل ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله ويهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يصنع شيئا بايعه فقال يا نبي الله نذري ؟ قال " لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي نذرك " فقال يا رسول الله ألا أومأت إلي ؟ قال " إنه ليس لنبي أن يومي ".
تفرد به أحمد.

وقال أحمد
حدثنا يزيد ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:
كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين
" اللهم إنك إن تشاء لا تعبد في الارض بعد اليوم "
إسناده ثلاثي على شرط الشيخين
ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذا الوجه.
 

أحدث المواضيع

أعلى