المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التفسير جامع الرسائل مقالة اهل السنة فى تحقيق الشكر

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التفسير جامع الرسائل مقالة اهل السنة فى تحقيق الشكر

المقالة الرابعة والعشرون
من سلسلة التفسير
جامع الرسائل لشيخ الاسلام احمد بن تيمية
تحقيق الشكر لله عز وجل
وبيان مقالة أهل السنة
وقد قال تعالى عن يوسف
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
سورة يوسف 24
وقال تعالى
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به
سورة النساء 123
وسيد المحبين المحبوبين خاتم الرسل
وقد قال
إني أعلمكم بالله واشدكم خشية له
وهو سبحانه لا يحب إلا الحسنات ولا يحب السيئات
وهو يحب المتقين والمحسنين والصابرين والتوابين والمتطهرين
ولا يحب كل مختال فخور ولا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر فإذا أحب عبدا وأذنب كان من التوابين المتطهرين
وبعض الناس يقول الشاب التائب حبيب الله والشيخ التائب عتيقه (وليس الأمر كذلك)
بل كل من تاب فهو حبيب الله سواء كان شيخا أو شابا
وقد روى
أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيادتي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب

وهذا فعله مع عباده إذا أذنبوا
- إما أن يتوب عليهم
-وإما أن يبتليهم بما يطهرهم إذا لم يجعل السيئات تخفص درجتهم
-وإن لم يكن هذا ولا هذا
انخفضت درجتهم بحسب سيئاتهم عن درجات من ساواهم في الحسنات وسلم من تلك السيئات
كما قال سبحانه
ولكل درجات مما عملوا
سورة الأنعام 132
لأهل الجنة ولأهل النار درجات من أعمالهم بحسبها
كما قد بسط في غير هذا الموضع

والعبد هو فقير دائما إلى الله من كل وجه
من جهة أنه معبوده وأنه مستعانه
فلا يأتي بالنعم إلا هو
ولا يصلح حال العبد إلا بعبادته
وهو مذنب أيضا لا بد له من الذنوب فهو دائما فقير مذنب
فيحتاج دائما إلى الغفور الرحيم الغفور الذي يغفر ذنوبه والرحيم الذي يرحمه
فينعم عليه ويحسن إليه
فهو دائما بين إنعام الرب وذنوب نفسه
كما قال أبو إسماعيل الأنصاري
إنه يسير بين مطالعة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل
وكما قال ذلك العارف للحسن البصري
إني أصبح بين نعمة وذنب فأريد أن أحدث للنعمة شكرا وللذنب استغفارا
وفي سيد الإستغفار
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي
وفي الحديث الإلهي
فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
وكان يقول في خطبته
الحمد لله نستعينه ونستغفره
وفي القنوت
اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك
إلى آخره
وكان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع
يحمد الله ثم يستغفره فيقول
ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي ما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
والإستغفار مقرون بالحمد كما قرن بالتوحيد وكما قرن الحمد بالتحميد
وقد جمعت الثلاثة في مثل كفارة المجلس
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكان المقصود
أن الجهمية المجبرة لما آمن منهم من آمن بالرسل
صار عندهم خوف ما ورجاء ما
وصاروا يوجبون الشكر شرعا
فالداعي عندهم جزء من الشرع
وأما داعي المعتزلة فهو أقوى من داعيهم
فهم أحسن أعمالا وأعبد وأطوع وأورع كأهل السنة والمعرفة فهم يعبدونه مع الخوف والرجاء والشكر بداعي المحبة ومعرفة الحكمة والإلهية
وهذه ملة إبراهيم الخليل فهم فوق هؤلاء كلهم
والله تعالى أعلم
 
رد: المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التفسير جامع الرسائل مقالة اهل السنة فى تحقيق الشكر

اللهم اجعلنا من المتقين والمحسنين والصابرين والتوابين والمتطهرين
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل / الطائر المسافر
 

أحدث المواضيع

أعلى