:: لماذا نصر على تسمية نظامنا الذي نريده بالديمقراطية::

همسات حائرة

عضو ذهبي
إنضم
Apr 25, 2011
المشاركات
6,323
الإقامة
أم الدنيـــــــــــا
112811181139jcxtcujf4169mk.gif




وفى العالم الإسلامى كتاب ومفكرون ودعاة مخلصون مخدوعون فى الديمقراطية ، يقولون نأخذ ما فيها من خير ونترك ما فيها من شرور .
يقولون نقيدها بما أنزل الله . ولا نبيح الإلحاد ولا نبيح التحلل الخلقى والفوضى الجنسية !
...إنها إذن لن تكون الديمقراطية .. إنما ستكون الإسلام !!

إن الديمقراطية هى حكم الشعب بواسطة الشعب . إنها تولى الشعب سلطة التشريع .

فإذا ألغى هذا الأمر أو قيد بأى قيد فلن تكون هى الديمقراطية التى تقوم اليوم بهذا الاسم .

واسألوا الديمقراطيين !

قولوا لهم : نريد أن نحكم بما أنزل الله ، ولا يكون للشعب ولام ممثليه حق وضع القوانين إلا فيما ليس فيه نص من كتاب أو سنة ولا إجماع من علماء المسلمين !

قولوا لهم : نريد أن ننفذ حكم الله فى المرتد عن دينه ، وحكم الله فى الزانى والسارق وشارب الخمر ..

قولوا لهم : نريد أن نلزم المرأة بالحجاب . ونمنع التبرج ، ونمنع العرى على الشواطئ وفى الطرقات . ونريد فى الوقت ذاته أن نكون ديمقراطيين !

اسألوهم وانظرا ماذا يقولون !

سيقولون على الفور : إن هذه ليست الديمقراطية التى نعرفها .. ففى الديمقراطية يشرع الناس فى جميع الأمور لا يلتزمون فى شئ منها بغير ما يريده الشعب ( نظريا على الأقل ! وإن كانت الحقيقة كما أسلفنا أن الرأسماليين هم الذين يشرعون من وراء الستار ! )

سيقولون إن الديمقراطية لا تتدخل فى " الحرية الشخصية " للأفراد !
فمن شاء أن يرتد عن دينه فهو حر !
ومن شاء أن يتخذ صديقة أو خليلة فهو حر .
ومن شاءت أن تكشف عن صدرها أو ظهرها أو ساقيها فهى حرة !
ومن شاءت أن تخون زوجها فهى حرة ما لم يشتك الزوج !

سيقولون : ابحثوا عن اسم آخر لما تريدون . . اسم غير الديمقراطية !

فإذا كان كذلك فلماذا نصر نحن على تسمية نظامنا الذى نريده باسم الديمقراطية ؟ لماذا لا نسميه الإسلام؟!

ويقول بعض الناس مخلصين : إنما نريد أن يلتزم الحاكم – المسلم – برأى الشعب فيما ليس فيه نص .. وهذا هو لب الديمقراطية الذى نريد أن نطعم به الحكم الإسلامى ، لنمنع طغيان الحكام !

وما نريد هنا أن ندخل فى الخلاف الفقهى القائم حول الشورى فى الإسلام وهل هى ملزمة لولى الأمر أم غير ملزمة .. فهذا يخرج بنا عن موضوع الكتاب إنما نقول فقط أن هذا أمر اجتهادى ليس فيه نص .. فالنص يلزم بالشورى ذاتها ، ولكن لا يوجد نص يقول إن الشورى ملزمة او غير ملزمة . ولذلك اختلف الفقهاء .

وما دام الأمر اجتهاديا فمن حق أى جيل من أجيال المسلمين أن ينظر فيه ، وينظر فى وجه المصلحة فيه .. فيوم نكون جادين فى تطبيق الإسلام ، فعندئذ يجتمع علماء الأمة وينظرون فى الأمر ، ويقررون على ضوء الظروف القائمة وقتها إن كانت المصلحة تقتضى جعل الشورى ملزمة أو غير ملزمة .. وتلتزم الأمة وحكامها بما يراه علماؤها المجتهدون ، فإذا رأى علماء الأمة أن المصلحة تتحقق بالتزام الحاكم بنتيجة الشورى كان هذا الاجتهاد ملزما لأولياء الأمور .

أما أن نستعير " ترسا " من آلة أجنبية عن الإسلام لنركبه فى النظام الإسلامى لمجرد ظننا أنه صالح ومفيد ، فليس هذا هو التفكير السديد .


إن الإسلام نظام متكامل . وحاجات المسلمين ومصالحهم تتحقق من داخل النظام لا من خارجه .

فلنعزم أولا أن نكون مسلمين حقا ، ملتزمين بما أنزل الله ، ثم لننظر بعد ذلك ما يفتح الله به علينا من الحلول :
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)" سورة العنكبوت 29/69


وينظر أناس إلى البغى والطغيان القائم فى بلاد الإسلام فيقولون : أليست الديمقراطية خيرا من هذا البغى ؟


على الأقل نستطيع أن نتنفس ونحن آمنون ! لا يجئ حاكم فيعتقل من يعتقل ، ويعذب من يعذب ، ويقتل من يقتل دون أن يجرؤ أحد على معارضته بسبب عدم وجود نظام ديمقراطى ، فلو أننا اتخذنا الديمقراطية – مع تحكيم شريعة الله – أمنا من طغيان الحكام .


ويبدو هذا القول وجيها لأول وهلة .. ففى النظم الديمقراطية القائمة فى الغرب لا يطغى الحكام بهذه الصورة ، ولا يعتقلون الناس بعشرات الألوف ، ولا يعذبونهم فى السجون ، ولا يقتلون أحدا بالتعذيب داخل الأسوار ، مما تعرض له الدعاة المسلمون فى أكثر من مكان فى العالم الإسلامى .

ولكن القضية إذا أمعنا النظر فيها لا تبدو بهذه الوجاهة التى تبدو عليها الوهلة الأولى .

فلا يوجد نظام فى الأرض – حتى النظام الربانى – يعمل من تلقاء نفسه دون قيام البشر على حراسته ، أو يعطى الضمانات للناس دون أن يحرص الناس على التمسك بهذه الضمانات .

والديمقراطية ليست نظاما آليا يحمل ضماناته فى طياته ويطبقها من ذات نفسه !
إنما هى – ككل نظام – تعتمد على البشر الذين يقومون بالتطبيق .

 

المواضيع المتشابهة

رد: :: لماذا نصر على تسمية نظامنا الذي نريده بالديمقراطية::

وانظر إلى تاريخ الديمقراطية فى بلادهم التى تطبقها وتتمتع بضماناتها . إنه تاريخ نضال مستمر وثورات ودماء! والذى أعطى الضمانات – كما أشرنا أكثر من مرة فى هذا الفصل – لم يكن هو الديمقراطية فى ذاتها ، إنما كان نضال الشعب وثورته على الظلم وتحمل التضحيات والضحايا فى سبيل الحصول على حقوقه . وبهذا النضال نال الشعب ما نال من حقوق وضمانات .

ولكن تعال الآن فحاول تطبيق الديمقراطية فى بلاد لم تناضل ولم تتجه للنضال من أجل الحريات والضمانات والحقوق . فماذا تفعل الديمقراطية للناس ؟! هل تصون لهم حقوقهم وتعطيهم ضماناتهم ؟


إن الديمقراطية ليست ثوبا يشترى جاهزا ويلبس ، إنما ينبغى أن يفصل تفصيلا على قد لابسه ! لابد من " المعاناة " التى تعطى ثمرة التجربة !


حيث ثار المصريون ثورتهم " الوطنية عام 1919 ، كان تشرشل وزيرا فى وزارة المحافظين القائمة يومئذ فى بريطانيا ، فجاءت أخبار الثورة فى الصحف
فسأل تشرشل : ماذا يريدون ؟ ( يعنى المصريين )
قالوا له : يريدون دستورا وبرلمانا !
فقال تشرشل : أعطوهم لعبة يتلهون بها Give them a toy to play with وكانت كلمة صادقة من ذلك الداهية الساخر المتغطرس الخبيث .


ولست أقول أن النظم الطغيانية التى حلت محل تلك الديمقراطيات المزيفة هى خير منها ! كلا ! وألف مرة كلا ! فالطغيان الذى يعتقل عشرات الألوف ويعذبهم أبشع تعذيب عرفته البشرية ، ويقتل منهم من يقتل فى محاكمات صورية أو داخل الأسوار بالتعذيب ، هو شر خالص لا خير فيه .


ولكنى أقول فقط إن البديل ليس هو الديمقراطية .. إنما هو الإسلام !



فإذا كانت العودة إلى الإسلام اليوم تحتاج إلى جهاد طويل وتضحيات ، وإلى تربية جادة علىحقائق الإسلام ، فإن الديمقراطية كذلك ! إنها لن تعطى ثمارها – فى الجانب الخير منها – إلا بجهاد وتضحيات ، وتربية جادة تربى جيلا من الناس يحرص على حريات الديمقراطية وضماناتها ، ويأبى أن تزيف إرادته التزييف الغليظ الذى كان يحدث باسم الديمقراطية فى بلادنا . وإلا فستظل لعبة يتلهى بها الناس كما قال ذلك الخبيث .



فإذا كان لابد من التربية فى الحالتين ولابد من الجهاد والتضحيات فى الحالتين ، أفليس الأولى أن يكون الجهد فى سبيل الخير الحقيقى ، الخير الذى لا يعود على المسلمين وحدهم إنما يعود على البشرية جمعاء ، وهو خير الدنيا والآخرة فى ذات الوقت ؟ !


ولقائل أن يقول ، إن التاريخ السياسى الإسلامى ملئ بالمظالم ، وهو يحمل اسم الإسلام .
ونقول نعم ! إن هذا صحيح !
ولكن ما سببه على وجه التحديد ؟!

ظلم من الحكام .. نعم .. ولكن أين كانت الأمة الإسلامية ؟
ولماذا سكتت على الظلم ، ولم تأطر حكامها على الحق أطراكما أمرها زعيمها وقائدها صلى الله عليه وسلم ؟
إنها استنامت للظلم تفريطا فى حقوقها وواجباتها التى قررها الإسلام ..
أفلو كانت الديمقراطية هى الحاكمة بدلا من الإسلام كان المفرطون لا يفرطون ؟!


وهل الأمة التى ضيعت الإسلام كانت ستحافظ على الديمقراطية ؟!

إن القضية أن هذه الأمة تحتاج أن تربى من جديد على حقيقة الإسلام .. وبغير ذلك لا ينصلح حالها ولا يستقيم .


ومن كان يرى أن مشوار الإسلام مشوار طويل ، وأن مشوار الديمقراطية أقصر منه وأيسر ، فنحن نقول له إن الديمقراطيات ذاتها فى سبيلها إلى الانهيار ، بما تحمل فى طياتها من عوج وانحراف قائم فى أصل النظام .

وسيبقى الإسلام ..
سيبقى لأنه دين الحق ..
ولأن الله تكفل بحفظه .

ولأنه هو الشئ الوحيد الذى يمكن أن ينقذ البشرية كلها من ضلالها البعيد الذى لجت فيه ..
ولأن هناك مؤمنين بهذا الدين يجاهدون لتكون كلمة الله هى العليا ، والله هو الذى وعدهم بالتمكين :

"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً" سورة النــور 24/55
 

أحدث المواضيع

أعلى