الشاعر عبد الرحمن الابنودي أبرز نجوم القصيدة الغنائية و «موّال مصر الجميل

[نبضات قلب حزين]

يعتبر الشاعر عبد الرحمن الابنودي من ابرز شعراء الستينات في العالم العربي. ورغم انه ينتمي لشعراء القصيدة العامية الا انه برز كمثقف وشاعر مسكون بالتراث الشعبي من خلال تسجيله وجمعه للسيرة الهلالية وهوجهد كبير قضى سنوات في العمل عليه. وهذه الايام يعاني الابنودي من مشكلات في قلبه الذي طالما أعطى وأبدع. وقد سافر الى باريس للعلاج. وهنا إطلالة على إبداعه وسيرته ومسيرته. تعرفتُ على الشاعر عبد الرحمن الابنودي لاول مرة عام 83 ، في غرفة رقم ( 8) حيث كان يعالج صديقنا المشترك الشاعر الراحل أمل دنقل. وكان في الحضرة الكاتب يوسف ادريس والناقد الدكتور جابر عصفور وزوجة الشاعر دنقل الصحفية عبلة الرويني وآخرون. ثم التقيت الابنودي في مهرجان جرش عندما شارك في (المسرح الشمالي) واستمعت بخفة ظله وتعليقاته وبساطته. وتكررت اللقاءات كلما زار الاردن بطريقة او بأخرى. وساهمت كلماته الغنائية للمطربين العرب الذين احبهم مثل العندليب عبدالحليم حافظ ونجاة ومحمد رشدي وغيرهم في مودتي للشاعر الكبير. ولهذا تابعت برنامجه التلفزيوني الذي كان يقدمه على قناة المحور. وكذلك لقاءاته المتعددة مع مقدمي البرامج الثقافية والفنية.

الابنودي يمتاز بإجادته للحكي وسرد الذكريات بطريقة جذابة وبخاصة ما كان منها مع الفنانين والمطربين وتعليقاته على التفاصيل الصغيرة والتي تشد المستمع وتجعله يستمتع ويتثقف في نفس الوقت.

وكان الأبنودي شاعر الناس والأرض صعيدياً ومصرياً وعربياً وشاعراً منتمياً للحياة لذا جاء شعره مسلولاً من تراب بلاده من مزاج أهلها وعلى هواها.[أغنية]الهوا هواي..

كتب الابنودي لعبد الحليم حافظ 15 اغنية وطنية ، وثلاث أغان عاطفية فقط. كان دائماً يقول لي قدام الناس يعني أنا عارف إن كما قدم للمطرب محمد رشدي اغنية"تحت الشجر"و"وهيبة" و"عدوية"و "يا ليلة ما جاني الغالي" ، وللمطربة فايزة أحمد "مال عليّ مال"و"وقاعد معاي" و"بالي مع باله"و"ويما يا هوا". ولد الشاعر عبدالرحمن الأبنودي في قرية أبنود في محافظة قنا في صعيد مصر عام 1938 ، يعدّ من أشهر شعراء الشعر العامي في العالم العربي شهدت معه وعلى يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها بنتان ومن أشهر ما كتب "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد ، دور الأبنودي يتمثل في جمع بعض نصوص الهلالية ، وليس تأليفها ، وهو دور ليس هينا ، رغم أن طريقة كتابة اسمه على الأجزاء المطبوعة والمسموعة ، قد توحي بنسبتها اليه ..

كتب أغاني للعديد من المطربين ، ومن أشهر أغانيه لعبد الحليم حافظ: "المسيح ، عدى النهار ، أحلف بسماها وبترابها ، إبنك يقولك يا بطل ، أنا كل ما أقول التوبة ، الهوى هوايا ، أحضان الحبايب ، وغيرها .. و للمطربة فايزة أحمد : يمّا يا هوايا يمّا .وللمطربة نجاة الصغيرة : عيون القلب ، واغنية"مسير الشمس"وللمطربة شادية : آه يا اسمراني اللون .وللمطربة صباح : ساعات ساعات ولوردة الجزائرية : طبعًا أحباب .وللمطربة ماجدة الرومي : جايي من بيروت ، بهواكي يا مصر. كما كتب للمطرب محمد منير : شوكولاتة ، كل الحاجات بتفكرني ، من حبك مش بريء ، برة الشبابيك ، الليلة ديا. ومن أشهر دواوينه الشعرية : "المشروع والممنوع" و "الموت على الأسفلت"و"جوابات حراجي القط"و"الأرض والعيال" و" الكتابة "و"صمت الجرس" و "الزحمة".

كما كتب أغاني العديد من المسلسلات ، منها : (النديم) ، وكتب حوار وأغاني فيلم ( شيء من الخوف ) ، وحوار فيلم (الطوق والإسورة ) وكتب أغاني فيلم (البريء).

ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) و الذي كان ينشر في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام في حلقات منفصلة تم جمعهم في هذا الكتاب بأجزائه الثلاث ، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً و أحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر ، وفي الكتاب تظهر علاقة الأبنودي بالشاعر المصري أمل دنقل صديق طفولته.