شرح حديث : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَ سَيِّئُهَا )

فوءة1

مؤسسي الموقع
إنضم
Mar 20, 2010
المشاركات
7,243
الإقامة
مصر الحبيبة
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :

( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَ سَيِّئُهَا

فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ

وَ وَجَدْتُ فِي مَسَاوِئ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ )

صحيح مسلم - كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَ مَوَاضِعِ الصَّلَاة - التفل في المسجد خطيئة و كفارتها دفنها

الراوي : أبو ذر الغفاري ـ المحدث : مسلم – المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم : 553 ـ خلاصة حكم المحدث : صحيح






91587238.jpg





navbitsstart.gif
الشرح
navbitsstart.gif



قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ

أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَ سَيِّئُهَا )

( عُرِضَتْ عَلَيَّ ) يعني : بُلغت عنها و بُينت لي ، و الذي بينها له هو الله عز و جل

لأن الله ـ سبحانه و تعالى ـ هو الذي يحلل و يحرم و يوجب .

فعرض الله ـ عز و جل ـ على نبينا محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ

المحاسن و المساوئ من أعمال الأمة

فوجد من محاسنها الأذى يماط عن الطريق و يماط : يعني يُزال

و الأذى ما يؤذي المارة من شوك و أعواد و أحجار و زجاج و أرواث و غير ذلك

كل ما يؤذي فإماطته من محاسن الأعمال .



و قد بين النبي ـ عليه الصلاة و السلام ـ أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة

فهو من محاسن الأعمال ، و فيه ثواب الصدقة

و بين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن الإيمان بضع و سبعون شعبة

أعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان

فإذا وجدت في الطريق أذى فأمطته فإن هذا من محاسن أعمالك

و هو صدقة لك و هو من خصال الإيمان و شعب الإيمان .




و إذا كان هذا من المحاسن و من الصدقات

فإن وضع الأذى في طريق المسلمين من مساوئ الأعمال

فهؤلاء الناس الذي يلقون القشور : قشور البطيخ أو البرتقال أو الموز أو غيرها

في الأسواق ، في ممرات الناس لا شك أنهم إذا آذوا المسلمين فإنهم مأزورون

قال الله تعالى :

( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا

فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا )

[ الأحزاب : 58 ]



قال العلماء : و لو زلق به حيوان أو إنسان فانكسر فعلي من وضعه ضمانه

يضمنه بالدية ، أو بما دون الدية إذا كان لا يحتمل الدية .

المهم أن هذا من أذية المسلمين . و من ذلك أيضا

ما يفعله بعض الناس من إراقة المياه في الأسواق فتؤذي الناس

و ربما تمر السيارات من عندها فتفسد على الإنسان ثيابه

و ربما يكون فيها فساد لا شك للأسفلت

لأن الأسفلت كلما أتى عليه الماء و تكرر فإنه يذوب و يفسد .



فالمهم أننا مع الأسف الشديد و نحن أمة مسلمة

لانبالي بهذه الأمور و كأنها لا شيء

يلقي الإنسان الأذى في الأسواق و لا يهتم بذلك

يكسر الزجاجات في الأسواق و لا يهتم بذلك

الأعواد يلقيها لا يهتم بذلك ، حجر يضعه لايهتم بذلك .



إذن يستحب لنا كلما رأينا ما يؤذي أن نزيله عن الطريق

لأن ذلك صدقة و من محاسن الأعمال .



ثم قال : ( وَ وَجَدْتُ فِي مَسَاوِئ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ )

النخاعة يعني : النخامة و سميت بذلك لأنها تخرج من النخاع

النخامة تكون في المسجد لاتدفن

لأن المسجد في عهد الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ مفروش بالحصى الصغار

فالنخامة تدفن في التراب . أما عندنا الآن فليس هناك تراب

و لكن إذا وُجدت فإنها تحك بالمنديل حتى تذهب

و اعلم أن النخامة في المسجد حرام ، فمن تنخم في المسجد فقد أثم

لقول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ :

( الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَ كَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا )

سنن النسائي - كِتَاب الْمَسَاجِدِ - البصاق في المسجد خطيئة و كفارتها دفنها

الراوي : أنس بن مالك ـ المحدث : الألباني – المصدر : صحيح النسائي

الصفحة أو الرقم : 722 ـ خلاصة حكم المحدث : صحيح


فأثبت النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنها خطيئة و كفارتها دفنها

يعني : إذا فعلها الإنسان و أراد أن يتوب فليدفنها

لكن في عهدنا فليحكها بمنديل أو نحوه حتى تزول .



و إذا كان هذه النخاعة

فما بالك بما هو أعظم منها مثل ما كان فيما مضى

حيث يدخل الإنسان المسجد بحذائه و لم يقلبها و يفتش فيها

و يكون فيها الروث الذي ينزل إلى المسجد فيتلوث به

فأنت اعتبر بالنخامة ما هو مثلها في أذية المسجد أو أعظم منها .



ومن ذلك أيضا أن بعض الناس تكون معه المناديل الخفيفة ثم ينتخع فيها

و يرمي بها في أرض المسجد ، هذا أذى و لا شك أن النفوس تتقزز إذا رأت مثل ذلك

فكيف إذا كان ذلك في بيت من بيوت الله ؟

فإذا تنخعت في المنديل فضعه في جيبك

حتى تخرج فترمي به فيما أُعد لذلك ، على ألا تؤذي به أحدا .





91587238.jpg
 

أحدث المواضيع

أعلى