217-المقالة السابعة عشربعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية عمرة الجعرانة

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
217-المقالة السابعة عشر بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية المباركة ‏
عمرة الجعرانة في ذي القعدة
قال الإمام أحمد‏:‏
ثنا بهز وعبد الصمد المعنى قالا‏:‏
ثنا همام بن يحيى، ثنا قتادة قال‏:‏

سألت أنس بن مالك قلت‏:‏

كم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏
قال‏:‏ حجة واحدة، واعتمر أربع مرات‏.‏
عمرته زمن الحديبية، وعمرته في ذي القعدة من المدينة، وعمرته من الجعرانة في ذي القعدة، حيث قسم غنيمة حنين، وعمرته مع حجته‏.‏
ورواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي من طرق عن همام بن يحيى به‏.‏
وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:
‏ ثنا أبو النضر، ثنا داود - يعني العطار - عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال‏:‏
اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر؛ عمرة الحديبية، وعمرة القضاء، والثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجته‏.‏
ورواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه من حديث داود بن عبد الرحمن العطار المكي، عن عمرو بن دينار به‏.‏ وحسنه والترمذي‏.‏
قلت‏:‏
وقد كان نافع ومولاه ابن عمر ينكران أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة بالكلية،
وذلك فيما قال البخاري‏:
‏ ثنا أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر‏:‏ أن عمر بن الخطاب قال‏:‏ يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفي به‏.‏
قال‏:‏
وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين،
فوضعهما في بعض بيوت مكة،
قال‏:‏
فمنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك،
فقال عمر‏:‏ يا عبد الله انظر ما هذا ‏؟‏
قال‏:‏ منَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على السبي‏.‏
قال‏:‏ اذهب فأرسل الجاريتين‏.‏
قال نافع‏:‏
ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة،
ولو اعتمر لم يخف على عبد الله‏.‏
وقد رواه مسلم من حديث أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر به‏.‏
ورواه مسلم أيضاً، عن أحمد بن عبدة الضبي، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال‏:‏ ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة فقال‏:‏ لم يعتمر منها‏.‏
وهذا غريب جداً عن ابن عمرو عن مولاه نافع في إنكارهما عمرة الجعرانة،
وقد أطبق النقلة ممن عداهما على رواية ذلك من أصحاب الصحاح، والسنن، والمسانيد، وذكر ذلك أصحاب المغازي والسنن كلهم‏.‏
وهذا أيضاً كما ثبت في الصحيحين
من حديث عطاء بن أبي رباح، عن عروة، عن عائشة أنها أنكرت على ابن عمر قوله‏:‏
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب، وقالت‏:
‏ يغفر الله لأبي عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو شاهد، وما اعتمر في رجب قط‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:
‏ ثنا نمير، ثنا الأعمش، عن مجاهد قال‏:‏ سأل عروة بن الزبير ابن عمر في أي شهر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏
قال‏:‏
في رجب،
فسمعتنا عائشة فسألها ابن الزبير وأخبرها بقول ابن عمر، فقالت‏:‏
يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وقد شهدها، وما اعتمر قط إلا في ذي القعدة‏.‏
وأخرجه البخاري، ومسلم من حديث جرير، عن منصور عن مجاهد به نحوه‏.‏
قال الإمام أحمد‏:
‏ ثنا يحيى بن آدم، ثنا مفضل، عن منصور، عن مجاهد قال‏:
‏ دخلت مع عروة بن الزبير المسجد فإذا ابن عمر مستند إلى حجرة عائشة، وأناس يصلون الضحى، فقال عروة‏:‏ أبا عبد الرحمن ما هذه الصلاة ‏؟‏
قال‏:‏ بدعة‏.‏ ‏
فقال له عروة‏:
‏ أبا عبد الرحمن كم اعتمر رسول الله ‏؟‏
فقال‏:‏ أربعاً إحداهن في رجب‏.‏
قال‏:‏ وسمعنا استنان عائشة في الحجرة، فقال لها عروة‏:‏
إن أبا عبد الرحمن يزعم أن رسول الله اعتمر أربعاً إحداهن في رجب‏.‏
فقالت‏:‏
يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب قط‏.‏
وهكذا رواه الترمذي، عن أحمد بن منيع، عن الحسن بن موسى، عن شيبان، عن منصور‏.‏
وقال‏:‏ حسن صحيح غريب‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:
‏ ثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن مخرش الكعبي‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلاً حتى أمسى معتمراً، فدخل مكة ليلاً يقضي عمرته، ثم خرج من تحت ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة في بطن سرف، حتى جاء مع الطريق - طريق المدينة - بسرف‏.‏
قال مخرش‏:‏ فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس‏.‏
ورواه الإمام أحمد‏:
‏ عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج كذلك، وهو من أفراده‏.‏
والمقصود
أن عمرة الجعرانة ثابتة بالنقل الصحيح الذي لا يمكن منعه ولا دفعه،
ومن نفاها لا حجة معه في مقابلة من أثبتها، والله أعلم‏.‏
ثم هم كالمجمعين على أنها كانت في ذي القعدة بعد غزوة الطائف، وقسم غنائم حنين‏.
 

أحدث المواضيع

أعلى