204-المقالة الرابعة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 3-غزو الطائف

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
204-المقالة الرابعة بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
3-غزوة الطائف


وقد روى البيهقي‏:
‏ عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن سعدان بن أبي طلحة عن ابن أبي نجيح السلمي - وهو عمرو بن عبسة رضي الله عنه -قال‏:
‏ ‏‏
حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:
‏ ‏(‏‏(‏من بلغ بسهم فله درجة في الجنة‏)‏‏)‏
فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً، وسمعته يقول‏:‏
‏(‏‏(‏من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلاً مسلماً فإن الله جاعل كل عظم من عظامه وقاء كل عظم بعظم، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل كل عظم من عظامها وقاء كل عظم من عظامها من النار‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه أبو داود، والترمذي، وصححه النسائي من حديث قتادة به‏.‏
وقال البخاري‏:‏
ثنا الحميدي، سمع سفيان، ثنا هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة قالت‏:‏
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن أبي أمية‏:‏
أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏لا يدخلن هؤلاء عليكن‏)‏‏)‏‏.‏
قال ابن عيينة وقال ابن جريج‏:‏
المخنث هيت‏.‏
وقد رواه البخاري أيضاً، ومسلم من طرق، عن هشام بن عروة، عن أبيه به وفي لفظ وكانوا يرونه من غير أولي الإربة من الرجال‏.‏
وفي لفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏(‏‏(‏ألا أرى هذا يعلم ما هاهنا لا يدخلن عليكن هؤلاء‏)‏‏)‏
يعني إذا كان ممن يفهم ذلك فهو داخل في قوله تعالى‏:
‏ ‏{‏أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء‏}‏‏.‏
والمراد بالمخنث في عرف السلف:
الذي لا همة له إلى النساء وليس المراد به الذي يؤتى إذ لو كان كذلك لوجب قتله حتماً كما دل عليه الحديث،
وكما قتله أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
ومعنى قوله‏:‏
تقبل بأربع وتدبر بثمان
يعني‏:
‏ بذلك عكن بطنها فإنها تكون أربعاً إذا أقبلت،
ثم تصير كل واحدة اثنتين إذا أدبرت‏.‏
وهذه المرأة هي بادية بنت غيلان بن سلمة من سادات ثقيف، وهذا المخنث
قد ذكر البخاري عن ابن جريج
أن اسمه هيت
وهذا هو المشهور‏.‏
لكن قال يونس عن ابن إسحاق قال‏:‏
وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مولى لخالته بنت عمرو بن عايد
مخنث يقال له‏:‏ مانع،
يدخل على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته،
ولا نرى أنه يفطن لشيء من أمور النساء مما يفطن إليه رجال، ولا يرى أن له في ذلك إرباً
فسمعه وهو يقول لخالد بن الوليد‏:‏
يا خالد إن افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلا تنفلتن منكم بادية بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع هذا منه‏:‏
‏(‏‏(‏ألا أرى هذا يفطن لهذا‏)‏‏)‏
الحديث
ثم قال لنسائه‏:‏
‏(‏‏(‏لا يدخلن عليكم‏)‏‏)‏
فحجب عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال البخاري‏:‏
ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس الشاعر الأعمى، عن عبد الله بن عمرو قال‏:
‏ لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئاً قال‏:‏
‏(‏‏(‏إنا قافلون غداً إن شاء الله‏)‏‏)‏
فنقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتح ‏؟‏
فقال‏:‏
‏(‏‏(‏اغدوا على القتال‏)‏‏)‏
فغدوا فأصابهم جراح فقال‏:‏
‏(‏‏(‏إنا قافلون غداً إن شاء الله‏)‏‏)‏
فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال سفيان‏:
‏ مرة فتبسم‏.‏
ورواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة به وعنده عن عبد الله بن عمر بن الخطاب
واختلف في نسخ البخاري
ففي نسخة كذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص،
والله أعلم‏.‏
وقال الواقدي‏:
‏ حدثني كثير بن زيد بن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال‏:
‏ لما مضت خمس عشرة من حصار الطائف استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم نوفل بن معاوية الدئلي فقال‏:‏
‏(‏‏(‏يا نوفل ما ترى في المقام عليهم‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏
يا رسول الله ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وهو محاصر ثقيفاً‏:‏ ‏
(‏‏(‏يا أبا بكر إني رأيت أني أهديت لي قبعة مملوءة زبداً فنقرها ديك فهراق ما فيها‏)‏‏)‏‏.‏
فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏
ما أظن أن تدرك منهم يومك هذا ما تريد‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏وأنا لا أرى ذلك‏)‏‏)‏،
قال‏:
‏ ثم إن خولة بنت حكيم السلمية وهي امرأة عثمان بن مظعون قالت‏:‏
يا رسول الله أعطني إن فتح الله عليك حلي بادية بنت غيلان بن سلمة أو حلي الفارعة بنت عقيل - وكانت من أحلى نساء ثقيف - فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ ‏
(‏‏(‏وإن كان لم يؤذن في ثقيف يا خويلة‏)‏‏)‏‏.‏
فخرجت خولة فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب،
فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏
يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خولة زعمت أنك قلته ‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏قد قلته‏)‏‏)‏‏.‏
قال أو ما أذن فيهم‏؟‏ ‏
قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أفلا أؤذن بالرحيل ‏؟‏
قال‏:‏ بلى، فأذن عمر بالرحيل‏.‏
فلما استقبل الناس نادى سعيد بن عبيد بن أسيد بن أبي عمرو بن علاج ألا إن الحي مقيم‏.‏
قال‏:‏ يقول عيينة بن حصن أجل والله مجدة كراماً،
فقال له رجل من المسلمين‏:‏
قاتلك الله يا عيينة، أتمدح المشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جئت تنصره ‏؟‏
فقال‏:‏
إني والله ما جئت لأقاتل ثقيفاً معكم ولكني أردت أن يفتح محمد الطائف، فأصيب من ثقيف جارية أطؤها لعلها تلد لي رجلاً فإن ثقيفاً مناكير‏.
 

أحدث المواضيع

أعلى