142-المقالة الثانية والاربعون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية 21-تتمة وقائع غزوة احد

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
142-المقالة الثانية والاربعون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية 21-تتمة وقائع غزوة احد

النسخة الخاصة بمنتدى عاشق القمر
142-المقالة الثانية والاربعون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
21-تتمة وقائع غزوة احد ‏
قال امرؤ القيس‏:‏
لقتل بني أسد ربهم * ألا كل شيء خلاه جلل
أي‏:‏ صغير وقليل‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، ناول سيفه ابنته فاطمة فقال‏:
‏ ‏(‏‏(‏اغسلي عن هذا دمه يا بنيه، فوالله لقد صدقني في هذا اليوم‏)‏‏)‏ وناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال‏:
‏ وهذا فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏(‏‏(‏لئن كنت صدقت القتال، لقد صدقه معك سهل بن حنيف وأبو دجانة‏)‏‏)‏‏.‏
وقال موسى بن عقبة في موضع آخر‏:
‏ ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف علي مخضباً بالدماء قال‏:‏
‏(‏‏(‏لئن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف‏)‏‏)‏
وروى البيهقي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال‏:‏
جاء علي بن أبي طالب بسيفه يوم أحد قد انحنى فقال لفاطمة‏:‏ هاك السيف حميداً فإنها قد شفتني‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏(‏‏(‏لئن كنت أجدت الضرب بسيفك، لقد أجاده سهل بن حنيف، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة‏)‏‏)‏‏.‏
قال ابن هشام‏:‏
وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو ذو الفقار‏.‏
قال‏:‏
وحدثني بعض أهل العلم، عن ابن أبي نجيح قال‏:‏
نادى مناد يوم أحد‏:‏ لا سيف إلا ذو الفقار‏.‏
قال‏:‏
وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لعلي‏:‏
لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح علينا‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار بني عبد الأشهل، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم،
فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:
‏ ‏(‏‏(‏لكن حمزة لا بواكي له‏)‏‏)‏‏.‏
‏‏
فلما رجع سعد بن معاذ، وأسيد بن الحضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهن أن يتحزمن، ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وقد أسنده الإمام أحمد فقال‏:‏
حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أسامة بن زيد، حدثني نافع، عن ابن عمر‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من أحد، فجعل نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن قال‏:‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏ولكن حمزة لا بواكي له‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:
‏ ثم نام فاستنبه وهن يبكين،
قال‏:‏
‏(‏‏(‏فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا على شرط مسلم‏.‏
وقد رواه ابن ماجه، عن هارون بن سعيد، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، عن ابن عمر‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء بني عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏(‏‏(‏لكن حمزة لا بواكي له‏)‏‏)‏‏.‏
فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة،
فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:
‏ ‏(‏‏(‏ويحهن ما انقلبن بعد مرورهن، فلينقلبن ولا يبكين على هالك بعد اليوم‏)‏‏)‏‏.‏
وقال موسى بن عقبة‏:‏
ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزقة المدينة، إذا النوح والبكاء في الدور،
قال‏:‏
‏(‏‏(‏ما هذا ‏؟‏‏)‏‏)‏
قالوا‏:‏
هذه نساء الأنصار يبكين قتلاهم‏.‏
فقال‏:‏
‏(‏‏(‏لكن حمزة لا بواكي له‏)‏‏)‏
واستغفر له فسمع ذلك سعد بن معاذ بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن رواحة، فمشوا إلى دورهم فجمعوا كل نائحة باكية كانت بالمدينة فقالوا‏:
‏ والله لا تبكين قتلى الأنصار حتى تبكين عم النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قد ذكر أنه لا بواكي له بالمدينة، وزعموا أن الذي جاء بالنوائح عبد الله بن رواحة‏.‏
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏‏(‏ما هذا ‏؟‏‏)‏‏)‏
فأخبر بما فعلت الأنصار بنسائهم فاستغفر لهم،
وقال لهم خيراً، وقال‏:‏
‏(‏‏(‏ما هذا أردت وما أحب البكاء‏)‏‏)‏
ونهى عنه‏.‏
قال موسى بن عقبة‏:
‏ وأخذ المنافقون عند بكاء المسلمين في المكر والتفريق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحزين المسلمين،
وظهر غش اليهود، وفارت المدينة بالنفاق فور المرجل
وقالت اليهود‏:‏
لو كان نبياً ما ظهروا عليه، ولا أصيب منه ما أصيب،
ولكنه طالب ملك تكون له الدولة وعليه‏.‏
وقال المنافقون مثل قولهم،
وقالوا للمسلمين‏:‏
لو كنتم أطعتمونا ما أصابكم الذين أصابوا منكم،
فأنزل الله القرآن في طاعة من أطاع، ونفاق من نافق، وتعزية المسلمين يعني فيمن قتل منهم، فقال‏:‏
‏وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم‏.‏‏.‏‏
 

أحدث المواضيع

أعلى