المقالة الاولى بعد المائة من سلسلة التاريخ العام 12-قصة نبى الله يوسف عليه السلام

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-


المقالة الاولى بعد المائة
من سلسلة التاريخ العام
قصة نبى الله يوسف عليه السلام
‏{‏وَتَوَلَّى عَنْهُمْ‏}‏
أي‏:‏ أعرض عن بنيه

‏{‏وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ‏}‏
ذكّره حزنه الجديد بالحزن القديم، وحرك ما كان كامناً
كما قال بعضهم‏:‏
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول
وقال آخر‏:‏ ‏
لقد لامني عند القبور على البكا * رفيقي لتذراف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى * فدعني فهذا كله قبر مالك
وقوله‏:‏
‏{‏وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ‏}‏
أي‏:‏ من كثرة البكاء‏.‏
‏{‏فَهُوَ كَظِيمٌ‏}‏
أي‏:‏ مكظم من كثرة حزنه وأسفه وشوقه إلى يوسف، فلما رأى بنوه ما يقاسيه من الوجد وألم الفراق
‏{‏قَالُوا‏}‏ له على وجه الرحمة له والرأفة به والحرص عليه
‏{‏تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ‏}‏
يقولون‏:‏
لا تزال تتذكره حتى تنحل جسدك، وتضعف قوتك، فلو رفقت بنفسك كان أولى بك‏.‏
‏{‏قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ‏}‏
يقول لبنيه‏:‏
لست أشكو إليكم ولا إلى أحد من الناس ما أنا فيه، إنما أشكو إلى الله عز وجل وأعلم أن الله سيجعل لي مما أنا فيه فرجاً ومخرجاً، وأعلم أن رؤيا يوسف لا بد أن تقع، ولا بد أن أسجد له أنا وأنتم حسب ما رأى‏.‏
ولهذا قال‏:‏
‏{‏وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ‏}‏

ثم قال لهم محرضاً على تطلب يوسف وأخيه، وأن يبحثوا عن أمرهما‏:
‏‏ {‏يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ‏}‏
أي‏:‏ لا تيئسوا من الفرج بعد الشدة، فإنه لا ييأس من روح الله وفرجه وما يقدره من المخرج في المضايق إلا القوم الكافرون‏.‏
‏{‏فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ * قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ ‏
[‏يوسف‏:‏ 88-93‏]‏‏.‏
يخبر تعالى عن رجوع إخوة يوسف إليه، وقدومهم عليه، ورغبتهم فيما لديه من الميرة والصدقة عليهم رد أخيهم بنيامين إليهم
‏{‏فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ‏}‏
أي‏:‏ من الجدب وضيق الحال وكثرة العيال‏.‏
‏{‏وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ‏}‏
أي‏:‏ ضعيفة لا يقبل مثلها منا إلا أن يتجاوز عنا، قيل‏:‏ كانت دراهم رديئة‏.‏ وقيل‏:‏ قليلة‏.‏ وقيل‏:‏ حب الصنوبر وحب البطم ونحو ذلك‏.‏ وعن ابن عباس‏:‏ كانت خلق الغرائر والحبال ونحو ذلك‏.‏
‏{‏فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ‏}‏‏.‏
قيل‏:‏ بقبولها قاله السدي‏.‏ وقيل‏:‏ برد أخينا إلينا قاله ابن جريج‏.‏
وقال سفيان بن عيينة‏:‏
إنما حرمت الصدقة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونزع بهذه الآية‏.‏
رواه ابن جرير‏.‏
فلما رأى ما هم فيه من الحال، وما جاؤوا به مما لم يبق عندهم سواه من ضعيف المال، تعرف إليهم وعطف عليهم قائلاً لهم عن أمر ربه وربهم‏.‏
وقد حسر لهم عن جبينه الشريف وما يحويه من الخال فيه الذي يعرفون
‏{‏هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ‏}‏‏.‏
‏{‏قَالُوا‏}‏
وتعجبوا كل العجب، وقد ترددوا إليه مراراً عديدة وهم لا يعرفون أنه هو‏.‏
‏{‏أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي‏}‏
يعني‏:‏ أنا يوسف الذي صنعتم معه ما صنعتم، وسلف من أمركم فيه ما فرطتم‏.‏ وقوله
‏{‏وَهَذَا أَخِي‏}‏
تأكيد لما قال، وتنبيه على ما كانوا أضمروا لهما من الحسد، وعملوا في أمرهما من الاحتيال‏.‏
ولهذا قال‏:‏
‏{‏قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا‏}‏
أي‏:‏ بإحسانه إلينا، وصدقته علينا وإيوائه لنا، وشده معاقد عزنا، وذلك بما أسلفنا من طاعة ربنا وصبرنا على ما كان منكم إلينا، وطاعتنا وبرنا لأبينا ومحبته الشديدة لنا، وشفقته علينا‏.‏
‏{‏إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا‏}‏
أي‏:‏ فضلك وأعطاك ما لم يعطنا‏.‏
‏{‏وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ‏}‏
أي‏:‏ فيما أسدينا إليك وها نحن بين يديك‏.‏
‏{‏قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ‏}‏
أي‏:‏ لست أعاقبكم على ما كان منكم بعد يومكم هذا، ثم زادهم على ذلك فقال‏:‏
‏{‏الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‏}‏
ومن زعم أن الوقف على قوله‏:‏
‏{‏لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ‏}‏
وابتدأ بقوله اليوم يغفر الله لكم، فقوله ضعيف
والصحيح الأول‏.‏
ثم أمرهم بأن يذهبوا بقميصه وهو الذي يلي جسده، فيضعوه على عيني أبيه فإنه يرجع إليه بصره بعد ما كان ذهب بإذن الله،
وهذا من خوارق العادات ودلائل النبوات، وأكبر المعجزات‏.‏
ثم أمرهم أن يتحملوا بأهلهم أجمعين إلى ديار مصر
إلى الخير والدعة وجمع الشمل بعد الفرقة على أكمل الوجوه وأعلى الأمور‏.‏
 
رد: المقالة الاولى بعد المائة من سلسلة التاريخ العام 12-قصة نبى الله يوسف عليه السلام

134833.imgcache.gif
 
رد: المقالة الاولى بعد المائة من سلسلة التاريخ العام 12-قصة نبى الله يوسف عليه السلام


زادك الله ايمانآ وهدى ويقينآ ونفعنا الله بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا وجعلنا هداة مهتدين وهدى بنا آمين
 

أحدث المواضيع

أعلى