المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله شعيب

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله شعيب


المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة
من سلسلة التاريخ العام
4-قصة نبى الله شعيب عليه الصلاة والسلام
ومع هذا صمموا على ما هم عليه مشتملون، وبه متلبسون‏:‏
‏{‏وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 90‏]‏‏.‏
قال الله تعالى‏:‏
‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 91‏]‏‏.‏
ذكر في سورة الأعراف أنهم أخذتهم رجفة أي‏:‏
رجفت بهم أرضهم، وزلزلت زلزالاً شديداً أزهقت أرواحهم من أجسادها، وصيرت حيوانات أرضهم كجمادها، وأصبحت جثتهم جاثية، لا أرواح فيها ولا حركات بها، ولا حواس لها‏.‏
وقد جمع الله عليهم أنواعاً من العقوبات، وصنوفاً من المثلات، وأشكالاً من البليات، وذلك لما اتصفوا به من قبيح الصفات، سلط الله عليهم رجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظلة أرسل الله عليهم منها شرر النار من سائر أرجائها والجهات‏.‏
ولكنه تعالى أخبر عنهم في كل سورة بما يناسب سياقها، ويوافق طباقها‏.‏
في سياق قصة الأعراف‏:‏
أرجفوا نبي الله وأصحابه، وتوعدوهم بالإخراج من قريتهم، أو ليعودن في ملتهم راجعين‏.‏ فقال تعالى‏:‏
‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ‏}‏
فقابل الإرجاف بالرجفة، والإخافة بالخيفة‏.‏
وهذا مناسب لهذا السياق ومتعلق بما تقدمه من السياق‏.‏
وأما في سورة هود‏:‏ فذكر أنهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وذلك لأنهم قالوا لنبي الله على سبيل التهكم والاستهزاء والتنقص‏:‏
‏{‏أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ‏}‏
فناسب أن يذكر الصيحة التي هي كالزجر عن تعاطي هذا الكلام القبيح، الذي واجهوا به هذا الرسول الكريم الأمين الفصيح، فجاءتهم صيحة أسكتتهم، مع رجفة أسكنتهم‏.‏
وأما في سورة الشعراء‏:‏
فذكر أنه أخذهم عذاب يوم الظلة، وكان ذلك إجابة لما طلبوا، وتقريباً إلى ما إليه رغبوا، فإنهم قالوا‏:‏
‏{‏قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏
[‏الشعراء‏:‏ 185-188‏]‏‏.‏
قال الله تعالى وهو السميع العليم‏:‏
‏{‏فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏ ‏
[‏الشعراء‏:‏ 189‏]‏
ومن زعم من المفسرين كقتادة وغيره، أن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين، فقوله ضعيف‏.‏
وإنما عمدتهم شيئان‏:‏
أحدهما أنه قال‏:‏
‏{‏كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ‏}‏
ولم يقل‏:‏ أخوهم كما قال‏:‏
‏{‏وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً‏}‏‏.‏
والثاني‏:‏
أنه ذكر عذابهم بيوم الظلة، وذكر في أولئك الرجفة، أو الصيحة‏.‏
والجواب عن الأول‏:‏
أنه لم يذكر الأخوة بعد قوله‏:‏
‏{‏كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ‏}‏
لأنه وصفهم بعبادة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة ههنا،
ولما نسبهم إلى القبيلة شاع ذكر شعيب بأنه أخوهم،
وهذا الفرق من النفائس اللطيفة العزيزة الشريفة‏.‏
وأما احتجاجهم بيوم الظلة،
فإن كان دليلاً بمجرده على أن هؤلاء أمة أخرى، فليكن تعداد الانتقام بالرجفة، والصيحة دليلاً على أنهما أمتان أخريان، وهذا لا يقوله أحد يفهم شيئاً من هذا الشأن‏.‏
ثم قد ذكر الله عن أهل الأيكة من المذمة ما ذكره عن أهل مدين من التطفيف في المكيال والميزان، فدل على أنهم أمة واحدة أهلكوا بأنواع من العذاب‏.‏ وذكر في كل موضع ما يناسب من الخطاب‏.‏
وقوله‏:
‏ ‏{‏فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏
ذكروا أنهم أصابهم حر شديد، وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم مع ذلك ماء ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب،
فهربوا من محلتهم إلى البرية فأظلتهم سحابة، فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها، فلما تكاملوا فيه أرسلها الله ترميهم بشرر وشهب، ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة من السماء؛ فأزهقت الأرواح، وخربت الأشباح‏.‏
‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 91-92‏]‏‏.‏
ونجى الله شعيباً ومن معه من المؤمنين كما قال تعالى وهو أصدق القائلين‏:
‏ ‏{‏وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ‏}‏ ‏
[‏هود‏:‏ 94-95‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏
‏{‏وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 90-92‏]‏‏.‏
وهذا في مقابلة قولهم‏:‏
‏{‏لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 93‏]‏‏.‏
ثم ذكر تعالى عن نبيهم أنه نعاهم إلى أنفسهم، موبخاً، ومؤنباً، ومقرعاً فقال تعالى‏:
‏ ‏{‏‏.‏‏.‏‏.‏ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ‏}‏
أي‏:‏ أعرض عنهم مولياً عن محلتهم بعد هلكتهم قائلا‏:‏
‏{‏يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ‏}‏
أي‏:‏ قد أديت ما كان واجباً علي من البلاغ التام، والنصح الكامل، وحرصت على هدايتكم بكل ما أقدر عليه، وأتوصل إليه، فلم ينفعكم ذلك لأن الله لا يهدي من يضل، وما لهم من ناصرين، فلست أتأسف بعد هذا عليكم، لأنكم لم تكونوا تقبلون النصيحة، ولا تخافون يوم الفضيحة‏.‏ ‏
ولهذا قال‏:‏
‏{‏فَكَيْفَ آسَى‏}‏
أي‏:‏ أحزن على قوم كافرين
أي‏:‏ لا تقبلون الحق ولا ترجعون إليه، ولا تلتفون إليه، فحل بهم من بأس الله الذي لا يرد ما لا يدافع ولا يمانع، ولا محيد لأحد أريد به عنه، ولا مناص منه‏.‏
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس أن شعيباً عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام‏.‏
وعن وهب بن منبه
أن شعيباً عليه السلام مات بمكة، ومن معه من المؤمنين، وقبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة، ودار بني سهم‏.
 
رد: المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله ش

111111111111111111
 
رد: المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله ش

بارك الله فيك ولك شيخنا الفاضل
ووفقك للخير دائما
ولتقديم كل ما هو قيم
 

أحدث المواضيع

أعلى