المقالة الثالثة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله شعيب ع

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة الثالثة والثمانون بعد المائة من سلسلة التاريخ العام قصة نبى الله شعيب ع



المقالة الثالثة والثمانون بعد المائة
من سلسلة التاريخ العام
3-قصة نبى الله شعيب عليه الصلاة والسلام ‏
‏{‏قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً‏}‏
وقولهم‏:
‏ ‏{‏وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ‏}‏ ‏
[‏هود‏:‏ 91‏]‏
وهذا من كفرهم البليغ، وعنادهم الشنيع، حيث قالوا‏:‏
‏{‏مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ‏}‏
أي‏:‏ ما نفهمه ولا نعقله لأنا لا نحبه ولا نريده، وليس لنا همة إليه، ولا إقبال عليه‏.‏
وهو كما قال كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏{‏وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ‏}‏ ‏
[‏فصلت‏:‏ 5‏]‏‏.‏
وقولهم‏:‏
‏{‏وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً‏}‏
أي‏:‏ مضطهداً مهجوراً‏.‏
‏{‏وَلَوْلَا رَهْطُكَ‏}‏
أي‏:‏ قبيلتك وعشيرتك فينا‏.‏
‏{‏لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ‏}‏
‏{‏قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ تخافون قبيلتي وعشيرتي وترعوني بسببهم، ولا تخافون جنبة الله، ولا تراعوني لأني رسول الله، فصار رهطي أعز عليكم من الله‏.‏
‏{‏وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً‏}‏
أي‏:‏ جانب الله وراء ظهوركم‏.‏
‏{‏إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏
أي‏:‏ هو عليم بما تعملونه وما تصنعونه، محيط بذلك كله وسيجزيكم عليه يوم ترجعون إليه‏.‏
‏{‏وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ‏}‏
وهذا أمر تهديد شديد، ووعيد أكيد، بأن يستمروا على طريقتهم ومنهجهم، وشاكلتهم فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار، ومن يحل عليه الهلاك والبوار‏.‏
‏{‏مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ‏}‏
أي‏:‏ في هذه الحياة الدنيا‏.‏
‏{‏وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ‏}‏ ‏
[‏الزمر‏:‏ 40‏]‏
أي‏:‏ في الأخرى‏.‏
‏{‏وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ‏}‏
أي‏:‏ مني ومنكم فيما أخبر وبشر وحذر‏.‏
‏{‏وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ‏}‏‏.‏
وهذا كقوله‏:
‏ ‏{‏وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏}‏ ‏
[‏الأعراف‏:‏ 87-89‏]‏‏.‏ ‏
طلبوا بزعمهم أن يردوا من آمن منهم إلى ملتهم، فانتصب شعيب للمحاجة عن قومه فقال‏:‏
‏{‏أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ‏}‏
أي‏:‏ هؤلاء لا يعودون إليكم اختياراً، وإنما يعودون إليه إن عادوا اضطراراً مكرهين، وذلك لأن الإيمان إذا خالطته بشاشة القلوب، لا يسخطه أحد، ولا يرتد أحد عنه، ولا محيد لأحد منه‏.‏
ولهذا قال‏:
‏ ‏{‏قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا‏}‏
أي‏:‏ فهو كافينا، وهو العاصم لنا، وإليه ملجؤنا في جميع أمرنا‏.‏
ثم استفتح على قومه، واستنصر ربه عليه في تعجيل ما يستحقونه إليهم فقال‏:‏
‏{‏افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏}‏
أي‏:‏ الحاكمين، فدعا عليهم والله لا يرد دعاء رسله إذا استنصروه على الذين جحدوه وكفروه، ورسوله خالفوه‏.‏
 

أحدث المواضيع

أعلى