المقالة الحادية والعشرون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية طرح رؤس الكفر

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة الحادية والعشرون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية طرح رؤس الكفر


المقالة الحادية والعشرون بعدالمائة
من سلسلة السيرة النبوية ‏
اختلاف الصحابة فى الاسارى
فصل اختلاف الصحابة في الأسارى على قولين
وقد اختلف الصحابة في الأسارى أيقتلون أو يفادون على قولين، كما قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس - وذكر رجل - عن الحسن‏.‏
قال‏:‏
استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر، فقال‏:‏
‏(‏‏(‏إن الله قد أمكنكم منهم‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فقام عمر فقال‏:‏ يا رسول الله اضرب أعناقهم‏.‏
قال‏:‏ فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد النبي فقال للناس مثل ذلك، فقام أبو بكر الصديق فقال‏:‏ يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء‏.‏
قال‏:‏ فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم، فعفا عنهم وقبل منهم الفداء‏.‏
قال‏:‏ وأنزل الله تعالى‏:‏
‏{‏لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ‏}‏ ‏
[‏الأنفال‏:‏ 68‏]‏ الآية‏.‏
انفرد به أحمد‏.‏ ‏
وقد روى الإمام أحمد - واللفظ له - ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وصححه وكذا علي بن المديني، وصححه من حديث عكرمة بن عمار، حدثنا سماك الحنفي - أبو زميل - حدثني ابن عباس، حدثني عمر ابن الخطاب قال‏:‏
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه يوم بدر وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فذكر الحديث كما تقدم إلى قوله‏:‏
فقتل منهم سبعون رجلاً، وأسر منهم سبعون رجلاً، واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعلياً وعمر‏.‏
فقال أبو بكر‏:
‏ يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والأخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏ما ترى يا ابن الخطاب‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ قلت‏:‏
والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم‏.‏
فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، وأخذ منهم الفداء‏.‏
فلما كان من الغد قال عمر‏:‏ فغدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما يبكيان، فقلت يا رسول الله‏:‏ أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما‏؟‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، قد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة‏)‏‏)‏ - لشجرة قريبة - وأنزل الله تعالى‏:
‏ ‏{‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ‏}‏‏[‏
الأنفال‏:‏ 67‏]‏
من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم وذكر تمام الحديث‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال‏:‏ لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:
‏ ‏(‏‏(‏ما تقولون في هؤلاء الأسرى‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فقال أبو بكر‏:‏
يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم، لعل الله أن يتوب عليهم‏.‏
قال‏:‏
وقال عمر‏:‏ يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فأضرب أعناقهم‏.‏
قال‏:‏
وقال عبد الله بن رواحة‏:‏ يا رسول الله أنظر وادياً كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم ناراً‏.‏
قال‏:‏
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئاً‏.‏
فقال ناس‏:
‏ يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس‏:‏ يأخذ بقول عمر وقال ناس‏:‏ يأخذ بقول عبد الله بن رواحة‏.‏
فخرج عليهم فقال‏:‏
‏(‏‏(‏إن الله ليلين قلوب رجال فيه، حتى تكون ألين من اللين، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال‏:‏
‏{‏فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏
‏[‏إبراهيم‏:‏ 36‏]‏
مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى، قال‏:‏
‏{‏إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏
[‏المائدة‏:‏ 118‏]‏،
وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال‏:
‏ ‏{‏رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً‏}‏ ‏
[‏نوح‏:‏ 26‏]‏، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال‏:‏
‏{‏رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ‏}‏
‏[‏يونس‏:‏ 88‏]‏،
أنتم عالة فلا يبقين أحد إلا بفداء أو ضربة عنق‏)‏‏)‏‏.‏
قال عبد الله‏:‏ فقلت‏:‏
يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء، فإني قد سمعته يذكر الإسلام‏.‏
قال‏:‏ فسكت‏.‏
قال‏:‏
فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء من ذلك اليوم حتى قال‏:‏ إلا سهيل بن بيضاء‏.‏
قال‏:‏
فأنزل الله‏:‏
‏{‏مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏}‏‏
[‏الأنفال‏:‏‏]‏‏.‏ إلى آخر الآيتين‏.‏
ورواه ابن مردويه، من طريق عبد الله بن عمر، وأبي، هريرة بنحو ذلك‏.‏
وقد روى عن أبي أيوب الأنصاري بنحوه‏.
 

أحدث المواضيع

أعلى