المقالة الثالثة والثمانون من سلسلة التاريخ العام 5-قصة نبى الله لوط

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-

المقالة الثالثة والثمانون
من سلسلة التاريخ العام
5-قصة نبى الله لوط عليه السلام
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ‏}‏
‏[‏التحريم‏:‏ 10‏]‏
أي‏:‏ خانتاهما في الدين فلم يتبعاهما فيه‏.‏
وليس المراد أنهما كانتا على فاحشة، حاشا وكلا ولما‏.‏ فإن الله لا يقدر على نبي أن تبغى امرأته، كما قال ابن عباس وغيره من أئمة السلف والخلف‏:‏ ما بغت امرأة نبي قط‏.‏ ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ خطأ كبيرا‏.‏
قال الله تعالى في قصة الإفك، لما أنزل براءة أم المؤمنين عائشة بنت الصديق، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فعاتب الله المؤمنين، وأنّب وزجر، ووعظ وحذر، وقال فيما قال‏:‏
‏{‏إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏
[‏النور‏:‏ 15-16‏]‏
أي‏:‏ سبحانك أن تكون زوجة نبيك بهذه المثابة‏.‏
وقوله ههنا‏:‏
‏{‏وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ‏}‏
أي‏:‏ وما هذه العقوبة ببعيدة ممن أشبههم في فعلهم‏.‏ ولهذا ذهب من ذهب من العلماء إلى أن اللائط يرجم سواء كان محصناً أو لا‏.‏ نصَّ عليه الشافعي، وأحمد بن حنبل، وطائفة كثيرة من الأئمة‏.‏
واحتجوا أيضاً بما رواه الإمام أحمد، وأهل السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏‏(‏من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به‏)‏‏)‏‏.‏
وقوله‏:‏
‏{‏وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‏}‏
أي‏:‏ لبطريق مهيع، مسلوك إلى الآن‏.‏


كما قالوَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ‏}‏ ‏
[‏الصافات‏:‏ 137‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:
‏ ‏{‏وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏
‏[‏العنكبوت‏:‏ 35‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏
‏{‏فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 35-37‏]‏‏.‏
أي‏:‏ تركناها عبرة وعظة لمن خاف عذاب الآخرة، وخشي الرحمن بالغيب، وخاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، فانزجر عن محارم الله، وترك معاصيه، وخاف أن يشابه قوم لوط، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وإن لم يكن من كل وجه فمن بعض الوجوه كما قال بعضهم‏:‏
فإن لم تكونوا قوم لوط بعينهم * فما قوم لوط منكم ببعيد
فالعاقل اللبيب، الخائف من ربه الفاهم، يمتثل ما أمره الله به عز وجل، ويقبل ما أرشده إليه رسول الله، من إتيان ما خلق له من الزوجات الحلال، والجواري من السراري ذوات الجمال‏.‏ وإياه أن يتبع كل شيطان مريد، فيحق عليه الوعيد، ويدخل في قوله تعالى‏:‏
‏{‏وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ‏}‏
 
رد: المقالة الثالثة والثمانون من سلسلة التاريخ العام 5-قصة نبى الله لوط

سلمت شيخنا الفاضل
جزاك الله كل كل الخير
على جميل اضافاتك
 

أحدث المواضيع

أعلى