المقالة الثانية والثمانون من سلسلة التاريخ العام 4-قصة نبى الله لوط عليه السلام

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-

المقالة الثانية والثمانون
من سلسلة التاريخ العام
4-قصة نبى الله لوط عليه السلام ‏
قال الله تعالى‏:
‏ ‏{‏وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ‏}‏‏
[‏القمر‏:‏37-38‏]‏
فذلك أن الملائكة تقدمت إلى لوط عليهم السلام، آمرين له بأن يسري هو وأهله من آخر الليل، ولا يلتفت منكم أحد، يعني عند سماع صوت العذاب إذا حل بقومه، وأمروه أن يكون سيره في آخرهم كالساقة لهم‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏إِلَّا امْرَأَتَكَ‏}‏ على قراءة النصب‏:‏
يحتمل أن يكون مستثنى من قوله‏:‏ ‏{‏فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏}‏ كأنه يقول‏:‏ إلا امرأتك فلا تسر بها‏.‏
ويحتمل أن يكون من قوله‏:
‏ ‏{‏وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ‏}‏ ‏
[‏هود‏:‏ 81‏]‏
أي‏:‏ فإنها ستلتفت فيصيبها ما أصابهم‏.‏ ويقوي هذا الاحتمال قراءة الرفع، ولكن الأول أظهر في المعنى، والله أعلم‏.‏
قال السهيلي‏:‏
واسم امرأة لوط‏:‏ والهة، واسم امرأة نوح‏:‏ والغة‏.‏
وقالوا له مبشرين بهلاك هؤلاء البغاة العتاة الملعونين، النظراء والأشباه الذين جعلهم الله سلفاً لكل خائن مريب‏:‏
‏{‏إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‏}‏ ‏
[‏هود‏:‏ 81‏]‏‏.‏
فلما خرج لوط عليه السلام بأهله - وهم ابنتاه - ولم يتبعه منهم رجل واحد، ويقال‏:‏ إن امرأته خرجت معه فالله أعلم‏.‏ فلما خلصوا من بلادهم، وطلعت الشمس فكان عند شروقها جاءهم من أمر الله ما لا يرد‏.‏ ومن البأس الشديد ما لا يمكن أن يصد‏.‏
وعند أهل الكتاب‏:‏
أن الملائكة أمروه أن يصعد إلى رأس الجبل الذي هناك، فاستبعده وسأل منهم أن يذهب إلى قرية قريبة منهم، فقالوا‏:‏ اذهب فإنا ننتظرك حتى تصير إليها، وتستقر فيها، ثم نحل بهم العذاب‏.‏ فذكروا أنه ذهب إلى قرية صغر التي يقول الناس غور زغر، فلما أشرقت الشمس نزل بهم العذاب‏.‏
قال الله تعالى‏:‏
‏{‏فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ‏}‏‏
[‏هود‏:‏ 82-83‏]‏‏.‏
قالوا
اقتلعهن جبريل بطرف جناحه من قرارهن، وكن سبع مدن بمن فيهن من الأمم، فقالوا‏:‏ إنهم كانوا أربع مائة نسمة، وقيل‏:‏ أربعة آلاف نسمة، وما معهم من الحيوانات وما يتبع تلك المدن من الأراضي والأماكن والمعتملات، فرفع الجميع حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم، ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها‏.‏ ‏
قال مجاهد‏:‏ فكان أول ما سقط منها شرفاتها‏.‏
‏{‏وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ‏}‏
والسجيل‏:‏ فارسي معرب، وهو‏:‏ الشديد الصلب القوي‏.‏
‏{‏مَنْضُودٍ‏}‏ أي‏:‏ يتبع بعضها بعضاً في نزولها عليهم من السماء‏.‏
‏{‏مُسَوَّمَةً‏}‏ أي‏:‏ معلمة، مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدمغه‏.‏
كما قال‏:‏
‏{‏مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ‏}‏ ‏
[‏الذاريات‏:‏ 34‏]‏‏.‏
وكما قال تعالى‏:
‏ ‏{‏وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ‏}‏
‏[‏الشعراء‏:‏ 173‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى‏}‏ ‏
[‏النجم‏:‏ 35-54‏]‏
يعني‏:‏ قلبها فأهوى بها منكسة عاليها سافلها، وغشاها بمطر من حجارة من سجيل متتابعة، مرقومة على كل حجر اسم صاحبه الذي سقط عليه من الحاضرين منهم في بلدهم، والغائبين عنها من المسافرين، والنازحين، والشاذين منها‏.‏
ويقال‏:‏ إن امرأة لوط مكثت مع قومها،
ويقال‏:‏ إنها خرجت مع زوجها وبنتيها، ولكنها لما سمعت الصيحة وسقوط البلدة، والتفتت إلى قومها، وخالفت أمر ربها قديماً وحديثاً،
وقالت‏:‏
واقوماه، فسقط عليها حجر فدمغها، وألحقها بقومها إذ كانت على دينهم، وكانت عيناً لهم على من يكون عند لوط من الضيفان‏.‏
 
رد: المقالة الثانية والثمانون من سلسلة التاريخ العام 4-قصة نبى الله لوط عليه الس

اللهم انت الرحمن الرحيم فارحمنا
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

بارك الله فيك شيخنا الجليل
جزاك الله خيرا
 

أحدث المواضيع

أعلى