المقالة الثامنة والستون من سلسلة التاريخ العام بناء البيت العتيق

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة الثامنة والستون من سلسلة التاريخ العام بناء البيت العتيق


المقالة الثامنة والستون
من سلسلة التاريخ العام
خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام وبناء البيت العتيق ‏

ثم لبث عنهم ابراهيم عليه السلام ما شاء الله،
ثم جاء بعد ذلك، وإسماعيل عليه السلام يبري نبلاً له تحت دوحة، قريباً من زمزم،
فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الولد بالوالد، والوالد بالولد‏.‏
ثم قال‏:‏
يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر،
قال‏:‏ فاصنع ما أمرك به ربك،
قال‏:‏ وتعينني،
قال‏:‏ وأعينك،
قال‏:‏ فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال‏:‏
فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان‏:‏

‏{‏رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏
[‏البقرة‏:‏ 127‏]‏‏.‏
قال‏:‏ وجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان‏:‏
‏{‏رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏
ثم قال‏:‏
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عامر عبد الله بن عمرو، حدثنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال‏:‏
لما كان من إبراهيم وأهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء، وذكر تمامه بنحو ما تقدم، وهذا الحديث من كلام ابن عباس، وموشح برفع بعضه، وفي بعضه غرابة وكأنه مما تلقاه ابن عباس عن الإسرائيليات‏.‏
وفيه أن إسماعيل كان رضيعاً إذ ذاك، وعند أهل التوراة أن إبراهيم أمره الله بأن يختن ولده إسماعيل، وكل من عنده من العبيد وغيرهم، فختنهم وذلك بعد مضي تسع وتسعين سنة من عمره، فيكون عمر إسماعيل يومئذ ثلاث عشرة سنة، وهذا امتثال لأمر الله عز وجل في أهله، فيدل على أنه فعله على وجه الوجوب، ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أنه واجب على الرجال، كما هو مقرر في موضعه‏.‏
وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري‏:‏
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏
(‏‏(‏اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم‏)‏‏)‏‏.‏
تابعه عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي الزناد‏.‏
وتابعه عجلان، عن أبي هريرة‏.‏
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة‏.‏
وهكذا رواه مسلم عن قتيبة به‏.‏
وفي بعض الألفاظ‏:‏
اختتن إبراهيم بعد ما أتت عليه ثمانون سنة، واختتن بالقدوم،
لما سيأتي من الحديث عند ذكر وفاته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏(‏‏(‏اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة‏)‏‏)‏‏.‏
رواه ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏‏.‏
وليس في هذا السياق ذكر قصة الذبيح، وأنه إسماعيل،
ولم يذكر في قدمات إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث مرات،
أولاهن‏:‏
بعد أن تزوج إسماعيل بعد موت هاجر، وكيف تركهم من حين صغر الولد على ما ذكر إلى حين تزويجه، لا ينظر في حالهم‏.‏
وقد ذكر أن الأرض كانت تطوى له، وقيل‏:‏ إنه كان يركب البراق إذا سار إليهم، فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم، وهم في غاية الضرورة الشديدة والحاجة الأكيدة‏.‏
وكأن بعض هذا السياق متلقى من الإسرائيليات، ومطرز بشيء من المرفوعات، ولم يذكر فيه قصة الذبيح، وقد دللنا على أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح في سورة الصافات‏
 

أحدث المواضيع

أعلى