المقالة السابعة والتسعون من سلسلة التاريخ الاسلامى التوسّع فى الفتوحات الاسلامية نحو الغرب

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
المقالة السابعة والتسعون من سلسلة التاريخ الاسلامى التوسّع فى الفتوحات الاسلامية نحو الغرب

المقالة السابعة والتسعون
من سلسلة التاريخ الاسلامى
الفتوحات الاسلامية فى عهد الفاروق عمربن الخطاب رضى الله عنه

التوسع نحو الغرب:

فتح برقة:

من الصعب استنباط دوافع عمرو بن العاص التوسعية باتجاه الغرب في أعقاب فتح الإسكندرية، فقد تكون:
1- جزءًا من الخطة التي استهدفت مصر.
2- أو نتيجة لظروف طارئة واجهت القيادة العسكرية، فارتأت ضرورة تأمين الغطاء الدفاعي للحدود الغربية، بفتح مواقع أخرى تشغلها حاميات عسكرية، ومراكز مراقبة.
3- أو نتيجة غريزة التوسع لدى القائد الإسلامي.
الواضح أن الحملة التي قام بها عمرو بن العاص في هذا الاتجاه،
والتي أثمرت عن فتح برقة وطرابلس،
لم تكن عملًا مخططًا له، إذ لم تكن هناك خطة مسبقة للفتح المنظم في ذلك الوقت، تتعدى مصر،

وربما قدّر عمرو أن تكون للبيزنطيين قوات في برقة، وطرابلس
قد تغريهم بالتحصن هناك، والتربص حتى تحين الفرصة للثأر، والعودة إلى مصر لاستعادتها،
فكان عليه فتح هذه المنطقة، وتأمين مركز المسلمين في مصر.

لذلك خرج بقواته من الإسكندرية في عام "22هـ/ 643م"،

بعد أن اطمأن على استقرار الأوضاع في مصر،

وتوجه نحو برقة التابعة للإمبراطورية البيزنطية، وتسكنها قبيلة لواتة البربرية،

لم يكن الطريق إلى برقة آنذاك صحراويًا، بل كانت عليه سلسلة من المدائن والمنازل متصلة، وأكثره أرض خصبة ذات زرع،

كانت الرحلة بمثابة نزهة للمسلمين، فلم يصادفوا مقاومة تذكر، فاستسلمت المدينة، ورضي أهلها بدفع الجزية، ومقدارها ثلاثة عشر ألف دينار سنويًا،

وتضمن الصلح شرطين ملفتين:
الأول:
أنه أبيح لسكان برقة أن يبيعوا من أحبوا من أبنائهم ليؤمنوا الجزية المفروضة عليهم، ويبدو أن عادة بيع الأبناء كانت شائعة في أوساط هذه القبيلة، فلم يحرمه المسلمون إلا على من أسلم.
الثاني:
أنه كان على سكان برقة أن يحملوا الجزية إلى مصر، حتى لا يسمح بدخول الجباة إلى بلادهم،

وأرسل عمرو عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة، وأضحى ما بين برقة إلى زويلة خاضعًا للمسلمين.
 

أحدث المواضيع

أعلى