قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

اسير الذكريات

مشرف سابق
إنضم
Sep 1, 2009
المشاركات
3,510
الإقامة
في بساتين الكلمات



الشيخ صمت لحظة..

ثـــــــم عــــــــاد يتحـــــدث
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين

ومع الشاب مجموعة من أقاربه

لفت انتباهي شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة


شاركني الغسيل وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه أما
دموعه فكانت تجري بلا انقطاع


وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...
ولسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...


هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...
بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...
إن الله أرحم بأخيك منك، وعليك بالصبر
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي.!!!!


ألجمتني المفاجأة مستحيل

وهذا البكاء وهذا النحيب


نعم إنه ليس أخي

لكنه أغلى وأعز عليّ من أخي ...
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب

بينما واصل حديثه ...
إنه صديق الطفولة

زميل الدراسة

نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة

ونلعب سوياً في الحارة

تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم
كبرنا وكبرت العلاقة بيننا

أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة

ثم نعود لنلتقي

تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...
التحقنا بعمل واحد ...
تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي
الأحزان عندما نلتقي ...
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...
نذهب سوياً ونعود سوياً ...
واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ؟؟ ....
خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...
انتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله .....
لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه
سيهلك في تلك اللحظة ...
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...


أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...


فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً
وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...
سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ...
انصرف الجميع ...


عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده
الكلمات عاجزة عن التعبير ...


وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها


الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...
نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...
-

-

-

-

يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...


يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ،
بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...
رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند
صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه



رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه


وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...إنا لله وإنا إليه راجعون ،
اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،
يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي


قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...
قلت في نفسي: مستحيل .. منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل...
أنزلناه في القبر الفارغ ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد،
يا لها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت
القبور بينهما أمواتاً ..


خرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم اغفر لهما وأرحمهما ، اللهم
واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك
مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...
انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني
الدهشة ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت
للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها
وأخذت أدعو لهما بالرحمة والمغفرة
قصة ذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات
*************
من يقول في نفسه أن الصديق لا يؤثر في صديقه فهو يكذب على نفسه و يضيعها ..
فلو كان الصديق الفاسد لا يؤثر بين أصدقاء صالحين ..فما بالكم بالتفاحة الفاسدة التي
تخرب صندوقا كاملا من التفاح الطازج بينها ؟؟
فانظر لنفسك و انتقِ أصدقاءك
وكن صديقا صدوقا وبادر دوما بالصلح وكن نعم الصديق،
فربّ أخ لم تلده لك أمك .. فالصديق الصدوق هو من يدوم، لا صديق المصلحة فقط،
وصديقك الحقيقي هو من صدَقَك بالقول والفعل وخاصة عند الشدائد لا من صدّقك وأومأ برأسه
بأنه يصدق كل ما تقول وربما هو الظاهر فقط
فلنحتفظ بأصدقائنا المخلصين ولنكن نعم الأصدقاء قولا وعملا

وانا عن نفسي اقدس الصداقة ..
أعتذر للحزن والألم الطاغى على القصة لكنها حملت أسمى معانى الصداقة
رزقنا الله جميعا أوفى وأصدق الأخلاء
دمتم فى حفظ المولى عز وجل
 

المواضيع المتشابهة

رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

سبحلن الله ولا حول ولا قوة الا بالله
مشكور على الموضوع
قصة مؤثرة جدا
:SugarwareZ-034:
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

سبحلن الله ولا حول ولا قوة الا بالله

مشكور على الموضوع
قصة مؤثرة جدا
:SugarwareZ-034:


مشكوره اختي الكريمه رحمة علي مرورك العاطر وردك الجميل


خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

حقا رب أخ لك لم تلده أمك
كلمات حقيقية تعبر عن قيمة الصداقة الحقيقية
وعمق تأثيرها فى حياتنا
وبرغم ما يسود المجتمع الآن من توحش وأنانية
وسوء أخلاق إلا أنه ستظل هناك أمثلة حية وحقيقية
تعبر عن وجود هذا المعنى الجميل والنادر
والصديق الحق مثل الجوهرة النادرة قلما تتواجد
أو نادر الوجود لن غير معدوم

جزاك الله خيرا أخى الفاضل على تلك القصة المؤثرة
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

حقا رب أخ لك لم تلده أمك

كلمات حقيقية تعبر عن قيمة الصداقة الحقيقية
وعمق تأثيرها فى حياتنا
وبرغم ما يسود المجتمع الآن من توحش وأنانية
وسوء أخلاق إلا أنه ستظل هناك أمثلة حية وحقيقية
تعبر عن وجود هذا المعنى الجميل والنادر
والصديق الحق مثل الجوهرة النادرة قلما تتواجد
أو نادر الوجود لن غير معدوم


جزاك الله خيرا أخى الفاضل على تلك القصة المؤثرة


صدقتي اختي الكريمه

رب اخ لك لم تلده امك

مشكوره علي اضافتك الجميله وتعليقك الجميل علي هذا الموضوع

خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

قصة رائعة جدا ومعبرة عن الصداقة الحقيقية
شكرا اخي اسير وجزاك الله خيرا
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

فربّ أخ لم تلده لك أمك .. فالصديق الصدوق هو من يدوم، لا صديق المصلحة فقط،


صدقت اخى

ولكن اين ذلك الصديق ؟؟؟

لقد اصبح العالم مليئة باناس كثيرون يظهرون لك الحب

ولكن عندما يحدث لك شئ يكونوا هم ابعد الناس عندك

اناس يحزنون لفرحك ويفرحون لحزنك

لا يعرفوك الا من اجل المصالحة فقط لا غير

اسال الله ان يرزقنا الصحبه الصالحة

بارك الله فيك اخى على القصة الرائعة

التى قليل جداااا ما تجد من هولاء الاصدقاء

ولكن يبقى الامل

سلمت يداااااك اخى الكريم
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

قصة رائعة جدا ومعبرة عن الصداقة الحقيقية
شكرا اخي اسير وجزاك الله خيرا


مشكوره جدا اختي الكريمه علي مرورك العاطر

وردك الجميل


خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

القصة محزنة بس فيها عبرة
الله يرحمهم
ويرحمنا إذا صرنا إلى ماساروا إليه

مشكوره جدا اختي الكريمه علي مرورك العاطر

وردك الجميل


خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

فربّ أخ لم تلده لك أمك .. فالصديق الصدوق هو من يدوم، لا صديق المصلحة فقط،



صدقت اخى

ولكن اين ذلك الصديق ؟؟؟

لقد اصبح العالم مليئة باناس كثيرون يظهرون لك الحب

ولكن عندما يحدث لك شئ يكونوا هم ابعد الناس عندك

اناس يحزنون لفرحك ويفرحون لحزنك

لا يعرفوك الا من اجل المصالحة فقط لا غير

اسال الله ان يرزقنا الصحبه الصالحة

بارك الله فيك اخى على القصة الرائعة

التى قليل جداااا ما تجد من هولاء الاصدقاء

ولكن يبقى الامل


سلمت يداااااك اخى الكريم

مشكوره جدا اختي الكريمه علي مرورك العاطر

وردك الجميل

وفعلا

هناك اناس كثيرون لا يظهرون سوي الابتسامة الصفراء الكاذبة التي توراري خلفها حقد جسيم وعميق

ولكن الصديق الحقيقي

هو مثل النسمة العابره البارده ولكن نشعر بوجودها




خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

فعلا رفئه عنجد والئسه اثرت فيي كتير عنجد ميرسى الك ئسه رائعه مواضيعك كتير حلوة
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

فعلا رفئه عنجد والئسه اثرت فيي كتير عنجد ميرسى الك ئسه رائعه مواضيعك كتير حلوة


ميرسي كتير الك اختي الكريمه

سعدت جدا بتشريفكم لصفحتي وردك العاطر


خالص تحياتي
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

سبحان الله
فعلا قصه غريبه ومؤثرة
بس فعلا اعرف اصدقاء كدا واوفياء جدا لبعضهم
وكما قال الرسول الكريم (المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل)
تسلم ايدك اسير على القصه الرائعه والمؤثرة دى
 
رد: قصة واقعيه للصداقة الحقيقيه

سبحان الله
فعلا قصه غريبه ومؤثرة
بس فعلا اعرف اصدقاء كدا واوفياء جدا لبعضهم
وكما قال الرسول الكريم (المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل)
تسلم ايدك اسير على القصه الرائعه والمؤثرة دى


اولا نووورتي صفحتي من جديد

واتمني ان غيابك عنا يكون خير

ثانيا بشكرك جدا علي مرورك العاطر وردك الجميل

وفعلا زي ما قلتي في الحديث الشريف

والاصداقه هي اغلي شيئ ممكن يمتلكه الانسان لانه الانسان المفتقد للصداقه ما يسوي شيئ في زمننا هذا

مشكوره اختي الكريمه

خالص تحياتي
 

أحدث المواضيع

أعلى