الطائرالمسافر
عضو ذهبي
المقلةلخامسة من سلسلة الفقه اسرار الصلاة
المقالةالخامسة
منسلسلة الفقه
اسرار الصلاة
لشيخ الاسلام بن قيم الجوزية
عبوديةالاستفتاح
...فإذا قال :
" سبحانك اللهم و بحمدك"
و أثنى على اللهتعالى بما هو أهله ، فقد خرج بذلك عن الغفلة و أهلها ، فإن الغفلة حجاب بينه و بينالله.
و أتى بالتحية والثناء الذي يُخاطب به الملك عند الدخول عليه تعظيما له و تمهيدا ، و كان ذلكتمجيدا و مقدمة بين يدي حاجته.
فكان في الثناء منآداب العبودية ، و تعظيم المعبود ما يستجلب به إقباله عليه ، و رضاه عنه ، وإسعافه بفضله حوائجه
حال العبد في القراءة و الاستعاذة
فإذا شرع في القراءةقدَّم أمامها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإنه أحرص ما يكون على خُذلانالعبد في مثل هذا المقام الذي هو أشرف مقامات العبد و أنفعها له في دنياه و آخرته،
فهو أحرص شيء على صرفه عنه ، و انتفاعه دونهبالبدن و القلب ،
فإن عجز عن اقتطاعه وتعطيله عنه بالبدن اقتطع قلبه و عطَّله ، و ألقى فيه الوساوس ليشغله بذلك عنالقيام بحق العبودية بين يدي الرب تبارك و تعالى ،
فأمر العبد بالاستعاذة بالله منه ليسلم له مقامهبين يدي ربه و ليحي قلبه ، و يستنير بما يتدبره و يتفهمه من كلام الله سيِّده الذيهو سبب حياة قلبه ، و نعيمه و فلاحه ، فالشيطان أحرص شيء على اقتطاع قلبه عن مقصودالتلاوة.
و لما علم اللهسبحانه و تعالى حَسَد العدو للعبد ، و تفرّغه له ، و علم عجز العبد عنه ، أمره بأنيستعيذ به سبحانه ، و يلتجئ إليه في صرفه عنه ، فيكتفي بالاستعاذة من مؤونةمحاربته و مقاومته ، و كأنه قيل له : لا طاقة لك بهذا العدو ، فاستعذ بي أعيذك منه، و استجر بي أجيرك منه ، و أكفيكه و أمنعك منه .
نصيحةابن تيمية لابن القيِّم
و قال لي شيخ الإسلامابن تيمية قدس الله روحه و نوَّر ضريحه يومًا :
إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغلبمحاربته ، و مدافعته ، و عليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ، و يكفيكه.
فإذا استعاذ الإنسانبالله من الشيطان الرجيم أبعده عنه .
فأفضى القلب إلىمعاني القرآن ، و وقع في رياضه المونقة و شاهد عجائبه التي تبهر العقول ، و استخرجمن كنوزه و ذخائره ما عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ، و كان الحائلبينه و بين ذلك ، النفس و الشيطان ، فإن النفس منفعلة للشيطان ، سامعة منه ، مطيعةفإذا بَعُدَ عنها ، و طُرد ألَّم بها الملَك ، و ثبَّتها و ذكّرها بما فيه سعادتهاو نجاتها.
فإذا أخذ العبد فيقراءة القرآن ، فقد قام في مقام مخاطبة ربِّه و مناجاته ، فليحذر كل الحذر منالتعرّض لمقته و سخطه ، بأن يناجيه و يخاطبه ، و قلبه معرِض عنه ، ملتفت ، إلىغيره ، فإنه يستدعي بذلك مقته ، و يكون بمنزلة رجل قرَّبه ملك من ملوك الدنيا ، وأقامه بين يديه فجعل يخاطب الملك ، و قد ولاَّه قفاه ، أو التفت عنه بوجهه يَمنَةو يسرة ، فهو لا يفهم ما يقول الملك ، فما الظن بمقت الملك لهذا.
فما الظن بمقت الملكالحق المبين رب العالمين و قيوم السماوات و الأرضين.؟؟؟
والى تتمة نوعية الروائع فى المقال التالى ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
المقالةالخامسة
منسلسلة الفقه
اسرار الصلاة
لشيخ الاسلام بن قيم الجوزية
عبوديةالاستفتاح
...فإذا قال :
" سبحانك اللهم و بحمدك"
و أثنى على اللهتعالى بما هو أهله ، فقد خرج بذلك عن الغفلة و أهلها ، فإن الغفلة حجاب بينه و بينالله.
و أتى بالتحية والثناء الذي يُخاطب به الملك عند الدخول عليه تعظيما له و تمهيدا ، و كان ذلكتمجيدا و مقدمة بين يدي حاجته.
فكان في الثناء منآداب العبودية ، و تعظيم المعبود ما يستجلب به إقباله عليه ، و رضاه عنه ، وإسعافه بفضله حوائجه
حال العبد في القراءة و الاستعاذة
فإذا شرع في القراءةقدَّم أمامها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإنه أحرص ما يكون على خُذلانالعبد في مثل هذا المقام الذي هو أشرف مقامات العبد و أنفعها له في دنياه و آخرته،
فهو أحرص شيء على صرفه عنه ، و انتفاعه دونهبالبدن و القلب ،
فإن عجز عن اقتطاعه وتعطيله عنه بالبدن اقتطع قلبه و عطَّله ، و ألقى فيه الوساوس ليشغله بذلك عنالقيام بحق العبودية بين يدي الرب تبارك و تعالى ،
فأمر العبد بالاستعاذة بالله منه ليسلم له مقامهبين يدي ربه و ليحي قلبه ، و يستنير بما يتدبره و يتفهمه من كلام الله سيِّده الذيهو سبب حياة قلبه ، و نعيمه و فلاحه ، فالشيطان أحرص شيء على اقتطاع قلبه عن مقصودالتلاوة.
و لما علم اللهسبحانه و تعالى حَسَد العدو للعبد ، و تفرّغه له ، و علم عجز العبد عنه ، أمره بأنيستعيذ به سبحانه ، و يلتجئ إليه في صرفه عنه ، فيكتفي بالاستعاذة من مؤونةمحاربته و مقاومته ، و كأنه قيل له : لا طاقة لك بهذا العدو ، فاستعذ بي أعيذك منه، و استجر بي أجيرك منه ، و أكفيكه و أمنعك منه .
نصيحةابن تيمية لابن القيِّم
و قال لي شيخ الإسلامابن تيمية قدس الله روحه و نوَّر ضريحه يومًا :
إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغلبمحاربته ، و مدافعته ، و عليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ، و يكفيكه.
فإذا استعاذ الإنسانبالله من الشيطان الرجيم أبعده عنه .
فأفضى القلب إلىمعاني القرآن ، و وقع في رياضه المونقة و شاهد عجائبه التي تبهر العقول ، و استخرجمن كنوزه و ذخائره ما عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ، و كان الحائلبينه و بين ذلك ، النفس و الشيطان ، فإن النفس منفعلة للشيطان ، سامعة منه ، مطيعةفإذا بَعُدَ عنها ، و طُرد ألَّم بها الملَك ، و ثبَّتها و ذكّرها بما فيه سعادتهاو نجاتها.
فإذا أخذ العبد فيقراءة القرآن ، فقد قام في مقام مخاطبة ربِّه و مناجاته ، فليحذر كل الحذر منالتعرّض لمقته و سخطه ، بأن يناجيه و يخاطبه ، و قلبه معرِض عنه ، ملتفت ، إلىغيره ، فإنه يستدعي بذلك مقته ، و يكون بمنزلة رجل قرَّبه ملك من ملوك الدنيا ، وأقامه بين يديه فجعل يخاطب الملك ، و قد ولاَّه قفاه ، أو التفت عنه بوجهه يَمنَةو يسرة ، فهو لا يفهم ما يقول الملك ، فما الظن بمقت الملك لهذا.
فما الظن بمقت الملكالحق المبين رب العالمين و قيوم السماوات و الأرضين.؟؟؟
والى تتمة نوعية الروائع فى المقال التالى ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته