المثل الأعلى للحياة المتوازنة ::...

همسات حائرة

عضو ذهبي
إنضم
Apr 25, 2011
المشاركات
6,323
الإقامة
أم الدنيـــــــــــا
basm-all.gif


المثل الأعلى للحياة المتوازنة ::...



والحق أن المثل التطبيقي الأعلى للتكامل وللتوازن بين المثال والواقع ، بين القلب والعقل، بين الإيمان والعلم، بين الروح والمادة ، بين الفردية والجماعية ، بين حق الرب وحظ النفس. وإعطاء كل منها حقه بلا طغيان ولا إخسار
هو رسول الله صلّ الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين،
وأنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.



الرسول العابد الزاهد



فنراه في مجال العباد لربه، العابدالأول، الذي كانت قرة عينه في الصلاة ، وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، ويبكي حتى تبلل دموعه لحيته، وتعجب زوجه عائشة من شدة تعبده وبكائه، وقد غفر



الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول لها: "أفلا أكون عبدا شكورا".



وكان يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع غالبا، وأحيانا يديم الصيام حتى يظن من حوله أنه سيصوم الدهر كله، وأحيانا يواصل الليل بالنهار في الصيام، فيمضي يومين أو أكثر لا يتناول طعاما، بعد الغروب، وهو ما نهى عنه أصحابه


ولهذا قالوا له: أتنهانا عن الوصال وتواصل؟


فقال: "وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"،


فكانت من خصوصياته صلّ الله عليه وسلم.




وكان دائم الذكر لله تعالى في كل أحواله: وعلى كل أحيانه، بقلبه ولسانه. وأذكاره وأدعيته ومناجاتاه لربه، يتجلى فيها أغنى قيم الصدق والإخلاص لله تعالى، والعبودية المتجردة لربها، كما أنها تمثل أروع المعاني، وأوضح الطموحات التي ينبغي أن ينشدها الإنسان الرباني لنفسه، ولمن يحب مصوغة في أحلى القوالب البلاغية، وأعذب الأساليب البيانية، التي تهز الكينونة البشرية من أعماقها، وهي وحدها مدرسة روحية فذة.




وقد حفلت بها كتب الحديث والسيرة، وألفت فيها كتب خاصة، قديما وحديثا، لعل أحدثها كتاب شيخنا الشيخ



محمد الغزالي "فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء".




وكان صلّ الله عليه وسلم،برغم تعبده لربه، واشتغاله بذكره، وقيامه الدائم بالدعوة إلى دينه، والجهاد في سبيله، دائم الخشية له سبحانه، كثير الاستغفار، كثير التوبة، وهذا من كمال عبوديته، وعظم مقام الألوهية عنده، وفي هذا كان يقول: "إنه ليغان على قلبي، وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة"، "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله عز وجل في اليوم مائة مرة".


وكان صلّ الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، وأرضاهم باليسير منها، مع ما فتح الله له من الفتوح، وأفاء عليه من الغنائم، وبعد أن أصبح سيدالجزيرة.. ولكنه لقي ربه ولم يشبع من خبر الشعير ثلاثة أيام متوالية، وكان الشهر يمر تلو الشهر ولا يوقد في بيته نار، إنما عيشه على الأسودين: التمر والماء..

وكان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبيه.. ورآه عمر بن الخطاب يوما كذلك، فبكى توجعا له وإشفاقا عليه، واقترح عليه بعضهم أن يهيئوا له فراشا ألين من هذا،
فقال لهم: "ما لي وللدنيا؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة مننهار، ثم راح وتركها"!

 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى