همسات حائرة
عضو ذهبي
نفعتنى نصيحة أبى بعد عشرين سنة ::...
فى طفولتى كنت أرى والدى يحافظ على الصلوات فى المسجد , وظل والدى لسنوات يشجعنى على الصلاة , حتى إن أكثر شئ كان يردده عندما يرانى ويسلم علىّ هو " هل صليت " , حتى لو دخل البيت ليلاً ووجدنى نائماً فإنه كان يوقظنى برفق قائلاً : أصليت العشاء ,
وكنت - للأسف - فى كل الحالات أقول له : نعم صليت ,
وطبعاً كنت فى كثير من الأحيان أكذب عليه ,
لا خوفاً من العصالأن كان لا يضربنى ,
بل شفقة من أن يحزن قلبه الطيب بسبب تخلفى عن الصلاة ,
كنت أشعر حين أكذب عليه أنه يدرك أننى لم أصلِّ , وعلى الرغم من ذلك كان يشجعنى قائلا : بارك الله فيك يا بنى ,
بل كان يخرج ما في جيبه من منتجات مزرعتنا المتنوعة ويعطيه لى مكافأة على صلاتى , والعجيب أنه لم يقل لى يوما " يا كذاب " ,
لقد كانت مفاجأته لى على كذبى أشد من السياط على جسدى ,
كم كانت مفاجأته تؤلمنى كل ليلة ...
وطبعاً كنت فى كثير من الأحيان أكذب عليه ,
لا خوفاً من العصالأن كان لا يضربنى ,
بل شفقة من أن يحزن قلبه الطيب بسبب تخلفى عن الصلاة ,
كنت أشعر حين أكذب عليه أنه يدرك أننى لم أصلِّ , وعلى الرغم من ذلك كان يشجعنى قائلا : بارك الله فيك يا بنى ,
بل كان يخرج ما في جيبه من منتجات مزرعتنا المتنوعة ويعطيه لى مكافأة على صلاتى , والعجيب أنه لم يقل لى يوما " يا كذاب " ,
لقد كانت مفاجأته لى على كذبى أشد من السياط على جسدى ,
كم كانت مفاجأته تؤلمنى كل ليلة ...
مرت الأيام والشهور وأنا على حالى من الكذب وأبى على حاله من الصبر والتغافل ,
وفجأة توفى أبى رحل عن الدنيا وعمرى اثنا عشر عاماً , رحل وتركنى وأنا لا أصلى إلا قليلا
ومرت السنون وأنا فى غفلة من أمرى , وسافرت إلى اليمن - وعمرى 36 سنة - لأعمل مدرساً , وهناك حدث لى ما لم يكن متوقعاً , فذات يوم دخلت أحد المساجد أريد صديقاً لى , فقال لى : تعالَ فاقرأ معنا القرآن ,
فأخذت من يده المصحف محرجا , وجاء على الدور فى القراءة ,
فأخذت من يده المصحف محرجا , وجاء على الدور فى القراءة ,
وكانت أول آية قرأتها هى قوله تعالى : " فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا "
فاهتز قلبى , واقشعر بدنى , وسال دمعى , أخذت أردد الأية وأبكى ,
وكأن هذه الآية قد نزلت من أجلى
وكأن هذه الآية قد نزلت من أجلى
لقد تذكرت ما كان يفعله معى والدى منذ أكثر من عشرين سنة , وخفت أن أكن ممن خلف السوء الذى جاء بعد أبيه وضيع الصلاة ,
وساعتها قررت ألا أضيع صلاة لأكون خير خلف لخير سلف , ومن يومها لى عشرين عاما أحرص ألا تفوتنى تكبيرة الإحرام فى جميع الصلوات فى المسجد ,
وأسأل الله تعالى أن يسامحنى على ما مضى ,
رحمك الله يا أبى
كم أشتاق لهداياك البسيطة التى كنت تحضرها لى ,
فأنا اليوم - بصدق - أصلى
وأسأل الله تعالى أن يسامحنى على ما مضى ,
رحمك الله يا أبى
كم أشتاق لهداياك البسيطة التى كنت تحضرها لى ,
فأنا اليوم - بصدق - أصلى