اعرف حبيبك صلى الله عليه وسلم (3)

احساس

مؤسسي الموقع
إنضم
Sep 11, 2006
المشاركات
3,792
الإقامة
مصرية وافتخر
72214110dj7dm6.gif



احبتى فى الله اهلا بكم مع الحبيب صلى الله عليه وسلم مرة اخرى .

توقفنا فى الجزء السابق عند لحظات ميلاده الشريف حينما انار الدنيا من مشرقها الى مغربها وهتف هاتف لأمه آمنة أن تسميه محمد وكذلك هتف هاتف بمنام جده عبد المطلب أن سمه محمداً وقد كان واليوم نكمل بإذن الله تعالى مع نشأته صلى الله عليه وسلم وطفولته .


رضاعه
article_salla.gif
:-


جاء الصباح وولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم، وهي التي سميت بعد ذلك بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وهي الآن مكتبة عامة.

وكانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية أمة أبيه، وأول من أرضعته ثويبة أمة عمه أبي لهب.

الا ان عادة أشراف مكة كانت أن يعهدوا بأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم , لأن البادية أصلح لنمو أجسام الأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم فضلا عن إتقان اللغة العربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومه أظفارهم. وكان مقدار العناية والرعاية بالطفل يختلف من قبيلة لأخرى لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذه القبائل عناية ويذكر المؤرخون أن محمد عرض على جميع المرضعات اللاتي وفدن على مكة فأبين يأخذنه ليتمه وفقرة , وأنهن كن يطمعن في أبناء الأغنياء وأن حليمة ما عادت إليه الا لأنها لم تجد طفلا غيره وهذا غير صحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو في كفالة جدة عبد المطلب سيد مكة وكبيرها , ومثله من يطمع في عطائه وقد ذكرت المصادر أن جيش أبرهه في حملته على الكعبة قد حاز مائتين من الإبل لعبد المطلب , كما أنة فدى ابنة عبد الله بمائة من الإبل , وذبح مجموعة كبيرة منها في زواجه لا يصد عنها إنسان ولا حيوان , ويذكر اليعقوبى أن عبد المطلب عند موته لف في حلتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال من الذهب فمن كان ذلك حاله أيعقل أن يكون فقيرا تترك المرضعات ولده ؟ ذلك فضلا عن إرضاع الأطفال في البادية عادة أشرف مكة وأغنيائها , أما الفقير فكانت كل أم ترضع طفلها .

فلماذا اختار الله حليمة ولما حظيت قبيلة بنى سعد بهذا الشرف العظيم ؟

لأن قبيلة بنى سعد كانت أشهر قبيلة في هذا الأمر
ولم تقف شهرة بنى سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط , بل حازت الشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة فضلا عما اشتهرت به من أخلاق كريمة طيبة لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد في بني سعد فلما جاءت حليمة السعدية لتأخذه وأحست هذا الحرص طمعت في جزل العطاء فتمنعت في أخذه فلما أجزل لها أخذته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعته في بنى سعد فيقول : أنا أعربكم أنا قرشي واسترضعت في بنى سعد بن بكر .

محمد
article_salla.gif
فى بنى سعد :-


يذكر أن السيدة حليمة (حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية) وزوجها (الحارث بن عبد العزى) لم تكن حياتهم مترفة رغدة بل كانوا يعيشون حياة وسطا فلما ذهب اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمهم الخير الوفير وصارت لهم اغناما
وقضى محمد صلى الله عليه و سلم في حضانة ورعاية حليمة وزوجها الحارث أربع أو خمس سنوات وكان خلالها نعم الرضيع والصبى فكان هادئ الطباع مختلف عن غيره من الصبية فى هدوئه وعقله الكبير وكان قلبه كبيرا رحيما بكل ما حوله من طير وحيوان
ولم يذهب ولو لمرة واحدة ليتعبد باصنام الكعبة رغم انه ذهب الى مكة مرات لزيارة جده وامه

حادثة شق صدره الشريف :-

ثم حدث ما جعل حليمة تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة إذا أخبرها ابنها الصغير أن رجلين أخذا محمدا فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقه سوداء ثم غسلا القلب وإعاداه إلى ما كان عليه , وقد اختلف المؤرخين في حقيقة شق الصدر هل هو حسي أم معنوي ؟ ولكن لعله يشير إلى الحصانات التي أضفاها الله على محمد صلى الله عليه و سلم فحصنته ضد مساوئ الطبيعة الإنسانية ومفاتن الحياة الأرضية.

وهكذا عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكمل حياته فى رعاية أمه وجده بمكة


وفاة أمة وجده وكفالة عمه له صلى الله عليه و سلم:-

ظل محمد صلى الله عليه وسلم في رعاية أمه و كفالة جده حتى بلغ السادسة , فذهب به أمه لزيارة قبر زوجها في يثرب وقدر لها أن تموت في طريق عودتها وتدفن في الأبواء (على الطريق بين يثرب ومكة )
ويصبح محمد بعدها يتيم الأب والأم , ويكفله جده عبد المطلب فيحبه حبا شديدا عوضه عن حنان أمه وعطف أبيه فكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ألا محمدا فكان يجلسه معه ويمسح ظهره بيده , ولكن القدر لم يمهل جده طويلا فمات بعد سنتين, فكفله عمه أبو طالب فأحبه حبا شديدا وأخذا يتعهده بعناية و رعايته , ولم تقتصر حمايته له قبل البعثة بل امتدت إلى ما بعدها فكان عونا للدعوة الإسلامية وظهرا لصاحبها على الرغم من انه لم يسلم
وكان محمدا صلى الله عليه وسلم رقيق الحال يستحيى حتى أن يطعم مع ابناء عمه ما دفعه للعمل سريعا.

اشتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم :-

ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل و يأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم , ويمكن القول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجوم المتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب


اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة :-

وزاول محمد مهنة التجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبى طالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق كانت معجزة له صلى الله عليه وسلم غيمة تظله فى طريقه اذا وقف وقفت واذا تحرك فهى فوقه لا تفارقه وقد استرعى هذا الأمر انتباه راهب كان يسكن بالبادية فوقف ينظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر بين كتفيه فوجد ختم النبوة فعرفه فسال عن ولى امره فدل على ابا طالب فأخبره ان هذا الصبى الصغير سيكون له شأن عظيم ونصحه بأن يعود به الى بلاده مخافه أن يعرفه الروم فيقتلوه
فخاف عمه خوفا شديدا واخذه وعاد به الى مكة .
ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة او بالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همه واكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيرا وتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب .

حرب الفجار :-

وشارك محمد صلى الله عليه وسلم مكة الدفاع عن مدينتهم في حرب الفجار بين قريش وهوازن والتي استمر أربع سنوات كان عمر محمد في بدايتها خمسة عاما وسببها أن النعمان بن المنذر أراد يعين قائدا لقافلة تجارية من الحيرة إلى سوق عكاظ فعرض كل من البراض الكتاني وعروة الهوازنى نفسه فاختار النعمان عروة فقتله البراض, وسمعت قريش وهى من كنانة الخبر وأدركت أن (هوازن) قبيلة عروة لابد أنها ستثأر لرجلها

ووقع القتال بين الفريقين وكان في الأشهر الحرم وتراجعت قريش حتى دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب في العالم القادم وظلت هذه الحرب تجدد طوال أربع سنوات في انعقاد سوق عكاظ , ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على أن تدفع قريش دية من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم وهو الفجار الرابع في تاريخ مكة
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنة قال في حرب الفجار:كنت أنبل على أعمامي (أي أجمع نبل عدوهم اذا رموهم بها)وقال في حديث آخر:قد حضرتها (حرب الفجار)مع عمومتي ورميت فيها بأسهم وما أحب أنى لم أكن فعلت
ولذلك اختلف المؤرخين في كيفية مشاركة الرسول صلى الله عليه و سلم , وهل بجمع النبل؟أم بالرمي؟و يبدوا أن الرسول صلى الله عليه و سلم مارس العملين, فإن الحرب استمرت أربعة أعوام , كان عمر الرسول في بدايتها خمسة عشر عاما وهى لا تمكنه من الرمي فساهم بجمع النبل , وفي نهايتها كان على أبواب العشرين ربيعا فتمكن أن يساهم فى رمى النبل

حلف الفضول :-

وكما شارك محمد صلى الله عليه و سلم قومه في الحرب شاركهم أيضا في السلم فشهد معهم حلف الفضول ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه بعد بعثته فقال (لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت

وسبب هذا الحلف أن قريشا رأت ما أصبح عليه حالها من ضعف وتفكك أدى إلى تطاول القبائل العربية عليها ومهاجمتها في ديارها في الأشهر الحرم , بعد أن كانت مرهوبة الجانب قوية السلطان ورأت أيضا ما جرته عليها حرب الفجار من قتل لرجالها وإفناء لثروتها, فقام الزبير بن عبد المطلب يدعو إلى حلف يجمع به شأن قريش ويوحد صفوفها فأجابته جميع بطون قريش وتحالفوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته
وسبب تسميته بحلف الفضول أنة كان إحياء لحلف آخر سابق فى الجاهلية دعا إليه ثلاثة اسمهم مشتق من الفضل فسموا الحلف بالفضول

يتبع بأذن الله

زواجه بالسيدة خديجة
 

المواضيع المتشابهة

بارك الله فيكى
شكرا جزيلا على الموضوع
وانا فى انتظار جديدك

تقبلى تحياتى
 
رد: اعرف حبيبك صلى الله عليه وسلم (3)

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
 

أحدث المواضيع

أعلى