من أسباب ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيّرات

فوءة1

مؤسسي الموقع
إنضم
Mar 20, 2010
المشاركات
7,243
الإقامة
مصر الحبيبة
من أسباب ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيّرات


من أسباب ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيّرات:

هناك أسباب كثيرة بعد توفيق الرب جل وعلا وحفظه سبحانه كانت وراء ثبات عقيدة السلف وبقائها واستقرارها في نفوس أهلها وسبب لسلامة أهلها من التغير والتلون والانحراف.
ولا شك أن من النافع للمسلم والمفيد له في حياته أن يقف على الأسباب التي بها ثبات العقيدة وسلامتها؛ليتعاهدها في نفسه وليرعاها أحسن الرعاية مستعينًا على ذلك كله بالله تبارك وتعالى:

أولًا: اعتصام أهلها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإيمانهم بجميع ما جاء فيهما، واعتقادهم الكامل بأن ما فيهما لا يجوز ترك شيء منه.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}

ثانيًا: اعتقادهم أن الكتاب والسنة مشتملان على المعتقَد الحق، لا نقص فيهما بأي وجه من الوجوه، فإن المعتقد الحق بيِّن تمام البيان وواضح كامل الوضوح في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أي عقيدة وعبادة وسلوكًا،
{وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}

ثالثًا: استقر في نفوسهم أنهم في حال وقوع أي نزاع أو خلاف أو نحو ذلك لا يعولون على شيء ولا يرجعون إلى شيء إلا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
رابعًا: سلامة فطرتهم ...والفطرة نعمة من الله عز وجل ومنة منه تبارك وتعالى على عباده.
قال صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ))

خامسًا: صحة عقولهم، فأهل السنة والجماعة أحسن الناس عقولاً، وأسلمهم رأيًا وفكرًا ومنهجًا، لهم عقول راجحة ليس فيها غلو أو جفاء كما هو الشأن في غيرهم من أهل الأهواء والبدع...
صحّت عقولهم وسلمت من الانحراف لأنهم أعملوها في حدودها المعينة ولم يهملوها{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}

سادسًا: أن في نفوس أهل السنة والجماعة اطمأنّت بهذه العقيدة غاية الطمأنينة، يشعر كل واحد منهم براحة في قلبه، وطمأنينة في نفسه، وأُنْسٍ وسعادةٍ، بل وفرح ولذّة بهذا المعتقد الحقّ الذي أنعم الله تبارك وتعالى عليه به.

سابعًا: ارتباطهم بفهم السلف الصالح -الصحابة ومن اتبعهم بإحسان-، فهُم مع الأمور المتقدّمة يعولون في فهم النصوص ومعرفة دلالتها على ما جاء عن الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.


ثامنًا: توسّطهم -رحمهم الله- واعتدالهم، كما قال الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} أي شهودًا عدولاً.
وتوسّطهم هو لزومهم للحقّ واستقامتهم وثباتهم عليه، ومجانبتهم للطرق المنحرفة.

تاسعًا: عدم تقديمهم لعقولهم وأذواقهم على ما جاء في الكتاب والسنة.

عاشرًا: حُسْن صلتهم بالله وشدّة ارتباطهم به واعتمادهم عليه؛ لأن التوفيق بيده سبحانه وتعالى.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى))

الحادي عشر: يقينهم التامّ بهذا المعتقد الذي استقاموا عليه، وبعدهم عن تعريضه للخصومة والجدل، وهذا جانب غاية في الأهمية للثبات على المعتقد الحقّ.
قال حذيفة لأبي مسعود: "إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلوّن في دين الله، فإن دين الله واحد".

الثاني عشر: اعتقادهم أن مسائل الاعتقاد من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته واليوم الآخر، ونحو ذلك من الأمور التي جاءت بها الرسل، واتّفقت كلمتهم عليها جميعها أمور ثوابت لا يدخلها نسخ أو تبديل أو نحو ذلك؛ لأن العقيدة ليست مما يدخلها النسخ.

الثالث عشر: وضوح عقيدتهم، ويُسرها، وبُعْدها عن الغموض، بينما العقائد الأخرى يكتنفها أنواع من الغموض، وعدم الوضوح، وكثير من الشبهات.

الرابع عشر: اعتبارهم واتّعاظهم بحال أهل الأهواء، وقديمًا قيل: "السعيد من اتّعظ بغيره"


الخامس عشر: اتفاق كلمتهم وعدم تفرقهم، أما أهل الأهواء فقد فرقوا دينهم وكانوا شيعًا، كل حزب بما لديهم فرحون.
قال قتادة: "لو كان أمر الخوارج هدًى لاجتمع، ولكنه كان ضلالاً فتفرّق".
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى