الواجبات المنزلية والتلاميذ

وديعة الغالية

عضو نشيط
إنضم
Oct 1, 2007
المشاركات
203
الإقامة
يارب رضاك والفردوس الاعلى ..امين
التربويون يرفضون إلغاءها ... والتلامذة يحمّلونها مسؤولية حرمانهم من الراحة والتسلية بعد الدوام والأهالي يتململون ندوة «سيدتي» حول الفروض المنزلية

يشكو التلامذة من العبء الذي تضعه الواجبات المدرسية، على كاهلهم. فبين ساعات الدوام المدرسي والفروض المنزلية التي تحتّم عليه تكرار ما تلقّنه ليرسخ أكثر في ذهنه ويصبح قادراً على اجتياز الإختبارات النهائية بنجاح، غالباً ما يفوته الترويح عن نفسه ما يجعله منهكاً. ولكن بالمقابل، يرى البعض أن ست أو سبع ساعات مدرسية هي غير كافية للطفل لاستيعاب كل ما يطلب منه، ليشعر هذا الأخير أن دور الفروض هو حرمانه من متعة اللعب، إذ إن الدرس يأخذ منه نصف اليوم ويستنفد كل طاقاته فيجد نفسه بعد الإنتهاء مرهقاً ومجبراً على النوم في موعد محدّد... ومن جهة أخرى، يغضّ بعض المدرّسين الطرف عن تصحيح هذه الفروض، فيغدو الأمر روتينياً لا يعود على التلميذ بأية فائدة.
.



أعدّ هذه الندوة، وأدارها:
عبير بو حمدان حرب وغادة الزبيدي ـ الرياض
تصوير: يوسف الدبيسي



ضيوف ندوة «سيدتي»


< مدرسة «نوافذ المستقبل»، ممثّلة بالمديرة التنفيذية عبير توفيق والمشرفة ياسمين أبو بكر والتلامذة: ماسة سمير ومريم صلاح وميس عماد وفاطمة الزهراء محمد عبدالعزيز وآية وليد.
< مدرسة «دينا انترناشونال»، ممثّلة بمنسّقة اللغة العربية جاكلين داود ومنسّقة اللغة الفرنسية ديالا معوّض والتلامذة: علي بزي ورودي الهاني ورفيق حلواني وترايسي زوين وميرابيل ديب.
< الإختصاصية النفسية الدكتورة ماجدة بيسار من مستشفى الحرس الوطني.
< أم منيرة العجمي، ولية أمر وولداها راكان ونجلاء العجمي.
< أم خالد: ولية أمر.
< المربّي عبد الله الشهري.
< المربّي سعد العريم.


رودي الهاني: أستمتع بالفروض المنزلية، لكنّني أحب أحياناً أن يكون لدي وقت للّعب بعد العودة من المدرسة.

علي بزي: الواجبات أمر هام جداً، وهي تؤمّن لي مستقبلي ومن الأفضل ألا تلغى أبداً


مريم صلاح: الدرس أمر ممتع، وليس علينا أن نشكو منه!


إستهلّت هذه الندوة بمشهد تمثيلي يصوّر طفلاً يتذمّر من الواجبات المنزلية التي تحرمه من متعة اللعب، وحين يفرغ منها يكون موعد النوم قد حان...
وبعدها، طلب من التلامذة الحاضرين التعليق على هذا المشهد وإبداء آرائهم، فجاءت متشابهة. وعلى عكس التوقّعات، فقد أكّدوا على أهميّة الواجبات المنزلية، وأشاروا إلى عدم رغبتهم في إلغائها. ويشير كلامهم إلى تعلّقهم بالمدارس التي يتعلّمون فيها وحبّهم لمدرّسيهم.




الدروس مفيدة


لدى السؤال عمّا يزعجهم أثناء أداء هذه الواجبات، تفاوتت إجاباتهم...وفي هذا الإطار، تقول ماسة سمير «إنها تواجه صعوبات في الواجبات عندما يكون الدرس غير مفهوم بالنســــبة لها ولم يشـــرح بطريقة واضحة»، مضيفةً: «أنا معتمدة كليّاً على نفسي في حل فروضي، ولا أطلب أية مساعدة من أهلي... وحتى الامتحانات، أستعدّ لها وحدي!».
بدورها، تقول نجلاء العجمي: «أعاني أحياناً من كثرة الواجبات التي تمنعني من مشاهدة البرامج التلفزيونية، ولكنني أحب القيام بهذه الفروض في المنزل». أمّا آية وليد فتؤكّد: «ربما سأفرح لو لم تعطَ لي الدروس يوماً لأنّني سألعب وأشاهد التلفاز، لكن بعد ذلك سأملّ وأعود إلى الدرس».
ولميس عماد رأي آخر تعبّر عنه، بالقول: «أواجه صعوبة في حلّ الواجبات عندما يكون هناك تشابه في الدروس، وأحب القيام بها مع صديقاتي بشكل جماعي».
ويبدو أن التمسّك بالقيام بهذه الفروض أمر واضح، إذ تقول فاطمة الزهراء محمد عبد العزيز: «إذا منحنا إجازة من الدرس فسأراجع الفصول السابقة، لأن الدروس مفيدة أكثر من اللعب!». وبالمقابل، يذكر راكان العجمي: «أن هناك بعض الواجبات التي لا تكون مفسّرة بطريقة سليمة وواضحة حتى نستطيع القيام بها». وتبدو إجابة ترايسي زوين مثالية حين تؤكّد «أنه ما من طفل لا يحب اللعب، ولكن الواجبات مهمة أيضاً وليس علينا إهمالها»، مضيفةً: «أنا
لا أواجه أية صعوبة في دروسي».
بدورها، تؤكّد ميرابيل ديب أنها
لا تواجه أية صعوبة في دروسها، وتقول: «إن عدم فهم أي أمر يدفعني إلى أن أتركه لليوم التالي حتى تشرحه المعلمة مجدّداً لي».
أما رفيق حلواني فيوافق أصدقاءه، ويردف: «إذا ألغيت الواجبات المنزلية، سننسى بالطبع الدرس... ولكن يجب ألا تكون الفروض كثيرة حتى لا نتعب من أدائها!».




معاناة أولياء الأمور


وإذا كانت آراء التلامذة بغالبيتها إيجابية لناحية الفروض المنزلية فإن إجابات الأهل حملت شيئاً من التململ... فقد تمنّت أم منيرة: «أن يخفّف الكم الهائل من الفروض التي تثقل كاهل التلميذ»، مشيرة إلى أنها تفضّل أن تخصّص حصّة لحل التلميذ فروضه في المدرسة.
ولدى سؤالها عن كيفية مساعدتها لأبنائها في القيام بالواجبات، أجابت: «أنا أجد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المدرسة والمعلم، فدوري كوليّة أمر يمنعني من حذف أو تخفيف أي واجب عن طفلي، ولكنني أقترح أن يُنظر في المنهج بشكل كامل خصوصاً في الصفوف الأولى».
بدورها، تذكر أم خالد: «للأسف، أجد أن الهدف من الواجبات المنزلية مغيّب، علماً أن تسليط الضوء على حفظ الدروس هو أهم من الواجبات».



آراء متناقضة


وللجسم التعليمي رأي يعبّر عنه المربّي سعد العريم (مدرّس في متوسطة الأبناء في الرياض)، بالقول: «وضعت الفروض المنزلية من قبل المتخصّصين لتحقّق مصلحةً للتلميذ، وأظن أن إلغاءها هو أمر غير مبرّر، رغم أنها متعبة للتلامذة»، مضيفاً: «ولكن، يجب علينا أن نعاود التمحيص في كيفية جني ثمارها، وجمع الكم الأكبر من فائدتها». ولا يتردّد في القول «إن تكليف التلامذة بهذه الفروض في المدارس الحكومية لا يعدو كونه من باب الروتين، ما يجعل التلامذة يشعرون بأنها عبء يجب الخلاص منه، حتى ولو بالغش، فضلاً عن أن البعض من المعلمين والمعلمات لا يقومون بمراجعة الواجبات وتصحيح الأخطاء فيها إن وجدت، ما يعدم أي أثر للفائدة منها. وممّا لا شك أن هذا التصرف أدّى لإحساس التلامذة بإحباط كبير!».


واجبات تقليدية


بدوره، يؤكّد المربّي عبد الله الشهري (مدرّس في المرحلة المتوسطة) على التفاوت بين المدارس الأهلية والمدارس الحكومية في السعودية، ويوضح «أن واجبات المدارس الحكومية لا تعدو عن كونها واجبات تقليدية روتينية
لا ترتبط بالحياة اليومية للطالب، فضلاً عن أن المدرّس يهمّش هذا الأخير ما يدفع بعض التلامذة إلى الاستهانة بفروضهم، فنراهم ينجزونها مع بعضهم البعض في المدرسة أو بتعبير أدق ينقلونها عن بعضهم البعض!».



معلّم مبدع...


من جانبها، تذكر المديرة التنفيذية في مدارس «نافذة المستقبل» عبير توفيق «أن المعلّم عندما لا يبتكر أساليب جديدةً تشجّع الطفل على حلّ الواجب، يتحوّل هذا الأخير إلى عمل مرهق يدفعه إلى الشعور بالملل». وتفيد «أن الواجب غير التقليدي يعتمد على تطوير المدرّس لنفسه، حيث لا يأخذ التدريس كمهنة لقضاء الوقت وإلا انعكس الأمر سلباً على التلامذة وأولياء الأمور الذين سيجدون صعوبة كبيرة في متابعة أولادهم وإجبارهم على حل الواجب الذي يهربون منه بأساليب عدّة، منها الشعور بالجوع أو التعب أو الرغبة في مشاهدة التلفاز... ومعلوم أن سبب هذا الهروب هو الواجب الروتيني!». وتعدّد وسائل الترغيب في أداء هذه الفروض، على الشكل التالي: «التحفيز والوعود، ما يجعل التلميذ أكثر حماسة لإتمام واجباته كي يحصل على ما وعد به، وبالتالي فإن هذا الأمر سيخفّف عن أولياء الأمور صعوبة حل الواجب». ومعلوم أن لأولياء الأمور دوراً كبيراً في تحفيز أولادهم على حل الواجب، وأعتقد أن من أولويات الأم والأب أن يساعدا أولادهما في أداء الفروض المدرسية، وذلك من خلال تعويدهم على تنظيم أنفسهم والقيام بها في وقت معين، مع تهيئة المكان المناسب والهدوء، ما يعزّز دور المعلم وأولياء الأمور في حل الواجبات المدرسية».


هل فهم المعلومة؟


تعرّف المربية ياسمين أبو بكر الواجب المدرسي بمراجعة الدروس التي تلقّن للتلميذ خلال اليوم الدراسي، وهو عبارة عن امتحان صغير له يجيب خلاله عن السؤال التالي: «هل فهم هذه المعلومات خلال الحصة الدراسية؟». وتعلّق أهمية على دور أولياء الأمور في متابعة دراسة أطفالهم، و«لكن يشترط ألا تكون هذه الأخيرة خطوة بخطوة. فعلى التلميذ أن يقوم بفروضه باستقلالية تامّة وأن يحصر أداءها خلال وقت معيّن، فلا يكون وقتها مفتوحاً على مدار اليوم. وبعد الفراغ منها، يجب أن يرتاح الطفل ويقوم بأي نشاط يرغب فيه».



مسؤولية المربّي


وسألنا المنسّقة جاكلين داود: متى تكون الواجبات المنزلية سبباً للفشل، ومتى تكون سبباً للنجاح؟ فأجابت: «على المعلمين أن يضعوا نصب أعينهم هدفاً متمثّلاً في ضرورة أن يستمتع الطفل بما يتعلّمه، فإذا أحبّ التلميذ مدرّسه سيبدع دراسياً، وعندما يقلّ نشاطه في الحصص المتأخرة فثمة مشكلة يسأل عنها المدرس نفسه».
وتضيف: «إذا لم يجد الطفل أية متعة في واجباته وفروضه المنزلية فسينفّذها بدون أي تفكير، ويعتبرها عبئاً ثقيلاً يحرمه من وقت اللعب. ولذا علينا كمعلمين أن نبتكر ونبدع حتى نصل إلى حالة متمثّلة في عدم حاجة الطفل لأي من والديه أو أي معلم خاص للقيام بهذا الفرض».
وتختتم مداخلتها بالقول: «أنا ضد إلغاء الواجب، ولكن مع مراعاة أن يكون هذا الأخير قصيراً ولا يستغرق أداؤه أكثر من عشر دقائق، وذلك حسب سنّ الطفل ومستواه التعليمي. فعلى الواجب أن يكون بمثابة كفاءة اكتسبها في المدرسة».


العمل الجماعي


لتلقين المعلومة أساليب يتقنها بعض المدرّسين بكفاءة، ما يسمح بالتخفيف عن التلاميذ عبء الواجبات. وفي هذا الإطار، تشرح المربية ديالا معوّض الطريقة التي تتّبعها بالقول: «نعمل كمجموعة في الصف حتى يشعر الطفل بمتعة أكبر، ونترك بعض الأمور الخفيفة للمنزل»، وتردف: «علينا أن نعطي أطفالنا حرية في حل الواجب حتى نعرف مستوياتهم وقدرة استيعابهم».

إقتراح...
ويقترح المربّي عبد الله الشهري أن تخصّص ورش عمل جماعية لحل الواجبات في المدرسة. وتؤيّد عبير توفيق هذا الإقتراح، بالقول: «إن طبّقنا نظام اليوم الدراسي الكامل الذي ينتهي عند الرابعة والنصف من بعد الظهر، فسيعود التلميذ إلى منزله بدون عبء الواجب، ما يسمح له بممارسة نشاطات مختلفة تمتعه وتسلّيه».

الإحساس بالأمان
من جانبها، تطلق الإختصاصية في طب الأطفال والأمراض السلوكية والعصبية ماجدة بيسار مداخلتها، في الإشارة إلى دور أي نشاط إنساني، سواء كان تعليمياً أو اجتماعياً، في أن يحقّق الإحساس بالأمان أو الثقة سواء في الوقت الحالي أو في المدى البعيد. وتحمّل النظام التعليمي التقليدي في السعودية الذي لا يستوعب الإختلافات الفردية، ويختصر العملية التربوية في الكم الهائل من الواجبات التي تثقل كاهل التلامذة، مسؤولية عدم رغبة التلامذة في الإبداع. وبالمقابل، تؤكّد «أن الأطفال المسجّلين في مدارس خاصّة قادمون من بيئة فكرية وعاطفية واقتصادية أكثر ثراء من تلك التي يأتي منها الفقير السعودي. وإذا وفّرنا الإحساس بالأمان للتلميذ لأي مستوى اجتماعي انتمى، وقدّمنا له المعلومات والقدرات والمهارات التي تؤهله في يوم من الأيام لأن يكون شخصاً مستقلاً مالياً وعاطفياً واجتماعياً، نكون قد نجحنا في مهمّتنا، وإذا لم نوفّر ذلك نكون قد فشلنا».



»مع أو ضد«


سألنا المربّين عمّا إذا كانوا يؤيّدون إلغاء الفروض المنزلية، فجاءت إجاباتهم على الشكل التالي:
> سعد العريم: «أؤيّد مبدأ الفرض المنزلي شريطة أن يكون محدوداً ويعود بفائدة على التلميذ، على أن يكون هناك متابعة حقيقية من قبل المعلم. أمّا أن يأتي التلميذ بالواجب على أكمل وجه فيما المعلم لا يبالي به، فهذا سيشكّل بالطبع إحباطاً له».
> عبد الله الشهري: «لا أؤيد مبدأ إلغاء الفروض، ولكن أنادي بأن يخصّص لها وقت إضافي ضمن الدوام المدرسي لتحقيق الفائدة، ولكن لا بأس إن قام التلميذ ببعض الواجبات الخفيفة في المنزل».
> جاكلين داود: «من المستحيل أن أرسل تلميذاً إلى منزله بدون أن تحمل مفكّرته أي فرض، ولكن أشدّد على ضرورة أن يكون هذا الأخير خفيفاً يستمتع به الطفل ويستطيع إنجازه بدون اللجوء إلى والديه، لتصحّح بعدها في المدرسة حتى يدرك أخطاءه».
> عبير توفيق: «من المفترض أن تحقّق الدروس مبدأ الإنسيابية، ليتمكّن الطفل من الاستيعاب أكثر. ويجب أن يدخل على بعض المواد الجانب العملي، حيث تنمّي الحسّ الإبداعي للطفل».
> ياسمين أبو بكر: «أنصح المعلمين بأن يكلّفوا تلامذتهم بواجبات متنوّعة تراعي جانب الابتكار وتحاكي واقعنا وحياتنا اليومية بعيداً عن الروتينية. أمّا بالنسبة للأهل فيجدر بهم التيقّن أن الواجب المنزلي هو مهمّة الولد وحده».

 

المواضيع المتشابهة

وديعة حبيبتى دايما مواضيعك هادفة ومتميزة فعلا

خصوصا طرحك لمشكلة مهمة فعلا تخص احبابنا ولكن فى راييى ان هذه الواجبات فعلا تكون بمثابة تدريب ليهم ليتعودوا اكثر وكلما زادت التدريبات كلما زاد الاستيعاب والفهم

اشكرك جدا وديعة ودايما تفيدينا بمواضيعك القيمة بارك الله فيكى
 

أحدث المواضيع

أعلى