سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

التاريخية

عضو ذهبي
إنضم
Sep 28, 2009
المشاركات
1,823
الإقامة
مصر
تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم
لما يزيد عن 3000 عام قبل الميلاد
حيث تميزت مصر بوجود نهر النيل
الذي يشق أرضها والذي اعتبر السبب الأساسي لقيام حضارة عريقة بها،
كما تقع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط.
كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ الإنساني.
****************
**مراحل تاريخ مصر **
****************


  • قدماء المصريين

  • تاريخ مصر الأخمينية

  • تاريخ مصر اليونانية والرومانية

  • تاريخ مصر المسيحية

  • تاريخ مصر الإسلامية

  • تاريخ مصر المملوكية

  • تاريخ مصر العثمانية

  • تاريخ مصر العلوية

  • تاريخ الجمهورية المصرية

f_dond.gif



العصر الفرعوني

العصر البطلمي

العصر الروماني

العصر القبطي

العصر الآسلامي

العصر الحديث

العصر المعاصر

هذة هى الاجزاء التى سوف نتحدث عنها في المرات القادمة
يتبع بأذن الله
 
رد: تاريخ مصر من البداية الى النهاية ...............

الغاليه / تاريخيه
موضوع جميل جدا وجديد علي منتدانا
فلا يوجد موضوعات هنا كثيره تتكلم عن تاريخ مصر
منذ القدماء المصريين الي عصر الرئيس المخلوع مبارك
فانا اشكرك علي هذه المبادره الاكثر من رائعه
وعوده قويه بموضوعات هامه ومفيده
في انتظار اجزاء الموضوع
التي بالتاكيد ستكون شيقه جدا وممتعه
ويكفي الموضوع شرفا انك وضعتي بصمتك فيه
اشكرك علي جهدك الرائع الذي بذلتيه في تنسيق الموضوع
وانا في انتظار اول جزء
فارجوكي يلا بسرعه



ودي ووروردي

احلام العصافير
 
رد: *("سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية")*

جزاكى الله كل خير يااحلام
رغم عدم وجود اى تفاعل من الاعضاء
ولكن للافادة من يريد الاستفادة سوف اقوم بوضع باقي الموضوع
نورتينى يااحلام
تسلميلى

 
رد: *("سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية")*


شكـــرا لكِ ياعسوله على الموضوع،،
بصراحه أنا مصريه بس عايشة بره مصر منذ الطفوله
مش عارفه كتير عن تاريخ مصر معلوماتي بسيطة جدا،،،،
وبانتظارك طرحك حبيبتي،،
تسلمي،،
تحياتي إليكِ
 
رد: *("سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية")*

العصر الفرعونى

-مقدمة:-


لا ترجع أهمية هذا التاريخ إلى قدمه فحسب ولكن لطابع الاستمرار في هذا التاريخ فعصوره التاريخية تتوالى ولا تختلف كلاً منهما كتيرا عن الأخرى فقد استمر التاريخ الفرعوني متواصل الأحداث ونجح المصري القديم في المحافظة على الملامح العامة لتاريخه عبر العصور المختلفة الطويلة على الرغم من تأثر مصر أحياناً بعوامل التمزق والاضطراب الداخلي أو أن هناك أحداث وتأثيرات خارجية وغزوات وهجرات أجنبية ، ولكن المصري القديم استطاع الخروج من هذه المحن ، والصعاب منذ العصر الحجري الحديث حتى الغزو المقدوني عام 332 ق م ، وامتاز المصريون بالتسامح فيما يخص العقيدة والمعتقد فلكل إقليم معبوداته الخاصة وهذا يدل على سمو التفكير لدى المصري القديم .

بدأ في مصر التطور الأول بمعرفة سر إيقاد النار ، ثم التطور الثاني وهو الرئيسي في مجالات الحياة المادية للإنسان القديم ألا وهو معرفة حرفة الزراعة ، وبدأ في مصر التطور المعنوي لثقافة القدماء المصريين بمعرفة الكتابة بعد معرفة الفنون ، وبعد نضوج الثقافة بدأت تظهر في مصر و الشرق العقائد والتشريعات وأسس العلوم ثم أشرقت فيه الديانات السماوية التي كانت ولا تزال هي الهدى للعالمين القديم والحديث ، وظلت حضارة مصر وآثارها المادية والفنية وفيرة وكثيرة عن بقية آثار المدنيات والحضارات الأخرى القديمة ، واستمرت في التطور والرقي على مر العصور .

-الحقب الزمنية


-حضارة ماقبل الاسرات-






مرمدة بنى سلامة:-قرية صغيرة تقع على الحافة الغربية للدلتا ) جنوب غرب الدلتا ) شمال غرب القاهرة بنحو 50 كيلو متر وهذه الحضارة ليست معروفة كباقي الحضارات .


وقد أوضحت الإكتشفات الأثرية التى تمت فى هذه القرية أن سكانها عرفوا الزراعة و قاموا بتخزين الحبوب فى صوامع من الخوص والقش ، و أنهم عرفوا أيضاً صناعة الفخار الذين


أضفوا عليه طابعاً جمالياً عن طريق زخرفة سطوحه بعناصر زخرفية بسيطة .


وقد استنبط المؤرخون من آثار مرمدة بنى سلامة أن سكانها كانوا يرعون الماشية و يطحنون الغلال وأنهم توصلوا إلى رؤوس السهام المثلثة الشكل ، كما أنهم عرفوا النسيج حيث نسجوا ملابسهم من الكتان ، وتزينوا بالحلى على هيئة أساور من العاج و خواتم .


كما عرف سكان مرمدة بنى سلامة نوعين من المساكن ، الأول وهو بيضاوى الشكل فكان يبنى من كتل من الطين ، و يبدو أن أهل مرمدة فكروا فى طريقة لتخطيط قريتهم وذلك بأن قاموا ببناء بيوتهم فى صفوف تكاد تكون مستقيمة ويفصلهما شارع ضيق .


و كان أهل مرمدة بني سلامة يدفنون موتاهم بجانب منازلهم فى قبور ووجوههم متجهة نحو الشرق .


و كان أهالى مرمدة بني سلامة يقيمون مجتمعاتهم بالقرب من حواف وشطآن المستنقعات، وتحت حماية النباتات الكثيفة التي كانت تعمل كمصدات للهواء.


كما عثر أيضا على مجموعة كبيرة من الاكواخ الواطئة البيضاوية الشكل والتي بنيت من كتل الطين الجاف ، ويقع أساسه تحت مستوى سطح الأرض ، وفي كل منها كان يوجد اناء واسع الفم مثبت في الارض حيث كان يستخدم لتجميع مياه الامطار التي تتسلل خلال السقف المصنوع من القش .


-حضارة الفيوم:-


وهي تقع على الضفة الغربية للنيل شمال القاهرة


وترجع الى عام 4400 قبل الميلاد وقد استمرت 1000 عام ،


ومن بقايا الفخار الذي وجد لم يعثر الباحثون في مركز حضارتها على آثار للموتى والغالب أنهم قد دفنوا في مكان بعيد .



حضارة البداري:-


البداري قرية في صعيد مصر على الضفة الشرقية لنهر النيل من الجنوب وهي احدى مدن محافظة أسيوط الحالية التي تتوسط محافظات الصعيد ، قامت حضارة البداري حوالي عام 4500 قبل الميلاد .


تعتبر حضارة البداري من أغني حضارات مصر في العصر الحجرى وأكثر تقدما من حضارة مرمدة بني سلامة على اساس انها تنتمي للعصر النحاسي ، وفي هذا العصر بدأ المصري يستخدم النحاس لصنع أدواته ، وأستخدم البداريون نفس الأدوات التي أستخدمها من سبقهم من أهل الحضر ، وقد عملوا من النحاس المثاقب و حبات الخرز والدبابيس .


وشملت حضارة البداري بعض النواحي الهامة كالزراعة والزينة والأثاث وتعتبر النقلة الأولي لحضارتي نقادة الأولي ونقادة الثانية وتضاهي حضارتي بابل وآشور بالعراق .



أهم ما يميز حضارة البداري



الزراعة حيث عرف أهلها الزراعة ورعي الأغنام وكانت حياتهم تعتمد على ذلك .


صناعة الفخار والآثار التي خلفتها حضارة البداري تدل على تقدم عجيب في الصناعة فجودة الصناعة لا عيب فيها ولا غبار عليها خصوصا الفخار الاحمر والاحمر المنطفئ ذو العنق الأسود من تلك الأوعية والمواعين التي رقت صناعتها وأخذتها النار حتي استوت ورقت فكأنما هي في رقة الورق المقوي ، وتزينها بعض الزخارف و النقوش ، ويعد الفخار البدارى من أفخر أنواع الفخار فى مصر القديمة .



الزينة فأهل حضارة البداري كانوا قوماً يحبون التزين فتجد لديهم العقود والخواتم والأساور وأمشاط العاج وألوان من القماش المطرز والاكاليل لزينة الشعر وأحزمة لزينة الأنف والأقراط ، وذلك لم تقتصر على النساء فقط بل تزين بها الرجال أيضا .



تميزت حضارة البداري بظهور الفن التشكيلى حيث ترك البداريون مجموعة من التماثيل المصنوعة من الفخار والعاج والطين .



كمل تميزت المساكن بوجود بعض الأثاث فيها كالأسرة الخشبية ووسائد الجلد ، وظهر استخدام النحاس .


وقام اهالي حضارة البداري بدفن الموتى فى قبور بعيداً عن مساكنهم ، وعادات الدفن وعقائد الآخرة اتضحت في مقابرهم بشكل واضح وكانت المقبرة عبارة عن حفرة رملية ذات أركان ملفوفة ويكفن المتوفي فيها بلفائف من الجلد أو الكتان أو الحصير ويرقد علي جانبه الأيسر بحيث يتجه وجهه إلي الغرب وتوضع رأسه علي وسادة من القش أو الكتان وبعض الأواني بجانبه .


وتدل الاثار انهم كانوا يؤمنون بالبعث ( الحياة الثانية بعد الموت ) ويدفنون موتاهم مع حيواناتهم المحببة أو بعض التماثيل للحيوان كالقطط و الكلاب أو للطيور أو للنساء و كثير من الأواني .


حضارة ديرتاسا:-


وهي قرية صغيرة على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز البداري - شمال قرية بداري بمحافظة أسيوط حاليا في صعيد مصر – وقد قامت حضارتها حوالي عام 4800 قبل الميلاد .


وقد تميزت حضارة دير تاسا بصناعة الفخار الأسود وكان فخارهم أرقى نسبيا من فخار أهل المناطق الأخرى التى عاصرتهم من حيث الشكل أو الزخارف .


عادات الدفن وعقائد الآخرة قد اتضحت في مقابرهم أكثر من المناطق الأخرى التى عاصرتهم ، وكانت المقبرة عبارة عن حفرة برميلية ذات أركان ملفوفة ويكفن المتوفي فيها بلفائف من الجلد - جلود الحيوانات - أو الكتان أو الحصير بما يتفق مع ثراء أهله وتوضع معه آنية أو أكثر من الفخار مع بعض الأدوات التي كان يستخدمها في حياته وبعض الحلي وأدوات الزينة ويرقد علي جانبه الأيسر في هيئة انثناء أو القرفصاء وكانوا يدفنون ناظرين تجاه جهة الغرب .


عثر في اثار حضارة دير تاسا على فؤوس وأقداح وكؤوس على هيئة الزهر وأدوات زينة تكاد تقتصر على خرزات من صدف او عظم او عاج ، وارجع بعض الباحثين والاثريين أن هذه الحضارة طور من أطوار حضارة البداري



-حضارة نقادة:-


هي إحدى مدن محافظة قنا الحالية وتقع علي شاطئ الغربي للنيل وتطل علي نهر النيل ، وتبعد نقادة عن مدينة قنا 31 كم جنوباً وعن الأقصر 25 كم شمالاً.


وعلى الجهة المقابلة لها من الضفة الشرقية للنيل إلى الشمال منها تقع مدينة قوص ، اسم (نقادة) مشتقة من اسم نجادة وتعني النجدة والانقاذ حيث كان القدماء المصريين يستغلونها في موسم فيضان النيل في دفن امتعتهم ، ثم حرفت بعد ذلك من "نجادة" الي "نقادة".


قسم الباحثون حضارتها إلي نقادة الأولى ونقادة الثانية ونقادة الثالثة وتمتاز حضارات نقادة بالتقدم الاقتصادي والفن .


حضارة نقادة الأولى أو العَمرة ( 3900 - 3650 قبل الميلاد )


وقد وجدت اثار هذه الحضارة في اكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الجندل الاول ، وهي ترتبط حضاريا بحضارة العَمرة ( جنوب شرق العرابة المدفونة بمركز البلينا بمحافظة سوهاج الحالية ) . فقد تميزت بوجود صلات تجارية مع الواحة الخارجة غربا والبحر الاحمر شرقا ووصلت الى الجندل الاول فى الجنوب .


كانت نقادة جبانة لاحدى المدن المصرية الهامة وهي مدينة "نوبت" ( قرية طوخ التابعة لمركز نقادة محافظة قنا حاليا ) والتي كانت مركزا لعبادة الإله ست .


عثر في جبانة نقادة على بعض الدبابيس وادوات اخرى صغيرة مصنوعة من النحاس ، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من اغصان الاشجار التي تكسى بالطين ، اما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق ، وكان المتوفي يدفن في وضع القرفصاء ويلف احيانا بجلد ماعز ، وشهدت حضارة نقاده تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار .



حضارة نقادة الثانية ( 3650 - 3300 قبل الميلاد )


تعد هي حضارة حضارة نقادة الثانية اوسع انتشارا وتقدما من الحضارة السابقة وقد وجدت اثار تدل عليها في نقادة نفسها ، وفي مواقع اخرى في الشمال ( في طرخان ، جرزة ، وابوصير الملق ) ، وفي الجنوب ( في بلاد النوبة ) في وادي السبوع ، عمدا ، عنيبة .


قادت نقادة الثانية الى وحدة البلاد بعد ذلك فى العصور التاريخية حيث نجد تعميقا للصلات التجارية السابقة ، وكذلك بعض المناوشات بين الجنوب والشمال وقد ظهرت فى هذه الفترة أول ارهاصات للرسوم الجدارية فى الكوم الاحمر قرب مدينة ادفو عام 3500 قبل الميلاد ، وظهر الفخار الملون برسوم مراكب واشكال الانسان والحيوان والطير .


وتميزت حضارة نقادة الثانية انها ارست قواعد الحضارة الزراعية وبأنها خطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية ، وتوسعت في استخدام النحاس في صناعة الادوات .


كما استخدمت بعض الخامات غير المحلية مثل اللازورد ، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذه الحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العَمرة ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى .


كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية ، وتطورت المساكن قياسا بمساكن اهل نقادة الاولى ، وكانت مستطيلة وتبنى من الطوب اللبن .


اما عن المقابر فقد بدت هي الاخرى اكثر تطورا عن ذى قبل حيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بتكسيتها بالطمى أو البوص والحصير .


ثم عرفوا الطوب اللبن فبدؤا يدعمون به جدران القبور ولم يقتصر الامر في بعض المقابر على حجرة الدفن ، وانما الحقت في بعض الاحيان بحجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الاواني والاثاث الجنزي . أتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدة فيما قبل الاسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية ، وكانوا يضعون مع الميت في قبره الطعم والشراب والمتاع ، وكانت هذه الحضارة الممهدة لوحدة الحضارة المصرية التي ظهرت على وجه الأرض .



نقادة الثالثة ( 3300 - 3050 قبل الميلاد )


يعود مصطلح ( عصر تكوين الأسرات ) إلي الفترة التي أعقبت عصر ماقبل الأسرات ، وذلك فيما بين عامي 3200 - 3000 قبل الميلاد ، وتتوافق مع الطور الأثري المعروف باسم ( نقادة الثالثة) Naqada III ، وتعرف تلك الفترة احيانا باسم الأسرة صفر ، أو عصر ماقبل الأسرات المتأخر .


تميز عصر تكوين الأسرات بميزتين أولهما أن ذلك العصر هو الذي بدأ فيه المصري مرحلة التوحيد السياسي ، ثانيهما أنه العصر الذي بدأت فيه عملية تدوين اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).


ويوجد دليل أثري قوي علي امتداد الوجود المصري في ذلك العصر إلي جنوب فلسطين ، فيما عرف بالمستعمرات أو المستودعات التجارية .


ظهرت الاقاليم المتحدة والتى قادت بعد ذلك الى وجود مملكتين احداهما فى الدلتا وعاصمتها بوتو وهى تل الفراعين بالقرب من مدينة دسوق الحالية والاخرى فى الجنوب وعاصمتها نخب وهى الكاب بالقرب من مدينة ادفو .





يتبع,,






 
رد: *("سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية")*

_عصور ماقبل الاسرات_


-مقدمة:-



حوالي (5300 – 3100) قبل الميلاد



كان لفيضان النيل على طول ضفتيه أكبر الاثر على اجتذاب السكان نظرا لانه ترك أرضا خصبة وتربة غنية واصبح مصدراً اساسياً للماء والطعام ، كما ووجدت آثار تدل على استقرار السكان فى مناطق صحراوية فى مصر العليا ، ووجد عدد من الأوانى الفخارية فى بعض المقابر فى صعيد مصر تعود لعصر ما قبل الأسرات .


ويطلق تعبير عصر ما قبل الأسرات على الفترة التي سبقت عصر نشأة الأسرات الموحدة ، وهي الفترة الأولي من الحضارة المصرية حيث أستمرت حوالي 3000 عام ، يسبق معرفة الإنسان الأول للكتابة . حيث بدأ إستقرار المصرى الأول في وادى النيل حين عرف الزراعة ، وإستأنس الحيوان ، واستقر في مجتمعات صغيرة متعاونة فلقد بدء المصريون بناء نواة المدنية قبل أربعين قرناً تقريباً ، وبدأ تكوين الدولة أثناء تلك الحقبة فكانت الكثير من المدن علي جانبي نهر النيل مثل طيبة ، ممفيس ، بوتو ، هيراكونوبليس ، أليفاتانين ، بوباستيس ، تانيس ، أبيدوس ، سايس ، أكسويس ، هليوبوليس .


ولكنها تقلصت علي مر القرون إلي ثلاث مدن كبيرة في صعيد مصر هم : ثينيس ، نخن ، نقادة ، إن علاقة مدينة نخن بمدينة ثينيس غير مؤكدة ، ولكن يظل هناك احتمالاً بأن مدينة نخن قد دخلت بشكل سلمي تحت حكم أسرة ثينيس الملكية التي حكمت كامل مصر . دفن ملوك أسرة ثينيس في أبيدوس في مقبرة أم الكاب )أم العقاب) .


وأستمر الحال كذلك حتى القرن الحادي والثلاثين 3200 قبل الميلاد قبل الميلاد حيث جاء مينا أو نارمر موحد القطرين الشمال والجنوبي ( الدلتا والصعيد ) . وقد حكم فى هذه الفترة العديد من الحاكم منهم ( إري حور - كا - الملك عقرب ) ، ويعتقد الكثير من علماء المصريات بأن الملك نارمر هو أخر ملوك هذا العهد ، ويطلق عليه أيضاً اسم الملك العقرب ، والبعض الأخر يضعه في الأسرة الأولي .



يقسم عصر ما قبل الأسرات إلى أربع أجزاء رئيسية :


- العصر الحجري القديم


- العصر الحجري الوسيط


- العصر الحجري الحديث


- العصر النحاسي






العصور الحجرية العصر الحجري القديم الأسفل


قامت الحياة الإنسانية فى مصر على الجبال والهضاب ، حيث كانت الظروف الطبيعية القاسية تتحكم فى الإنسان ، وكانت وسائل حياته محدودة وبدائية .


حيث عاش الإنسان المصرى حياة غير مستقرة ، وتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء ، وسكن الكهوف واحترف صيد الحيوانات والطيور ، وأعتمد على جمع البذور والثمار من النباتات والأشجار .


صنع إنسان هذا العصر أدواته من الحجر ، مثل السكين والمنشار والبلطة ، وكانت كبيرة الحجم خشنة ، و كان الفأس أهم الآلات الحجرية ، وفى أواخر هذا العصر عرف الإنسان طريقة استخدام النار عن طريق احتكاك الأحجار الصلبة ببعضها بقوة ، وساعد اكتشاف النار على تطوير حياة المصرى القديم ، فاستخدمها فى الطهو والإضاءة ، وإبعاد الحيوانات المفترسة ، وصيد الحيوانات .



العصر الحجري القديم الأوسط


يعد أهم المراحل الثلاثة حيث ظهرت صناعات حجرية وانتشرت صناعة الآلات وتطورت ، وخلاله ازداد الجفاف وقل المطر وانتشرت الأحوال الصحراوية ، وتنتهي حضارات العصر الحجري القديم حوالي عام 10.000 قبل الميلاد .



العصر الحجري الحديث (النيوليتي)


ترجع إلي 60000 أو5500 قبل الميلاد بعد أن قلت الأمطار وساد الجفاف واختفت النباتات فى أواخر العصر الحجرى القديم ، اضطر الإنسان إلى ترك الهضبة واللجوء إلى وادى النيل ( الدلتا والفيوم ومصر الوسطى ) بحثاً عن الماء .


فى هذه البيئة الجديدة اهتدى الإنسان إلى الزراعة ، وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير ، واستأنس الحيوان واعتنى بتربية الماشية والماعز والأغنام ، وعاش حياة الاستقرار والنظام والإنشاء بدلاً من حياة التنقل . وتعلم الزراعة وكانت حضارة سابقة لحضارات ذلك الوقت .


وأقام المساكن من الطين والخشب ، فظهرت التجمعات السكانية على شكل قرى صغيرة ، واعتنى الإنسان بدفن موتاه فى قبور ، كما تطورت فى هذا العصر صناعة الآلات والأدوات حيث تميزت بالدقة وصغر الحجم ، أيضاً صنع الأوانى الفخارية .


ويتميز العصر الحجرى الحديث بالتحول إلى الزراعة والاستقرار ، واستئناس الحيوان ، وارتقاء صناعة الأدوات والأسلحة ، وبناء المساكن والقبور ، وأخيراً صناعة الفخار .



العصر الحجري النحاسي


هو عصر استخدام المعادن وهو العصر الذى يلى العصر الحجرى الحديث ، وينتهى ببداية عصر الأسرات فى مصر القديمة .


فى هذا العصر عرف المصريون القدماء المعادن ، مثل النحاس والبرونز والذهب ، ومن هذه المعادن صنعوا أدواتهم وآلاتهم وحليّهم ، وكان النحاس أوسع المعادن انتشاراً ، وأهم مناجمه فى شبه جزيرة سيناء .


أيضاً فى هذا العصر تطورت صناعة نسيج الأقمشة ، والأخشاب ، والأوانى الفخارية ، وبنيت المساكن من اللّبن بدلاً من الطين والبوص ، وفرشت بالحصير المصنوع من نبات البردى ، وصنعت الوسائد . وأهم ما يميز هذا العصر ظهور بعض العبادات ، مثل تقديس الإنسان لبعض الحيوانات .






 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

تاريخية

موضوع قيم جدا وبه معلومات شاملة ووافية وموسوعة لنا جميعا

وتم وضع الموضوع فى شريط الموضوعات المميزة بالمنتدي لأنه يستحق التمييز

سلمت الايادي
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

حبيبتي تاريخية

وحشااااااااااني كتير وميتة لاعرف اخبارك طمنيني عنك

وموضوع قيم ورائع كعادتك وحقا فيه معلومات تزيدنا معرفة اكثر واكثر ببلد احببناه
بمحبة ساكنيه

جزاك الله خير الجزاء وتمنياتي لك بالمزيد من التألق والابداع

دعواتي لك بالتوفيق والسداد حبيبتي في الله
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

تاريخية

موضوع قيم جدا وبه معلومات شاملة ووافية وموسوعة لنا جميعا

وتم وضع الموضوع فى شريط الموضوعات المميزة بالمنتدي لأنه يستحق التمييز

سلمت الايادي
جزاك الله كل خير اخى الفاضل
وشكرا للاهتمام
وسعدت كثيرا لمروروك
لاحرمنا الله منة
انرت الموضوع باطلالتك
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

حبيبتي تاريخية

وحشااااااااااني كتير وميتة لاعرف اخبارك طمنيني عنك

وموضوع قيم ورائع كعادتك وحقا فيه معلومات تزيدنا معرفة اكثر واكثر ببلد احببناه
بمحبة ساكنيه

جزاك الله خير الجزاء وتمنياتي لك بالمزيد من التألق والابداع

دعواتي لك بالتوفيق والسداد حبيبتي في الله
غاليتى وحبيبتى جلنار
اشتقت اليكى كثيرا حبيبتى
وانا بخير والحمد لله
لانى معكم
لا استطيع ان اوصف لكى سعادتى لتواجدك
تسلميلى ياحبيبتى
وجزاكر ربي كل خير
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

-عصور الاسرات-
-عصر بداية الاسرات :- حوالي (3100 - 2686) قبل الميلاد

هو العصر الذي يحدد بداية التاريخ ويعرف ايضا بالعصر العتيق والعصر الثيني نسبة الى مدينة ثيني والتي تقع بالقرب من أبيدوس بصعيد مصر، ويشمل الأسرتين الأولى والثانية وقد أمتاز ببداية أستقرار وحدة مصر السياسية ، وبمعرفة الكتابة منذ بدايته ، وظهور المصادر التاريخية المكتوبة لأول مرة ، كما يعتبر عصر التكوين بالنسبة لنظم الحكم والأدارة وأختيار عاصمة ادارية للبلاد ، وتعاقب على عرش مصر أسرتان حاكمتان من الأسر الفرعونية التي حكمت مصر القديمة .


الأسرة الأولي : ( 3200_3047 ) قبل الميلاد

ارتبط تأسيس حكم الأسرة الأولي بثلاثة أسماء ملكية هي نعرمر ( مينا ) وعحا ومني وقد دارت حولهم مناقشات وآراء كثيرة فيحتمل أن الأسماء الثلاثة دلوا علي ملك واحد بدأ حكمه باسم نعرمر ثم تلقب بلقب عحا أي ( المحارب ) ثم تلقب باسم ( مني ) بمعني المثبت أو الراعي أو الخالد ، ويميل كثير من الباحثين إلي الاعتقاد بأن نعرمر هو مني وأن عحا كان إبنا لنعرمر .

ثم تتابع علي العرش ثمانية ملوك تسموا بأسماء ( حورعحا _جر _واجي _دن_ عج إيب _ سمرخت _ قاي عا رع حوتب ) ومازالت هذه الأسماء موضع جدل لغوي وتاريخي بين الأثريين والمؤرخيين حتى الان.


الأسرة الثانية : (3047_2780) قبل الميلاد


ظل أمر ترتيب أسماء الملوك في هذه الأسرة موضع نقاش بين الباحثين والاثريين والمؤرخين وقد عرف منهم ثمانية ملوك (حتب سخموي _ نبرع _ ني نثر _ بر ايب سن (سخم أب) _ونج _ سنج _ خع سخم _ خع سخموي).

وسلك أوائل أولئك الفراعنة سياسة حكيمة في الربط بين الصعيد والدلتا بعد اتحادهما عن طريق المصاهرة وأزدواج الألقاب والاشتراك في عبادة الأرباب فمثلا تزوج نعرمر بإحدي سليلات البيت الحاكم القديم في الدلتا وهي ( نيت حوتب ) وتزوج الملك دن بأميرة من الدلتا تسمي ( مريت نيت ) وتمتعتا الزوجتان الملكيتان بمكانة عالية دلت عليها الآثار الباقية بأسميهما وسمح الفراعنة للوجه البحري بشخصية متمايزة في إدارته تحت ظل التاجين فانتسب الملوك إلى شعار النحلة ( بيتي ) جنبا إلي جنب مع شعار الصعيد (سو) كما اهتموا بالأعياد الدينية وأحتفالات والطقوس الجنائزية ، وخصصوا للدلتا بيت مال وحامل أختام ودار وثائق ، ويعتبر عصر بداية الأسرات عصر تكوين بالنسبة لأساليب الحكم و الإدارة المصرية .



-عصرالدولة القديمة:- حوالي (2780 – 2280) ق.م
من القرن (27 – 22) ق.م

يسمى عصر الدولة القديمة بعصر بناة الأهرامات نظرا لحرص كل ملك من ملوكها على إقامة هرم خاص به ، كما يسمى أيضا بالعصور المنفية نظرا لأستقرار الحكم لأغلب ملوكها في مدينة منف ( ميت رهينة ) مركز البدرشين حاليا و تشمل الدولة القديمة الاسرات من الثالثة و حتى السادسة .

الأسرة الثالثة (2780 – 2680) ق.م
بدأ عصر الدولة القديمة بالأسرة الثالثة وهناك اختلاف بين قائمة مانيتون و القوائم الملكية الأخري وما تمدنا به الآثار حول أول من بدأ الأسرة الثالثة وعدد ملوكها ومدد حكمهم ، وقد ذكر مانيتون تسعة ملوك ، أما علي لوحة سقارة وأبيدوس وبردية تورين نجد أسماء 4 ملوك فقط ، وأجتمعت آراء أغلب الباحثين علي أن الأسرة الثالثة تتكون من ستة ملوك هم (سانخت – زوسر – سخم خت – خع با - نب كا – حوني) .
اشتهرت الأسرة الثالثة بالتقدم في الطب ، ومن أهم اطبائها إمحوتب كبير الاطباء و حسى رع كبير اطباء الاسنان .

الأسرة الرابعة (2680 – 2560) ق.م
الأسرة الرابعة تعد من أكثر الأسرات شهرة في مصر القديمة فهي أسرة بناة الأهرامات أحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، والوحيدة الباقية حتى الان ، ويبلغ عدد ملوك هذه الأسرة ثمانية ملوك وقد اختلف الباحثون في ترتيبهم وهم (سنفرو - خوفو - جدف رع - خفرع - جدف حور- باواف رع - منكاورع - شبسكاف) ، والملك سنفرو هو مؤسس هذه الأسرة ، أما الفرعان الكبيران المتنافسان في هذه الأسرة هما فرع خفرع وفرع جدف رع .

الأسرة الخامسة (2560 ـ 2420) ق.م
يعتبر عصر الأسرة الخامسة فاتحة زمن زاهر جديد ، ومن خصائصه أن أتسعت فيه آفاق عبادة الشمس "رع" وشملت أمور الدنيا والآخرة من طقوس وأحتفالات ، و بلغت فنون العمارة والنحت والتصوير والنقش درجة عالية من الرقي ، كما زادت خلاله صلات مصر التجارية الخارجية على نطاق واسع مع فينيقيا في الشمال الشرقي وبلاد (بونت) في الجنوب الشرقي .

وقد جمعت هذه الأسرة بين الفرعين المتنافسين في الأسرة الرابعة ، فرع خفرع مثلته خنت كاوس و فرع جدف رع مثله أوسركاف وحققت الوئام بينهما بزواج خنت كاوس من أوسركاف الذي أعلن نفسه ملكاً للبلاد وكان يبلغ عندئذ الخمسين عاماً ، ولكن لم يمكث على العرش إلا مدة تزيد عن سبع سنوات ، وشيد له هرماً على بعد قليل من الناحية الشمالية لهرم جسر ويسمى الهرم المخربش والموجود بجبانة سقارة .

ملوك هذه الأسرة تسعة هم : (أوسر كاف - ساحو رع - نفر إر كارع - شبس كا رع - نفر اف رع - ني أوسر رع - منكاو حور - جدكارع - ونيس أو أوناس)
ويلاحظ أن أغلب أسماء ملوك هذه الأسرة دخل اسم رع فيها ، ويتضح من هذا أن عبادة معبود الشمس رع أصبح له أهمية كبرى ، وذلك لأن أصل الأسرة كان من أيونو ، ومنذ بداية هذا العصر سن ملوك الأسرة الخامسة سنة جديدة وهي أن يشيد كل ملك معبداً لإله الشمس رع ، واستمرت هذه السنة طوال عصر الأسرة الخامسة واختفت بعدها ، كما تأثرت عمارة وزخارف وتصميمات المعابد بديانة الشمس ، وقد بدأ أوسركاف هذه السنة فبنى معبداً متواضعاً في أبي غراب جنوبي الجيزة ولكنه كان متواضعاً بعض الشئ ومبني من الطوب اللبن .

الأسرة السادسة : (2420 ـ 2280) ق.م
حدث انتقال العرش من الأسرة الخامسة إلى الأسرة السادسة دون أي نزاع ، ومن أهم ملوكها ( تيتي - وسر كارع - مري رع (بيبي الأول) – مري ان رع الأول - نفر كارع (بيبي الثاني) – مري ان رع الثاني - نيت اقرت) .
شهدت الأسرة السادسة ثورة اجتماعية أدت إلى حالة من التفكك والاضطراب في البلاد ، ومن اسباب الثورة ضعف السلطة المركزية في منف لفقد ملوكها لهيبتهم ، وضعفهم سمح لحكام الأقاليم بالسيطرة وزادت سلطتهم وورثوا الوظائف لأبنائهم ولم يدينوا بالولاء للملك ، كما ساءت الحالة الإقتصاية وظهرت المجاعة ، وقامت بعض الغارات قام بها الآسيويون على حدود مصر الشرقية ، وتسللت بعض الجماعات إلى مصر ، وتعد بردية ليدن التي تحكي مارواه ايبوور في وصفه للأحداث من أهم المصادر التي كتبت عن هذه الثورة والتي تصف مظاهرها و الى أي مدى وصل عدم الأستقرار بالبلاد.


-عصر اللامركزية الاولى:-حوالي (2280 ـ 2050) ق .م
من القرن (22 – 21) ق. م


امتد من بداية الأسرة السابعة إلى نهاية الأسرة العاشرة ويسمى بعصر الانتقال لأنه عصر انتقال من وحدة في الحكم إلى زعزعة الحكم وتفرقه ، ومن الاستقرار إلى القلقلة ، وتميز هذا العصر بازدهار أوضاع الطبقة المتوسطة .

نمت فيه روح الفردية ، وظهرت عقائد دينية ومبادئ سياسية جديدة ومتحررة ، قلت فيه إمكانيات الدولة ، وضعفت السلطة المركزية وأزداد نفوذ حكام الأقاليم ونشبت ثورات عديدة من جراء سوء الأحوال الأقتصادية والأجتماعية ، ثم عَقبَ هذه الثورات نزاعات بين بيوت وأسرات الحكم ، وتوقفت بهذا عجلة البناء والتطور الحضاري .


الأسرة السابعة والثامنة :
روى مانيتون أنه تولى الحكم في عصر الأسرة السابعة سبعون ملكاً لمدة سبعين يوماً وربما أن هؤلاء الملوك كانوا مجموعة من كبار الموظفين أو حكام الأقاليم كونوا حكومة ترأسها كل منهم يوماً واحداً .
ثم تجمع سبعة من كبار حكام الأقاليم الجنوبية لمصر العليا في مملكة مستقلة حول حاكم إقليم قفط ليكونوا الأسرة الثامنة ، واستمرت هذه المملكة الصغيرة 10 سنوات ، وذكر باحثون اخرون انها استمرت 40 سنة ، وفي أواخر هذه الأسرة تسربت زعامة مصر الوسطى إلى أيدي حكام أهناسيا غربي مدينة بني سويف الحالية ، ومصر الوسطى هي قطاع من الأرض بين مصر السفلى ومصر العليا ، يبدأ من العياط في الشمال وحتى أسوان من الجنوب .

الأسرة التاسعة والعاشرة :
عُرف ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة جميعهم باسم (خيتي) وكان مؤسس الأسرة التاسعة هو (مراي إيب خيتي الأول) ، وصفه مانيتون بأنه ملك قاسي ، وفقد عقله في نهاية حياته وألتهمه تمساح ، وتمثل التراث الذي تركته الأسرتان بشكل واضح في قصة ( القروي الفصيح ونصائح مريكارع ) .
أصبح مصر تتكون من عدة ممالك ففي الشمال من الدلتا غزاه آسيويين أجانب وفدوا الى مصر في اواخر الاسرة السادسة وتمتعوا بقوة فائقة ، وفي مصر الوسطى حاكم الإقليم العشرين – مدينة أهناسيا التي تقع على البر الغربي للنيل - من أقاليم مصر العليا ويدعي خيتي نصب نفسه ملكاً على مصر وأسس الحكم الأهناسي ، وفي الجنوب جمع حكام إقليم طيبة الأقاليم الأخرى حولهم وكونوا مملكة في طيبة) .

وهكذا يبدو أن مصر قد عادت إلى عصر ما قبل الأسرات ، يسودها حكام أقاليم في الشمال وفي مصر الوسطى وفي الجنوب .

واختيار الملوك لأهناسيا هو عامل جغرافي فهي قريبة من منطقة الثورة في منف وعامل ديني لاهمية مدينتهم الدينية والسياسة كذلك ، واستمر حكم الأسرتين أكثر من مائة وعشرين عام .

وسمى عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة بالعصر الأهناسي ، حيث قامت الصراعات بين البيت الطيبي والأهناسي ، وحاول حكام طيبة أن يرثوا زعامة الصعيد ، واشتهر أولهم باسم انتف الذي اعترف بسيادة حاكم الشمال في أهناسيا كملك على البلاد ، و هادنوا الأسر القوية في أهناسيا ، وعملت طيبة في نفس الوقت على أن تجمع الحلفاء حولها ، وزكت روح الأمل وأصبحت هذه الأسرة الطيبية موالية للأسرة التاسعة والعاشرة لمدة خمسة وسبعين عاماً ، و بعد سقوط الأسرة العاشرة في الشمال ، أصبح ملوك الأسرة الحادية عشرة يحكمون في الجنوب كملوك لمصر كلها ، وأسسوا فيما بعد الدولة الوسطى .
وبالرغم من ان المنازعات بين البيت الأهناسي والبيت الطيبي لم تكن في مصلحة البلاد لكنها ذكت الروح الحربية وروح النضال المنظم في حياة المصريين ، وزادت من شعور الملوك الطيبيين والأهناسيين بحاجتهم إلى رعاياهم والتماس تأييدهم وزادت القربة بينهم .
كما كانت من عوامل تشجيع المصريين على إعلان عقائدهم الخاصة وآرائهم في مذاهب أسلافهم ، بالنقد والمدح ، والرغبة في التعديل ، ولا شك أن غياب وحدة الحكم في البلاد قلل من الإمكانيات المادية ، والاتصالات الخارجية ، وشهد هذا العصر انتفاضات سياسية وفكرية ، والتطلع إلى حقوق الفرد ، وكان لحرية الكلمة أثر في الأدب القديم ، وأثر ذلك بافكار جديدة آتت ثمارها في خلال الدولة الوسطى .



-عصر الدولة الوسطى:-حوالي (2050 – 1785) ق.م
من القرن (21- 18) ق.م



بدأ حكام طيبة في تكوين وحدتهم السياسية بعد مهادنة ملوك أهناسيا ، وهم ملوك الأسرة العاشرة ، وعمل حكام أهناسيا على طرد البدو الآسيويين (غزاه آسيويين أجانب تمتعوا بقوة فائقة في الشمال من الدلتا في عصر اللامركزية الأول( ، وفي نفس الوقت اتجه حكام طيبة إلى الاهتمام بالنوبة والدفاع عنها ، وبفضل هذان الحدثان في الشمال والجنوب أصبحت وحدة مصر في طريق التحقيق ، وبمرور فترة تزيد عن ثمانين عاماً من الصراع نجح البيت الطيبي في تحقيق وحدة البلاد وتكوين الأسرة الحادية عشرة .

الأسرة الحادية عشرة : (2050 – 1991) ق.م
تولى العرش سبعة ملوك (انتف الأول – انتف الثاني – انتف الثالث – منتوحوتب الأول – منتوحوتب الثاني (نب حتب رع) – منتوحوتب الثالث – منتوحوتب الرابع) .
جعل هؤلاء الملوك من طيبة (الأقصر) عاصمة لملكهم ، بعد أن كانت مدينة عادية في إقليم (واست) ومعناه الصولجان وكان معبودها الرسمي (آمون) والمعبود الحامي الإله (مونتو) ، وكان يعبد في أرمنت ، كمعبود للحرب ، ويصور على هيئة الصقر (رأس صقر وجسم إنسان) ، وقد انتسب إليه ملوك الأسرة وتسموا باسم منتوحوتب ( بمعنى مونتو راضي) وذلك تعبيراً على اعتزازهم بهذا الإله ، وطابع الحرب والكفاح الذي تأسست عليه دولتهم ، وأعادوا به الوحدة لمصر كلها .

وحرص ملوك هذه الأسرة على إقامة المعابد لآمون ، وشيدوا مقابرهم الملكية في غرب طيبة ، وقد حكم كلا من انتف الأول ( عشر سنوات) ، وأنتف الثاني ( خمسين سنة) و أنتف الثالث ( خمس سنوات) ، وقامت في عهده عدة مجهودات من أجل الوحدة لأن بداية الأسرة الحادية عشرة كانت معاصرة للأسرة العاشرة في أهناسيا ، حيث التفكك والضعف ، ثم جاء حكم منتوحتب الأول واستغل ضعف الأسرة العاشرة ومد سلطانه إلى الشمال ، ولكنه توفى أثناء حملته إلى الشمال ، وقد حكم ثمانية عشرة عاماً .
ثم حكم منتوحوتب الثاني (منتوحوتب نب حتب رع) ، وجاء اسمه في قائمة أبيدوس وسقارة كأول ملوك الأسرة الحادية عشرة وكان أقوى ملوك هذه الأسرة ، وقام بالهجوم على الشمال ، وسقطت أهناسيا في العام التاسع من حكمه ، وأعلن نفسه ملكاً على مصر كلها ، وكان أول ملك من طيبة ، يصبح ملكاً على الوجهين ، وأصبحت طيبة عاصمة للبلاد لأول مرة ، وتمتع هذا الملك بالتقديس والحب ، وورد ذكره في النصوص بين مينا ( الدولة القديمة ) وأحمس ( الدولة الحديثة ) باعتبار أنه مؤسس للدولة الوسطى ، فقد حكم 46 عاما نجح خلالها في إحلال النظام والهدوء إلى الجنوب والشمال .

وبعد وفاة هذا الملك خلفه على العرش منتوحوتب الثالث ثم منوحتب الرابع ، وحكموا أحدى عشر عاما ، واتبعوا سياسة منتوحوتب الثاني في مواصلة الجهود للإصلاح في البلاد ، وإرسال الحملات إلى المناجم والمحاجر في الصحراء الشرقية ، كذلك إلى بلاد النوبة وبونت ، هذا إلى جانب مواصلة العمران في البلاد ، وإنشاء المعابد في الدلتا والصعيد ، وهكذا انتهت فترة حكم الأسرة الحادية عشرة بعد حوالي مائة وأربعين سنة في الحكم .

الأسرة الثانية عشرة من (1991 - 1778) ق.م
تعتبر من الأسرات الهامة في تاريخ مصر القديم ، فتحت حكم وإدارة هذه الأسرة لم تجد مصر فقط الاستقرار الداخلي بل تألقت في الخارج ، ولذا يعتبر عصر الأسرة الثانية عشرة من أزهى عصور الدولة الوسطى ، و يرى بعض الباحثون أن أمنمحات الأول قد اغتصب العرش من الأسرة الحادية عشر وأسس هذه الأسرة الحاكمة ، و ملوكها ثمانية ملوك هم (أمنمحات الأول – سنوسرت الأول – أمنمحات الثاني – سنوسرت الثاني – سنوسرت الثالث – أمنمحات الثالث – أمنمحات الرابع – سبك نفرو) .
تمتاز هذه الأسرة بأنها تقربت الى الشعب بأقامة العديد من الأصلاحات و الأعمال الأقتصادية والعمرانية التي زادت من رخاء الشعب ، وقضت على حكم الأقطاع في الأقاليم ، وجعلت ولاتها عمالا خاضعين لسلطة الملك بعد ان كانوا منذ أواخر عهد الدولة القديمة شبة ملوك مستقلين ، مما أدى الى تقدم البلاد تقدما عظيما في شتى النواحي .
فيعرف هذا العصر عند الباحثين بعصر الأدب ، فالشعر و النثر بلغا الذروة من حيث المتانة والجودة ، كما أرتقى فن النحت والعمارة بدرجة كبيرة ، وفاقت المصنوعات الفنية مثيلاتها في العصور الأخرى .
وزادت خيرات البلاد كثيرا لعناية الحكومة بشئون ضبط النيل وإقامتها مشروعات الري في الفيوم ، واستصلاحها أقاليم شاسعة من الأراضي الزراعية مما عاد على البلاد بالخير ، فكانت مصر في عهد هذه الأسرة أقوى دولة في العالم القديم.



-عصر اللامركزية الثانية:-حوالي (1785 ـ 1570) ق . م
من القرن (18 – 16) ق.م


الأسرة الثانية عشرة كانت من أزهى عصور مصر
فجأة انتهى حكم الأسرة الثانية عشرة بعد الملك سبك نفرو ، وخرج مُلك مصر الى يد أسرة أخرى هي الأسرة الثالثة عشرة ، فقد أصاب البلاد ضعف شامل وانحلال .

ويرى بعض الباحثين أن سبب هذا راجع إلى ظهور أعداء لمصر في سوريا وفلسطين ، ووجود خلافات داخلية في الجنوب في العائلة المالكة منذ بدء الأسرة الثانية عشرة ، فكانت هناك المؤامرات وتسبب هذا في عدم الاستقرار ، وفساد الإدارة ، وتفرق الكلمة ، واضطراب الأمن في البلاط الفرعوني ، مما ادى لأنهيار البيت المالك ، ويمكن أن نميز في هذا العصر ثلاثة مراحل مختلفة .

• فترة أولية كانت تحكم أثناءها أسرات مصرية ، واستمر يحكم فيها ملوك مصريين بمفردهم ، فكانت هناك عدة بيوت قوية تحكم في أنحاء البلاد في وقت واحد في طيبة و قفط و أسيوط وفي شرق الدلتا وغربها ، ولكن أهم هذه البيوت هو ما يسميه الباحثون بالأسرة الثالثة عشرة ، وهي البيت المالك في طيبة .

• فترة ثانية تعرضت فيها البلاد للغزو الأجنبي لأول مرة في تاريخها ودخول الهكسوس واغتصابهم الحكم بعد ذلك .

• فترة أخيرة عادت فيها لمصر قوتها ونجحت في طرد العدو الأجنبي وبدأت سياسة التوسع .

و انتهى حكم الأسرة الثالثة عشر وانتقلت مقاليد الحكم إلى الأسرة الرابعة عشر ، وروى مانيتون أن عدد ملوكها ستة وسبعون ملكاً ، حكموا مائة وأربعة وثمانين عاماً ، وكانوا من إقليم سخا ، بمحافظة كفر الشيخ الان ، و اضطرب الحكم في عهدهم ، وظل اضطراب الأمور فيما وراء الحدود الشرقية والشمالية الشرقية ، وهذا بسبب خطر الهكسوس ، وانتهى الأمر إلى غزو الهكسوس للبلاد .

وقد أتى الهكسوس من آسيا ، عن طريق هجرات وتحركات شعبية كبيرة هاجرت تباعا نتيجة ظروف طبيعية أو بشرية ، ثم وصلت سوريا ، ثم تسللت جماعات منهم إلى شرق الدلتا خلال فترة الاضطرابات التي انتهت بها أيام الدولة الوسطى ، وفي أواخر عصر الأسرة الثالثة عشر وجد الهكسوس طريقهم للبلاد في شكل جحافل كبيرة بأسلحة جديدة للحرب لم يكن يعرفها المصريون ، كان منها العربات الحربية والخيول والدروع والأقواس الكبيرة ، وفرقوا البلاد وهدموا المعابد وأذلوا المصريين وأساءوا معاملتهم .

وانتحل ملوك الهكسوس صفات الملوك المصريين وألقابهم ، واتخذ ساليتيس أول ملوكهم ( أول ملوك الأسرة الخامسة عشر ) عاصمة جديدة في شرق الدلتا ( على ضفة الفرع التانيسي القديم ) وسماها أفاريس ، واتخذ الهكسوس معبوداً لهم هو الإله سوتخ ، ربما أحد مظاهر الإله ست المصري الذي كان يعبد في شرق الدلتا ، ورسموه في مظهر آسيوي وقربوه من الإله الآسيوي (بعل).

ثم جاءت الأسرة السادسة عشر وكانت أسرة صغيرة من الهكسوس معاصرة للأسرة الخامسة عشر ، حكمت في طيبة ، ملوكها (أنات حر وتعني "أنات راضية" ، اوسر أنات وتعني "أنات قوية" ، سمقن ، زاكت ، واسا ، قار ، بيبي الثالث ، بب عنخ ، نب ماعت رع ، ني كا رع الثاني ، عا حتب رع ، نوب عنخ رع ، نوب اوسر رع ، خاو سر رع ، خامو رع ، يكبم سك خائن رع ، يامو ، آمو) .

كان مركز حكم الهكسوس في شرقي الدلتا ، وامتد نفوذهم فشمل الدلتا بأكملها و الصعيد وبدأت حملات التحرر من إقليم طيبة في أقصى الصعيد ، واستطاع حكامه أن يمدوا نفوذهم حتى أبيدوس ، وأزاحوا نفوذ الهكسوس حتى القوصية ، وعرفت أسرتهم باسم الأسرة السابعة عشرة الوطنية ، وعاصرت أواخر ملوك الهكسوس ، ومن اهم الشخصيات في تلك الفترة هم القادة الملوك "سقنن رع " وولداه "كامس و أحمس ".
وجعل أهل طيبة من اختلاف المذهب الديني بينهم وبين الهكسوس سبباً لجهادهم ضدهم ، وبدأ الكفاح المسلح ضد الهكسوس الملك "سقنن رع " وبدات في عهده المعركة الأولى ، وانتهت بموت سقنن رع متأثراً بفأس قتال أو بلطة ، و جراح في صدره ، ثم تولى الأمر ابنه الملك كامس ، الذي تولى زعامة طيبة وانطلق بجيشه فطهر مصر الوسطى من الهكسوس ، واتجه إلى الشمال وساعد النوبيين ، وقطع كل الإمدادات عن الهكسوس وحاول ملك الهكسوس أن يقضي على كامس بمحاولة التعاون مع حاكم كوش (النوبة) ، وأرسل رسولاً له يدعوه إلى الوحدة معه ، واقتسام أرض مصر ، ولكن عَلِم كامس بهذا وعاد الى طيبة بعد علمه بالمؤامرة .
وتوفى كامس في ظروف غامضة ، ثم خلفه أخوه أحمس الذي أتم عمل أخيه و أبيه ، وواصل الجهاد والكفاح والانتقام وجمع الأعوان ، وخرج لمهاجمة الهكسوس في عاصمتهم ، ودارت المعارك حولها وإلى الجنوب منها ، حتى سقطت وأجبروا أهلها على الخروج منها ، وسَلَموا لأحمس بشرط ان يدعهم يخرجون منها عائدين لبلادهم ، فوافق أحمس ، وخرجوا من مصر وتجمعوا في مدينة جنوب فلسطين تدعي شاروحين ، وتحصنوا بها ، وأدرك أحمس خطرهم فلحقهم بجيشه ، وحاصر المدينة ثلاث سنوات حتى سقطت فتركوا المدينة ، وهكذا لفظت مصر الهكسوس أغراباً كما دخلوها ، ففرقت حروب أحمس شملهم ، ثم جاءت حروب تحتمس الثالث فقطعت دابرهم ومحتهم محواً تاماً من صفحات التاريخ كقوة حربية أو كأمة لها كيان .


-الدولة الحديثة:-حوالى (1570 ـ 1085) قبل الميلاد
من القرن (16 -11) قبل الميلاد


عرفت مصر في عصر الدولة الحديثة فترة قوة ومجد وازدهار، وتميز هذا العصر بسياسة الغزو والفتح أو بمعنى أخر سياسة الدفاع وتأمين الحدود في نفس الوقت .
الأسرة الثامنة عشر : (1570ـ 1304) قبل الميلاد
ملوك الأسرة الثامنة عشرة : 14 ملكاً
• فى مرحلة بناء الإمبراطورية : أحمس الأول ـ امنحوتب الأول ـ تحتمس الأول ـ تحتمس الثاني ـ حتشبسوت ـ تحتمس الثالث ـ امنحوتب الثاني ـ تحتمس الرابع .
• فى أيام السلم : امنحوتب الثالث ـ امنحوتب الرابع (اخناتون) ـ سمنخ كارع ـ توت عنخ آمون ـ آي ـ حور محب .

الأسرة التاسعة عشرة : (عصر الرعامسة) ( 1304- 1200) قبل الميلاد
بعد وفاة حور محب لم يكن هناك وريثا ليتولى العرش، فآل الحكم بسهولة إلي أسرة جديدة، وبدأت بشخص يدعي رعمسو وربما كان من ذوي القربى للملك حور محب أو زميل قديم له في الجيش، وكان رعمسو أو رمسيس الأول أصلا من تانيس في شرق الدلتا، ولهذا بدأ يفكر في الإلتفات لهذه المدينة ( صان الحجر ) وجعلها مركزا هاما في إدارة البلاد .
ملوك هذه الأسرة (رمسيس الأول - سيتي الأول - رمسيس الثاني - مرنبتاح - آمون مس – سبتاح - سيتي الثاني – تاوسرت) .

الأسرة العشرون : (1200 ـ 1085) قبل الميلاد

في أواخر الأسرة التاسعة عشرة أغتصب العرش مغتصب سوري يدعى أرسو، ثم ظهر فجأة منقذ يسمى "ست نخت " وكان مسناً في ذلك الوقت، وربما أنه نال التأييد من كهنة آمون أو تأييد الشعب ليتولي العرش، فعزل إرسو وتولى عرش البلاد كلها وأسس بذلك الأسرة العشرين .
من ملوكها (ست نخت ـ رمسيس الثالث ـ رمسيس الرابع) ثم خلفه سبعة ملوك يحملون اسم رمسيس حتى رمسيس الحادي عشر) .

وقد استمر ست نخت في الحكم عامين أو ثلاثة أعوام فقط، وكان ابنه رمسيس الثالث هو المنفذ لجميع الإصلاحات الإدارية في البلاد .
وحكم رمسيس الثالث اثنين وثلاثين عاماً، واستطاع أن يدفع بجيشه عن مصر أخطاراً جسيمة، حيث حارب في البداية الليبين في السنة الخامسة من حكمة وهزمهم في معركة الدلتا، وفي العام الثامن من حكمه احتلت شعوب البحر المتوسط شمال البلاد، ونجح في هزيمتهم، وفي العام الحادي عشر من حكمه تعرضت البلاد لخطر الليبيين من جديد، ولكن تصدى لهم رمسيس الثالث وانتصر عليهم .
ولاشك أن هذه الحروب المتتالية كانت عبئاً على خزينة البلاد، ولكن البلاد استطاعت أن تصمد وتعوض جزءاً مما فقدته، وكانت الخيرات الطائلة تتوالى على خزائن الدولة من ممتلكاتها الآسيوية إلى جانب خيرات المناجم مثل الذهب والمعادن الأخرى، ولكن هذا كله لم يسد ما فتحه إسراف الملك، فأخذت الحالة الاقتصادية تتدهور في النصف الثاني من حكمه، حيث انصرف رمسيس الثالث عن تقوية ملكه، واستعان بالأجانب والجنود المرتزقة في الجيش، ونظرا للأزمة الاقتصادية اضطر العمال في جبانة طيبة إلى الإضراب، وذلك لارتفاع أسعار الحبوب، فاندفعوا نحو المعابد وخزائن آمون المكدسة وسادت الفوضى التي اجتاحت البلاد، وسيطر كهنة آمون، وضعفت هيبة الفرعون .

كذلك عجزت الحكومة عن حراسة قبور الموتى فقد كثرت حوادث سرقتها ونهبها، أدى ذلك كله إلى فساد الإدارة، واختلال الأمن، وضياع هيبة الحكومة، وقد تآمرت إحدى زوجات رمسيس الثالث وتدعى (تتى) على الملك لإيصال ابنها إلى العرش .

وهكذا انتهى حكم رمسيس الثالث بعد كفاح وانتصارات كبيرة، ثم تلاه على العرش ابنه رمسيس الرابع، ثم تلاه آخرون حتى رمسيس الحادي عشر، وقد حكموا فترات متفاوتة، وكانوا متشابهين في ضعفهم، فكانوا يعيشون في قصورهم في شرق الدلتا، وكانت السلطة الحقيقية في يد كهنة آمون، وقد اختتمت الأسرة العشرين والدولة الحديثة أيامها حيث تلاشت سلطة الفرعون، وازدادت قوة كهنة آمون، حتى تمكن كبيرهم حريحور من الاستيلاء على العرش وتأسيس الأسرة الحادية والعشرين، وإعلان كبير كهنة آمون نفسه ملكاً للبلاد .

أما عن نفوذ مصر في الخارج فقد أخذ يقل تدريجياً في آسيا حتى اقتصر على فلسطين، ولكن سرعان ما اخذ يتضاءل أيضاً حتى زالت هي الأخرى كبلد تابع لمصر، ولكن ظل نفوذ مصر في بلاد النوبة .


عوامل انهيار الدولة الحديثة :

تغير الأوضاع في المنطقة بتكوين الإمبراطوريات الكبيرة في الشرق الأدنى مثل الحيثيين والآشوريين والقبائل الهندو أوروبية كذلك شعوب البحر، كل هذا أدى إلى تغير الأوضاع في مصر فأصبحت عرضة للهجوم، فكان إلزاماً عليها دائماً الدفاع عن نفسها، وقد أدى تغيير مركز الصراع الحضاري في الشرق إلى التأثير على مركز مصر السياسي في المنطقة .
اصبح كهنة آمون يمتلكون الكثير من الهيبة في نظر المصريين، وظلت طيبة بالنسبة لأهل الشمال تمثل مركزاً يجذب الجميع ، واستفحل الأمر في البلاد بسيطرة هؤلاء الكهنة لدرجة أنه كان لهم أساطيل تجارية خاصة بهم وأصبحت السلطة الحقيقية في يد كهنة آمون .
عدم وجود زعماء أو ملوك كبار يستطيعون بهيبتهم الشخصية أو بواسطة حسن تصرفهم الاحتفاظ للبلاد بنوع من الوحدة السياسية في هذه الإمبراطورية.

أدت هذه العوامل إلى ضعف مصر وأصبحت فريسة لكل من يطمع فيها ويريد الاستيلاء عليها وغزوها .

-العصور المتأخرة:-1085 ـ 332 قبل الميلاد
من القرن 11- 4 قبل الميلاد


لاشك أن عوامل انهيار الدولة الحديثة قد أثرت على التوازن الحضاري ، وجلبت معها الانهيار للبلاد ، وانتقال الحكم من الأسرة العشرين الى الاسرة الحادية والعشرين بعد وفاة رمسيس الحادي عشر ، وانقسم حكم مصر من جديد إلى جزئين أو دولتين ، دولة في الشمال يحكمها سمندس وعاصمتها تانيس (صا الحجر) في شرق الدلتا ، ودولة في الجنوب يحكمها حريحور وعاصمتها طيبة .
وقد حكمت الأسرة الحادية والعشرين نحو 150 عاما ، وأنتقل العرش بعد وفاة سمندس الى بسوسينس الأول الذي أستمر عهده نصف قرن تقريبا في تانيس ، وفي طيبة كان خليفة حريحور هو أبنه بعنخي الذي فضل الأحتفاظ باللقبين الكهنوتي ونائب الملك في كوش وتنازل عن الألقاب الملكية ، ولم يسمح بوضع اسمه داخل الخرطوش الملكي .
وقد أستطاع بسوسينس الأول من أن يوثق العلاقات الودية بين البيتين الحاكمين في تانيس و طيبة ، وذلك بزواج إبنته ماعت كارع من أكبر أولاد الكاهن بعنخي المدعو بانجم ، وهو الذي خلف أبيه في وظيفة الكاهن الأكبر لأمون ، واصبح ملكا على طيبة وبعد وفاته تولى إبنه (ماساهرتا) ومن بعده اخوه (من خبر رع) في وظيفة الكاهن الأكبر لأمون .
وفي تانيس تولى الحكم بعد الملك بسوسينس الأول ملك يدعى نفر كارع ، وجاء بعده الملك (أمون أم أبت) ، وتنتهي الأسرة بحكم الملك بسوسينس الثاني .
قد اصطلح الباحثون على هذه الفترة من تاريخ مصر بالعصر المتأخر ، لما أصاب البلاد من تدهور سياسي وثقافي واقتصادي نتيجه الخمول والأنتكاس والتراجع ، وظلت البلاد تعاني مرارة الفوضى والأنقسام حتى قام شيشنق الاول وهو أحد الزعماء الليبين بتأسيس الأسرة الثانية والعشرين .
وقد خطط شيشنق الأول للأستيلاء على عرش مصر دون سفك دماء ، فتمكن من أن يزوج أبنه الأمير (وسركون) الى الأميرة (ماعت كارع) إبنة بسوسينس الثاني أخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين ، وبهذا وطد شيشنق علاقته بالبيت المالك ، وتولى عرش مصر بعد وفاته وأسس الأسرة الثانية والعشرين .
لم يعتبر المصريين هذا الحاكم الجديد يمثل سيطرة اجنبية ، فقد تمصر الليبيون وأستقرت جاليتهم في أهناسيا والفيوم و تل بسطة ، أما طيبة فترددت بالتسليم بسلطان شيشنق ، ولهذا أضطر الملك الجديد أن يعين إبنه (إيوبوت) في منصب كبير كهنة الأله أمون ، وبهذا أصبحت مصر كلها تحت رايته .
وبعد وفاة شيشنق الأول تولى ابنه (وسركون الأول) عرش مصر ، وعين وسركون ابنه شيشنق ايضا في منصب كبير كهنة أمون بدلا من أخيه إيوبوت وذلك لتظل وراثة العرش في عائلة وسركون الأول .
وفضل شيشنق أن يضع إسمه داخل الخرطوش الملكي وأن يتعامل معاملة الملوك ، وأستطاع ان يورث منصبه من بعده الى ابنه حور سا ايزيس ، الذي أتبع منهج والده ووضع إسمه داخل الخرطوش الملكي ، وبهذا تمكن شيشنق الثاني من أن ينقل منصب كبير كهنة أمون الى أحد أبناءه ، وليس الى أحد من أبناء الملك الحاكم كما كان متبع .
وبعد وفاة الملك وسركون الأول إنتقل العرش إلى الملك تكلوت الأول ومنه الى الملك وسركون الثاني الذي عين أبناءه في الوظائف الهامة في الدولة .
وعلى الرغم من ذلك لم تستقر الأمور في الدوله وبدأ النزاع بين الفرعين الحاكمين ، الفرع الحاكم في الشمال الدلتا والفرع الكهنوتي في طيبة ، مما اضطر وسركون الثاني لإشراك أبنه تكلوت الثاني في الحكم ليضمن له وراثة العرش .
وكان تكلوت الثاني قويا ، فأستطاع الأنفراد بالحكم وفرض نفوذه على طيبة والدلتا ، ثم أتى بعده شيشنق الثالث الذي استطاع ان يستبعد الوريث الشرعي للبلاد وهو الأمير وسركون بن تكلوت الثاني .
ثم جاء (بيوباستس) باري باستت الذي اسس الأسرة الثالثة والعشرين ، حيث أستطاع تاسيس الاسرة ومركزها تل بسطة في هذه الفترة من الضعف والتفكك وأزدياد نفوذ حكام الأقاليم ، والتنازع بين الحكام وقيام الثورات ، وأستطاع ان يفرض نفوذه على غرب الدلتا ، وذلك في الوقت الذي يحكم فيه شيشنق في تانيس .
وبهذا اصبحت الدلتا تُحكم من بيتين حاكمين ، أحدهما في تانيس ، والأخر في تل بسطة ، أما طيبة المملكة الكهنوتية فكانت بعيدة عن أحداث الشمال .
ساد الضعف والأنهيار والتنازع بين قادة الجيش وكبار الكهنة في هذه الفترة حتى تمكن بيت ثالث في صا الحجر في غرب الدلتا من أن يؤسس الأسرة الرابعة والعشرين تحت قيادة الملك تف نخت .
وبهذا أصبحت تحكم مصر بيوت وعائلات مختلفة ، أحدهم في صا الحجر ، وأخر في أهناسيا ، وثالث في الأشمونين ، ورابع في تل بسطة ، وخامس في تانيس ، أما الصعيد فكانت تحكم من طيبة التي كانت بعيدة عن احداث الشمال ، وانفصلت النوبة عن مصر وتأسست مملكة نباتا ، واستمرت البلاد على هذا الحال من التفكك أيام الحكم الليبي حتى نهاية الأسرة الرابعة والعشرين .
وقد حاول تف نخت تجميع أقاليم مصر تحت رايته ولكن الملك النوبي بعنخي تمكن من القضاء على هؤلاء الحكام الضعاف وأسس الأسرة الخامسة والعشرين ، وتمكن ملوك النوبة من الاستيلاء على مصر كلها ، ولكن لم يحكم الملوك النوبيين مصر إلا بضع عشرات من السنين .
تولى بعد وفاة بعنخي عام 716 قبل الميلاد اخوه (شاباكا) ، وبعد وفاة شاباكا عام 702 قبل الميلاد تولى الحكم (ساباتاكا) وأستمر بالحكم 12 عاما ، و من بعده أخوه (طاهرقا) الذي حكم 26 عاما ، وهو من مشاهير هذه الأسرة ، لما قام به من أنشاءات معمارية في مصر والنوبة ، وخلف طهرقا الملك (تانوت أمون) 664 قبل الميلاد حتى وافته المنية في مدينة نباتا .
وأبان عهد الملك طهرقا كانت مصر تساعد الدويلات السورية والفلسطينية بقوات مصرية ونوبية ، وعندما علم حاكم دولة أشور (سنحريب) بذلك سارع بجيوشه الى منطقة الخطر لمهاجمة مصر لتدخلها في مستعمراته في سوريا وفلسطين ، ولكن أصيب جيشة بوباء الطاعون فعاد الى عاصمة بلاده .
وتولى الحكم بعده (أسرحدون) الذي قاد جيشه للقضاء على مصر ، وبالفعل اصبحت الدلتا تحت سلطانه ، وأكتفى بالحصول على الجزية من الصعيد ، ولكن المصريين لم يهدأوا فألتفوا حول نكاو أمير سايس ، لأستغلال عداء أسرته للأسرة الحاكمة النوبية .
وبعد وفاة أسرحدون تولى أشوربانيبال عرش اشور ، وقاد حملة على مصر للقضاء على المصريين الذين قاموا بثورة على غزاتهم ، والقضاء على تانوت أمون ، الذي خلف طهرقا ، وبالفعل هزم تانوت أمون الذي فر الى بلدته نباتا ، وظل هناك حتى حانت منيته وبذلك انتهت فترة حكم الأسرة الخامسة والعشرين النوبية .
ثم بدأت الأسرة السادسة والعشرون ، ويعرف عهدها بالعصر الصاوي نسبة إلى العاصمة (صا الحجر) ، وأول ملوكها (بسماتيك) إبن الملك نكاو .
قد حمل بسماتيك الأول راية الجهاد لطرد الغزاه من مصر ، وكان لتحالفه مع جيجيس ملك ليديا في اسيا الصغري أكبر الأثر في تحقيق ذلك ، فبعد أن اصبحت الدلتا في قبضة بسماتيك بدأ يوجه اهتمامه الى الصعيد ليضمه لمملكته ، فأرسل إبنته الكبرى نيت اقرت (نيتوكريس) الى طيبة لتصبح إبنة بالتبني للزوجة الألهية لأمون الكاهنة (أمنرديس) إبنة طاهرقا ، والتي تولت بعدها هذا المنصب تحت إسم (شب ان أوبت) ، وأصبحت الزوجة الثالثة لأمون ، وبهذا المنصب الديني أصبحت مساوية للفرعون .
وبتوحيد مصر بدأ بسماتيك عصرا جديدا ، فقام بأصلاحات عديدة ، وعاد المصريون الى عصور الازدهار والرقي واستعادوا جزءاً من حضارتهم القديمة ، ثم مات بسماتيك بعد ان حكم مصر حوالي 54 عاما .
وحكم نكاو الثاني بن بسماتيك حوالي خمسة عشر عاما ، ثم أتى بعده أبنه بسماتيك الثاني و حكم حوالي ست سنوات ، ثم (واح أب رع) أبريس الذي حكم تسعة عشر عاما ، وأستنجد به الليبيون ليحميهم من التوسع الأغريقي ، فأرسل جيشا من المصريين بقياده احمس الثاني، ولكن اُبيد اغلب جنود المصريين ، مما أدى الى ثورة المصريين ضد ابريس وبايع الجيش احمس الثاني ، وبالفعل انتصروا على ابريس وقتلوه .
وحكم بعده أحمس الثاني ، وأستمر حكمه حوالي 44 سنة ، وقام بالتوفيق بين الجنود المصريين والأغريق ، واعطى للأغريق مدينة نقراطيس لتنصبح مدينة اغريقية بمعنى الكلمة ، وأستقرت البلاد في عهده حتى مات .
وتولى بعده اخر ملوك هذه الأسرة وهو بسماتيك الثالث ، الذي لم يزيد حكمه عن عامين ، وهجم في عهده الملك الفارسي قمبيز على مصر 525 عام قبل الميلاد ، وهزم المصريين عند بلوزيم (تل الفرما) ، وأسر بسماتيك الذي فضل الأنتحار على الخضوع للغازي الفارسي ، وبذلك انتهت الأسرة السادسة والعشرون .
أصبحت مصر تحت الحكم الفارسي ، وبدأت الأسرة السابعة والعشرون بالملك الفارسي قمبيز ومعه سبعة ملوك من الفرس ، أتى بعد قمبيز أبنه دارا الأول ، لكن المصريون كانوا يتحينون الفرص للتخلص من نفوذ المستعمر الفارسي ، وبالفعل قاموا بثورة ضد الملك دارا عندما كان يستعد لقتال الأغريق ، ونجحت هذه الثورة في القضاء على نفوذ الفرس في الدلتا ، وصمم دارا على قتالهم ولكن المنية عاجلته .
وجاء بعده أبنه أكسركسيس الأول وعد جيشا وأسطولا لإخماد الثورة في مصر ، ونجح في مهمته وعين اخاه حاكما على مصر لينفذ سياسته فيها ، وأغتيل أكسركسيس وخلفه أرتاكسركسيس ، وظلت مصر في عهده مشتعلة بالثورة ، وتجمع المصريين تحت راية زعيم من الدلتا يدعى (اناروس) ، وتمكنوا من القضاء على جزء من الحامية الفارسية ، وتحالف امير الدلتا مع أثينا للقضاء على الفرس – العدو المشترك بينهم – وعندما مات أمير الدلتا أستمرت الثورة تحت قيادة زعيم اخر هو أمون حر ، ولكن أثينا تخلت عنه بعد الصلح الذي تم بين اليونان و الفرس ، ولكن لم يهدأ المصريون ، وظلت نيران الثورة مشتعلة ، الى ان تم تحرير البلاد وطردوا الغزو الفارسي .
إصبح أمون حر أمير سايس ملكا على مصر ، وأسس الأسرة الثامنة والعشرين ، وأتخد سايس عاصمه للحكم ، وأستمر حكمه حوال ست سنوات .
بعد وفاته حكم نايف عاو رود (نفريتس الأول) ، وأسس الأسرة التاسعة والعشرين ، وحكم حوالي ست سنوات ، وحكم بعده الملك هكر وأستمر حكمه حوالي سبع سنوات ، وتولى بعده ملكين ، حكم كل منهما مصر بضع شهور ، ثم أنتقل الحكم الى أسرة جديدة هي الأسرة الثلاثين .
أغتصب (نخت نب ف) نختنبو الأول عرش مصر وأسس الأسرة الثلاثين ، وكانت فترة حكمة حوالي 17 عاما ، وعاد الفرس في عهده لغزو مصر ، ولكن فيضان النيل اوقف تقدمهم وأنقذ مصر من العدوان ، وأشرك نختنبو الأول أبنه جد حر (تيوس) في اواخر ايامه في حكم مصر ، وانفرد بالحكم وتولى بعده ابنه نختنبو الثاني ، وحكم سبعة عشر عاما ، وتجددت في عهده اخطار الفرس بقياده الملك الفارسي أرتاكسركسيس الثالث (أخوس) ، وبالفعل انتصر الفرس وفر نختنبو الى النوبة .
ويمثل الغزو الفارسي الأسرة الحادية والثلاثين ، التي استمرت حوالي عشر سنوات ، ثم دخل الاسكندر الأكبر مصر سنة 332 قبل الميلاد ، وضمها إلى ملكه الواسع ، وهكذا ينتهي التاريخ الفرعوني علي يده ليحكمها بطليموس أحد قواده ، ومن بعد خلفاؤه فيما يعرف بالعصر البطلمى .


 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

_الحياة السياسية_
القضاء
اعتمد النظام القضائي في مصر منذ فجر التاريخ على الاستقلالية ، فكان لكل مدينة محكمتها الخاصة ، تتكون المحكمة من ممثلين من ساكني المدينة ، وتضم عادة رئيس عمال أو كاتب أو هما معا ، وبعض العمال القدامى ، وتقرر المحكمة التهمة الموجهة للشخص سواء كان رجلا أو امرأة وتحدد العقاب اللازم ، وكانت عقوبة الإعدام تستوجب الرجوع للوزير باعتباره كبير القضاة .

فالملك راس الدولة هو الذي يُملي القانون بصفته وريث الإله الخالق ، كان يواصل ما بدأه الأب فيثبت ويحدد ويعمم قواعد تنظيم الكون التي دخلت حيز التطبيق مع بداية الخلق .

ومن لا يمثل لهذه القواعد يعد متمرداً ثائراً ، فالحكم بين الناس من اختصاصات الملك ، ولكن مع ظهور مبدأ تفويض السلطة نظرا لجسامة المهام الملقاة على عاتق الملك ، انشأ الملك بعض الوظائف بهدف دراسة القانون وتطبيقه ، فكان الوزير بعد الملك قاضي القضاة يعاونه جهاز إداري شامل .

وقد عرفت مصر في عهد الأسرة الخامسة ست محاكم كان يطلق عليها المساكن المبجلة والمشرف على العمل فيها وزيراً ، أما جهاز صغار الموظفين فكان يضم أمناء السر وكتاب المحكمة والمحضرين ، وكانت أسماء الوظائف "أمين سر الكلمات السرية في المسكن المبجل" ، "أمين سر الأحكام القضائية" .

وفي الدولة الحديثة أنشئت محاكم محلية يرأسها أعيان وأشراف المقاطعة ، يقومون بإجراء التحقيقات الأولية ، ثم يرفعونها لمحكمة كبرى ، كان يترتب على رفع شكوى مكتوبة إلى الوزير بدء مباشرة الدعوى ، وإذا رأي أنها تستحق النظر يطلب من المتقاضين أن يُمثلوا شخصيا أمام المحكمة الكبرى استناد إلى الشواهد المكتوبة أو الشفوية ، وبمجرد صدور الحكم ينفذ في الحال .

الفرعون

يعد فرعون مصر منذ بداية عصر الأسرات رأس الدولة ، وقد تركزت حوله السلطة عن _طريق الألقاب والأسماء التي اتخذها واستهدف منها تأكيد سلطانه الديني والدنيوي ، فهو الممثل للمعبود حورس وملك مصر العليا والسفلي وتحميه المعبودتين وادجيت في الشمال ونخبت في الجنوب ، وكان قصر الفرعون يسمي برعو او برنسو.
ولفظ فرعون لقب اصطلاحي إداري كتب في صورته المصرية برعو بمعني البيت العظيم أو القصر العظيم ، ثم أصبح يطلق علي القصر وساكنه وحرف العبرانيون لفظ برعو إلى فرعو لاختلاط الباء بالفاء في اللهجات القديمة ثم أضافت اللغة العربية إليه نون أخيرة فأصبح فرعون .
فلقب فرعون لا يدل علي نوع الحكم أو جنس السكان ، وتلقب كل فرعون بعدة ألقاب وأسماء استهدف منها تأكيد سلطانه الديني والدنيوي مثل :
الاسم الحورى : وهو يؤكد صلة الفرعون بالمعبود حورس ويجعله وريثا له يحكم باسمه .
الاسم نبتي : وهو يؤكد صلة فرعون بالربتين الحاميتين نخابة نخبت للصعيد وهي تمثل أنثي العقاب ، وواجيت حامية الوجه البحري وهي تمثل حية ناهضة.
الاسم النسيوبيتي : وهو يؤكد صلة الفرعون بالشعارين المقدسين سو شعار مملكة الصعيد والبيتي مملكة الدلتا القديمة .
واعتمد الاشراف الإداري علي بعض طوائف من كبار الموظفين مثل حملة الأختام ورجال بيت المال وحكام الأقاليم وكبار رجال البلاد ورؤساء الكتاب .
وعرف العصر بيتين للمال سمي أحدهما ( برحج ) بمعني بيت الفضة أو البيت الأبيض واختص بضرائب الصعيد ودخله وسمي الآخر ، بردشر بمعني البيت الأحمر واختص بضرائب الوجه البحري .
واعتمدت بيوت المال على تحصيل الضرائب من محاصيل وإنتاج المصانع ونتاج الماشية وجلودها فضلا عن ما كانت تستثمره الدولة من محاجر ومناجم النحاس والذهب ، ويتولي بيت المال الإشراف علي مشاريع الدولة والفرعون ومرتبات الموظفين العينية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرطة_
لا تخلو أية قرية أو أي مجتمع مهما كان بدائياً من قواعد وقوانين يتعارف عليها الأهالي ، وأيضاً الدولة التي نشأت وخرجت إلى حيز الوجود على ضفاف النيل في حوالي سنة 3000 قبل الميلاد ، لابد أنها مانت في امش الحاجة إلى قوات نظاميه لحفظ الامن ونشر الامان بين المواطنين .
كان الفلاح المصري دائماً صلب العود جديراً بكل تقدير لم يكن متمرداً في قرارة نفسه ، إذ كان حريصاً على الانتفاع ببركات الملك السحرية فهو من الرعايا المخلصين .
وإذا كان الفرعون قد أضطلع بالحفاظ على النظام الذي سنته الألهة للدنيا بواسطة الطقوس ، فإن قوة من الشرطة كانت تشد من أزره وتدعم مهمته الكونية حتى يكون هناك ضمان أكثر للنظام القائم الذي تقوم بحمايته أيا كان ، كان من واجبه أن يمنع المشاكس من ظلم الضعيف في المنازعات الخاصة ، وكان عليه أن يطرد غير المرغوب فيهم من المجتمع ، ويحمي المزارعين من اللصوص .
لذا كان من الضروري أن تكون لديه قوة شرطة صارمة ، شرطة يباهى بها الإداري الغيور ، شرطة يفخر أحد رجالها في زمن الفوضى ، بقوله "إذا أقبل الليل ، شكرني من ينام على قارعة الطريق ، لأنه في مأمن كمن ينام في بيته ، وما أعظم الخوف الذي تسببه فرقتي !" ، يعد هذا النص أول وثيقة معروفة ذكرت لخوف اللصوص من الشرطة .
كانت الشرطة المصرية منفصلة عن الجيش ، فتحرس حدود الصحراء جماعة الصيادين "نو" ، فقد قام الصيادون بحراسة الطرق المؤدية إلى الشرق وإلى الغرب ، ولما كانوا لا يستطيعون ركوب الهجين كانت تصحبهم الكلاب دائماً في ترحالهم.
وقد كان في مقدور الكلاب أن تكتشف في الحال وجود أي كائن حي يتصادف وجوده في المنطقة التي بها الشرطة ، وكانوا يقومون بحماية القوافل ممن يغيرو عليها ، ويتتبعون حركات الرُحل ، ويرتادون أودية المناجم ، ويقبضون على الهاربين من وجه العدالة .
كان من واجبات الشرطة القبض على العبيد الهاربين ، واجبار الفلاحين المماطلين على دفع ما عليهم من مستحقات وضرائب .
وكانت الشرطة الريفية في الدولة القديمة ، تساند كبار المنتفعين بالأراضي المؤجرة ، وتجمع الخراج بالتعذيب البدني ، أما أعمال الشرطة العادية اليومية فمصورة بطريقة رائعة على جدران المعابد الجنائزية ، كما في مصطبة تي الشهيرة حيث يقاضي وكيل صاحب الأرض وكتبة مخزن حبوب أحد النبلاء رئيس المخبز ، فتوزن الأرغفة واحداً بعد أخر فيعلن الحاجب نتيجة التحقيق ، فيسحب الشرطي المختص هراوته من جرابها ويضرب بها الخباز المطروح أمامه أرضاً .
أخذ تاريخ قوات حفظ النظام دوراً جديداً إبان الأسرة الثامنة عشرة عندما أنضم إلى الشرطة رجال الميجاي وهم أهل الصحراء النوبية فأختلطوا بالسكان المصريين أختلاطاً وثيقاً حتى إنهم سرعان ما صاروا مصريين ولم يعودو نوبيين .
والميجاي كقوة ذكرت كثيراً في الوثائق الإدارية والخاصة فهي سليمة لأبدان بديعة التنظيم وقادرة على أستخدام العصا بنفس النشاط الذي يستخدمها به أسلافهم في عصر الأهرام ، كما يدل على ذلك النقد الساخر لسوء حظ الفلاح ، ولا يدل أستخدام عقوبة الجلد على أن الشرطة الفرعونية كانت وحشية ، بالرغم من أنها عقوبة عادية لجميع الجرائم البسيطة بعد التحقيق القانوني ، حيث كان يطبق أحياناً على النبلاء أنفسهم .
على الرغم من أن الشعب أعتاد الالتزام الا انه كان يسعد لسماع اخبار عن اهانة رجال الشرطة ، فقد أبتهجو لسماع قصة رامبسينيوس التي رواها هيرودوت والتي أسكر فيها لص بارع فرقة كاملة من الحراس كي يسرق جثة اخيه ونقل ذلك الشاب الجثة وكإهانة للحراس حلق الصدغ الأيمن لكل منهم ، فقد كانوا من الآجانب ذوى اللحى وبعد ذلك رجع إلى بيته" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجيش
منذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم ، وفي القاعدة يقوم الكتبة بمراقبة التجنيد وإدارة التعيينات وإسناد الوظائف ، وفي كل عصر كان الملك هو القائد الأعلى للجيش والقائد النظري للمعارك .
لم يهتم المصريون في المملكة القديمة بفرض نفوذهم على جيرانهم ، ولم يبدءوا بأي غزو ، وعندما أرادوا إخضاع البدو وجمع الغنائم من الليبيين والنوبيين والفلسطينيين صدرت الأوامر إلى المحافظين بجمع الجنود من الريف من خيرة الرجال المدربين ، ومن رجال المستعمرات الحربية النوبية والليبية .
أما القوات النظامية القليلة العدد فكانت تُستخدم عادة في المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة ، وعلاوة على الفرقة المختارة المخصصة لحرسة القصر ، وشرطة الصحراء ، كان هناك كثير من وحدات الجيش تقوم بأعمال تهدف لتدعيم رهبة ملك مصر في قلوب الدول الأجنبية ، وجلب الأشياء التي كانت تزين الملك .
وكان من يعرف اللغات البربرية يذهب إلى بيبلوس وإلى بونت وإلى أبعد جهات النوبة ليجمع المنتجات الأجنبية ، وأختص بعض أخر بنقل المعادن الثمينة من الصحراء الشرقية وكان جيش الدولة القديمة يضُم قواتاً دائمة لها مهام خاصة ، تضاف إليها قوات أخرى بالتجنيد عند الطوارئ ، وله قيادات متدرجة المراتب ، وإن لم يكن تدرجها ثابتاً كما لم يختلف كثيراً عن البحرية .
ولهذا الجيش نظام ولكنه جيش قومي يخضع لأوامر وقوانين دقيقة تفرضها الحكومة ، وكانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال وتسير في طوابير منتظمة ، وكانوا ينقلون كتل الصخر بعد قطعها من المحاجر ، ولا تزال أسماء وحداتهم منقوشة على صخور الأهرام إلى يومنا هذا .
كذلك كان النظام العسكري في الميدان صارماً فلم يُسمح لأي جندي بأن يضرب جنديأ زميله ، ولا أن يخطف منه رغيفه ، ولا أن يسرق ثياباً من أي قرية ، أو يسرق عنزة من أي شخص .
عندما أستقل رؤساء الأقسام الإدارية في عصر الأضطراب الأول ، جندوا قوات مساعدة من البرابرة لأستعمالهم الشخصي ، ودربوهم على القتال ، وجندوا الشباب من أبناء مقاطعاتهم ، وهناك نماذج خشبية للجنود عُثر عليها في قبر أحد الأمراء في أسيوط ، تبين هيئة الجيش في ذلك الوقت وإن لم تؤد الحروب الإقطاعية إلى عسكرة المواطنين .
كان الجيش ينقسم لقسمان هما رماحو المقاطعة والنبالون النوبييون ، ويتألف كل قسم منهما من 40 رجلاً في أربعة صفوف ، بكل صف منها 10 رجال ، يحملون تروسهم في أيديهم اليسرى ملاصقة لأجسامهم ، ويحملون في اليد اليمنى رماحهم قائمة ، ويثنون أذرُعهم عند المرافق ، وترتفع نصال رماحهم إلى إرتفاع باروكاتهم ، ويراعي النبالون السود البشرة النظام الذي يزود الجيش بأعظم قوته ويسير هؤلاء الجنود في أربعة صفوف متوازية ، بخطوات منتظمة تبدأ بالقدم اليسرى ، وفي خضم الحرب الأهلية تلاشى النظام القديم بتقنياته ومركزيته ، وتألفت جيوش أمنمحات وسنوسرت من المليشيات المحلية وجنود الملك الخصوصيين .
أما الدولة الحديثة وهي عصر الفتوحات العظمى فكانت عصر الجنود المحترفين المنظمين بطريقة تكاد تكون حديثة ، فإن لم يقم الفرعون بقيادة العمليات الحربية بنفسه فإنه كان يشترك في مجلس الحرب ، ويسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم ، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسؤلون .
أضطلع المندوبون الملكيون في البلاد الأجنبية بعمليات أقل من هذه ، وكان الجنود أكثر لياقة في العرض العسكري ، ومدربين على أداء الحركات العسكرية بمجرد سماع صوت البوق ، فزادت الوحدة التكتيكية في أهمية المعارك والجنود المشتركين في القتال .
تتألف فرقة المشاه من 200 رجل تحت إمرة حامل الواء ، وتنقسم الفرقة إلى أربعة أقسام بكل قسم 50 رجلاً وتسمى هذه الأقسام بأسماء طنانة ذات عظمة ، مثل "أمنحوتب يضئ كالشمس" و "رمسيس القوي الذراع" وما أشبه ، وكانت أعلامهم عبارة عن صور مثبتة في أطراف سيقان من الخشب ، وقد قسم الجيش إبان الحملات العظيمة للأسرة التاسعة عشرة إلى أربع فرق تحمل أسماء الألهة العظمى للدولة (أمون ، رع ، بتاح ، ست) ، ويتألف الجيش من قسمين هما المشاة وراكبو العربات ، والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول .
ويُعطي ضباطه درجة كُتاب ملكيين وتقوم العربات بالهجوم الضخم أو بمساعدة المشاه ، في مجموعات صغيرة العدد ويتألف المشاه الكثيرو العدد من المصريين الذين أتخذوا الجندية حرفة ، والأسرى الذين كانوا يُدمَغون بالحديد الساخن فيصبحون من الجنود المرتزقين كالسودانيين والسوريين والفلسطينيين والبدو وأكثرهم من الليبيين ورجال البحر ، وخصوصاً "الشردن" المشهورين الذين قبض عليهم رمسيس الثاني بسيفه والذين أنقذوا الجيش في معركة قادش .
وجدت بعض الكتابات تسخر من بؤس حياة الجندي منها النص التالي : (سُور راكب العربة المغرور لأنه باع ميراثه ليدفع ثمن عربته الفخمة ، ولكنه سقط من تلك العربة فضُرب ضرباً مبرحاً ، أما جندي المشاة فيؤخذ طفلا ويوضع في معسكر ، وتوجه ضربة موجعة إلى معدته ، ولطمة جارحة إلى عينه ، ولكمه مذهلة إلى حاجبه ، ثم يأتي السير إلى فلسطين والقتال في الصحراء ، فيُجبر على أن يحمل طعامه وشرابه فوق ظهره كالحمار ، ويضطر إلى أن يشرب الماء الأسن ، ولا يتوقف عن السير إلا ليقف ديدباناً للحراسة ، حتى إذا ما وصل العدو ، كان أشبه بعصفور وقع في شرك ، ففقد كل قوة في جسمه ، وعندما يعود إلى مصر ، يكون كقطعة من الخشب نخرها السوس ، فيمرض ويضطر إلى الرقاد ، ويرجع محمولاً فوق حمار ، فيجد ثيابه قد سُرقت وخادمه هرب) .
أن هذه الصعاب القاسية لم تكن من قبل المبالغة ولكن المتعلمين ومنهم كبار الموظفين يعطون صورة قاتمة عن الجنود ليبرهنوا لتلاميذهم على صحة المثل القديم القائل أن حظ الكاتب خير من حظ الجندي ولكن إذا أصبح الشاب كفئاً لأن يكون إما راكب عربة أو كاتبا ، فإن المستحيل المفتوح أمامه هو الإدارة في المستعمرات والخدمة في البلاط والمهام الدبلوماسية ووظائف الكهنة العليا .
والحقيقة أن للجندي العادي حظاً يُحسد عليه سواء كان من المواطنيين أو من البرابرة المعينين في الجيش ، فيتحلى بـ"ذهب الشجاعة" ، ويُكافأ بالغنائم ، ويُعفى من جميع الضرائب ، ويُمنح أقطاعاً من الأرض الخصبة ، وعلى ذلك يكون الجنود فئة محظوظة ، وأحدى دعائم الدولة الحديثة وبعد القتال يرتاح المشاة والفرسان ، ويستطيع الشردن والكيهت أن يعيشوا بسلام في مدنهم ، فتُحفظ الأسلحة في المخازن ، ويأكل الجنود مع زوجاتهم وأولادهم ، ويشربون كيفما شاءوا .
ولما قوى الجيش سياسياً في نهاية الأسرة الثامنة عشرة أرتقى القائدان "حور محب" و "رمسيس الأول" العرش ، ومنذ ذلك الوقت انحدر الملوك من الجنود ، ولم يثقوا بالنبلاء ولا بالقوات الوطنية ، وأعطوا الأفضلية للضباط البرابرة وجنودهم الأجانب ، وفي بداية الألف سنة الأولى قبل الميلاد حكم الجنود المرتزقة الليبيون البلاد مع "شاشنق" ومنذ الأسرة السادسة والعشرين ، وثق الفرعون بمشاته الذين أحضرهم من بلاد الإغريق ، أكثر من ثقته بالطائفة العسكرية المصرية .

التقسيم الإداري نظرا لكثرة المسئوليات الملقاة على عاتق الملك من تنظيم لشئون الدولة داخليا وخارجيا ، فقد كان يوكل إلى ابنه الأكبر جزء من هذه المسئوليات ليكتسب الخبرة اللازمة تمهيدا لتوليه مقاليد الحكم من بعده .

وكان الإشراف الإداري على الدولة يوكل إلى كبار الموظفين كرؤساء الكتاب وحكام الأقاليم ، وحملة الأختام الملكية .

ولكل إقليم جهازه الإداري الذي يتبع الجهاز المركزي في العاصمة ، وكان بيت المال في كلا الإقليمين يقوم بمهمة جمع الضرائب .

أما عن حكام الأقاليم فقد كانت لهم اختصاصات معينة حددتها لهم من قبل الحكومات المركزية ، وكانت الزراعة واحدة من أهم الاختصاصات .

كانت مصر طوال التاريخ الفرعوني تنقسم إلى وحدتين جغرافيتين ، هما مصر العليا ( الوجه القبلي ) ومصر السفلى ( الوجه البحري ) وكان لكل وحدة جهازها الإداري المستقل .

وتضمنت كل وحدة جغرافية مجموعة من الأقاليم ، أختلف عددها باختلاف العصور حيث تراوح عدد الأقاليم في مصر كلها ما بين 38 و44 إقليما ، وقد لعب تغيير مجرى النيل المتوالي دورا معينا في التغييرات التي حدثت بالنسبة لعدد الأقاليم .

كان يدير الإقليم طائفة من الموظفين من بينهم " أمير الإقليم " رئيس المنطقة و " مدير البلد " وكانوا يعينون في الدولة القديمة من قبل الملك ، وكانوا من المقربين إليه المستمتعين بالحظوة لديه .

ومنذ منتصف الأسرة الخامسة تركزت السلطة في الأقاليم في يد عائلات معينة ، فأصبحت وراثية بمرور الوقت ، وفي الدولة الوسطى كان حاكم الإقليم يعتبر نفسه سيد إقليمه ، ويسمى نفسه " الرئيس الأعلى " .

وكان لكل إقليم عاصمته التي يقيم فيها الحاكم وجهازه الإداري وله معبده الذي تعبد فيه آلهة الإقليم كلها ، كما كان لكل إقليم شارة ترفع على حامل تقوم مقام علم المحافظة في عصرنا الحديث .

كانت أملاك حكام الأقاليم تنقسم إلى قسمين القسم الأول ويمثل ما يرثه الابن عن الأب ، والقسم الثاني ويمثل ما يمنحه الملك من الأراضي للمخلصين من أتباعه ومن هنا كان من الضروري التمتع برضاء الملك حتى لا يحرم الحاكم من ريع هذه الأراضي .

وكانت تقوم على رأس الدولة التي تضم الأقاليم كلها شخصية تلى الملك في الأهمية ، وهي شخصية الوزير الذي كان يحمل لقب " رئيس عظماء الوجهين القبلي والبحري " الثاني بعد الملك في ردهة القصر ، وكان الوزير هو " كبير القضاة " في معظم الأحوال ، وكان إبان الدولة القديمة يشرف على إدارة بيتي الخزينة وشونتي الغلال ، وحمل في بعض الأحيان لقب " المشرف على جميع أشغال الملك " .

ولم يكن من بين وظائف الدولة المرموقة في التاريخ المصري ما هو أعز عند الشعب وأحب إلى قلبه من وظيفة الوزير ، فكان الشاعر إذا وصف قصر الملك لا ينسى أن يضيف إلى وصفه أن فيه " وزيرا يتولى الحكم ، عطوفا على مصر " .

ولكثرة ما نسب الشعب من الحكم والأقوال المأثورة إلى بعض الوزراء أصبح الوزراء يسبغون على أنفسهم العديد من الصفات ، فالوزير منتوحتب من عهد سنوسرت الأول يفخر بأنه كان محبوبا لدى الملك أكثر من جميع سكان القطرين ، وأنه كان محبوبا بين أصحاب الملك وقويا بين أمرائه ، وكان ذا سطوة واضحة في القطرين ، والأول في مدن مصر والبلاد الأجنبية ، والصديق الوحيد للملك ، وكان العظماء يسعون إليه عند باب القصر منحنين .

وكانت العلاقات الخارجية والضرائب وتجنيد الرجال للجيش والعمال وتسجيل الأراضي والإشراف على الأمن ، كلها أمور تدخل في اختصاصات الوزير .

أما الإدارات الحكومية فأهمها الإدارة المالية وإدارة الأعمال العامة والمنشآت ويشرف عليهما رئيسا بيتي المال ، وكان منصب كل منهما لا يقل أهمية عن منصب الوزارة .

كانت هاتان الإدارتان تقومان بمهام تصريف إيرادات ومصروفات الحكومة والعمل على زيادة دخلها ، والإشراف على ما يرد لمصر من جزية ، بالإضافة إلى إدارة العمل في المناجم وإعداد البعثات التجارية .

وتخصصت إدارة الأعمال في إقامة المباني وتشييد الجبانة الملكية والمعابد والحصون وحفر الترع والإشراف على المناجم والمحاجر .

وإما الوظائف فكانت تخضع للتسلسل الوظيفي ، فالكاتب يترقى إلى وظيفة مشرف ، ثم يشغل منصب "رئيس الكتاب" ، وقد يرتبط بالقصر مباشرة فيحمل لقب " الكاتب الملكي " ثم " رئيس الكتبة الملكيين" .

وكانت بعض الوظائف المرتبطة بالعمل في المقابر الملكية وراثية تنتقل إلى الإبن الأكبر بعد موافقة الوزير ، فوظيفة الكاتب مثلا تولاها 6 أفراد من عائلة واحدة في الأسرة العشرين .

والكهنة كان يتوسط بينهم وبين رؤسائهم وكلاء مشرفون ومساعدو مشرفين وهناك أيضا " الرجال الأول " و" الرؤساء " و" العظماء " و" الرفقاء " .

ومن الوظائف الهامة في مصر القديمة وظيفة " كاتم الأسرار " وكان لها موظف مختص يتواجد في كل الإدارات .

وهناك "حامل الختم الملكي" وبدوره يشرف على الأراضي الزراعية ، ويشرف على ملابس الملك ، ورئيس صيادي الملك ، ويشرف على الجنود والمشاه ، ويشرف على السفن ، وعلى جميع الأشغال ، ويشرف على مخازن الغلال .

البلاط الملكى كان البلاط الملكى يتكون من طبقات متدرجة من خدم وعمال ورؤساء عمال وكتبه وموظفين ومستشارين كل منهم له عمله واختصاصه وألقابه ويشرف عليهم جميعاً المشرف على القصر .
هذا عدا الوزراء وقادة الجيوش ، وكان لأم الملك الوصاية والولاية لابنها إن كان صغيرا إلى أن يكبر وينفرد بالحكم وفى بعض الأحيان تكون وصايته تحت كاهن .
وكان الملك يمارس كل أمور الحكم سواء الداخلية منها أو الخارجية إلى جانب قيامه بقيادة جيش مصر ضد أعدائها .
وتعيين حكام الأقاليم والإدارات المختلفة حيث فى معظم الفترات كانت مصر مقسمه إلى إثنان وأربعين ولاية وكل منهم مسئول أمام الملك عن مقاطعته وتصريف أمور الولاية وكان يلقب بلقب عدج مر أو سشم ومن أعمالهم أيضا الإشراف على القضاء وجباية الضرائب .
نجد أن نظام الحكم فى مصر له هيكله الخاص قمته الملك وقاعدته عامة الشعب وهو الشكل الهرمى للمجتمع المعروف منذ الازل.

الأسلحة كانت الأسلحة المصرية منذ العصر العتيق إلى نهاية الدولة الوسطى من الناحية العملية نفس أسلحة جيرانهم من شعوب أفريقيا وفلسطين ، الذين كانت فنونهم السلمية وتنظيماتهم السياسية أقل تقدماً من مثيلاتها في الدولة الفرعونية ، أما في عصر الدولة الحديثة وما بعده فتغيرت المعدات الحربية بعض التغير ، بيد أن هذه المبتكرات الجديدة جاءت من أسيا ونُقلت في الحال إلى الليبيين ، وعلى ذلك لم تتفوق مصر قط في الأسلحة على جيرانها ، فالمصريين الذين كانوا بناءين بالأحجار ومزارعين ، كانوا أبطأ من الأمم الأخرى المنتفعة من التقدم في الصناعات المعدنية .
تعد العصا المقذوفة أشهر سلاح قديم لعصر ما قبل التاريخ - المسماه خطأً بالبومرانج - في الرقصات الحربية ، ولكنها تستعمل في الأغراض العملية في صيد الطيور ، وقد أستعمل الجنود في المعارك البعيدة المدى إبان الدولة القديمة والدولة الوسطى المقلاع أو القوس ، وكانت لديهم منهما أنواع كثيرة (للقوس المصرية منحنى واحد ، أما القوس النوبية فذات منحنيين) ، ظلت القوس رمز الأمة عند الحرب ، وتُعبر العبارة التقليدية (القسى التسع) عن الأمم التسع التي تغلب عليها قدامى الملوك بقوتهم الحربية ، وترمز إلى الشعوب المعادية .
أستخدم جندي العصور المبكرة في القتال وجهاً لوجه أسلحة من النحاس المطروق أو من الحجر بمقابض خشبية ، وتشمل الرماح والخناجر والهراوات الكمثرية الشكل والفئوس وأستخدم قدماء المصريين في عصور ما قبل الأسرات للدفاع تروساً طبيعية من درقات سلحفاة البحر ، وفي أغلب الأحوال كانوا يستعملون تروساً كبيرة مصنوعة من الخشب أو من الجلد مستطيلة الشكل تقريبا ومقوسة من أعلاها .
ومع أن البرونز بدأ يحل محل النحاس في عصر الأسرة الثانية عشرة فلم تتغير الأسلحة إلا تغيراً طفيفاً حتى في معارك طرد الهكسوس الذين أستخدموا الخيول والعربات ، غيرت هذه المبتكرات الجديدة الخطط الحربية و التنظيم العسكري للأسرات اللاحقة ، وتغير شكل الأسلحة التقليدية ، فظهر السيف المقوس الأسيوي الشبيه بالحربة ، كان هذا السيف هو "الخبيش" الذي أعطته الألهة للملك كعربون سحري للنصر .
وتطورت معدات الدفاع ، فأستخدم الجنود لوقاية الجزء الأسفل من أجسامهم ميدعة من الجلد تُلبس فوق وزراتهم القصيرة ، وفي عصر الرعامسة كانوا يلبسون قميصاً من الجلد مغطى بزرد من المعدن ، وهذه حلة حربية بدائية منشؤها فلسطين ، ويبدو أنهم قلما أستخدموا الخوذات قبل الحقبة المتأخرة .
أما لباس الرأس الأزرق المسمى "خبرش" ، الذي يوصف عادة بأنه خوذة الفرعون الحربية ، فكان في الحقيقة تاجاً خاصاً يرمز إلى النصر ، والجنود الشردينيون وحدهم هم الذين كانوا يلبسون خوذات حقيقية ويحملون تروساً مستديرة ، كمعدات تقليدية لهؤلاء القراصنة المرتزقة .
قد سمح المصريون للجنود القادمين من البلاد الأجنبية بأن يستعملوا أسلحتهم ، وهكذا ضوعفت وسائل القتل ، وكان رمسيس يمتطي عربته في ساحة القتال ويقود فرقة العربات ، فكانوا يمزقون العدو أولاً بالسهام ، ثم يقتلونه بالسيوف ، فكان المصريون الوطنيون يستخدمون الفئوس ، بينما يستخدم الشردنيون السيوف الطويلة ، أما المقاتلون الزنوج فكانوا يفعلون العجائب بهراواتهم المصنوعة من الخشب الصلب .
ومن الوثائق التفسيرية يتضح أن معدات الجيوش بعد الدولة الحديثة لم تتغير تغيراً شاملا ، وأستمرت مصر تستعمل البرونز في منتصف العصر الحديدي .

الإدارة دوُنت ملفات الدولة على أوراق البردي أو على أوستراكا بالخط الهيراطيقي ثم بالخط الديموطيقي وحفظت في مكاتب الدولة وفي قسم محفوظات المعبد ، وكانت ملفات عظيمة الكمية ومتنوعة المواضيع وتتألف من تقارير المصالح ومذكراتها، وقوائم السكان، وكشوف مساحة الأراضي، وحصيلة الضرائب، وكشوف صرف الأجور، والمرتبات بالحبوب أو بسلال مليئة بأنصبة من الثمار، وتقارير كميات الأحجار الواجب صرفها للبنائين، والأخشاب اللازمة لدور صناعة السفن، وتفاصيل وصور الخطابات الواردة من الجماهير وشكواهم، وملاحظات الرؤساء، وأوراق الجزاءات التأديبية، وغير ذلك .
وقد رُتبت الأرقام في خانات رأسية أو أعمدة، وكتبت الملاحظات بالمدد الأحمر برموز مختصرة وعلامات لمنع التكرار - كلمة paper الانجليزية التي تعنب الورق أتت من كلمة بردي -.
فكانت الأدارة الفرعونية تشرف على كل أمور الحياة وتسيطر على الحياه في البلاط وتنظم الاقتصاد كله بأسم الفرعون، وهو الحاكم الأعلى، إذن كانت الإدارة واسعة ذات مجموعة منظمة من الموظفين الكهنة للإشراف على مختلف الأقسام ( الحقول، القطعان، مخازن الحبوب، بناء المعابد، الآثار، السفن، الجيش، الحدود، العلاقات الخارجية، البعثات التجارية، العدالة، السجون، الصحة ) .
كانت المكاتب الإدارية التابعة للملك تستند في عملها في كل منطقة إدارية على مجموعة متدرجة من الموظفين المحليين، أو البيروقراطية المحلية يرأسها محافظ، أما المعابد وأصحاب الأملاك الأغنياء فكانت لهم إدارتهم الخاصة التي كانت السلطات الملكية تديرها في بعض الأحيان، والتي كانت تتعارض مع تلك السلطات في أحيان أخرى .
وتتجلى مشقة دراسة هذه الألقاب وتنوعها في النقوش التي تزين قبور الموظفين، لا يتجلى هذا بوضوح أكثر مما في قراءة القاب موظف مذكورة في عبارتين تبين أسمه، والحقيقة أنه ما من مهنة أو وظيفة في ذلك المجتمع غير مذكورة، إما في الإدارة الملكية، أو في إدارة المعابد، فكان لديهم مشرف للبساتين الملكية، وأمين لإوز ضيعة أمون .
قد أتبعت الحكومة القديمة نظام المركزية، ويبدو أن المصريين لم يفرقوا تفرقة واضحة بين خدمة الملك الشخصية في قصره وبين خدمة الدولة .
أما في الدولة الوسطى فكان نظام المركزية أقل كمالاً، فنشأت الإدارة الجديدة من تنظيمات أمراء العصر الوسيط الأول، أما في الدولة الحديثة فقد نشأ عن غزوات الاستعمار والجيش الدائم وممتلكات المعابد نظام أكثر تعقيدا، يتضمن كثيرا من التحسينات الإدارية .
ومما يزيد صعوبة فهم الطرق الإدارية بوضوح أن الملك من أن الى أخر كان يوفد في المسائل الهامة أحد الخدم الموثوق بهم وليس الموظف العادي المختص، مع منحة تفويضا مطلقا في السلطة .
كان الوزير "ثاتي" هو المبعوث الملكي الذي يرأس الإدارة، وعندما كان الفرعون يقلده ذلك المنصب كان يقول له "خذ منصب الوزير هذا، وراقب كل شئ يتعلق به " .
ويرجع الفضل فيما تمتعت به مصر بتلك المدنية الراقية والرخاء العظيم الى أختراع الإدارة في عصر مبكر جدا مثل ذلك العصر .
كانت البيروقراطية والعظمة الفرعونية إلفين لا يفترقان فلما ضعفت قبضة الإدارة الملكية على الشعب وعلى ممتلكاتهم، صارت مصر ضحية لحرب أهلية ومجاعة وغزو أجنبي، وعندما كانت تلك الإدارة قوية، بنيت الأهرام وأمتلأت مخازن الغلال وأزدهرت الإمبرطورية .





 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

_الحياة السياسية_
القضاء
اعتمد النظام القضائي في مصر منذ فجر التاريخ على الاستقلالية ، فكان لكل مدينة محكمتها الخاصة ، تتكون المحكمة من ممثلين من ساكني المدينة ، وتضم عادة رئيس عمال أو كاتب أو هما معا ، وبعض العمال القدامى ، وتقرر المحكمة التهمة الموجهة للشخص سواء كان رجلا أو امرأة وتحدد العقاب اللازم ، وكانت عقوبة الإعدام تستوجب الرجوع للوزير باعتباره كبير القضاة .

فالملك راس الدولة هو الذي يُملي القانون بصفته وريث الإله الخالق ، كان يواصل ما بدأه الأب فيثبت ويحدد ويعمم قواعد تنظيم الكون التي دخلت حيز التطبيق مع بداية الخلق .

ومن لا يمثل لهذه القواعد يعد متمرداً ثائراً ، فالحكم بين الناس من اختصاصات الملك ، ولكن مع ظهور مبدأ تفويض السلطة نظرا لجسامة المهام الملقاة على عاتق الملك ، انشأ الملك بعض الوظائف بهدف دراسة القانون وتطبيقه ، فكان الوزير بعد الملك قاضي القضاة يعاونه جهاز إداري شامل .

وقد عرفت مصر في عهد الأسرة الخامسة ست محاكم كان يطلق عليها المساكن المبجلة والمشرف على العمل فيها وزيراً ، أما جهاز صغار الموظفين فكان يضم أمناء السر وكتاب المحكمة والمحضرين ، وكانت أسماء الوظائف "أمين سر الكلمات السرية في المسكن المبجل" ، "أمين سر الأحكام القضائية" .

وفي الدولة الحديثة أنشئت محاكم محلية يرأسها أعيان وأشراف المقاطعة ، يقومون بإجراء التحقيقات الأولية ، ثم يرفعونها لمحكمة كبرى ، كان يترتب على رفع شكوى مكتوبة إلى الوزير بدء مباشرة الدعوى ، وإذا رأي أنها تستحق النظر يطلب من المتقاضين أن يُمثلوا شخصيا أمام المحكمة الكبرى استناد إلى الشواهد المكتوبة أو الشفوية ، وبمجرد صدور الحكم ينفذ في الحال .

الفرعون

يعد فرعون مصر منذ بداية عصر الأسرات رأس الدولة ، وقد تركزت حوله السلطة عن _طريق الألقاب والأسماء التي اتخذها واستهدف منها تأكيد سلطانه الديني والدنيوي ، فهو الممثل للمعبود حورس وملك مصر العليا والسفلي وتحميه المعبودتين وادجيت في الشمال ونخبت في الجنوب ، وكان قصر الفرعون يسمي برعو او برنسو.
ولفظ فرعون لقب اصطلاحي إداري كتب في صورته المصرية برعو بمعني البيت العظيم أو القصر العظيم ، ثم أصبح يطلق علي القصر وساكنه وحرف العبرانيون لفظ برعو إلى فرعو لاختلاط الباء بالفاء في اللهجات القديمة ثم أضافت اللغة العربية إليه نون أخيرة فأصبح فرعون .
فلقب فرعون لا يدل علي نوع الحكم أو جنس السكان ، وتلقب كل فرعون بعدة ألقاب وأسماء استهدف منها تأكيد سلطانه الديني والدنيوي مثل :
الاسم الحورى : وهو يؤكد صلة الفرعون بالمعبود حورس ويجعله وريثا له يحكم باسمه .
الاسم نبتي : وهو يؤكد صلة فرعون بالربتين الحاميتين نخابة نخبت للصعيد وهي تمثل أنثي العقاب ، وواجيت حامية الوجه البحري وهي تمثل حية ناهضة.
الاسم النسيوبيتي : وهو يؤكد صلة الفرعون بالشعارين المقدسين سو شعار مملكة الصعيد والبيتي مملكة الدلتا القديمة .
واعتمد الاشراف الإداري علي بعض طوائف من كبار الموظفين مثل حملة الأختام ورجال بيت المال وحكام الأقاليم وكبار رجال البلاد ورؤساء الكتاب .
وعرف العصر بيتين للمال سمي أحدهما ( برحج ) بمعني بيت الفضة أو البيت الأبيض واختص بضرائب الصعيد ودخله وسمي الآخر ، بردشر بمعني البيت الأحمر واختص بضرائب الوجه البحري .
واعتمدت بيوت المال على تحصيل الضرائب من محاصيل وإنتاج المصانع ونتاج الماشية وجلودها فضلا عن ما كانت تستثمره الدولة من محاجر ومناجم النحاس والذهب ، ويتولي بيت المال الإشراف علي مشاريع الدولة والفرعون ومرتبات الموظفين العينية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرطة_
لا تخلو أية قرية أو أي مجتمع مهما كان بدائياً من قواعد وقوانين يتعارف عليها الأهالي ، وأيضاً الدولة التي نشأت وخرجت إلى حيز الوجود على ضفاف النيل في حوالي سنة 3000 قبل الميلاد ، لابد أنها مانت في امش الحاجة إلى قوات نظاميه لحفظ الامن ونشر الامان بين المواطنين .
كان الفلاح المصري دائماً صلب العود جديراً بكل تقدير لم يكن متمرداً في قرارة نفسه ، إذ كان حريصاً على الانتفاع ببركات الملك السحرية فهو من الرعايا المخلصين .
وإذا كان الفرعون قد أضطلع بالحفاظ على النظام الذي سنته الألهة للدنيا بواسطة الطقوس ، فإن قوة من الشرطة كانت تشد من أزره وتدعم مهمته الكونية حتى يكون هناك ضمان أكثر للنظام القائم الذي تقوم بحمايته أيا كان ، كان من واجبه أن يمنع المشاكس من ظلم الضعيف في المنازعات الخاصة ، وكان عليه أن يطرد غير المرغوب فيهم من المجتمع ، ويحمي المزارعين من اللصوص .
لذا كان من الضروري أن تكون لديه قوة شرطة صارمة ، شرطة يباهى بها الإداري الغيور ، شرطة يفخر أحد رجالها في زمن الفوضى ، بقوله "إذا أقبل الليل ، شكرني من ينام على قارعة الطريق ، لأنه في مأمن كمن ينام في بيته ، وما أعظم الخوف الذي تسببه فرقتي !" ، يعد هذا النص أول وثيقة معروفة ذكرت لخوف اللصوص من الشرطة .
كانت الشرطة المصرية منفصلة عن الجيش ، فتحرس حدود الصحراء جماعة الصيادين "نو" ، فقد قام الصيادون بحراسة الطرق المؤدية إلى الشرق وإلى الغرب ، ولما كانوا لا يستطيعون ركوب الهجين كانت تصحبهم الكلاب دائماً في ترحالهم.
وقد كان في مقدور الكلاب أن تكتشف في الحال وجود أي كائن حي يتصادف وجوده في المنطقة التي بها الشرطة ، وكانوا يقومون بحماية القوافل ممن يغيرو عليها ، ويتتبعون حركات الرُحل ، ويرتادون أودية المناجم ، ويقبضون على الهاربين من وجه العدالة .
كان من واجبات الشرطة القبض على العبيد الهاربين ، واجبار الفلاحين المماطلين على دفع ما عليهم من مستحقات وضرائب .
وكانت الشرطة الريفية في الدولة القديمة ، تساند كبار المنتفعين بالأراضي المؤجرة ، وتجمع الخراج بالتعذيب البدني ، أما أعمال الشرطة العادية اليومية فمصورة بطريقة رائعة على جدران المعابد الجنائزية ، كما في مصطبة تي الشهيرة حيث يقاضي وكيل صاحب الأرض وكتبة مخزن حبوب أحد النبلاء رئيس المخبز ، فتوزن الأرغفة واحداً بعد أخر فيعلن الحاجب نتيجة التحقيق ، فيسحب الشرطي المختص هراوته من جرابها ويضرب بها الخباز المطروح أمامه أرضاً .
أخذ تاريخ قوات حفظ النظام دوراً جديداً إبان الأسرة الثامنة عشرة عندما أنضم إلى الشرطة رجال الميجاي وهم أهل الصحراء النوبية فأختلطوا بالسكان المصريين أختلاطاً وثيقاً حتى إنهم سرعان ما صاروا مصريين ولم يعودو نوبيين .
والميجاي كقوة ذكرت كثيراً في الوثائق الإدارية والخاصة فهي سليمة لأبدان بديعة التنظيم وقادرة على أستخدام العصا بنفس النشاط الذي يستخدمها به أسلافهم في عصر الأهرام ، كما يدل على ذلك النقد الساخر لسوء حظ الفلاح ، ولا يدل أستخدام عقوبة الجلد على أن الشرطة الفرعونية كانت وحشية ، بالرغم من أنها عقوبة عادية لجميع الجرائم البسيطة بعد التحقيق القانوني ، حيث كان يطبق أحياناً على النبلاء أنفسهم .
على الرغم من أن الشعب أعتاد الالتزام الا انه كان يسعد لسماع اخبار عن اهانة رجال الشرطة ، فقد أبتهجو لسماع قصة رامبسينيوس التي رواها هيرودوت والتي أسكر فيها لص بارع فرقة كاملة من الحراس كي يسرق جثة اخيه ونقل ذلك الشاب الجثة وكإهانة للحراس حلق الصدغ الأيمن لكل منهم ، فقد كانوا من الآجانب ذوى اللحى وبعد ذلك رجع إلى بيته" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجيش
منذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم ، وفي القاعدة يقوم الكتبة بمراقبة التجنيد وإدارة التعيينات وإسناد الوظائف ، وفي كل عصر كان الملك هو القائد الأعلى للجيش والقائد النظري للمعارك .
لم يهتم المصريون في المملكة القديمة بفرض نفوذهم على جيرانهم ، ولم يبدءوا بأي غزو ، وعندما أرادوا إخضاع البدو وجمع الغنائم من الليبيين والنوبيين والفلسطينيين صدرت الأوامر إلى المحافظين بجمع الجنود من الريف من خيرة الرجال المدربين ، ومن رجال المستعمرات الحربية النوبية والليبية .
أما القوات النظامية القليلة العدد فكانت تُستخدم عادة في المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة ، وعلاوة على الفرقة المختارة المخصصة لحرسة القصر ، وشرطة الصحراء ، كان هناك كثير من وحدات الجيش تقوم بأعمال تهدف لتدعيم رهبة ملك مصر في قلوب الدول الأجنبية ، وجلب الأشياء التي كانت تزين الملك .
وكان من يعرف اللغات البربرية يذهب إلى بيبلوس وإلى بونت وإلى أبعد جهات النوبة ليجمع المنتجات الأجنبية ، وأختص بعض أخر بنقل المعادن الثمينة من الصحراء الشرقية وكان جيش الدولة القديمة يضُم قواتاً دائمة لها مهام خاصة ، تضاف إليها قوات أخرى بالتجنيد عند الطوارئ ، وله قيادات متدرجة المراتب ، وإن لم يكن تدرجها ثابتاً كما لم يختلف كثيراً عن البحرية .
ولهذا الجيش نظام ولكنه جيش قومي يخضع لأوامر وقوانين دقيقة تفرضها الحكومة ، وكانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال وتسير في طوابير منتظمة ، وكانوا ينقلون كتل الصخر بعد قطعها من المحاجر ، ولا تزال أسماء وحداتهم منقوشة على صخور الأهرام إلى يومنا هذا .
كذلك كان النظام العسكري في الميدان صارماً فلم يُسمح لأي جندي بأن يضرب جنديأ زميله ، ولا أن يخطف منه رغيفه ، ولا أن يسرق ثياباً من أي قرية ، أو يسرق عنزة من أي شخص .
عندما أستقل رؤساء الأقسام الإدارية في عصر الأضطراب الأول ، جندوا قوات مساعدة من البرابرة لأستعمالهم الشخصي ، ودربوهم على القتال ، وجندوا الشباب من أبناء مقاطعاتهم ، وهناك نماذج خشبية للجنود عُثر عليها في قبر أحد الأمراء في أسيوط ، تبين هيئة الجيش في ذلك الوقت وإن لم تؤد الحروب الإقطاعية إلى عسكرة المواطنين .
كان الجيش ينقسم لقسمان هما رماحو المقاطعة والنبالون النوبييون ، ويتألف كل قسم منهما من 40 رجلاً في أربعة صفوف ، بكل صف منها 10 رجال ، يحملون تروسهم في أيديهم اليسرى ملاصقة لأجسامهم ، ويحملون في اليد اليمنى رماحهم قائمة ، ويثنون أذرُعهم عند المرافق ، وترتفع نصال رماحهم إلى إرتفاع باروكاتهم ، ويراعي النبالون السود البشرة النظام الذي يزود الجيش بأعظم قوته ويسير هؤلاء الجنود في أربعة صفوف متوازية ، بخطوات منتظمة تبدأ بالقدم اليسرى ، وفي خضم الحرب الأهلية تلاشى النظام القديم بتقنياته ومركزيته ، وتألفت جيوش أمنمحات وسنوسرت من المليشيات المحلية وجنود الملك الخصوصيين .
أما الدولة الحديثة وهي عصر الفتوحات العظمى فكانت عصر الجنود المحترفين المنظمين بطريقة تكاد تكون حديثة ، فإن لم يقم الفرعون بقيادة العمليات الحربية بنفسه فإنه كان يشترك في مجلس الحرب ، ويسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم ، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسؤلون .
أضطلع المندوبون الملكيون في البلاد الأجنبية بعمليات أقل من هذه ، وكان الجنود أكثر لياقة في العرض العسكري ، ومدربين على أداء الحركات العسكرية بمجرد سماع صوت البوق ، فزادت الوحدة التكتيكية في أهمية المعارك والجنود المشتركين في القتال .
تتألف فرقة المشاه من 200 رجل تحت إمرة حامل الواء ، وتنقسم الفرقة إلى أربعة أقسام بكل قسم 50 رجلاً وتسمى هذه الأقسام بأسماء طنانة ذات عظمة ، مثل "أمنحوتب يضئ كالشمس" و "رمسيس القوي الذراع" وما أشبه ، وكانت أعلامهم عبارة عن صور مثبتة في أطراف سيقان من الخشب ، وقد قسم الجيش إبان الحملات العظيمة للأسرة التاسعة عشرة إلى أربع فرق تحمل أسماء الألهة العظمى للدولة (أمون ، رع ، بتاح ، ست) ، ويتألف الجيش من قسمين هما المشاة وراكبو العربات ، والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول .
ويُعطي ضباطه درجة كُتاب ملكيين وتقوم العربات بالهجوم الضخم أو بمساعدة المشاه ، في مجموعات صغيرة العدد ويتألف المشاه الكثيرو العدد من المصريين الذين أتخذوا الجندية حرفة ، والأسرى الذين كانوا يُدمَغون بالحديد الساخن فيصبحون من الجنود المرتزقين كالسودانيين والسوريين والفلسطينيين والبدو وأكثرهم من الليبيين ورجال البحر ، وخصوصاً "الشردن" المشهورين الذين قبض عليهم رمسيس الثاني بسيفه والذين أنقذوا الجيش في معركة قادش .
وجدت بعض الكتابات تسخر من بؤس حياة الجندي منها النص التالي : (سُور راكب العربة المغرور لأنه باع ميراثه ليدفع ثمن عربته الفخمة ، ولكنه سقط من تلك العربة فضُرب ضرباً مبرحاً ، أما جندي المشاة فيؤخذ طفلا ويوضع في معسكر ، وتوجه ضربة موجعة إلى معدته ، ولطمة جارحة إلى عينه ، ولكمه مذهلة إلى حاجبه ، ثم يأتي السير إلى فلسطين والقتال في الصحراء ، فيُجبر على أن يحمل طعامه وشرابه فوق ظهره كالحمار ، ويضطر إلى أن يشرب الماء الأسن ، ولا يتوقف عن السير إلا ليقف ديدباناً للحراسة ، حتى إذا ما وصل العدو ، كان أشبه بعصفور وقع في شرك ، ففقد كل قوة في جسمه ، وعندما يعود إلى مصر ، يكون كقطعة من الخشب نخرها السوس ، فيمرض ويضطر إلى الرقاد ، ويرجع محمولاً فوق حمار ، فيجد ثيابه قد سُرقت وخادمه هرب) .
أن هذه الصعاب القاسية لم تكن من قبل المبالغة ولكن المتعلمين ومنهم كبار الموظفين يعطون صورة قاتمة عن الجنود ليبرهنوا لتلاميذهم على صحة المثل القديم القائل أن حظ الكاتب خير من حظ الجندي ولكن إذا أصبح الشاب كفئاً لأن يكون إما راكب عربة أو كاتبا ، فإن المستحيل المفتوح أمامه هو الإدارة في المستعمرات والخدمة في البلاط والمهام الدبلوماسية ووظائف الكهنة العليا .
والحقيقة أن للجندي العادي حظاً يُحسد عليه سواء كان من المواطنيين أو من البرابرة المعينين في الجيش ، فيتحلى بـ"ذهب الشجاعة" ، ويُكافأ بالغنائم ، ويُعفى من جميع الضرائب ، ويُمنح أقطاعاً من الأرض الخصبة ، وعلى ذلك يكون الجنود فئة محظوظة ، وأحدى دعائم الدولة الحديثة وبعد القتال يرتاح المشاة والفرسان ، ويستطيع الشردن والكيهت أن يعيشوا بسلام في مدنهم ، فتُحفظ الأسلحة في المخازن ، ويأكل الجنود مع زوجاتهم وأولادهم ، ويشربون كيفما شاءوا .
ولما قوى الجيش سياسياً في نهاية الأسرة الثامنة عشرة أرتقى القائدان "حور محب" و "رمسيس الأول" العرش ، ومنذ ذلك الوقت انحدر الملوك من الجنود ، ولم يثقوا بالنبلاء ولا بالقوات الوطنية ، وأعطوا الأفضلية للضباط البرابرة وجنودهم الأجانب ، وفي بداية الألف سنة الأولى قبل الميلاد حكم الجنود المرتزقة الليبيون البلاد مع "شاشنق" ومنذ الأسرة السادسة والعشرين ، وثق الفرعون بمشاته الذين أحضرهم من بلاد الإغريق ، أكثر من ثقته بالطائفة العسكرية المصرية .

التقسيم الإداري نظرا لكثرة المسئوليات الملقاة على عاتق الملك من تنظيم لشئون الدولة داخليا وخارجيا ، فقد كان يوكل إلى ابنه الأكبر جزء من هذه المسئوليات ليكتسب الخبرة اللازمة تمهيدا لتوليه مقاليد الحكم من بعده .

وكان الإشراف الإداري على الدولة يوكل إلى كبار الموظفين كرؤساء الكتاب وحكام الأقاليم ، وحملة الأختام الملكية .

ولكل إقليم جهازه الإداري الذي يتبع الجهاز المركزي في العاصمة ، وكان بيت المال في كلا الإقليمين يقوم بمهمة جمع الضرائب .

أما عن حكام الأقاليم فقد كانت لهم اختصاصات معينة حددتها لهم من قبل الحكومات المركزية ، وكانت الزراعة واحدة من أهم الاختصاصات .

كانت مصر طوال التاريخ الفرعوني تنقسم إلى وحدتين جغرافيتين ، هما مصر العليا ( الوجه القبلي ) ومصر السفلى ( الوجه البحري ) وكان لكل وحدة جهازها الإداري المستقل .

وتضمنت كل وحدة جغرافية مجموعة من الأقاليم ، أختلف عددها باختلاف العصور حيث تراوح عدد الأقاليم في مصر كلها ما بين 38 و44 إقليما ، وقد لعب تغيير مجرى النيل المتوالي دورا معينا في التغييرات التي حدثت بالنسبة لعدد الأقاليم .

كان يدير الإقليم طائفة من الموظفين من بينهم " أمير الإقليم " رئيس المنطقة و " مدير البلد " وكانوا يعينون في الدولة القديمة من قبل الملك ، وكانوا من المقربين إليه المستمتعين بالحظوة لديه .

ومنذ منتصف الأسرة الخامسة تركزت السلطة في الأقاليم في يد عائلات معينة ، فأصبحت وراثية بمرور الوقت ، وفي الدولة الوسطى كان حاكم الإقليم يعتبر نفسه سيد إقليمه ، ويسمى نفسه " الرئيس الأعلى " .

وكان لكل إقليم عاصمته التي يقيم فيها الحاكم وجهازه الإداري وله معبده الذي تعبد فيه آلهة الإقليم كلها ، كما كان لكل إقليم شارة ترفع على حامل تقوم مقام علم المحافظة في عصرنا الحديث .

كانت أملاك حكام الأقاليم تنقسم إلى قسمين القسم الأول ويمثل ما يرثه الابن عن الأب ، والقسم الثاني ويمثل ما يمنحه الملك من الأراضي للمخلصين من أتباعه ومن هنا كان من الضروري التمتع برضاء الملك حتى لا يحرم الحاكم من ريع هذه الأراضي .

وكانت تقوم على رأس الدولة التي تضم الأقاليم كلها شخصية تلى الملك في الأهمية ، وهي شخصية الوزير الذي كان يحمل لقب " رئيس عظماء الوجهين القبلي والبحري " الثاني بعد الملك في ردهة القصر ، وكان الوزير هو " كبير القضاة " في معظم الأحوال ، وكان إبان الدولة القديمة يشرف على إدارة بيتي الخزينة وشونتي الغلال ، وحمل في بعض الأحيان لقب " المشرف على جميع أشغال الملك " .

ولم يكن من بين وظائف الدولة المرموقة في التاريخ المصري ما هو أعز عند الشعب وأحب إلى قلبه من وظيفة الوزير ، فكان الشاعر إذا وصف قصر الملك لا ينسى أن يضيف إلى وصفه أن فيه " وزيرا يتولى الحكم ، عطوفا على مصر " .

ولكثرة ما نسب الشعب من الحكم والأقوال المأثورة إلى بعض الوزراء أصبح الوزراء يسبغون على أنفسهم العديد من الصفات ، فالوزير منتوحتب من عهد سنوسرت الأول يفخر بأنه كان محبوبا لدى الملك أكثر من جميع سكان القطرين ، وأنه كان محبوبا بين أصحاب الملك وقويا بين أمرائه ، وكان ذا سطوة واضحة في القطرين ، والأول في مدن مصر والبلاد الأجنبية ، والصديق الوحيد للملك ، وكان العظماء يسعون إليه عند باب القصر منحنين .

وكانت العلاقات الخارجية والضرائب وتجنيد الرجال للجيش والعمال وتسجيل الأراضي والإشراف على الأمن ، كلها أمور تدخل في اختصاصات الوزير .

أما الإدارات الحكومية فأهمها الإدارة المالية وإدارة الأعمال العامة والمنشآت ويشرف عليهما رئيسا بيتي المال ، وكان منصب كل منهما لا يقل أهمية عن منصب الوزارة .

كانت هاتان الإدارتان تقومان بمهام تصريف إيرادات ومصروفات الحكومة والعمل على زيادة دخلها ، والإشراف على ما يرد لمصر من جزية ، بالإضافة إلى إدارة العمل في المناجم وإعداد البعثات التجارية .

وتخصصت إدارة الأعمال في إقامة المباني وتشييد الجبانة الملكية والمعابد والحصون وحفر الترع والإشراف على المناجم والمحاجر .

وإما الوظائف فكانت تخضع للتسلسل الوظيفي ، فالكاتب يترقى إلى وظيفة مشرف ، ثم يشغل منصب "رئيس الكتاب" ، وقد يرتبط بالقصر مباشرة فيحمل لقب " الكاتب الملكي " ثم " رئيس الكتبة الملكيين" .

وكانت بعض الوظائف المرتبطة بالعمل في المقابر الملكية وراثية تنتقل إلى الإبن الأكبر بعد موافقة الوزير ، فوظيفة الكاتب مثلا تولاها 6 أفراد من عائلة واحدة في الأسرة العشرين .

والكهنة كان يتوسط بينهم وبين رؤسائهم وكلاء مشرفون ومساعدو مشرفين وهناك أيضا " الرجال الأول " و" الرؤساء " و" العظماء " و" الرفقاء " .

ومن الوظائف الهامة في مصر القديمة وظيفة " كاتم الأسرار " وكان لها موظف مختص يتواجد في كل الإدارات .

وهناك "حامل الختم الملكي" وبدوره يشرف على الأراضي الزراعية ، ويشرف على ملابس الملك ، ورئيس صيادي الملك ، ويشرف على الجنود والمشاه ، ويشرف على السفن ، وعلى جميع الأشغال ، ويشرف على مخازن الغلال .

البلاط الملكى كان البلاط الملكى يتكون من طبقات متدرجة من خدم وعمال ورؤساء عمال وكتبه وموظفين ومستشارين كل منهم له عمله واختصاصه وألقابه ويشرف عليهم جميعاً المشرف على القصر .
هذا عدا الوزراء وقادة الجيوش ، وكان لأم الملك الوصاية والولاية لابنها إن كان صغيرا إلى أن يكبر وينفرد بالحكم وفى بعض الأحيان تكون وصايته تحت كاهن .
وكان الملك يمارس كل أمور الحكم سواء الداخلية منها أو الخارجية إلى جانب قيامه بقيادة جيش مصر ضد أعدائها .
وتعيين حكام الأقاليم والإدارات المختلفة حيث فى معظم الفترات كانت مصر مقسمه إلى إثنان وأربعين ولاية وكل منهم مسئول أمام الملك عن مقاطعته وتصريف أمور الولاية وكان يلقب بلقب عدج مر أو سشم ومن أعمالهم أيضا الإشراف على القضاء وجباية الضرائب .
نجد أن نظام الحكم فى مصر له هيكله الخاص قمته الملك وقاعدته عامة الشعب وهو الشكل الهرمى للمجتمع المعروف منذ الازل.

الأسلحة كانت الأسلحة المصرية منذ العصر العتيق إلى نهاية الدولة الوسطى من الناحية العملية نفس أسلحة جيرانهم من شعوب أفريقيا وفلسطين ، الذين كانت فنونهم السلمية وتنظيماتهم السياسية أقل تقدماً من مثيلاتها في الدولة الفرعونية ، أما في عصر الدولة الحديثة وما بعده فتغيرت المعدات الحربية بعض التغير ، بيد أن هذه المبتكرات الجديدة جاءت من أسيا ونُقلت في الحال إلى الليبيين ، وعلى ذلك لم تتفوق مصر قط في الأسلحة على جيرانها ، فالمصريين الذين كانوا بناءين بالأحجار ومزارعين ، كانوا أبطأ من الأمم الأخرى المنتفعة من التقدم في الصناعات المعدنية .
تعد العصا المقذوفة أشهر سلاح قديم لعصر ما قبل التاريخ - المسماه خطأً بالبومرانج - في الرقصات الحربية ، ولكنها تستعمل في الأغراض العملية في صيد الطيور ، وقد أستعمل الجنود في المعارك البعيدة المدى إبان الدولة القديمة والدولة الوسطى المقلاع أو القوس ، وكانت لديهم منهما أنواع كثيرة (للقوس المصرية منحنى واحد ، أما القوس النوبية فذات منحنيين) ، ظلت القوس رمز الأمة عند الحرب ، وتُعبر العبارة التقليدية (القسى التسع) عن الأمم التسع التي تغلب عليها قدامى الملوك بقوتهم الحربية ، وترمز إلى الشعوب المعادية .
أستخدم جندي العصور المبكرة في القتال وجهاً لوجه أسلحة من النحاس المطروق أو من الحجر بمقابض خشبية ، وتشمل الرماح والخناجر والهراوات الكمثرية الشكل والفئوس وأستخدم قدماء المصريين في عصور ما قبل الأسرات للدفاع تروساً طبيعية من درقات سلحفاة البحر ، وفي أغلب الأحوال كانوا يستعملون تروساً كبيرة مصنوعة من الخشب أو من الجلد مستطيلة الشكل تقريبا ومقوسة من أعلاها .
ومع أن البرونز بدأ يحل محل النحاس في عصر الأسرة الثانية عشرة فلم تتغير الأسلحة إلا تغيراً طفيفاً حتى في معارك طرد الهكسوس الذين أستخدموا الخيول والعربات ، غيرت هذه المبتكرات الجديدة الخطط الحربية و التنظيم العسكري للأسرات اللاحقة ، وتغير شكل الأسلحة التقليدية ، فظهر السيف المقوس الأسيوي الشبيه بالحربة ، كان هذا السيف هو "الخبيش" الذي أعطته الألهة للملك كعربون سحري للنصر .
وتطورت معدات الدفاع ، فأستخدم الجنود لوقاية الجزء الأسفل من أجسامهم ميدعة من الجلد تُلبس فوق وزراتهم القصيرة ، وفي عصر الرعامسة كانوا يلبسون قميصاً من الجلد مغطى بزرد من المعدن ، وهذه حلة حربية بدائية منشؤها فلسطين ، ويبدو أنهم قلما أستخدموا الخوذات قبل الحقبة المتأخرة .
أما لباس الرأس الأزرق المسمى "خبرش" ، الذي يوصف عادة بأنه خوذة الفرعون الحربية ، فكان في الحقيقة تاجاً خاصاً يرمز إلى النصر ، والجنود الشردينيون وحدهم هم الذين كانوا يلبسون خوذات حقيقية ويحملون تروساً مستديرة ، كمعدات تقليدية لهؤلاء القراصنة المرتزقة .
قد سمح المصريون للجنود القادمين من البلاد الأجنبية بأن يستعملوا أسلحتهم ، وهكذا ضوعفت وسائل القتل ، وكان رمسيس يمتطي عربته في ساحة القتال ويقود فرقة العربات ، فكانوا يمزقون العدو أولاً بالسهام ، ثم يقتلونه بالسيوف ، فكان المصريون الوطنيون يستخدمون الفئوس ، بينما يستخدم الشردنيون السيوف الطويلة ، أما المقاتلون الزنوج فكانوا يفعلون العجائب بهراواتهم المصنوعة من الخشب الصلب .
ومن الوثائق التفسيرية يتضح أن معدات الجيوش بعد الدولة الحديثة لم تتغير تغيراً شاملا ، وأستمرت مصر تستعمل البرونز في منتصف العصر الحديدي .

الإدارة دوُنت ملفات الدولة على أوراق البردي أو على أوستراكا بالخط الهيراطيقي ثم بالخط الديموطيقي وحفظت في مكاتب الدولة وفي قسم محفوظات المعبد ، وكانت ملفات عظيمة الكمية ومتنوعة المواضيع وتتألف من تقارير المصالح ومذكراتها، وقوائم السكان، وكشوف مساحة الأراضي، وحصيلة الضرائب، وكشوف صرف الأجور، والمرتبات بالحبوب أو بسلال مليئة بأنصبة من الثمار، وتقارير كميات الأحجار الواجب صرفها للبنائين، والأخشاب اللازمة لدور صناعة السفن، وتفاصيل وصور الخطابات الواردة من الجماهير وشكواهم، وملاحظات الرؤساء، وأوراق الجزاءات التأديبية، وغير ذلك .
وقد رُتبت الأرقام في خانات رأسية أو أعمدة، وكتبت الملاحظات بالمدد الأحمر برموز مختصرة وعلامات لمنع التكرار - كلمة paper الانجليزية التي تعنب الورق أتت من كلمة بردي -.
فكانت الأدارة الفرعونية تشرف على كل أمور الحياة وتسيطر على الحياه في البلاط وتنظم الاقتصاد كله بأسم الفرعون، وهو الحاكم الأعلى، إذن كانت الإدارة واسعة ذات مجموعة منظمة من الموظفين الكهنة للإشراف على مختلف الأقسام ( الحقول، القطعان، مخازن الحبوب، بناء المعابد، الآثار، السفن، الجيش، الحدود، العلاقات الخارجية، البعثات التجارية، العدالة، السجون، الصحة ) .
كانت المكاتب الإدارية التابعة للملك تستند في عملها في كل منطقة إدارية على مجموعة متدرجة من الموظفين المحليين، أو البيروقراطية المحلية يرأسها محافظ، أما المعابد وأصحاب الأملاك الأغنياء فكانت لهم إدارتهم الخاصة التي كانت السلطات الملكية تديرها في بعض الأحيان، والتي كانت تتعارض مع تلك السلطات في أحيان أخرى .
وتتجلى مشقة دراسة هذه الألقاب وتنوعها في النقوش التي تزين قبور الموظفين، لا يتجلى هذا بوضوح أكثر مما في قراءة القاب موظف مذكورة في عبارتين تبين أسمه، والحقيقة أنه ما من مهنة أو وظيفة في ذلك المجتمع غير مذكورة، إما في الإدارة الملكية، أو في إدارة المعابد، فكان لديهم مشرف للبساتين الملكية، وأمين لإوز ضيعة أمون .
قد أتبعت الحكومة القديمة نظام المركزية، ويبدو أن المصريين لم يفرقوا تفرقة واضحة بين خدمة الملك الشخصية في قصره وبين خدمة الدولة .
أما في الدولة الوسطى فكان نظام المركزية أقل كمالاً، فنشأت الإدارة الجديدة من تنظيمات أمراء العصر الوسيط الأول، أما في الدولة الحديثة فقد نشأ عن غزوات الاستعمار والجيش الدائم وممتلكات المعابد نظام أكثر تعقيدا، يتضمن كثيرا من التحسينات الإدارية .
ومما يزيد صعوبة فهم الطرق الإدارية بوضوح أن الملك من أن الى أخر كان يوفد في المسائل الهامة أحد الخدم الموثوق بهم وليس الموظف العادي المختص، مع منحة تفويضا مطلقا في السلطة .
كان الوزير "ثاتي" هو المبعوث الملكي الذي يرأس الإدارة، وعندما كان الفرعون يقلده ذلك المنصب كان يقول له "خذ منصب الوزير هذا، وراقب كل شئ يتعلق به " .
ويرجع الفضل فيما تمتعت به مصر بتلك المدنية الراقية والرخاء العظيم الى أختراع الإدارة في عصر مبكر جدا مثل ذلك العصر .
كانت البيروقراطية والعظمة الفرعونية إلفين لا يفترقان فلما ضعفت قبضة الإدارة الملكية على الشعب وعلى ممتلكاتهم، صارت مصر ضحية لحرب أهلية ومجاعة وغزو أجنبي، وعندما كانت تلك الإدارة قوية، بنيت الأهرام وأمتلأت مخازن الغلال وأزدهرت الإمبرطورية .





 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخوانى واخواتى
وضعت بين يدكم اليوم في موضوعنا
_عصر الاسرات
_والحياة السياسية
وغدا باذن الله سوف اضع
الحياة الاقتصادية
دمتم بكل خير
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

حبيبتي توتا
موضوع مميز جدا
بجد معلومات رائعه ومفيده جدا
بجد موضوعك مهم جدا
كتير مننا كمصريين واخوانا العرب ميعرفش تاريخ مصربالتفصل كده
سلمت يداكي يا قمر
وشكرا علي تعبك ومجهودك لاخراج الموضوع بهذا الشكل الرائع
واسفه علي تاخيري في الرد
انا قرات الموضوع كاملا ومعجبه بيه جدا
في انتظارك يا عسل
وفي انتظار باقي الاجزاء بشوق



احبك في الله



محبــــــــــــ وودي ـــــــــــتي



احلام العصافير
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

موضوع مهم ومفيد جدا تسلمى والله:SugarwareZ-281:
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

اين بقية الموضوع
 
رد: سلسلة تاريخ مصر من البداية الى النهاية

تسلم الايادي النعيمه مفصلين التواريخ بالضبط شكرا لكي وتحياتي لكي وللاستاز عماد مؤسس المنتدي
 

أحدث المواضيع

أعلى