~نساء في زمن النبوة~..

رد: ~نساء في زمن النبوة~..

سابعا/ أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها..
إن الظروف التي جعلت من صفية رضي الله عنها أما للمؤمنين على جانب كبير من الأهمية، وهي من صميم حركة المسيرة التاريخية للدعوة الإسلامية، فلابد من الحديث عنها وإجلالها، ودونما إسهاب ممل أو تفصيل مخل.
كان أبوها حيي بن أخطب من أخطر الزعامات اليهودية في المدينة على الإسلام والمسلمين حقدا وغدرا بهم، وكان زعيما لبني النضير إحدى أكبر ثلاث قبائل من اليهود كانت تسكن المدينة (بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة).
وكان قد سبق لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا وأخذ في تنظيم المجتمع الجديد، أن عقد مع اليهود عهودا ومواثيق، كل قبيلة منهم على حدة.
لكنهم بما جبلوا عليه من غدر وخيانة لم يلبثوا أن نقضوا تلك العهود، وكان بنوقينقاع أول المغادرين، ثم لحق بهم بنوالنضير.
جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مع جمع من الصحابة رضوان الله عليهم مستعينا بهم على دفع دية قتيلين خطأ، لما بينه وبينهم من الحلف فرحبوا به في الظاهر، ثم قاموا ليتشاوروا، فاقترح زعيمهم حيي بن أخطب أن يغتنموا فرصة وجود محمد بين ظهرانيهم، في قلة من أصحابه فيغدروا به ويخلصوا منه، فوافقه أكثرهم وسعوا للتنفيذ.....!!
فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ليخبره بما يكاد له، فقام في هدوء منصرفا حتى من بين أصحابه..!
وفوجئ يهود بنوالنضير بفشل خطتهم..
وظن الصحابة المرافقون لرسول الله بأنه إنما تركهم لبعض شأنه وحاجته..
فلما طال غيابه لحقوا به، فأخبرهم بالحقيقة.....!
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير أن يجلوا عن المدينه. جزاء ماكان منهم.. وأعطاهم مهلة.. فرفضوا وتحصنوا وأيدهم رأس المنافقين عبدالله بن سلول.
وعندما انتهت المدة حاصرهم جند الإسلام وتخلى عنهم ابن أبي المنافق، ثم أكرههم رسول الله على الجلاء.. فخرجوا من الدينة إلى خيبر..
ومن هنا راح ينفث حيي بن أخطب ينفث سموم حقده من جديد.. ويوغر صدور المشركين.. فكانت وقعة الخندق ثم وقعة بني قريظةالذين حالفوا المشركين ونقضوا عهدهم مع رسول الله.
وكان حيي بن أخطب في بني قريظة فضربت عنقه مع المقاتلين الذين حكم فيهم سعد بن معاذ بقتلهم..
وكان لابد من فتح خيبر مصدر القلق والتآمر على المسلمين، وبعد معاناة شديدة من حصونها المتعددة، ومقاتليها الأشداء، سقطت في أيدي المسلمين.
* دخولها رضي الله عنها بيت النبوة.
وقعت صفية بنت حيي بن أخطب في سهم دحية الكلبي سبية؛ فتنافس عليها جملة من الصحابة، كل يريدها لنفسه، إذ كانت فائقة الجمال، وابنة ملك بني النضير، وزوجة زعيم خيبر كنانة بن أبي الحقيق....!
وحسما للخلاف اختارها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه، واشترط عليها الإسلام والحرية فقبلت، فجعلها خلفه وعليها رداءه..
تلك هي الظروف التي أدت إلى دخول صفية رضي الله عنها بيت النبوة..
حياتها رضي الله عنها في بيت النبوة.. *
رأى النبي صلى الله عليه وسلم اخضرارا في عيني صفية رضي الله عنها فسألها عن سببه، فقالت:
حين كنت عروسا لكنانة بن أبي الحقيق رأيت كأن الشمس نزلت حتى وقعت على صدري، فقصصت ذلك على زوجي، فلطمني لطمة شديدة وقال: تمنين أن تكوني عند ملك العرب!؟
وقالت أم سنان الأسلمية وكانت أي صفية من أضوأ مايكون من النساء.
((صفية)) التي قتل أبوها يوم بني قريظة، وكذلك زوجها كنانة بن أبي الحقيق في خيبر، ورأت مارأت من مآسي حلت بقومها.. كانت في حياتها في بيت النبوة وبعد لحوقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى مايؤكد على الحب الذي كانت تكنه في قلبها،، الحب الكبير، والعمق الإيماني العظيم..
[ لما قدمت رضي الله عنها من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقبة فلما خرجت خرج النبي صلى الله عليه وسلم في أثرها فقال: كيف رأيت ياعائشة؟ قالت: رأيت يهودية..!! فقال: لاتقولي ذلك، فإنها أسلمت وحسن إسلامها].. لم تقف غيرة النساء عند حد عائشة رضي الله عنها وحدها، بل تجاوزتها إلى أكثر من واحدة من أزواجه صلى الله عليه وسلم..
وقالت رضي الله عنها:
دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام كانتا تقولان: نحن أكرم على رسول الله من صفية، نحن أزواجه وبنات عمه، فذكرت له ذلك، فقال: ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى.... فقد كانت رضي الله عنها من ذرية هارون بن عمران عليه السلام..
ومن أبرز صفاتها رضي الله عنها أنها كانت عاقلة حليمة فاضلة.. دست عليها جارية لها عند عمر رضي الله عنه فقالت: إن صفية تحب السبت، وتصل اليهود..
فبعث إليها فسألها عن ذلك...!
فقالت رضي الله عنها: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة..، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما.. فأنا أصلها..
وعرفت رضي الله عنها أن جاريتها هي التي دست عليها، فقالت لها: ماحملك على هذا؟ قالت الجارية: الشيطان!! قالت صفية: اذهبي فأنت حرة..
وفاتها رضي الله عنها.. *
كانت وفاتها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه........
فرضي الله عنها وأرضاها..
وسأتناول بعدها بإذن الله عزوجل سيرة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها..

 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

رضي الله عنهن أجمعين ما أطيب سيرهن التي لا تمل حتى وأن عاودت القراءة !!!عسى الله أن يلهمنا بالاقتداء بهن... لا حرمك الأجرعزيزي هبه وبورك في محبرتكِ متشوقة لذكر باقي زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته ومرضعته وأيضا ذكر سير أبرز الصحابيات..
لكِ ابعثها التحيا عزيزتي بنت غزة

 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

“‏… ‏عن ‏أنس بن مالك ‏رضي الله عنه ‏قال ‏
‏قدمنا ‏خيبر ‏فلما فتح الله عليه الحصن ذُكِرَ له جمال ‏صفية بنت حيي بن أخطب ‏وقد قُتِلَ ‏زوجها ‏وكانت عروسا فاصطفاها النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏لنفسه فخرج بها حتى بلغنا ‏سد الصهباء، ‏حََلَّت. فبنى بها رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ثم صنع حيسا في ‏نطع ‏صغير ثم قال لي ‏آذن مَن حولك فكانت تلك وليمته على ‏صفية"
images
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

ثامنا/ أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها.
تتداخل الأحداث والشخصيات، وتتنزل الأحكام والتشريعات، ولابد لمن يريد أن يسهم بقلمه وفكره في الحديث عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أن يحاول الإلمام بكل ذلك، بما تقتضيه ضرورة البحث، دونما إخلال بالعرض، حتى لاتطغى ناحية على أخرى، أو تزل قدم بعد ثبوتها..
قصة حياتها باختصار شديد...
*زيد بن حارثة/
إن قصة وجود زيد في بيت خديجة رضي الله عنها، معروفة مشهورة ولا داعي لذكرها،، لكن الذي يهمنا هو تبني رسول الله لزيد، وقد كان التبني أمرا جاهليا شائعا، وعرفا تقليدا متبعا.
لقد عرف والد زيد حارثة بن شراحبيل بوجود ولده الضائع، في مكة في بيت محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فأسرع بالحضور مع عم لزيد يريد استرجاعه وافتداءه، وكان من قبل دائم الشجن والبكاء،؛؛
دخل حارثة وأخوه كعب على محمد صلى الله عليه وسلم فقالا:
ياابن عبدالمطلب، ياابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك...
قال عليه السلام: وماذاك؟
قالا: زيد بن حارثة؛ فقال عليه السلام: أو غير ذلك؟ أدعوه وخيروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني فوالله ماأنا بالذي أختار على من اختارني فداء...
فقالا: زدتنا على النصف. فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم.. هذا أبي وهذا عمي.. قال: فأنا من قد علمت وقد رأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما...!!
فقال زيد: ماأنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والعم.
فقالا: ويحك يازيد.. أتختار العبودية على الحرية!! وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟؟!! قال: نعم.. إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا.
*زيد بن محمد.....!!!
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، أخرجه إلى الحجر، فقال: إشهدوا أن زيدا إبني يرثني وأرثه..
فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا.
*تحريم التبني...
فلما بزغ فجر الإسلام، وأضحى مفهوم النصف تشريعا ربانيا، هو الأقسط عند الله: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.. ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به......)
ومع تنزل هذه الآيات البينات على قلب الرسول الأكرم قطع دابر التبني كعرف وتقليد.. وعاد زيد إلى الأصالة في النسب، وانتقل من زيد بن محمد إلى زيد بن حارثة، وظل التواصل الإيماني هو الوشيجة بين الرسول وبين المولى زيد بن حارثة رضي الله عنه.
*زينب بنت جحش رضي الله عنها...
اختار النبي زينب بنت جحش الأسدية زوجا لمولاه زيد بن حارثة..!
وكانت زينب فتاة قريش جمالا ونسبا، رغب في الزواج منها عدد كبير من شباب قريش، فردتهم جميعا معتزة برفعة نسبها..
فلما أنبأها رسول الله بما ارتأى نفرت ورفضت، وقصت على أخيها عبدالله الواقعة، فجاء إلى رسول الله يحدثه ويرجوه أن يعيد النظر في ذلك،، وكانت أسرة بني جحش قد أسلمت وآمنت جميعا،،
ورضيت زينب تجاوبا وانصياعا لأمر الله تعالى،، وتم الزواج، فانطوت صفحة سوداء قاتمة في سفر تاريخ الجاهلية وأشرقت صفحة ناصعة تنطق بالحق (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
كان زيد حب رسول الله وأقرب الناس إليه،،
لكن زينب رضي الله عنها كانت في زوبعة دائمة، إذ تذكره على الدوام برفعة نسبها وأصالة محتدها وتنال منه.
فأتى زيد رسول الله يشكو إليه ويبثه مافي نفسه ويسأله الخلاص، فقال له رسول الله عليه السلام: أمسك عليك زوجك. وتكررت الشكوى وتكرر نفس الجواب.
فلما كان عرف التبني سائدا وأمرا جاهليا محضا كذلك كان الزواج من زوجة المتبني باعتباره إبنا....! جاء التشريع الحق وإبطال العرف الجاهلي والتقليد الضال،، ويكون رسول الله القدوة والأسوة..
زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها:
فكان الإفتراق بين زيد وزينب رضي الله عنهما،، وتنزل الوحي من السماء بزواجه صلى الله عليه وسلم من زينب من أجل إكمال الصورة، والأحكام التشريعية، ولترفع عن كاهل الناس عبئا جاهليا ثقيلا مقينا بغيضا.
*زينب رضي الله عنها في بيت النبوة:
عاشت رضي الله عنها أما للمؤمنين في بيت النبوة، صوامة قوامة زاهدة عابدة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يميل إليها ويستكثر منها، لايفتأ يذكر فضلها على غيرها من نسائه صلى الله عليه وسلم من غير تجريح أو نيل.
تذكرها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتنصفها وتترحم عليها، خصوصا حديث الإفك تقول عائشة( إن الله عصمها بالورع) فقد وقفت رضي الله عنها بجانبها في حادثة الإفك.
*وفاتها رضي الله عنها..
تذكر عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا] فماذا فهمن من ذلك؟؟
تقول عائشة بأنهن كن يقمن إلى الحائط ويرفعن أيديهن، يتطاولن ولم تكن زينب بالطويلة، ولكنها كانت أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحاقا به وأدركن من ثم مفهوم الطول الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو التصدق والبذل والسخاء والعطاء، ومن أصفى المصادر وأنقى الينابيع من عمل اليد!!
قالت زينب حين حضرتها الوفاة: [ إني قد أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بكفني، فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا]
كانت وفاتها رضي الله عنها سنة عشرين للهجرة وقد وافت على ثلاثة وخمسين سنة وصلى عليها عمر رضي الله عنه.
وسأتناول بعدها بإذن الله عزوجل سيرة أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها..

 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

تاسعا/ أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها..
في طبعها هدوء ووداعة وسماحة..
أسلمت مبكرة فكانت من السابقين والسابقات....
وهاجرت مع زوجها عبيدالله بن جحش إلى الحبشة وآثرت على بيت أبي سفيان السيد القرشي، ونعيمه وترفه، حب الله ورسوله،، فتحملت أسى البعد عن الوطن مكة, وشقاء الحياة في الغربة وبؤس القلة في ذات اليد.
ثم تنصر زوجها هناك، وأسرف في شرب الخمر حتى مات.
*زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها:
حين علم النبي صلى الله عليه وسلم بما كان من أمر أم حبيبة في الغربة والوحدة، وأرسل يخطبها إلى نفسه، ويعقد عليها، فاستجابت إلى ذلك راضية القلب مطمئنة النفس منشرحة الصدر..
*بناء النبي صلى الله عليه وسلم بها:
فلما كان فتح خيبر وقدم جعفر ومعه أم حبيبة، أم المؤمنين رضي الله عنها فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل لها حجرة، وكانت رضي الله عنها مثلا طيبا في حسن العشرة.
والسنوات التي مرت على أم حبيبة في الغربة، لم تكحل عينيها بطلعة وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تسعد بحديثه وعذوبة بيانه، وتزيد على الخمس عشرة سنة..!
لكنها كانت كغيرها من المهاجرين والمهاجرات يتلقون ما يجدّ من قرآن فيحفظونه ويفهمونه، وتصلهم الأخبار والأحداث تباعا، فكانوا على صلة دائمة بحركة الدعوة.
في قلبها رضي الله عنها إيمان راسخ كالشم الرواسي وهذا الصفاء الإيماني يحيلها رضي الله عنها في أوقات المواجهة مع الشرك إلى إنسان آخر، كأنها في ميدان معركة تقاتل، سلاحها كلمة الحق كالسيف الصارم البتار، لا تخشى بأسا ولا رهقا، حتى مع أقرب الناس إليها نسبا،، والدليل على ذلك أن قريشا عندما نقضت عهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشي أبو سفيان سيد قريش أن تطور الأمور لغير مصلحتهم فخرج إلى المدينة لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم والإعتذار والتنصل.
وكان أول مافعل عند قدومه المدينة أن قصد إلى حجرة ابنته رملة أم حبيبة رضي الله عنها، التي لم يكن قد رآها على مدى أعوام طوال ودخل عليها، فرحبت به..، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه..!
فقال في دهشة وأسى: يابنية...أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه!!؟
فأجابت بحزم وصدق، ودون تأثر بعاطفة نسب، وفي قوة وجرأة:
بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك!!!
فقال أبوسفيان : لقد أصابك بعدي شر...
فردت: بل أصابني كل خير.
ثم خرج من عندها، لم ينل خيرا.
وكأني في هذا الموقف بأم حبيبة رضي الله عنها ترفع سيف الإسلام في وجه أبي سفيان!!
إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب، أو لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد...
*وفاتها رضي الله عنها:
وعاشت أم حبيبة زمنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقول أرجح الروايات أن وفاتها كانت سنة أربع وأربعين للهجرة.
وانظر إلى ما فعلت وقد دنت ساعتها، واقترب موعد رحيلها عن الدنيا.
تقول عائشة رضي الله عنها:
( دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت: قد يكون بيننا مايكون بين الضرائر فتحلليني من ذلك..! فحللتها، واستغفرت لها، فقالت: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك)
رضي الله عن أم حبيبة أم المؤمنين، وأرضاها، وأكرم مثواها، وألحقنا بها في الصالحين من عباده..
وسأتناول بعدها بإذن الله عزوجل سيرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

عاشرا/ أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها..
هي هند بنت حذيفة بن المغيرة المخزومي..
مخزومية في الذروة من شرف النسب، عريقة في قرشيتها.
لقب والدها بزاد الراكب فقد قيل بأنه كان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومعه زاده، بل يكفي رفقته من الزاد، مهما كان عددهم ومهما طال السفر..
*حياتها قبل الزاواج النبي صلى الله عليه وسلم منها:
ولدت رضي الله عنها وتربت وترعرعت في بيت شهامة وسخاء وعطاء، فغرفت من معينه الصافي حتى رويت.
أسلمت في السابقين والسابقات مع زوجها عبدالله وهاجروا جميعا الهجرة الأولى إلى الحبشة، ويقال أنها أول النساء هجرة..
وأقامت هناك حتى جاءهم نبأ إسلام حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فاشتد حنين البعض من المهاجرين إلى الوطن ولقاء الحبيب المصطفى ظنا منهم بمنعة الإسلام بعد إسلام الفذين حمزة وعمر..
وعاد أبو سلمة وأم سلمة مع من عاد..
وكانت قد وضعت من زوجها مولودها الأول سلمة بن أبي سلمة، لكن أذى قريش لم يتوقف ولم يهدأ.. ولم يخف!!
وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار من أهل يثرب(المدينة) أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى هناك..
وكالعهد بأبي سلمة وأم سلمة كانا أول المهاجرين.
وعندما أرادا الهجرة رآهم رجال من قوم أم سلمة فمنعوها من الهجرة وعندئذ قام قوم زوجها (بنو عبدأسد) بأخذ إبنها منها وهاجر أبو سلمة وحده..
تقول رضي الله عنها: (ففرق بيني وبين زوجي وابني!!؟)
إنه أبأس وأشقى تمزقا وتشتت في سبيل الله، الذي لا تضيع عنده الحسنى..
وأي إحسان أعظم وأكبر من أن تفنى ذات الإنسان في الله جل جلاله!!
تقول رضي الله عنها: ( فكنت أخرج كل غداة وأجلس ب(الأبطح)، فما أزال أبكي حتى أمسي، سبعا أو قريبها، حتى مر بي رجل من بني عمي، فرآى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وابنها!!؟ فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت..! ورد بنو عبد الأسد عند ذلك إبني..!)
فخرجت رضي الله عنها مهاجرة إلى المدينة وحدها مع إبنها،، فلما كانت بالتنعيم لقيت عثمان ابن طلحة،، وعندما علم أنها خرجت وحدها أخذ بخطام بعيرها، وانطلق يقودها،، حتى قدم المدينة..
واجتمع شمل الأسرة الصغيرة بأعداد أفرادها.. الكبيرة بجهادها وحركتها التاريخية..
أما عثمان ابن طلحة ذلك الرجل الذي أوصلها إلى المدينة وهو كافر مشرك،، تشهد له أم سلمة بالخلق والشهامة وحسن الرفقة.. فيكون له ذلك ذخرا يوم فتح مكة..
لقد كان معه مفتاح باب الكعبة فأخذه منه علي بن أبي طالب ودفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،، ثم رده رسول الله إلى عثمان،، وقال لعثمان: خذه يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء،، لا يأخذه منكم إلا ظالم.
وقد أسلم رضي الله عنه وحسن إسلامه..
*وفاة زوجها أبو سلمة وزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها،،
كان أم سلمة رضي الله عنها ابنة عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذلك كان أبو سلمة ابن عمته برة بنت عبدالمطلب وكذلك كان أخا لرسول الله من الرضاعة..
وكان من السابقين والمقدمين المقربين.. كان له مكانة عند رسول الله فقد أمره على بعض السرايا، ثم شهد أحدا وكان من الثابتين، فأصيب يومئذ بجرح عميق، برئ منه على ضعف، إذ انتقض بعد فترة وتفاعل حتى توفاه الله تعالى.
قبل وفاته رضي الله عنه دعا لأم سلمة فقال: [اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يخزيها ولا يؤذيها..]
تقول رضي الله عنها: فلما مات قلت: من هذا الذي خير لي من أبي سلمة؟ فلبثت ما لبثت ثم تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم...
يروي النسائي أنها تقول: (فلما وضعت زينب (بنت أبي سلمة) جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت: مامثلي ينكح، أما أنا فلا يولد لي، وأنا غيور ذات عيال؛ فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله).
وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين حلت في شوال سنة أربع من الهجرة..
*أم سلمة رضي الله عنها في بيت النبوة!!
كانت رضي الله عنها موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب.
وبدخولها بيت النبوة في إطار أمهات المؤمنين تكون قد بدأت مرحلة ودورا لهما أهميتهما ولهما آثارهما، خاصة وأنها كانت ذات عقل بالغ ورأي صائب.
ويذكر لها التاريخ موقفا لاينسى،، وأجمعت الروايات على الإشادة به..
فبعد صلح الحديبية كان ظاهره يشعر بتفوق قريش ولكن الأيام أثبتت خلاف ذلك.. وبعد أن تم الصلح عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحلل، وأمر الناس.. فلم يستجيبوا؟!
فدخل على أم سلمة وكانت نوبتها في الخروج معه يومئذ، فرأته صلى الله عليه وسلم حزينا متجهما، فسألته برفق عما يؤذيه، فذكر لها ما كان من شأن الناس، فتلطفت إليه، وواسته بكلمات طيبة تقطر حنانا وحبا ثم.. وبحكمة بالغة، ونضوج في العقل، وصواب في الرأي، أشارت عليه أن يخرج ويستدعي حلاقه فيحلق على مشهد من الناس.
ففعل صلى الله عليه وسلم... وعندئذ تدافع الناس إلى الحلق أو التقصير.. وسر رسول الله وضحك حتى بدت نواجذه..
وانحلت العقدة.. بفضل من الله تعالى ألهم به أم سلمه..
*وفاتها رضي الله عنها...
وامتدت الحياة بأم سلمة بعد لحوق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى عقودا من السنين، حتى كانت آخر أزواجه صلى الله عليه وسلم وفاة.
وبهذا شهدت رضي الله عنها جملة من أخطر وأهم الأحداث التي عايشها المسلمون.. وكانت وفاتها في سنة إحدى وستين رضي الله عنها .
فرضي الله عنها وأرضاها، وأكرم نزلها ومثواها، وجعلها نبراسا تهتدى به نساؤنا وذرياتنا، إنه سميع مجيب..



وسأتناول بعدها بإذن الله عزوجل سيرة أم المؤمنين مارية القبطية رضي الله عنها..
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

أم المؤمنين مارية القبطية رضي الله عنها...
بعد صلح الحديبية،، راسل النبي صلى الله عليه وسلم ملوك وحكام العالم العروف آنذاك، يدعوهم وشعوبهم إلى الإسلام ويحملهم مسؤولية التخلف عن الإستجابة، ووزر الاستنكاف عن الدين الحنيف.
قصة مجيء مارية إلى المدينة...
وكان من بين من أرسل إليهم المقوقس عظيم القبط في مصر،، والمقوقس كان في الإسكندرية يتخذها مقاما ومركزا، وله صفة الزعامة الدينية والسياسية على اقباط مصر..
حمل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس.. واستقبل المقوقس حاطبا واستضافه وأكرم وفادته، وتسلم منه الرسالة، وقرأها.. ولكنه لم يستجب للدعوة.
ثم حمل حاطبا رضي الله عنه هدايا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينها كانت مارية القبطية وأختها سيرين،،
زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها..
كانت مارية جارية قبطية، من قرية في صعيد مصر،، جميلة بيضاء جعدة، فاتخذها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه،، وأهدى أختها سيرين إلى حسان ابن ثابت رضي الله عنه..
أنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا منازل أزواجه، وقد أعجبته كثيرا، وألفها ألفة شديدة، فكان يبيت عندها اليومين والثلاثة، مما جعل زوجاته يغرن منها غيرة عظيمة،، فتحول بها إلى ضاحية من ضواحي المدينة إسمها (العلياء) ثم كان يأتيها إليها ويزورها فيها.
ولقد أسلمت مارية رضي الله عنها وحسن إسلامها وكان ذلك مدعاة تنامي حب الرسول صلى الله عليه وسلم لها، أضف إلى ذلك حملها..!!
مكانتها رضي الله عنها....
ولنستمع إلى عائشة رضي الله عنها تروي لنا جانبا من خبر مارية رضي الله عنها..
قالت رضي الله عنها: ( ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ماقدم بها في بيت لحارثة ابن النعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى يعنى، أو عناها، فجزعت..، فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا).
وقد أنزل الله عزوجل أول سورة التحريم في مارية رضي الله عنها..
ولادة ابنه إبراهيم عليه السلام..
حملت مارية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستبشر خيرا.. إذ كان قد قارب الستين وفقد جميع أبنائه ماعدا ابنته فاطمة رضي الله عنها، ولم تحمل واحدة من نسائه بعد خديجة رضي الله عنها التي رزق منها جميع أبنائه ماعدا ابنه الذي من مارية رضي الله عنها.
ووضعت مارية حملها، وكان ذكرا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم،، وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة،، وسنة ثمان هي سنة الفتح ( فتح مكة).
ولقد قال عليه الصلاة والسلام: (لقد أعتقها ولدها) يعني مارية رضي الله عنها،، وكان قد وطئها بملك اليمين فأعتقها بعد وضعها لإبراهيم..
ومع بلوغ إبراهيم الشهر الثامن عشر من عمره وقع فريسة الحمى،، ولم تفلح المعالجات..، ولفظ أنفاسه وهو في حجر أبيه صلى الله عليه وسلم وصعدت روحه إلى بارئها..
وبكى النساء، وأجهشن في البكاء، حزنا لحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يزد على أن قال: [ إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا]
وفي قمة المأساة، وذروة الفاجعة، فقد كسفت الشمس ساعتئذ ولكن ليس لموت إبراهيم، معاذ الله ، بل أن ذلك صدفة فقال بعض الناس:
إن الشمس قد انسكفت لموت إبراهيم..!
وسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
[إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان ولا تخسفان لموت أحد من خلقه].
وفاتها رضي الله عنها..
عاشت مارية رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين عددا، عاشت ما يقارب الخمس سنين في ظلال الخلافة وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي شهر محرم سنة ست عشرة توفيت رضي الله عنها،، فكان عمر رضي الله عنه يحشد الناس لشهودها ـ أي: جنازتها ـ وصلى عليها، ودفنها بالبقيع..
رضي الله عنها وأرضاها..
وسأتناول بعدها بإذن الله عزوجل سيرة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها..

 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..

أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها...
قالت عائشة رضي الله عنها: ( لاأعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها).
كان اسمها برة،، ثم غير صلى الله عليه وسلم اسمها من برة إلى جويرية،، وقد ذكرنا سبب التغيير في سيرة أم المؤمنين ميمونه،،
ولقد كانت جويرية رضي الله عنها بنت رأس بني المصطلق وزعيمهم الحارث بن أبي ضرار،، وكانت متزوجه من مانع بن صفوان أحد وجهائهم وكبرائهم..
كان بنو المصطلق من القبائل التي ناهضت الإسلام،، ولقد حشدوا الحشود واستعدوا للإغارة على المدينة..
وعندما عرف صلى الله عليه وسلم بنوايا بنو المصطلق واستعداداتهم من أحد عيونه.. قرر مفاجأتهم ومباغتتهم في ديارهم،، فعل القائد الخبير، ونزل بساحتهم عند ماء يسمى المريسيع وأوقع بهم، وقضى على آمالهم وأحلامهم،،
ومن ثم كان مدخل جويرية رضي الله عنها بيت النبوة ونيلها الشرف العظيم،،
*زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية في سهم رجل ، فكاتبته ، وكانت حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه ؛ فكرهتها - يعني لحسنها - فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، وقد كاتبت ، فأعني . فقال : أوخير من ذلك : أؤدي عنك ، وأتزوجك ؟ فقالت : نعم ، ففعل ، فبلغ الناس ، فقالوا : أصهار رسول الله ! فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت ، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها) .
لقد كان أول ما نطقت به أن قالت:
يا رسول الله....!
وهذا وحده كاف في الدلالة على إسلامها..
لقد جاءت رضي الله عنها تطلب خيرا..، فوجدت ماهو أبلغ وأعظم،، لقد كانت في مبدأ إسلامها خيرا وبركة، وهذه أول إطلالتها وقد كانت السبب أيضا في عتق جميع سبايا قومها الذين سبوا في الغزوة..
*إسلام قومها..
لقد علم والد جويرية رضي الله عنها الحارث بن أبي ضرار بأن ابنته قد أصبحت زوجة لمحمد صلى الله عليه وسلم، فعزم على قدوم المدينة ساعيا، مفتديا إبنته بمائة من الإبل، راجيا أن يقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك..
فلما قارب المدينة ونظر إلى إبله يتفحصها، أعجب ببعيرين منها وحدثته نفسه أن ينحيهما جانبا، ظنا بهما أن لايكونا في عداد الفدية،، ففعل ذلك وعقلهما في مكان أمين،، وأقام عليهما حراسة ممن كان معه من مرافقيه..
ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد محييا..، داعيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل منه الفدية التي حملها إليه، ويرد عليه ابنته جويرية فرحب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله متبسما:
_ (فما بال البعيرين الذين نحيتهما وعقلتهما في مكان كذا؟)
عندئذ وجم الرجل، وبدأت الدهشة على وجهه، وانعقد لسانه عن الكذب؛ ثم نطق فقال:
_ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله.. والله ما علم بهذا الأمر غير الله تعالى.
وأسلم بإسلام الحارث بنو المصطلق جميعا، بعد أن عاد من المدينة إلى دياره وأخبر قومه ودعاهم إلى الإسلام،، فأسلموا جميعا..
*وفاتها رضي الله عنها..
عاشت رضي الله عنها إلى سنة خمسين من الهجرة ويقال أنها بلغت الخامسة والستين من العمر،، ثم توفاها الله تعالى إليه،،
وصلى عليها أمير المؤمنين يومئذ مروان بن الحكم، ودفنت بالبقيع،، رضي الله عنها وأرضاها،، وأكرم نزلها ومثواها..
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..



وفيكي بارك الرحمن
وكتب لنا ولكم الأجر
شكــــــــــــــرا لكـ ياغاليه على المتابعة والرد
نورت الصفحة بمرورك العطر
تسلمي
لكي خالص احترامي وتقديري
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..


وبذكر سيرة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث
نكون قد انتهينا من ذكر سير أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن أجمعين..
وبعدهن بإذن الله عزوجل سأتناول سير بناته صلى الله عليه وسلم
أتمنى أن يكون هناك من يتابع الموضوع حتى أكمل الباقي
فلم أرى متابعة للموضوع إلا القليل جدا..
وشكـــــــــــرا لك عزيزتي بنت غزة على المتابعة
ومالايطاق بداية فرح لم أراك في المنتدى منذ فترة
أتمنى أن تكوني بخير حال ولا تغيبي عنا إلا في الأفراح..
تحياتي إليكم جميعا

 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..


وبذكر سيرة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث
نكون قد انتهينا من ذكر سير أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن أجمعين
وسأتناول بعدهن بإذن الله عزوجل سير بناته صلى الله عليه وسلم
أتمنى أن يكون هناك من يتابع الموضوع حتى أكمل الباقي
فلم أرى متابعة إلا القليل جدا،،
أشكـــــــــرك عزيزتي بنت غزة على المتابعة
ومالايطاق بداية فرح لم أراك في المنتدى منذ فترة
أتمنى أن تكوني بخير حال ولا تغيبي عنا إلا في الأفراح، إفتقدتك،
تحياتي إليكم جميعا
 
رد: ~نساء في زمن النبوة~..



ثانيا/ بنات النبي صلى الله عليه وسلم
أولا: زينب رضي الله عنها وأرضاها
مولدها:
ولدت رضي الله عنها قبل بعثة أبيها صلى الله عليه وسلم بعشرة سنين، وكانت باكورة زواجه من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنهاــ
خرجت إلى الدنيا في بيت كريم البنيان، طاهر الأردان،،،
ولقد كانت زينب رضي الله عنهاـ بإطلالتها الأولى على بيت النبوة ريحانة تفيض عليه طيبا عابقا، وبهجة عامره،
الخطبة:
عندما شبت زينب رضي الله عنها تقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن وائل الذي كان كثير التعلق بخالته خديجه رضي الله عنها والتي كانت تغمره بعطفها وحنانها،،
وتم زواجهما،،
في بيت الزوجيه:
وفي بيت الزوجية أظلت زينب وزوجها أبا العاص سعادة فائقة، فنهلا من رحيق الود أصفى شراب وأنقاه،
وضعت زينب لأبي العاص ولدين[ عليا، وأمامه] وكانا أول حفيدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكان أبو العاص بحكم تجارته ومكانته في قومه كثير السفر يغدوا إلى الشام فيغيب أياما وليالي،،
وفي ذات يوم وبينما كان أبو العاص في احدى رحلاته حدث النبأ العظيم وأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة وحمل أمانة الرساله،
وتابعت زينب أباها شأن أمها وأخواتها،،
ولما عاد الزوج من رحلته حدثته بما كان أثناء غيابه، كما سمعه من الناس أيضا،،
الإفتراق:
قال أبوالعاص لزوجته رضي الله عنها،،
والله ماأبوك عندي بمتهم، وليس أحب إلي من أن أسلك معك ياحبيبة في شعب واحد، لكني أكره لك أن يقال إن زوجك خذل قومه وكفر بآلهة آبائه إرضاء لأمرأته، فهلا قدرت وعذرت،،
ثم مالبثا أن تراجعا،،
المؤمنة الصابرة:
اشتد أذى الكفار والمشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين،،
فانفرد عليه الصلاة والسلام بأهله ومن معه في شعب أبي طالب عند سفح جبل أبي قبيس سنين عددا،، قد فرضت عليهم المقاطعة والمحاصرة،،
فكانت زينب رضي الله عنها تأله وتحزن وتبكي أحيانا كثيرة ثم تصبر على قضاء الله في هذا الإبتلاء بالفرج والضياء،،بعد ليل دامس من العذاب،،
وماتت خديجة رضي الله عنها الأم الرؤوم،،ومات أبوطالب العم الحنون،،
واستبدت قريش نزعة الجهل والشرك والإيذاء،،فراح الألم يمزققلب زينب رضي الله عنها،،
الهجرة:
بعد أيام من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصوله يثرب وصل موفد فصحب أم كلثوم وفاطمة، وبقيت زينب في مكة في منزل زوجها أبي العاص تنتظر قضاء الله وأمره في شأنها،،
يوم الفرقان:
كان أبوالعاص قد خرج مع قريش في نفيرها يوم بدر ودارت رحى القتال وانتصر المسلمون ووقع أبوالعاص أسيرا،
وكانت زينب رضي الله عنها في وضع لاتحسد عليه، وحين بدأت عملية فداء الأسرى كانت راغبة في عودة زوجها إليها،، فاستخرجت من صندوق حليها قلادة كانت لأمها خديجة رضي الله عنها أهدتها إليها يوم عرسها، ثم حملتها لشقيق زوجها عمرو بن الربيع كي يقدمها فدية عن زوجها،
فلم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يرى القلادة حتى رق لها رقة شديدة وخفق القلب الكبير للذكرى العظيمة،
وبعد صمت طويل قال صلى الله عليه وسلم:
إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا.
فقالوا جميعا: نعم يارسول الله،،
الفراق:
لكن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أباالعاص أن يرسل زينب ويتركها لأن الإسلام قد فرق بينهما وأخذ عليه العهد في ذلك،
وعاد أبوالعاص إلى مكة فاستقبلته زينب ثم قال:
جئتك مودعا يازينب،،،!
وأخبرها بما وعد أباها من ردها إليه،،
ولكن قريشا تصدت لها ومنعتها وأعادتها إلى مكة وكانت حاملا فأجهضت فلما استعادت عافيتها اغتنم أبوالعاص يوما غفلت فيه قريشا عنها، فأخرجها بصحبة أخيه كنانة بن الربيع حتى أبلغها مأمنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،،
الأسير للمرة الثانية:
وخرج أبوالعاص إلى الشام في عير لقريش وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تلك العير قد أقبلت من الشام، فأرسل زيد بن حارثه رضي الله عنه في مائة وسبعين راكبا لاعتراضها ،فلقوا العير بناحية العيص فاستولوا عليها وعادوا إلى المدينةومعهم الأسرى الذين كانوا في حراسة القافلة،،،
أما أبوالعاص فقد استطاع الفرار ولجأ إلى حيث تقيم زينب فأجارته،،
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر قامت زينب فنادت مستشفقةً:
ـ إني قد أجرت أباالعاص بن الربيع،،،
فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله ودخلت زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ماأخذ منه ففعل،،
إسلامـــــــــــــــــه:
شعر أبوالعاص بالإيمان يغمره في المدينه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آواه وأجاره ورأى مافي الإسلام على أرض الواقع من سماحة وصدق، أدرك ماكان فيه من جاهلية عمياء قد أضلته عن الصواب زمنا طويلا،،
وعندما أراد أن يعلن إسلامه توقف وثارت في نفسه شهامته العربيه،،
فأضمر في نفسه أن لايكون اشهار إسلامه إلا في مكة،، فلا يقال في مكة إن أباالعاص قد أسلم رغبة في الحياة ورهبة من الموت،،،،، وأيضا كان في ذمته مال للناس،،
فرجع إلى مكة وأدى إلى كل ذي حق حقه ثم أعلن اسلامه وعلى ملأ من الناس في عزة وثقة،، ثم عاد إلى المدينة مسلما مهاجرا،،
ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب،، فااجتمع الشمل من جديد،،
الفراق الأبدي:
مضى على الزوجين عام واحد في المدينة،،ثم كان الفراق الأبدي الذي لالقاء بعده إلا في الدار الآخره،،
إذ توفى الله زينب رضي الله عنها،، متأثرة بمرض النزف الذي لازمها منذ هجرتها،،
رضي الله عنها وأرضاها
 

أحدث المواضيع

أعلى