~"* ابدا بنفسك اولا "*~ ضمن فاعليات حمله لآجلك ربي

احلام العصافير

مشرف سابق
إنضم
Apr 8, 2010
المشاركات
1,468
الإقامة
في دنيا خلقها الله
ابدأ بنفسك

عبارة «ابدأ بنفسك» هي لفظة شريفة خرجت من فم شريف لا ينطق عن الهوى، فقد قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مواضع عدة، والمرء إذا اهتم بنفسه وبدأ بإصلاحها صار قدوة وإمامًا، فحاز أولا رضا ربه سبحانه، وسلم من نقد الناقد
ابدأ بنفسك

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فما أحوج الإنسان أن يعتني بنفسه ويحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، والمسلم حين يكون رمزًا لدينه ولدعوته ينبغي أن يبدأ بنفسه فيطهرها ويزكيها، وبروح الإيمان وريحانه يعطرها لينجيها.

وعبارة «ابدأ بنفسك» هي لفظة شريفة خرجت من فم شريف لا ينطق عن الهوى، فقد قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مواضع عدة، والمرء إذا اهتم بنفسه وبدأ بإصلاحها صار قدوة وإمامًا، فحاز أولا رضا ربه سبحانه، وسلم من نقد الناقد البصير، ثم وجدت دعوته إلى الخير قبولاً عند سامعيه، فيحبه الله ويحبه الناس ويكتب له القبول في الأرض، وليس في الناس قدوة أعظم من خير البرية وسيد البشرية رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فقد كان أقرب الناس إلى كل خير وفضيلة يسبق إليها، وتعلم أصحابه -رضوان الله عليهم- منه السبق إلى الخيرات، وتزكية النفوس.

وقد أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:59] وقال له أيضا: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:159].
وقال تعالى للمؤمنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم:6].
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- خير من عمل بكتاب الله وتخلق بأخلاقه والتزم بآدابه، وينقل عنه أصحابه -رضوان الله عليهم- بدأه بنفسه وأمره لأصحابه بذلك.

القرآن الكريم أورد عن بعض الأنبياء البدء بالنفس في الدعاء
1- في الدعاء: عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا بدأ بنفسه، فذكر ذات يوم موسى فقال: رحمة الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله علينا من خبره، ولكن قال: ﴿إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْر﴾ [الكهف: 67]. [مصنف ابن أبي شيبة]

وقد أورد القرآن الكريم عن بعض الأنبياء البدء بالنفس في الدعاء.
* فقال إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- فيما قاله الله تعالى عنه في القرآن الكريم: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: 41].

* وقال نوح عليه السلام أيضا: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [نوح: 82]. فكلهم يبدأ بالدعاء لنفسه ثم لوالديه ثم للمؤمنين.

2- وفي الخيرية: قال صلى الله عليه وسلم: (وأنا خيركم لأهلي).[أخرجه الترمذي عن عائشة وصححه الألباني]
3- وفي التقوى والخشية: قال -صلى الله عليه وسلم-: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له). [البخاري ومسلم]
4- وفي الشجاعة: قال علي -رضي الله عنه-: (لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو) [مسند أحمد وإسناده صحيح]
5- وفي الصدقة وما ينفع المسلم: قال -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك). وقال: (ابدأ بنفسك ثم بمن تعول).[الترمذي]
وعن جابر قال: أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر –أي: بعد وفاته فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ألك مال غيره؟) فقال: لا. فقال: (من يشتريه مني؟) فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدفعها إليه ثم قال: (ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل شيء فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك، وعين يمينك وعن شمالك). [أخرجه مسلم برقم 997] وتابعه أيوب عن أبي الزبير به نحوه ولفظه: (إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فيها فضل فعلى عياله...).[أخرجه أبو داود برقم 3957 وصححه الألباني]
6- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 412].
وعن ابن عباس قال: جاء رجل فقال: يا ابن عباس؛ إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، قال: أو بلغت؟ (أي تستطيع ذلك؟) قال: أرجو، قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله عز وجل فافعل، قال: وما هن؟ قال: قوله عز وجل: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾[البقرة:44] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فالحرف الثاني؟ قال: قوله عز وجل: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف:3] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث؟ قال: قول العبد الصالح شعيب عليه السلام: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ [هود:88] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فابدأ بنفسك.[البيهقي في شعب الإيمان]

وقوع الإنسان في الوعيد الشديد!!
* ولأن الإنسان إذا أمر بالمعروف ولم يأته، ونهى عن المنكر وفعله وقع في الوعيد الشديد كما في حديث أسامة في الصحيحين أنه قيل له: لو أتيت فلانا فكلمته؟ قال: أترون أن لا أكلمه حتى أسمعكم؟ إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا، لا أكون أول من افتتحه (وهو نصح الأمراء جهرا على المل) ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: وما سمعته؟ قال: سمعته يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان؛ ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه. انتهى

ولا يتعارض حديث ابن عباس السابق مع أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأمر بالمعروف وإن لم تعمله كما في حديث أبي هريرة الذي قال فيه: قلنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله؛ لئن لم نأمر بالمعروف وننه عن المنكر حتى لا يبقى من المعروف شيء إلا عملنا به، ولا يبقى من المنكر شيء إلا انتهينا عنه؛ لا نأمر بمعروف ولا ننهي عن منكر. فقال -صلى الله عليه وسلم-: (مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله).

قال الإمام أحمد: فيه طلحة بن عمرو المكي؛ ضعيف في الحديث، فإن صح هذا لا يخالف ما مضى، فإنه فيمن يكون الغالب عليه الطاعة وتكون المعصية منه نادرة ثم يتداركها بالتوبة، والأول فيمن يكون الغالب عليه المعصية وتكون الطاعة منه نادرة والله أعلم. [شعب الإيمان للبيهقي]

تنبيه: ظهر من كلام الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أنَّ من كان الغالب عليه طاعة الله ورسوله، والمعصية منه نادرة؛ فعليه أن يجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا ينتظر أن يعصم من جميع الذنوب، فلا عصمة إلا للأنبياء، وكل ابن آدم خطاء.

الوعيد بالعقاب من الله لمن رأى المنكر ولم يغيره
أما من كان الغالب على حاله المعصية، ونادرا ما يعمل الطاعة، فهذا يقال له: ابدأ بنفسك كما قال ابن عباس لسائله، ويقال له قول الله سبحانه: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾[البقرة:44]

لكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يصلح -بناء على ما تقدم- كلما توجه إليك ناصح أو مرشد أو آمر بمعروف أن تبادره بقولك: ابدأ بنفسك ويكون ذلك مدعاة لرفض دعوة الخير والهروب من الاستفادة من الوعظ والعمل بالنصيحة، ومصادرة جهود الدعاة والمصلحين، أو الانتقاص من قدرهم، فإن ذلك كله من فساد الطبع وسوء الخلق، وعدم قبول الحق، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف].

فأتباع الرسول دعاة إلى الله، فلا ترد دعوتهم، لما في ذلك من الكبر وبطر الحق والإعراض عن الموعظة وانغلاق القلب دونها.وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه).[أخرجه ابن ماجة برقم 4005 وصححه الألباني]

وفي مسند الطيالسي أن رجلا سأل عبد الله بن عمر فقال: ما تقول في الهجرة والجهاد؟ قال: يا عبد الله ابدأ بنفسك فاغزها وابدأ بنفسك فجاهدها، فإنك إن قتلت فارا بعثك الله فارا، وإن قتلت مرائيا بعثك الله مرائيا، وإن قتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا.

7- وفي حرصه -صلى الله عليه وسلم- على إرضاء الناس: عن عائشة: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا –أي: يجمع الصدقات- فلاجَّه -بجيم مشددة مفتوحة من اللجاج- رجل في صدقته، فضربه أبو جهم فشجه فأتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: القود يا رسول الله فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لكم كذا وكذ) فلم يرضوا فقال: (لكم كذا وكذ) فلم يرضوا فقال: (لكم كذا وكذ) فرضوا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم) فقالوا: نعم. فخطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا أرضيتم؟) قالوا: لا، فهم المهاجرون بهم -أي: ليعاقبوهم- فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكفوا عنهم فكفوا ثم دعاهم فزادهم فقال: (أرضيتم؟) فقالوا: نعم. فقال: «إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم». قالوا: نعم. فخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أرضيتم؟) قالوا: نعم.[أبو داود وصححه الألباني]

8- وفي إنصافه -صلى الله عليه وسلم- لأهل السبق والمنزلة: عن عوف بن مالك قال: قتل رجل من حمير رجلا من العدو فأراد سلبه فمنعه خالد بن الوليد وكان واليا عليهم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ عوف بن مالك، فأخبره، فقال -صلى الله عليه وسلم- لخالد: (ما منعك أن تعطيه سلبه)؟ قال: استكثرته يا رسول الله، قال: (ادفعه إليه) فمر خالد بعوف بجر بردائه ثم قال: هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فسمعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستغضب فقال: (لا تعطه يا خالد لا تعطه يا خالد، هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره فصفوه لكم وكدره عليهم). [مسلم]

9- وفي دفع الريبة عن نفسه ورفع الحرج عن صدور المسلمين: عن صفية بنت حيي قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني –أي: ليرجعني إلى مسكني-، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- على رسلكما؛ إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: (إنَّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شر) أو قال شيئا. [البخاري ومسلم]
.. والله أعلم
 
رد: ~"* ابدا بنفسك اولا "*~ ضمن فاعليات حمله لآجلك ربي

9742833031955433861.jpg


26144_1154865846.gif
 
رد: ~"* ابدا بنفسك اولا "*~ ضمن فاعليات حمله لآجلك ربي

نرمين
اعمال متطوره

جزاكم الله كل خير
انرتم الموضوع بمروركم الكريم


ودي ومحبتي


احلام العصافير
 
رد: ~"* ابدا بنفسك اولا "*~ ضمن فاعليات حمله لآجلك ربي

فنفسك إما أن ترتقي بك إلى أعالي الأمور
وإما أن تهوي بك إلى أسفل سافلين
 
رد: ~"* ابدا بنفسك اولا "*~ ضمن فاعليات حمله لآجلك ربي

اللهم ممكن لدينك وشرعك في الارض
 

أحدث المواضيع

أعلى