موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)

أسعد بن زرارة الأنصاري
أول الأنصار إسلاماً


"يا أيها الناس ، هل تدرون على ما تُبايعون محمداً إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجنّ والإنس مُجِلِبَةً "
أسعد بن زرارة


من هو؟

أسعد بن زرارة الأنصاري ، وكنيته أبو أمامة ، وهو أول الأنصار
إسلاماً ، صحابي جليل ، قديم الإسلام ، شهد العَقَبتَين ، وكان نقيباً
على قبيلته ، ولم يكن في النقباء أصغر سناً من سنه ، وهو أول من
بايع ليلة العقبة000


أول الأنصار إسلاماً

خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران الى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتياه فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القرآن ، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ، ورجعا الى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام بالمدينة000


ليلة العقبة

أخذ أسعد بن زرارة بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة فقال ( يا أيها الناس ، هل تدرون على ما تُبايعون محمداً إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم ، والجنّ والإنس مُجِلِبَةً )000فقالوا ( نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم )000فقال أسعد بن زرارة ( يا رسول الله اشترط عليّ )000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيموا الصلاة ، وتُؤْتُوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم )000قالوا ( نعم )000قال قائل الأنصار ( نعم ، هذا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟)000قال ( الجنّة والنصر )000


مسجد الرسول

تقول النّوار أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة يصلي بالناس الصلوات الخمس ، ويجمّع بهم في مسجد بناه في مِرْبَدِ سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ ، قالت ( فأنظر الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا قدم صلى في ذلك المسجد وبناه ، فهو مسجده اليوم )000


فضله

عن كعب بن مالك قال ( كان أسعد أول من جمّع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرّة بني بَيَاضة في نقيع الخَضِمات000وكان أسعد بن زرارة وعُمارة بن حزم وعوف بن عفراء لمّا أسلموا كانوا يكسرون أصنام بني مالك بن النجار000


بناته

أوصى أبو أمامة -رضي الله عنه- ببناته الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكُنَّ ثلاثاً ، فكنّ في عيال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، يَدُرْن معه في بيوت نسائه ، وهُنَّ كبشة وحبيبة والفارعة وهي الفُريعة ، بنات أسعد بن زرارة000

وعن زينب بنتُ نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك قالت ( أوصى أبو أمامة ، أسعد بن زرارة ، بأمّي وخالتي إلى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقدم عليه حَلْيٌ فيه ذهب ولؤلؤ ، يُقال له الرِّعاث ، فحلاّهنَّ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- من تلك الرّعاث ، فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي )000


وفاته

لمّا توفي أسعد بن زرارة حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غُسْلَه ، وكفّنه في ثلاثة أثواب منها بُرد ، وصلى عليه ، ورُئي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي أمام الجنازة ، ودفنه بالبقيع
 
أسيد بن أبي إياس الكنّاني
رضي الله عنه



فجلس بين يديه وأسلم ، فأمّنه رسول الله
ومسح على وجهه وصدره




من هو؟

صحابي أسلم يوم الفتح ، وكان قد أهدر النبـي -صلى الله عليه
وسلم- دمه ، فجاء مستأمناً ، فأمّنه النبي الكريم فأسلم ، وصحب
النبي -صلى الله عليه وسلم-


إهدار دمه

إنّ وفد بني عديّ بن الديل قدموا على النبي ، وطلبوا منه أن لا يُقاتلوه ولا يُقاتلوا معه قريشاً ، وتبرّؤوا من أسيد بن أبي إياس ، وقالوا ( إنه قد نال منك ). فأباح النبي -صلى الله عليه وسلم- دمه ، وبلغ أسيد ذلك ، فأتى الطائف ، فلمّا كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف ، فأخبر أسيداً بذلك ، وكان قال له ( يا ابن أخي أخرجْ إليه ، فإنّه لا يقتل من أتاه ). وأخذه وأتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فجلس بين يديه وأسلم ، فأمّنه رسول الله ، ومسح على وجهه وصدره فقال أسيد :

وأنت الفتـى تهـدي معدّاً لدينهـا..... بل الله يهديها وقال لك أشهد
فما حملـتْ من ناقة فـوق كورها..... أبرّ وأوفى ذمّـة من محمـد
وأكسـى لبرد الحـال قبل ابتذالـه..... وأعطى لرأس السابق المتجرد
تعلـم رسـول اللـه أنـك قادر..... على كلّ حيّ متهمين ومنجد
تعلـم بأنّ الركـب ركب عويمـر.... هم الكاذبون المخلفو كل موعد
انبـوا رسـول اللـه أن قد هجوتـه..... فلا رفعت سوطي إليّ إذن يدي
سوى أننـي قد قلت ويـل أم فتيـة.... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد

وهي أكثر من هذا ، فلمّا أنشده ( وأنت الفتى تهدي معدّاً لدينها ). قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( بل الله يهديها ). قال الشاعر ( بل الله يهديها وقال لك أشهد )
 
أسَيْد بن حُضَيْر
رضي الله عنه


" نعم الرجل أسيد بن حضير "
حديث شريف



من هو؟

أسَيْد بن الحُضَير بن سمّاك الأوسي الأنصاري أبوه حضير الكتائب زعيم
الأوس ، وكان واحدا من أشـراف العـرب في الجاهلية وورث أسيد عن
أبيـه مكانته وشجاعته وجـوده ، فكان قبل اسلامـه من زعماء المدينة
وأشـراف العـرب ، ورماتها الأفذاذ ، كان أحد الاثني عشـر نقيباً حيث
شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحداً وثبت مع الرسـول الكريم حيث انكشف
الناس عنه وأصيب بسبع جراحات


اسلامه

أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد ( اذهب الى هذا الرجل وازجره )

وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب -رضي الله عنه- ، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته ، فقال له مصعب ( هل لك في أن تجلس فتسمع ، فان رضيت أمرنا قبلته ، وان كرهته كففنا عنك ما تكره ). فقال أسيد الرجل الكامل بعد غرس حربته في الأرض ( لقد أنصفت ، هات ما عندك ).

وراح مصعب يقرأ من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد ، حتى لاحظ الحاضرين في المجلس الاسلام في وجه أسيد قبل أن يتكلم ، فقد صاح أسيد مبهورا ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟). فقال له مصعب (تطهر بدنك ، وثوبك وتشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ). فقام أسيد من غير ابطاء فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين.


اسلام سعد

وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه ( أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ). وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد ( لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ).

وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وانما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد ، وما كاد أن يسمع حتى شرح صدره للاسلام ، وأخذ مكانه بين المؤمنين السابقين.



قراءة القرآن

وكان الاستماع الى صوت أسيد -رضي الله عنه- وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتاً ، قال قرأت ليلة سورة البقرة ، وفرس مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منّي وهو غلام ، فجالت الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالتِ الفرسُ فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالت الفرسُ فرفعتُ رأسي فإذا شيء كهيئة الظلّة في مثل المصابيح مقبلٌ من السماء فهالني ، فسكتُ .

فلمّا أصبحتُ غدوتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، فقال ( اقرأ أبا يحيى ). فقلت ( قد قرأتُ فجالتِ الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ). فقال -صلى الله عليه وسلم- ( اقرأ أبا يحيى ). فقلتُ ( قد قرأتُ فجالت الفرس ؟). فقال ( اقرأ أبا يحيى ). فقلت ( قد قرأتُ فرفعتُ رأسي فإذا كهيئة الظلّة فيها المصابيح فهالني ). فقال -صلى الله عليه وسلم- ( تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك ، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم !).


فضله

عن أنس بن مالك قال ( كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء حِنْدِس ، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها ).


القصاص

كان أسيد رجلاً صالحاً مليحاً ، فبينما هو عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحدّث القومَ ويُضحكهم ، فطعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في خاصرته ، فقال ( أوجَعْتَني !). قال ( اقتصَّ ). قال ( يا رسول الله عليك قميصٌ ولم يكن عليّ قميص ). فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قميصه ، فاحتضنَهُ ثم جعل يقبّل كشحتَهُ فقال ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا ).


غزوة بدر

لقي أسيد بن الحضير رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- حين أقبل من بدر ، فقال ( الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلّفي عن بدر ، وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً ، ولكن ظننتُ أنّها العير ، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت ). فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ( صدقت ).


غزوة بني المصطلق

كان يتمتع -رضي الله عنه- بحلم وأناة وسلامة في التقدير ،ففي غزوة بني المصطلق أثار عبدالله بن أبي الفتنة ، فقد قال لمن معه من أهل المدينة ( لقد أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم ، أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ). سمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم وقد كان غلاما فأخبر الرسول -صلىالله عليه وسلم- بذلك ، وتألم الرسول كثيرا ، وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم ( أوما بلغـك ما قال صاحبكـم ). قال ( وأي صاحـب يا رسـول اللـه ). قال ( عبداللـه بن أبي ). قال ( وما قال ؟). قال الرسـول ( زعم أنه ان رجع الى المدينة ليخرجن الأعـز منها الأذل ). فقال أسيـد ( فأنت يا رسول الله تخرجه منها ان شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ). ثم قال ( يا رسـول الله ، ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فانه ليرى أنك قد استلبته ملكا ).


يوم السقيفة

وفي يوم السقيفة ، اثر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدم النقاش ، كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفا واضحا وحاسما ، فقد قال للأنصار من قومه ( تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ). فكانت كلماته بردا وسلاما.


وفاته

في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد -رضي الله عنه- ، وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه ، وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم.

وقد هلك أسيد -رضي الله عنه- وترك عليه أربعة آلاف درهم دَيْناً ، وكان ماله يُغِلُّ كل عامٍ ألفاً ، فأرادوا بيعه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال ( هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً فتستوفون في أربع سنين ؟). قالوا ( نعم يا أمير المؤمنين ). فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألفاً
 
أشجّ عبد القيس العبدي
رضي الله عنه


"فيـكَ خَصْلتـان يُحِبُّهمـا اللـه الحلم والأناة "
حديث شريف



من هو؟

يُقـال له أشج بن عَصَر ، مشهور بلقبه هذا ، وذُكِر أنه قدم على
النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة عشر أو سنة ثمان للهجرة
وحين وصل تريّث في لبس ملابسه ونفض غباره في حين تسابق
القـوم يسلّمون ويُقبِّلون الرسـول الكريم ، فقال له -صلى اللـه
عليه وسلم- ( إنه فيه خصلتان يحبهما الله هما الحلم والأناة )0


وفد عبد القيس

كتب النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- الى أهـل البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلاً رَأسَهم عبـد اللـه بن عوف الأشج ، وكان قدومهم عام الفتـح فقيل ( يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس )000قال ( مرحباً بهم ، نِعْم القومُ عبد القيس )000


صبيحة القدوم

نظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال ( ليأتين ركب من المشركين لم يُكْرَهوا على الإسلام ، وقد أنْضوا الرِّكاب وأفنوا الزّاد ، بصاحبهم علامة ، اللهم اغفر لعبد قيس ، أتوني لا يسألوني مالاً ، هم خير أهل المشرق )000فجاؤوا في ثيابهم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ، فسلّموا عليه000


الحلم والأناة

وسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أيُّكم عبد الله الأشَجُّ ؟)000 قال ( أنا يا رسول الله ؟!)000وكان رجلاً دميماً ، فنظر إليه الرسول الكريم ، فقال ( إنه لا يُستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فيكَ خَصْلتان يُحِبُّهما اللـه )000فقال عبد اللـه ( وما هما ؟)000قال ( الحلم والأناة )000 قال ( أشيء حَدَثَ أم جُبلتُ عليـه ؟)000قال ( بل جُبلتَ عليه )000فقال ( الحمد لله الذي جبلني على خلقين يُحبهما الله )000


الجوائز

كانت ضيافة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجري على وفد عبد القيس عشرة أيام ، وكان عبد الله الأشج يسائل الرسول الكريم عن الفقه والقرآن ، وكان يأتي أبيّ بن كعب فيقرأ عليه ، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للوفد بجوائز ، وفضّل عليهم عبد الله الأشجّ ، فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشاً ، وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيز به الوفد
 
أصْيَد بن سلمة السلمي
رضي الله عنه


إسلامه

بعث رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سريّة ، فأسروا رجلاً من بني سُليم يقال له الأصيد بن سلمة ، فلمّا رآه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- رقّ له ، وعرض عليه الإسلام ، فأسلم.


إسلام والده

وكـان لـه أب شيـخ كبيـر ، فبلغـه ذلـك فكتـب إليـه :

مَنْ راكبٌ نحو المدينة سالماً....... حتى يُبلِّغَ ما أقولُ الأصْيَدا
أتركتَ دينَ أبيكَ والشمّ العُلى...... أوْدَوا وتابعتَ الغداة محمدا
فـلأيّ أمرٍ يا بني عققتنـي....... وتركتني شيخاً كبيراً مفندا

فاستـأذن النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فـي جوابـه ، فـأذن لـه ، فكتـب إليـه :

إنّ الذي سمَكَ السماءَ بقدرةً........ حتى علا في ملكه فتوحدا
بعثَ الذي لا مثله فيما مضى....... يدعو لرحمتهِ النبي محمدا
ضخم الدسيعة كالغزالة وجهُهُ........ قرناً تأزّرَ بالمكارم وارتدَى
فدعـا العبـادَ لدينـهِ فتتابعـوا........ طوْعاً وكْرْهاً مقبلين على الهُدى
وتخوَّفوا النّارَ التي من أجلها....... كان الشقيّ الخاسرُ المتلددّا
واعلـم بأنّـك ميّـتٌ ومحاسـبٌ....... فإليَّ مِن هذي الضلالةِ والرَّدَى

فلمّـا قـرأ كتـاب ابنـه أقبـل إلـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فأسلـم
 
الأعشى المازنيّ
الشاعر

من هو؟

اسمه الأعشى عبد الله بن الأعور المازني ، ويُقال له الحرمازي ومازن وحرماز أخوان من بني تميم


الأعشى وامرأته

أتـى الأعشـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- وأنشـده :

يا مالكَ الناس وديّان العـرب..... إني لقيتْ ذِرْبَةً من الذُّرَب
غدوتُ أبغيها الطعام في رجب...... فخلفتني في نِزاعٍ وهَرَب
أخلفـتِ العهدَ ولطـتْ بالذنب...... وهُنّ شرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَب

وسبب هذه الأبيات أن الأعشى كانت عنده امرأة اسمها معاذة ، فخرج يمير أهله من هجر ، فهربت امرأته بعده ناشزاً عليه ، فعاذَتْ برجل منهم يُقال له مطرف بن بهصل ، فجعلها خلف ظهره ، فلمّا قدم الأعشى لم يجدها في بيته ، وأُخبر أنها نشزت عليه ، وإنها عاذَتْ بمطرفٍ ، فأتاه فقال له ( يا ابن عم عندك امرأتي مُعاذة ، فادْفَعها إليّ ). فقال ( ليست عندي ، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك ). وكان مطرف أعز منه ، فسار الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فعَاذَ به وقال الأبيات ، وشكا إليه امرأته وما صنعت ، وأنّها عند مطرف بن بهصل ، فكتب النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- الى مطرف ( انظر امرأة هذا مُعاذة ، فادفعْها إليه ). فأتاه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقُرِىء عليه فقال ( يا مُعاذة ، هذا كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكِ ، وأنا دافِعُكِ إليه ). قالت ( خُذْ لي العهد والميثاق وذمة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يُعاقبني فيما صنعت ). فأخذ لها ذلك ودفعها إليه ، فأنشأ يقول :

لعمرك ما حبّي معاذة بالذي.... يغيّره الواشي ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزلها...... غواة رجال إذ ينادونها بعدي
 
الأقرع بن حابس التميميّ
رضي الله عنه


" يا رسول الله أمِّر الأقرع "
أبو بكر


من هو؟

وفد على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ، وشهد فتح مكة وحُنينـاً والطائف
وهو من المؤلفة قلوبهم ، وقد حسن إسلامه ، وقد كان الأقرع حَكَماً في الجاهلية
وقيل له الأقرع لقَرعٍ كان برأسه.


وفد بني تميم

في العام التاسع للهجرة في عام الوفود ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفد من أشراف بني تميم منهم الأقرع بن حابس التميمي ، فلمّا دخل الوفد المسجد نادوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وراء حُجُراته ( أن اخرج إلينا يا محمد ) فآذى ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صياحهم ، فخرج إليهم ، فقالوا ( يا محمد جئناك نفاخرك فأذنْ لشاعرنا وخطيبنا ) قال ( قد أذنت لخطيبكم فليقل )

فقام خطيب تميم فقال ( الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله ، الذي جعلنا ملوكاً ، ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق ، وأكثره عدداً ، وأيسره عُدةً ، فمن مثلُنا من الناس ؟ ، أقول هذه لأن تأتونا بمثل قولنا ، وأمر أفضل من أمرنا ).

ثم جلس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثابت بن قيس بن الشماس ( قم فأجب الرجل في خطبته ). فقام ثابت فقال ( الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً ، واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه نسباً ، وأصدقه حديثاً ، وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين ، ثم دعا الناس الى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوي رحمه ، أكرم الناس حسباً ، وأحسن الناس وجوهاً ، وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول خلقٍ أجابه واستجاب لله حين دعاه رسول الله نحن ، فنحن أنصار الله ، ووزراء رسوله ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله مَنَع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم ). فقام شاعر تميم فأنشد :

نحـن الكرام فلا حـيّ يعادلنا...... منا الملوك وفينا تُنْصَبُ البيَـعُ

وكم قسرنا من الأحياء كلهـم.......عند النِّهابِ وفضلُ العزّ يتّبـعُ
ونحن يطعِمُ عند القحط مطعمُنا....... من الشواء إذا لم يؤنَس القزَعُ
إذا أبينـا ولا يأبى لنا أحــدٌ..... إنا كذلك عنـد الفخر نرتفـع



وكان حسّان غائباً ، فبعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فحضر ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أجبه ). فقال ( أسمعني ما قلت ). فأسمعه ، فقال حسّان :

ان الذوائـب مـن فهـرٍ وإخوتهـم...... قـد بيّنـوا سنّـةً للنـاسِ تُتبـعُ
يرضى بـهم كـل من كانت سريرتـه...... تقوى الإله وكلَّ الخيـرِ يَصطنعُ
أكـرمْ بقـومٍ رسـول اللـه شيعتُـهم...... إذا تفاوتـت الأهـواءُ والشيـعُ
أهـدى لهـم مدحتـي قلـبٌ يـؤازرُهُ...... فيما أحِـبَّ لسـانٌ حائك صَنَـع
فإنّهـم أفضــلُ الأحيــاءِ كلهــم....... إن جد بالناس جد القول أو شمعوا




إسلام بني تميم

فقام الأقرع بن حابس فقال ( يا هؤلاء ، ما أدري ما هذا الأمر ، تكلّم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً ، وتكلّم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً وأحسن قولاً ). ثم دنا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّك رسول الله ). فقال رسول الله ( لا يضرّك ما كان قبل هذا ). وأسلم القوم. وقال أبو بكر ( يا رسول الله أمِّر الأقرع ). فأمّره على قومه.


جهاده

شهد الأقرع مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق ، وشهد معه فتح الأنبار ، وكان هو على مقدمة خالد بن الوليد. واستعمله عبد الله بن عامر على جيشٍ سيّره الى خُرسان ، فأصيب بالجَوْزجان هو و الجيش ، وذلك في زمن عثمان ، وقُتِلَ من أولاد الأقرع في اليرموك عشرة
 
امرؤ القيس بن عابس
رضي الله عنه


ألا بلِّغ أبا بكر رسـولا...... وبلِّغْها جميع المسلمينـا
فليس مجاوراً بيتي بُيوتاً....... بما قال النبيُّ مُكذّبينَـا
امرؤ القيس



من هو؟

امرؤ القيس بن عابس بن المنذر الكندي ، صحابي روى عن الرسول -صلى
اللـه عليه وسلم- أحاديـث ، وشهد فتح النُّجير باليمـن ، وكان في اليرموك
على كتيبة من الجيش ، وكان ممن ثبتَ على الإسلام.


الخصومة

كان بين امرىء القيس ورجلٍ من حضرموت خصومة ، فارتفعا الى النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقال للحضرميّ ( بيّنتُكَ وإلا فيمينُه ). فقال ( يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي ). فقال ( مَنْ حلف على يمينٍ كاذبةٍ يقتطع بها حقُّ أخيه ، لقي الله وهو عليه غضبان ). فقال امرؤ القيس ( يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق ؟). فقال ( الجنة ). قال ( فإني أشهدك أنّي قد تركتُها ).


الله ربّي

حضر امرؤ القيس -رضي الله عنه- الكنديين الذين ارتدّوا ، فلمّا أُخرجوا ليُقتلوا وثب على عمّه ، فقال له ( وَيْحَكَ يا امرأ القيس !! أتقتل عمَّك ؟!). فقال ( أنت عَمّي ، والله ربّي ). فقتله
 
أنس بن أبي مرثد الغَنَوي
رضي الله عنه


يوم حنين

في غزوة حنين سار المسلمون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأطنبوا السيرَ حتى كان عَشيّة ، فحضرت صلاة الظهر عند رَحْل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فجاء رجل فارساً فقال ( يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعُنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا الى حُنين).

فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال ( تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى ).


ثم قال ( مَنْ يحرسنا الليلة ؟). قال أنس بن أبي مرثد الغَنَوي ( أنا يا رسول الله ). قال ( فاركب ). فركب فرساً له ، فجاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( استقبِلْ هذا الشعبَ حتى تكون في أعلاه ، ولا تغرنّ من قِبِلكَ الليلة ).

فلمّا أصبحنا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فركع ركعتين ، ثم قال ( أحْسَسْتُمْ فارِسَكم ؟). قالوا ( يا رسول الله ما أحْسَسْناهُ ). فثوّب بالصلاة ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو يتلفت الى الشعب.


حتى إذا قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال ( أبشروا فقد جاء فارسكم). فجعلنا ننظر الى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقال ( إنّي انطلقتُ حتى إذا كنت في أعلا هذا الشِّعب حيث أمرني رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ، فلمّا أصبحتُ اطلعتُ الشعبيـن كليهمـا ، فلم أرَ أحداً ). فقال رسـول اللـه ( هل نزلت الليلة ؟). قال ( لا إلا مصلياً أو قاضي حاجة ). فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فقدْ أوْجَبْتَ ، فلا عليكَ أن لا تعمل بعدها )
 
أنس بن زُنيم الكنّانيّ
رضي الله عنه


فما حملت من ناقةٍ فوقَ رَحْلِها..... أبَرُّ وأوفى ذِمَّةً من محمدِ
أنس بن زنيم


العفو

أسلم يوم الفتح ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدَرَ دمه ، وكان الذي كلّم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نوفل بن معاوية الدّيلي ، فعفا عنه ، فقال نوفل ( أنتَ أولى بالعفو ومَنْ منّا لم يَؤذِك ويعادِكَ يا رسول الله ؟! وكنّا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بكَ وأنقذنا من الهلكة ).

فقال -صلى الله عليه وسلم- ( قد عفوتُ عنه ).
فقال ( فداكَ أبي وأمي )
 
أنس بن مالك
خادم الرسول


"اللهم أكثر ماله وولده وبارك له وأدخله الجنة "
حديث شريف



من هو؟

أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيراً وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري ، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسـول الكريم وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه( أم سليم )الى رسـول
الله وعمره يوم ذاك عشر سنين ، وقالت ( يا رسـول الله ، هذا أنس غلامك يخدمك فادع الله له ).

فقبله الرسـول بين عينيه ودعا له ( اللهم أكثر ماله

وولده وبارك له ، وأدخله الجنة ). فعاش تسعا وتسعيـن سنة ، ورزق من البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا
ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين ، ومات وهو ينتظر الجنة.


خدمة الرسول

يقول أنس -رضي الله عنه- أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت ( يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك ).

فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، فما ضربني ضربةً ، ولا سبّني سبَّة ، ولا انتهرني ، ولا عبسَ في وجهي ، فكان أول ما أوصاني به أن قال ( يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً ). فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به ، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً .



الطيب

دخل الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده ( من القيلولة ) فعرق ، فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها ، فاستيقظ النبـي -صلى الله عليه وسلم- بها ، فقال ( يا أم سُلَيْم ، ما هذا الذي تصنعين ؟). قالت ( هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا ، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -).

وقد قال أنس ( ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-



الغزو

خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الى بدر وهو غلام يخدمه ، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس ( كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟). قال ( سبع وعشرون غزوة ، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر ، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام ). فقال ( كم غزا أنس بن مالك ؟). قال ( ثمان غزوات ).


الحديث عن الرسول

كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ ( أنت سمعته من رسول الله ؟). فغضب غضباً شديداً وقال ( والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً ، ولا نتّهِمُ بعضنا ).

قال أبو غالب ( لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك ).


الوَضَح

وكان أنس -رضي اللـه عنه- ابتلي بالوَضَح ، قال أحمد بن صالح العِجْلي ( لم يُبْتَلَ أحد من أصحاب رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا رجلين مُعَيْقيب كان به هذا الداء الجُذام ، وأنس بن مالك كان به وَضَحٌ ).


الرمي

كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته.


البحرين

لمّا استخلف أبو بكر الصديق بعث الى أنس بن مالك ليوجهه الى البحرين على السعاية ، فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر ( إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى شاب ). فقال له عمر ( ابعثه فإنه لبيبٌ كاتبٌ ).


عِلْمه

لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي ( ذهب اليوم نصف العِلْم ). فقيل له ( وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟). قال ( كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه ). يعني أنس بن مالك.

قال أنس بن مالك لبنيه ( يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب ).


فضله

دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال ( رأتْ عيْناك رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ؟!). فقال ( نعم ). فقبّلهما ثم قال ( فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟!). فقال ( نعم ). فقبّلهما ثم قال ( فصببتَ الماء بيديك ؟!). قال ( نعم ). فقبّلهما ثم قال له أنس ( يا ثابت ، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوضوئه فقال لي ( يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك ، وأفشِ السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين ). وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى ).


الصلاة

لقد قدم أنس بن مالك دمشق في عهد معاوية ، والوليد بن عبد الملك حين استخلف سنة ست وثمانين ، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده ، فوجده يبكي فقال له ( ما يبكيك ؟). فقال ( ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضُيّعت ). بسبب تأخيرها من الولاة عن أول وقتها.


الأرض

قال ثابت ( كنت مع أنس فجاءه قَهْرمانُهُ -القائم بأموره- فقال ( يا أبا حمزة عطشت أرضنا ). فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية ، فصلى ركعتين ثم دَعا ، فرأيت السحاب يلتئم ، ثم أمطرت حتى ملأت كلّ شيءٍ ، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال ( انظر أين بلغت السماء ). فنظر فلم تَعْدُ أرضه إلا يسيرا ).


وفاته

توفي -رضي الله عنه- في البصرة ، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة ، وكان ذلك على الأرجح سنة ( 93 هـ ) وقد تجاوز المئة. ودُفِنَ على فرسخين من البصرة ، قال ثابـت البُنانـي ( قال لي أنس بن مالك هذه شعرةٌ من شعر رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فضعها تحت لساني ). قال ( فوضعتها تحت لسانه ، فدُفن وهي تحت لسانه ).

كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه ، وقال أنس بن سيرين ( شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول لقِّنُوني لا إله إلا الله ، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ )
 
أبيض بن حمّال بن مرثد
رضي الله عنه


من هو؟

هو أبيض بن حمّال بن مرثد المازني الحميري ، له صحبة ورواية
كان في وجهه حزازة فالتقمـتْ أنفه ، فدعاه الرسـول -صلى الله
عليه وسلـم- فمسح على وجهه فلم يُمْـسِ ذلك اليوم وفيه أثرٌ.


أبيض والرسول

وفد على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فاستقطعه الملح الذي بمأرب فأقطعه إيّاه ، فقال رجل ( أتدري ما أقطعتَه يا رسـول اللـه ؟ إنما أقطعته الماء العدّ ). أي الدائم الذي لا انقطاع له ، فرجع فيه وقال ( فلا آذن )000ثم قطع له -صلى اللـه عليه وسلم- أرضاً وغيلاً بالجوف ، جوف مراد ، وقد سأل النبـي عن صدقة القطن فصالحه على سبعين حُلّة من بزِّ المعافر كلّ سنة عمن بقي من سبأ وسأله عن حمى الأراك ، فقال ( لا حِمَى في الأراك ).


أبيض وأبو بكر

وعاد أبيض الى اليمن ، وأقام بها إلى أن جاء أبو بكر الصديق ، فوفد على أبي بكر لمّا انتقض عليه عمّال اليمن ، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصدقة ، ثم انتقض بعد أبي بكر وصار الى الصدق.
 
أرطاة بن كعب
رضي الله عنه


كان وأخوه من أجمل أهل زمانهما
وأنطقهم ، دعا لهم الرسول الكريم بالخير


من هو؟

أرطاة بن كعب بن شَراحيل النخعيّ ، وفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأسلم مع أخيه ، عقد له الرسـول الكريم لواءً ، وقد شهـد به القادسيـة ، واستشهد في القادسيـة ومعه اللواء فأخذه أخوه دُريد بن
كعـب فقُتِـلَ.


ذي الخلصة

عن جرير بن عبد اللـه أن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بعثه إلى ذي الخلصة يهدمها ، قال فبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بريداً يُقال له أرطاة ، فجاء فبشره ، فخرّ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ساجداً.


النخع

مرّت النخع بعمر بن الخطاب ، فأتاهم فتصفّحهم ، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجلٌ يقال له أرطاة ، فقال ( إني لا أرى السرو فيكم متربعاً سيروا الى إخوانكم من أهل العراق فقاتِلوا ). فقالوا ( بل نسير الى الشام ).

قال ( سيروا الى العراق ). فساروا الى العراق. قال أبو الحارث ( فأتينا القادسية ، فقُتِلَ منا كثير ، ومن سائر الناس قليل). فسئل عمر عن ذلك فقال ( إنّ النخع وَلُوا عِظَمَ الأمر وحده )
 
البراء بن مالك
رضي الله عنه

" رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك " حديث شريف



من هو؟

البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، ولقد تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال ( لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة ).


يوم اليمامة

كان البراء -رضي الله عنه- بطلا مقداما ، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون البراء قائدا أبدا ، لأن اقدامه وبحثه على الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة كبيرة ، وفي يوم اليمامة تجلت بطولته تحت امرة خالد بن الوليد ، فما أن أعطى القائد الأمر بالزحف ، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كان بالجيش الضعيف ، بل من أقوى الجيوش وأخطرها ، وعندما سرى في صفوف المسلمين شيء من الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء صاحب الصوت الجميل العالي ( تكلم يا براء ). فصاح البراء بكلمات قوية عالية ( يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ). فكانت كلماته تنبيها للظلام الذي سيعم لا قدر الله.

وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول ، والمسلمون يتقدمون نحو النصر ، واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة ، فبردت دماء المسلمون للقتال ، فصعد البراء فوق ربوة وصاح ( يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة ). فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولوقتله المشركون فسينال الشهادة التي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمته جيوش المسلمين ، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يحصل على الشهادة بعد ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه.


في حروب العراق

وفي احدى الحروب في العراق لجأ الفرس الى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهج نارا ، وأبصر البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجا أنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء.


موقعة تستر والشهادة

احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين ، وكتب أمير المؤمنين عمر الى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما- بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا ، وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين.

واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين ( أتذكر يا براء قول الرسول عنك ( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ). يا براء اقسم على ربك ، ليهزمهم وينصرنا ). ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا ( اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم اهزمهم ، وانصرنا عليهم ، وألحقني اليوم بنبيك ).

وألقى على أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنه يودعه ، واستبسل المسلمون استبسالا كبيرا ، وكتب لهم النصر.


ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر ، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه الطهور ، وسيفه ممدا الى جواره قويا غير مثلوم ، وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم.
 
البراء بن معرور
رضي الله عنه


من هو؟

البـراء بن معرور مسلماً من المدينة ، في بيعـة العقبة الثانيـة وبعد أن تحدث
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلا القرآن ودعا الى الله ورغّب بالإسلام ، ثم قال ( أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ).

أخذ البراء
بيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ( نعم والذي بعثك بالحق نبياً ، لنَمنعَنّك مما نمنـع منه أُزُرَنا فبايعنا يا رسول الله ، فنحن واللـه أبناء الحروب ، وأهـل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر ).

فكان أول من ضرب على يد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- البراء ثم بايع بعد القوم
 
بلال بن رباح
مؤذن الاسلام ... ومزعج الأصنام

(انما أنا حبشي ... كنت بالأمس عبدا ) بلال



من هو؟

بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل ( انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا ).

ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما ( أنا بلال وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر ).


قصة إسلامه

انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان ، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال ( يا راعي هل من لبن ؟). فقال بلال ( ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم ). فقال رسول الله ( إيتِ بها ).

فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه ، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ.

ثم قال ( يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله ). فأسلم ، وقال ( اكتم إسلامك ). ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله ( لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به ). فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام ، حتى إذا كان اليوم الرابع ، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال ( إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!). فقالوا ( قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام ، وما نعرف ذلك منها ؟!). فقال ( عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة ، فامنعوه أن يرعى المرعى ). فمنعوه من ذلك المرعى.


إفتضاح أمره

دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم ، فالتفتَ فلم يرَ أحداً ، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول ( خابَ وخسرَ من عبدكُنّ ). فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا ( أصبوتَ ؟!).. قال ( ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى ).. قالوا ( فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا ).

فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال ( من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟). فقال ( كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره ).. فقال لأبي جهل وأمية بن خلف ( شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما ).. وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية لنفسه ( ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!).


العذاب

وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه ( اذكر اللات والعزى )... فيجيبهم ( أحد ....أحد ).

واذا حان الأصيـل أقاموه ، وجعلوا في عنقـه حبلا ، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها ، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى (أحد...أحد ).. قال عمّار بن ياسر ( كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال ).. ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول ( أحد ... أحد).. فقال ( يا بلال أحد أحد ، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً )... أي بركة..


الحرية

ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ ).. ثم يصيح في أمية ( خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا ). وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار .


الهجرة

و بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة ، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح ، وشرع الرسول للصلاة آذانها ، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للإسلام.


غزوة بدر

وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام ، غزوة بدر ، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شعارها ( أحد...أحد ).. وبينما المعركة تقترب من نهايتها ، لمح أمية بن خلف ( عبد الرحمن بن عوف ) صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته.. فلمحه بلال فصاح قائلا ( رأس الكفر ، أمية بن خلف .. لا نجوت أن نجا ).. ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف ( أي بلال .. انه أسيري ).. ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين ( يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف .. لا نجوت أن نجا ).

وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه ، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا ، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح ( أحد..أحد ).



يوم الفتح

وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة ) . وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة .


فضله

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ ( يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟)..قال ( بلال يمشي أمامك ).. وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال ( لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ ).. كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- ( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة إلى علي ، وعمّار وبلال ).


وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء ، وإني أعطيتُ أربعة عشر حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين ، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ ).

وقد دخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدّى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الغداءَ يا بلال ).. فقال ( إني صائم يا رسول الله ).. فقال الرسول ( نأكلُ رِزْقَنَا ، وفضل رزقِ بلال في الجنة ، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده ).

وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال ( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!).


الزواج

جاء بني البُكير الى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقالوا ( زوِّج أختنا فلاناً ).. فقال لهم ( أين أنتم عن بلال ؟).. ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا ( يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً ).. فقال لهم ( أين أنتم عن بلال ؟).. ثم جاؤوا الثالثة فقالوا ( أنكِح أختنا فلاناً ).. فقال ( أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟).. فأنكحوهُ.

وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة بلال فسلّم وقال ( أثمَّ بلال ؟).. فقالت ( لا ).. قال ( فلعلّك غَضْبَى على بلال !).. قالت ( إنه يجيئني كثيراً فيقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ).. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ ، بلالٌ لا يكذب ، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً ).


بلال من المرابطين

وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق ، وذهب بلال الى الخليفة يقول له ( يا خليفة رسول الله ، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ).. قال له أبو بكر ( فما تشاء يا بلال ؟) قال ( أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ).. قال أبو بكر ( ومن يؤذن لنا ؟؟).. قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع ( اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ).. قال أبو بكر ( بل ابق وأذن لنا يا بلال ).. قال بلال ( ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له ).. قال أبو بكر ( بل أعتقتك لله يا بلال )..

ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه وخرج الى الشام .



الرؤيا

رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول ( ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟).. فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له ( نشتهي أن تؤذن في السحر !).. فعلا سطح المسجد فلمّا قال ( الله أكبر الله أكبر ).. ارتجّت المدينة فلمّا قال ( أشهد أن لا آله إلا الله ).. زادت رجّتها فلمّا قال ( أشهد أن محمداً رسول الله ).. خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.


الآذان الأخير

وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن .. فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء.


وفاته

ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق ..على الأغلب سنة عشرين للهجرة
 
التَّلِب بن ثعلبة
رضي الله عنه



من هو؟

التَّلِب بن ثَعْلَبة بن ربيعة التَّميمي العَنْبَري ، والد مِلْقام ، صحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورَوَى عنه ، وكان في الذين نادوا من وراء الحجرات من بني تميم.

ويقال التلب بن ثعلبة بن ربيعة العنبري التميمي ونسبه خليفة فقال التلب بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية بن أخيف بن كعب بن العنبر ابن عمرو بن تميم سكن البصرة يكنى أبا الملقام روى عنه ابنه ملقام ابن التلب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت استغفر لي يا رسول الله‏.‏
قال ‏"‏ اللهم اغفر للتلب وارحمه ثلاثاً ‏"‏‏.




وكان شعبة بن الحجاج يقول الثلب بالثاء يجعل من التاء ثاء لأنه كان ألثغ لا يبين التاء‏.
 
[FONT=times new roman(arabic)]بصرة بن أبي بصرة الغفاري[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]بصرة بن أبي بصرة الغفاري له ولأبيه صحبة وهما معدومان فيمن نزل مصر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف في اسم أبي بصرة على ما نذكره في بابه من الكنى في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وأما حديث مالك في الموطأ عن زيد بن الهادي عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال خرجت إلى الطور فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ لا تعمل المطي إلا إلى ثلاث مساجد ‏"‏‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]الحديث فإن هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة وإنما الحديث لأبي هريرة فلقيت أبا بصرة يعني أباه هكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة‏.‏ [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وكذلك رواه سعيد بن المسيب وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة كلهم يقول فيه فلقيت أبا بصرة وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهادي والله أعلم‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]ويقال‏:‏ إن عزة صاحبة كثير بنت أبيه والله أعلم‏.[/FONT]​
 
[FONT=times new roman(arabic)]بديل بن ورقاء الخزاعي[/FONT]


[FONT=times new roman(arabic)]بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي من خزاعة أسلم هو وابنه عبد الله بن بديل وحكيم بن حزام يوم فتح مكة بمر الظهران في قول ابن شهاب‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وذكر ابن إسحاق أن قريشاً يوم فتح مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولاه رافع وشهد بديل وابنه عبد الله حنيناً والطائف وتبوك وكان بديل من كبار مسلمة الفتح‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وقد قيل إنه أسلم قبل الفتح وروت عنه حبيبة بنت شريق جدة عيسى بن مسعود بن الحكم الزرقي‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وروى عنه أيضاً ابنه سلمة بن بديل أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وذكر البخاري رحمه الله عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق قال حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن ابن بديل بن ورقاء عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بديلاً أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم عليه ففعل‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]


 
[FONT=times new roman(arabic)]البراء بن معرور الخزرجي[/FONT]


[FONT=times new roman(arabic)]البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر باسم ابنه بشر أنه الرباب بنت النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل هو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى وكان سيد الأنصار وكبيرهم‏.

[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وذكر ابن إسحاق قال حدثني معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبيد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك قال خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة مع مشركي قومنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا وذكر الخبر‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها وأول من أوصى بثلث ماله‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وزعم بنو سلمة أنه أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]قال ابن إسحاق وكذلك أخبرني معبد بن كعب عن أخيه عبد الله ابن كعب عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور فشرط له واشترط عليه ثم بايع القوم‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]قال ابن إسحاق ومات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقال غيره مات في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بشهر فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتى قبره في أصحابه فكبر عليه وصلى‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وذكر معمر عن الزهري قال البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حياً وميتاً وكان يصلي إلى الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه أن يصلي نحو بيت المقدس فأطاع النبي صلى الله عليه وسلم فلما حضرته الوفاة قال لأهله‏:‏ استقبلوا بي نحو الكعبة‏.[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]
[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]وقال غير الزهري إنه كان وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه الموسم بمكة العام المقبل فلم يبلغ العام حتى توفي فلما حضرته الوفاة قال لأهله استقبلوا بي الكعبة لموعدي محمداً فإني وعدته أن آتي إليه فهو أول من استقبل الكعبة حياً وميتاً‏.[/FONT]

 

أحدث المواضيع

أعلى