احساس
مؤسسي الموقع
أيوب – عليه السلام
ولد "أيوب" – عليه السلام – بإحدى قرى بلاد الشام، وكان أبوه "موص بن رزاح" من أحفاد "إبراهيم" الخليل – عليه السلام، وكان على دينه.
وقد نشأ "أيوب" على دين أبيه وجده "إبراهيم" الخليل – عليه السلام- وكان ثريًّا له مال كثير وتجارة كبيرة، ويمتلك الكثير من المواشي والأراضي ، لكنه – مع كل هذا الجاه والثراء – كان متواضعًا محبًّا للخير، يكثر من التصدق بماله، والإنفاق على الفقراء والمحتاجين؛ فأحبه الناس، وصارت له منزلة كبيرة في قلوبهم، ومكانة عظيمة بينهم .
رزق الله- تعالى- "أيوب" – عليه السلام - الكثير من الأولاد، فزاده ذلك شكرًا لله، وتواضعًا للناس وحبًّا للخير .
رزق الله- تعالى- "أيوب" – عليه السلام - الكثير من الأولاد، فزاده ذلك شكرًا لله، وتواضعًا للناس وحبًّا للخير .
عاش "أيوب" – عليه السلام – في سعادة وهناء، بين قومه وأولاده ، ينعم بما حباه الله من نعيم وثراء، ويؤدى حق الله في ماله للفقراء والمساكين , ولكن الأمور لم تستمر على هذا النحو من السعادة والهناء ، فسرعان ما تغيرت الحال بنبي الله "أيوب" وتبدلت حياته على نحو عجيب .
فقد ابتلاه الله- تعالى- في ماله وأهله وولده، فذهب ماله ، وفقد أولاده، حتى لم يبق من ذلك كله إلا زوجته، وأصابه المرض في كل أعضاء جسده، وطال مرضه حتى نفر الناس منه ، وضاق به أهله ، فلم يعد يزوره أحد من أقاربه ، وخاف الناس من مخالطته حتى لا يعديهم بمرضه ، ولم يعد أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ترعى له حقه .
ولما اشتد به المرض أخرجه الناس من بلده ، وألقوه في مكان بعيد خارجه ، فكانت زوجته تتردد إليه , فتقوم على خدمته ، وتقضى حوائجه ، وتعينه على أموره , فقد كانت تلك الزوجة صورة مشرقة للوفاء والإخلاص للزوج.
وظلت زوجة نبي الله "أيوب" تخدمه وترعاه ، ولا تقصر في القيام بواجبها نحوه ، حتى ضعفت قوتها ، وهزل جسمها، وقل مالها ، فباعت كل شيء ، حتى لم تعد تملك شيئًا تنفقه على زوجها في مرضه , فكانت تخدم الناس بالأجر لتوفر لزوجها ما يحتاج إليه من طعام ، وظلت صابرة على ما حل بها ، مؤمنة بقضاء الله ، واثقة برحمته وعدله ، فلم تيأس يومًا ، ولم تسخط ، أو يتسرب الشك إلى قلبها في لحظة من اللحظات .
وكان "أيوب" – عليه السلام- مؤمنًا صابرًا على الرغم من مرضه ، وما ابتلاه الله به من فقر وحاجة ، ونفور الناس منه ، وابتعادهم عنه ، وكان كل ذلك لا يزيده إلا إيمانًا وصبرًا ، وحمدًا، ودعاءً وشكرًا .
وكانت زوجته حينما تراه على هذه الحال ترق له ، وتشفق عليه ، فلما طال عليه المرض قالت له : يا "أيوب" ، لو دعوت ربك لفرج عنك . فقال لها "أيوب" – عليه السلام - بإيمان صادق عميق :
- لقد عشت سبعين سنة صحيحًا ، فهل كثير لله أن أصبر سبعين سنة ؟!
ومرت أعوام كثيرة و" أيوب" – عليه السلام – في مرضه ، صابر محتسب ، وكانت زوجته المؤمنة الوفية تأتيه كل يوم فتطعمه وتخدمه ، وترعى شئونه.
وزاد المرض على " أيوب " – عليه السلام – وخاف الناس أن يصيبهم ما أصابه، فلم يعد أحد منهم يقبل أن تعمل زوجة " أيوب " عنده أو تخدمه حتى لا تعديهم بمخالطته ، ولم تجد تلك الزوجة الصابرة ما تنفقه ، فباعت إحدى ضفائرها لبعض بنات الأشراف لتزين بها شعرها ، واشترت بثمنها طعامًا كثيرًا لزوجها ، فلما جاءته به تعجب " أيوب " وسألها :
- من أين لك هذا ؟! وخشيت زوجته أن تضايقه بما فعلت فقالت له :
خدمت به أناسًا .
ولكن " أيوب " – عليه السلام – كان يشعر أنها تخفى عليه أمرًا ، فلم يلح عليها بالسؤال .
ومرت أيام، ولم تجد زوجة " أيوب " ما تشترى به الطعام لزوجها ، فباعت الضفيرة الأخرى ، واشترت طعامًا ، فلما أتت إلى " أيوب " – عليه السلام – سألها عنه ، وحلف ألا يأكل شيئًا منه حتى تخبره من أين جاءت به ؟!
ولم تجد تلك الزوجة المؤمنة ما ترد به على زوجها ، فكشفت خمارها عن رأسها، فلما رأى ما فعلت بشعرها ، نظر إليها نظرة حزينة حانية ، وترقرقت في عينيه دمعة تفيض بالحزن والأسى .
وبينما كان "أيوب"- عليه السلام- حزينًا مهمومًا، مر به رجلان ، فلم يستطيعا أن يقتربا منه لمرضه ، فقال أحدهما للآخر :
- لو كان الله علم من " أيوب " خيرًا ما ابتلاه بهذا !
وسمعهما " أيوب " – عليه السلام- فحزن حزنًا شديدًا ، وتوجه إلى الله بالدعاء أن يفرج عنه ما هو فيه من ضر وبلاء وقال :
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)" (الأنبياء)
واستجاب الله دعاء نبيه وعبده المؤمن الصابر " أيوب " فكشف عنه الضر، وشفاه من مرضه, وحينما جاءته زوجته كعادتها لتقدم له الطعام ، وتقوم على خدمته ورعايته ، لم تعرفه، فسألته :
فقد ابتلاه الله- تعالى- في ماله وأهله وولده، فذهب ماله ، وفقد أولاده، حتى لم يبق من ذلك كله إلا زوجته، وأصابه المرض في كل أعضاء جسده، وطال مرضه حتى نفر الناس منه ، وضاق به أهله ، فلم يعد يزوره أحد من أقاربه ، وخاف الناس من مخالطته حتى لا يعديهم بمرضه ، ولم يعد أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ترعى له حقه .
ولما اشتد به المرض أخرجه الناس من بلده ، وألقوه في مكان بعيد خارجه ، فكانت زوجته تتردد إليه , فتقوم على خدمته ، وتقضى حوائجه ، وتعينه على أموره , فقد كانت تلك الزوجة صورة مشرقة للوفاء والإخلاص للزوج.
وظلت زوجة نبي الله "أيوب" تخدمه وترعاه ، ولا تقصر في القيام بواجبها نحوه ، حتى ضعفت قوتها ، وهزل جسمها، وقل مالها ، فباعت كل شيء ، حتى لم تعد تملك شيئًا تنفقه على زوجها في مرضه , فكانت تخدم الناس بالأجر لتوفر لزوجها ما يحتاج إليه من طعام ، وظلت صابرة على ما حل بها ، مؤمنة بقضاء الله ، واثقة برحمته وعدله ، فلم تيأس يومًا ، ولم تسخط ، أو يتسرب الشك إلى قلبها في لحظة من اللحظات .
وكان "أيوب" – عليه السلام- مؤمنًا صابرًا على الرغم من مرضه ، وما ابتلاه الله به من فقر وحاجة ، ونفور الناس منه ، وابتعادهم عنه ، وكان كل ذلك لا يزيده إلا إيمانًا وصبرًا ، وحمدًا، ودعاءً وشكرًا .
وكانت زوجته حينما تراه على هذه الحال ترق له ، وتشفق عليه ، فلما طال عليه المرض قالت له : يا "أيوب" ، لو دعوت ربك لفرج عنك . فقال لها "أيوب" – عليه السلام - بإيمان صادق عميق :
- لقد عشت سبعين سنة صحيحًا ، فهل كثير لله أن أصبر سبعين سنة ؟!
ومرت أعوام كثيرة و" أيوب" – عليه السلام – في مرضه ، صابر محتسب ، وكانت زوجته المؤمنة الوفية تأتيه كل يوم فتطعمه وتخدمه ، وترعى شئونه.
وزاد المرض على " أيوب " – عليه السلام – وخاف الناس أن يصيبهم ما أصابه، فلم يعد أحد منهم يقبل أن تعمل زوجة " أيوب " عنده أو تخدمه حتى لا تعديهم بمخالطته ، ولم تجد تلك الزوجة الصابرة ما تنفقه ، فباعت إحدى ضفائرها لبعض بنات الأشراف لتزين بها شعرها ، واشترت بثمنها طعامًا كثيرًا لزوجها ، فلما جاءته به تعجب " أيوب " وسألها :
- من أين لك هذا ؟! وخشيت زوجته أن تضايقه بما فعلت فقالت له :
خدمت به أناسًا .
ولكن " أيوب " – عليه السلام – كان يشعر أنها تخفى عليه أمرًا ، فلم يلح عليها بالسؤال .
ومرت أيام، ولم تجد زوجة " أيوب " ما تشترى به الطعام لزوجها ، فباعت الضفيرة الأخرى ، واشترت طعامًا ، فلما أتت إلى " أيوب " – عليه السلام – سألها عنه ، وحلف ألا يأكل شيئًا منه حتى تخبره من أين جاءت به ؟!
ولم تجد تلك الزوجة المؤمنة ما ترد به على زوجها ، فكشفت خمارها عن رأسها، فلما رأى ما فعلت بشعرها ، نظر إليها نظرة حزينة حانية ، وترقرقت في عينيه دمعة تفيض بالحزن والأسى .
وبينما كان "أيوب"- عليه السلام- حزينًا مهمومًا، مر به رجلان ، فلم يستطيعا أن يقتربا منه لمرضه ، فقال أحدهما للآخر :
- لو كان الله علم من " أيوب " خيرًا ما ابتلاه بهذا !
وسمعهما " أيوب " – عليه السلام- فحزن حزنًا شديدًا ، وتوجه إلى الله بالدعاء أن يفرج عنه ما هو فيه من ضر وبلاء وقال :
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)" (الأنبياء)
واستجاب الله دعاء نبيه وعبده المؤمن الصابر " أيوب " فكشف عنه الضر، وشفاه من مرضه, وحينما جاءته زوجته كعادتها لتقدم له الطعام ، وتقوم على خدمته ورعايته ، لم تعرفه، فسألته :
- يا عبد الله . هل رأيت رجلاً مريضًا كان نائمًا في هذا المكان ؟!
فنظر إليها " أيوب "- عليه السلام- ولم يجبها ، فبكت وازداد بكاؤها .
ثم قال لها نبي الله "أيوب" ضاحكًا : أنا " أيوب " ! فقالت له باكية : أتسخر منى يا عبد الله ؟! فلما نظرت إليه جيدًا عرفته ، ففرحت بشفائه فرحًا شديدًا ، وعاش " أيوب "- عليه السلام- بعد ذلك سبعين سنة، رزقه الله خلالها كثيرًا من الأولاد ، وأنعم عليه بالنعم الكثيرة ، وعوضه عما فقده من مال وبنين .
وظل "أيوب" – عليه السلام – يؤدى رسالته ، ويدعو قومه إلى الإيمان بالله – تعالى- والتمسك بدينه ، حتى توفاه الله تعالى.
فنظر إليها " أيوب "- عليه السلام- ولم يجبها ، فبكت وازداد بكاؤها .
ثم قال لها نبي الله "أيوب" ضاحكًا : أنا " أيوب " ! فقالت له باكية : أتسخر منى يا عبد الله ؟! فلما نظرت إليه جيدًا عرفته ، ففرحت بشفائه فرحًا شديدًا ، وعاش " أيوب "- عليه السلام- بعد ذلك سبعين سنة، رزقه الله خلالها كثيرًا من الأولاد ، وأنعم عليه بالنعم الكثيرة ، وعوضه عما فقده من مال وبنين .
وظل "أيوب" – عليه السلام – يؤدى رسالته ، ويدعو قومه إلى الإيمان بالله – تعالى- والتمسك بدينه ، حتى توفاه الله تعالى.
"آدم" عليه السلام أبو البشر
البشر كُلُّهم في كلِّ مكانٍ وزمانٍ من أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ ، هما"آدم" و"حواء".
ولم يكن"آدم"ـ عليه السلام ـ هو أوَّل مخلوق خلقه الله- تعالى-، فقد خلق الله-تعالى- قبله السماوات والأرض وخلق الملائكة والجن ، وقد خلقالله- تعالى- الملائكة من نورٍ،وخلق الجن من النار، أمَّا"آدم" فقد خلقه الله من طين،ثم سواه بيده، ونفخ فيه من روحه؛فصار بشرًا حيًّا.وأمر الله -تعالى- الملائكة بالسجود لآدم؛ تكريمًا له،وإظهارًا لما اختصه الله به من الفضل, فسجدت له الملائكة
جميعًا إلا"إبليس" الذي امتلأ قلبه بالغيرة والحسد لآدم على تلك المكانة والمنزلة الرفيعة التي لم ينلها أحدٌ غيره،فأخذه الغرور والكبر،ورفض السجود لآدم،وراح يجادل ربه، وقال في كبرٍ وغرورٍ متحديًا أمر الله تعالى :
"َأسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا " (الإسراء 61)
وراح يعلل رفضه السجود مفتخرًا متعاليًا :
" أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "(الأعراف 12 )
كان"إبليس"أول من عصى الله، وتمرَّد عليه ، وتملكه الكبر والغرور،ونسي أن ما يتباهى به هو نعمة من الله عليه،وأنه هو نفسه من صنع الله وأحد مخلوقاته العديدة التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى؛ فكان جزاؤه أن طرده الله من الجنة.
لكن"إبليس" لم يعتبر بما حدث له ، وإنما استمرَّ على عناده وتكبره وامتلأ قلبه بالحقد على"آدم" والحسد له ، فأراد أن يغوي"آدم" ويضله، ويدفعه إلى المعصية فيتعرَّض لغضب الله تعالى.
طلب"إبليس"من الله-تعالى- أن يمهله , فأمهله الله- تعالى- إلى يوم القيامة.
وأسكن الله- تعالى- "آدم"ـ عليه السلام ـ في الجنة،بعد أن خلق له زوجته"حواء"من أحد أضلاعه؛ لتؤنسه في حياته فلا يعيش وحيدًا في تلك الجنَّة العظيمة،وأباح الله لهما كل ثمار الجنة،يأكلان منها كيف شاءا، لكن الله حذرهما من الاقتراب من شجرة معينة حدَّدَها لهما،وحرم عليهما أن يتناولا شيئًا من ثمارها،حتَّى لا يتعرضا لغضب الله وعقابه.
ووجد"إبليس" أن الفرصة قد أصبحت سانحة له لتحقيق هدفه، فسعى إلى غواية"آدم" -عليه السلام- وزوجته"حواء"، فراح يتقرَّب إليهما،ويتصنع النصح والإخلاص لهما،وأخذ يوسوس إليهما في مكرٍ،ويحاول إغرائهما في دهاءٍ، ثم أقسم لهما أنه ناصح أمين، وقال:
وراح يعلل رفضه السجود مفتخرًا متعاليًا :
" أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "(الأعراف 12 )
كان"إبليس"أول من عصى الله، وتمرَّد عليه ، وتملكه الكبر والغرور،ونسي أن ما يتباهى به هو نعمة من الله عليه،وأنه هو نفسه من صنع الله وأحد مخلوقاته العديدة التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى؛ فكان جزاؤه أن طرده الله من الجنة.
لكن"إبليس" لم يعتبر بما حدث له ، وإنما استمرَّ على عناده وتكبره وامتلأ قلبه بالحقد على"آدم" والحسد له ، فأراد أن يغوي"آدم" ويضله، ويدفعه إلى المعصية فيتعرَّض لغضب الله تعالى.
طلب"إبليس"من الله-تعالى- أن يمهله , فأمهله الله- تعالى- إلى يوم القيامة.
وأسكن الله- تعالى- "آدم"ـ عليه السلام ـ في الجنة،بعد أن خلق له زوجته"حواء"من أحد أضلاعه؛ لتؤنسه في حياته فلا يعيش وحيدًا في تلك الجنَّة العظيمة،وأباح الله لهما كل ثمار الجنة،يأكلان منها كيف شاءا، لكن الله حذرهما من الاقتراب من شجرة معينة حدَّدَها لهما،وحرم عليهما أن يتناولا شيئًا من ثمارها،حتَّى لا يتعرضا لغضب الله وعقابه.
ووجد"إبليس" أن الفرصة قد أصبحت سانحة له لتحقيق هدفه، فسعى إلى غواية"آدم" -عليه السلام- وزوجته"حواء"، فراح يتقرَّب إليهما،ويتصنع النصح والإخلاص لهما،وأخذ يوسوس إليهما في مكرٍ،ويحاول إغرائهما في دهاءٍ، ثم أقسم لهما أنه ناصح أمين، وقال:
" مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ".
(الأعراف 20 )
اسـتطاع "إبليس" بمكـره ودهـائه أن يغري "آدم" و "حـواء" بالأكل من تلك الشجرة المحرمة، حتى ضعفت إرادتهما أمام إغرائه وإلحاحه ووسوسته، فاستجابا له في النهاية؛ فأكل "آدم" وزوجته من الشجرة التي نهاهما الله عنها، فكانت تلك المعصية سببا في خروجهما من الجنة و نزولهما إلى الأرض
لم يكـن"إبليس" ليدع "آدم" لينعم بالأمن والسـلام على الأرض، فقد كانت تلك هي البداية .
أراد"إبليس"أن يدفع البشر جميعًا من أبناء"آدم"وذريَّته إلى المعصية،وأن يشعل بينهم العداوة والبغضاء،فراح يوسوس لأبناء "آدم"حتى استطاع أن يوقع الفتنة بينهم،وتمكن من إشعال نار العداوة والشقاق بين ابني"آدم" : "قابيل" و"هابيل".
كانت "حواء" تضع في كل ولادة لها توأمين،ذكًرا وأنثى، فولدت أوّلا "قابيل" وأخته "إقليما"، ثمَّ ولدت "هابيل" وأخته "لبودا " .
فلما كبروا أمر الله "آدم" أن يزوِّج كلَّ واحدٍ من الأخوين توأمة الآخر،لكن"قابيل"رفض،وصمم على الزواج من توأمته"إقليما".
فأخبره"آدم" أنها لاتحلُّ له،لكنه رفض،وأصرَّ على تشبثه وعناده،وعندئذ طلب"آدم"من الأخوين أن يقدِّم كل واحد منهما قربانًا لله، فمن يتقبَّل الله قربانه فهو أحقُّ بالزَّواج بها .
أسرع "هابيل" يختار أفضل ما لديه من الغنم،فقدّم كبشًا سمينًا هو من أفضل ما لديه.
أراد"إبليس"أن يدفع البشر جميعًا من أبناء"آدم"وذريَّته إلى المعصية،وأن يشعل بينهم العداوة والبغضاء،فراح يوسوس لأبناء "آدم"حتى استطاع أن يوقع الفتنة بينهم،وتمكن من إشعال نار العداوة والشقاق بين ابني"آدم" : "قابيل" و"هابيل".
كانت "حواء" تضع في كل ولادة لها توأمين،ذكًرا وأنثى، فولدت أوّلا "قابيل" وأخته "إقليما"، ثمَّ ولدت "هابيل" وأخته "لبودا " .
فلما كبروا أمر الله "آدم" أن يزوِّج كلَّ واحدٍ من الأخوين توأمة الآخر،لكن"قابيل"رفض،وصمم على الزواج من توأمته"إقليما".
فأخبره"آدم" أنها لاتحلُّ له،لكنه رفض،وأصرَّ على تشبثه وعناده،وعندئذ طلب"آدم"من الأخوين أن يقدِّم كل واحد منهما قربانًا لله، فمن يتقبَّل الله قربانه فهو أحقُّ بالزَّواج بها .
أسرع "هابيل" يختار أفضل ما لديه من الغنم،فقدّم كبشًا سمينًا هو من أفضل ما لديه.
أمَّا "قابيل" فقد أخذ حزمة من أردأ زرعه، وقدمها قربانًا.
وضع كُلٌّ من الأخوين قربانه فوق قمة أحد الجبال،ثمَّ نزلا من على الجبل،ووقفا من بعيدٍ يراقبان ما سوف يحدث .
وفجأة حدث شيء عجيب .. لقد أقبلت نار من السماء تخترق الفضاء بسرعة متَّجهة نحو قمَّة ذلك الجبل،وفي لحظات انقضَّت النار على قربان"هابيل"فالتهمته وكانت هذه علامة قبول قربانه ، بينما لم تمسَّ النار قربان أخيه .
نظر"قابيل"نحو أخيه"هابيل"،وقال له:
ـ لماذا يتقبل الله منك قربانك ولا يتقبَّل منِّي ؟!..
قال "هابيل"مواسيًا وملاطفًا في مودَّةٍ وحُبٍّ :
وفجأة حدث شيء عجيب .. لقد أقبلت نار من السماء تخترق الفضاء بسرعة متَّجهة نحو قمَّة ذلك الجبل،وفي لحظات انقضَّت النار على قربان"هابيل"فالتهمته وكانت هذه علامة قبول قربانه ، بينما لم تمسَّ النار قربان أخيه .
نظر"قابيل"نحو أخيه"هابيل"،وقال له:
ـ لماذا يتقبل الله منك قربانك ولا يتقبَّل منِّي ؟!..
قال "هابيل"مواسيًا وملاطفًا في مودَّةٍ وحُبٍّ :
ـ " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " .(المائدة 27)
وهنا ثار"قابيل" ثورة عارمة،وقال بغضبٍ وانفعال :
ـ سوف أقتلك .. فقال"هابيل" بلطفٍ ولينٍ :
" لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". (المائدة 28)
ولكن هذه الكلمات الرقيقة المفعمة بالإيمان لم تنفذ إلى قلب "قابيل" القاسي،الذي أوصد أذنيه أمام توسلات أخيه ، وجمد قلبه من كل مشاعر الحب والرحمة.
تمادى "قابيل" في غضبه وثورته،واندفع نحو أخيه فقتله .
وقف"قابيل"مذهولاً أمام جثَّة أخيه"هابيل"،وهو لا يصدِّق ما حدث،كان منظر أخيه المدرج في دمائه بشعًا قاسيًا،لم يدر كيف جاءته كلُّ تلك القسوة،حتى فعل بأخيه ما فعل !!
وراح ينظر في صمتٍ وذهولٍ،وقد أظلمت الدنيا في وجهه .. سؤال واحدٌ كان يدور في ذهنه،ويلح عليه بشدة،لكنه لايجد له إجابة :
كيف يخفي جثَّة أخيه ؟!!
وهنا ثار"قابيل" ثورة عارمة،وقال بغضبٍ وانفعال :
ـ سوف أقتلك .. فقال"هابيل" بلطفٍ ولينٍ :
" لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". (المائدة 28)
ولكن هذه الكلمات الرقيقة المفعمة بالإيمان لم تنفذ إلى قلب "قابيل" القاسي،الذي أوصد أذنيه أمام توسلات أخيه ، وجمد قلبه من كل مشاعر الحب والرحمة.
تمادى "قابيل" في غضبه وثورته،واندفع نحو أخيه فقتله .
وقف"قابيل"مذهولاً أمام جثَّة أخيه"هابيل"،وهو لا يصدِّق ما حدث،كان منظر أخيه المدرج في دمائه بشعًا قاسيًا،لم يدر كيف جاءته كلُّ تلك القسوة،حتى فعل بأخيه ما فعل !!
وراح ينظر في صمتٍ وذهولٍ،وقد أظلمت الدنيا في وجهه .. سؤال واحدٌ كان يدور في ذهنه،ويلح عليه بشدة،لكنه لايجد له إجابة :
كيف يخفي جثَّة أخيه ؟!!
وبينما هو غارق في مخاوفه وأفكاره،رأى أمامه شيئًا عجيبًا، فقد أرسل الله إليه غراباً، راح ينبش في الأرض حتى صنع حفرة فدفن فيها غرابا ميتاً، وقابيل ينظر إليه بدهشة وتعجُّبٍ، وفجأة أمسك"قابيل"رأسه بين يديه،وراح ينتحب بصوتٍ عالٍ :
" يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي ".(المائدة 31)
وراح"قابيل" يقلَّد ما فعله ذلك الغراب الذي ساقه الله إليه ليعلِّمه كيف يدفن جثة أخيه،ويكشف له عن مدى ضعفه وعجزه حتى أمام مثل هذا الطائر الصغير.
وكانت تلك الجريمة البشعة أول جريمة في تاريخ البشرية.
وراح"قابيل" يقلَّد ما فعله ذلك الغراب الذي ساقه الله إليه ليعلِّمه كيف يدفن جثة أخيه،ويكشف له عن مدى ضعفه وعجزه حتى أمام مثل هذا الطائر الصغير.
وكانت تلك الجريمة البشعة أول جريمة في تاريخ البشرية.
* * *
عندما علم"آدم"ـ عليه السلام ـ بما فعله ابنه "قابيل"بأخيه "هابيل"حزن كثيرًا،فقد كان"هابيل" مثالاً للابن المؤمن بربه البار بوالديه،أما"قابيل" فقد شعر بالندم بعدما قتل أخاه. وقد عوَّض الله تعالى"آدم"ـ عليه السلام- عن فقد ابنه فأنجب بعد ذلك غلامًا اسمه"شيث"،وكان قد بلغ من العمر نحو مائة وثلاثين سنة،ثمَّ وُلِدَ لآدم بعد ذلك الكثير من الأبناء والبنين، وعاش"آدم"ـ عليه السلام ـ بعد ذلك نحو ثمانمائة عام،وحينما حضرته الوفاة عهد إلى ابنه "شيث" بالحفاظ على دين الله، وأوصاه بإقامة شرعه، وعبادة الله
يتبع باذن الله تعالى