انا الضحية!!!!
قلم روج ....!!!
بعد يوم دراسي طويل ثقيل على جسده الصغير ,,
لملم كتبه وكراساته وأقلامه الصغيرة استعدادا للرجوع إلى .. المنزل ! ,,
يقدم قدما ويؤخر الأخرى .. يتملكه الإنهاك ويرهقه أكثر إحساسه بالجوع .. يستمر مستسلما لخطواته المنقادة إلى طريق منزله ,,
يقترب وكلما اقترب علا الصوت مخترقا أذنيه كما اعتاد فى كل يوم ...
صراخ والدته حادا مستغيثا ,, سباب أبيه يتعالى بقسوة ...
تضطرب دقات قلبه كمطارق تدق على سائر جسده,,
ترتعش يديه وهى تتجه نحو جرس الباب ..يفتح والده يتحاشى النظر الى عينيه ...
:أهلا يا خويا أنت شرفت ,, اتفضلى يا هانم .. اتفضلى ياختى ياللى عندك فراغ ,,
أنا مش فاهم واحدة متجوزة وعندها طفل وبيت وبلا ازرق عندها فراغ ازاى ستات فاضيه
:انت عمرك ما هتفهمنى عمرك ما هتحس بيا .......
:............أنتى....................
: ...........انت............
يتجه الصغير سريعا نحو غرفته ويغلق الباب اخذ نفسا عميقا .. نفث كل خوفه فى الهواء يبدل ملابسه ويجلس على سريره يلعب بكرة مطاطية صغيرة يقذفها للحائط ويعاود التقاطها وهكذا .. صار يفعل الأمر دون حتى اهتمام وكأنه عمل اتوماتيكى ونظراته شاردة بعيدا نحو النافذة ,, نحو السماء,, ونحو ذلك الطائر الصغير ,, انه يحمل شيئا ما بين منقاريه يبدو عليه انه منهك ولكنه يواصل رحلته يصل الى شجرته .. دلف الى عشه ..غاب عن عيونه فى هدوء,,
سقطت كرته فجأة الى الشارع فنظرها بحسرة .. ناداه صاحبه
:الحق كرتك وقعت اجيبهالك ؟
: لاء شكرا أنا نازل أخدها ...
يستمع مصادفة الى أمه وهى تتحدث فى التليفون .. يميز من بين كلماتها المختلطة بنهنهات ودموع ,,
:دا عمره ما حبنى عمره ما فكر يقولى كلمة طيبه .. عمره ما دخل عليا بقلم روج هديه حتى ! .. إحنا لازم نطلق.. معدتش قادرة
تتفاجىء بوجوده أمامها : مالك يا حبيبي ثواني هحضرلك الغدا ...
:لا يا ماما خدي راحتك انا هنزل اجيب الكورة بتاعتى أصلها وقعت,,
ينزل الى أسفل .. يجد كرته يأخذها ويلتفت يمينا ويسارا .. يلمح محل الخردوات مفتوحا .. تمر عينيه سريعا على البضائع المعروضة .. نعم لقد وجد مبتغاه .. بخطوات سريعة يتجه الى المحل .. يشاغل البائع قليلا يخرج وفى يده قلم الروج ! ..
لم يعد يدرى أيرجعه؟ ام يذهب به الى أمه .. وقرر أن يذهب الى أمه ليحل مشكلتها ,,
بهذا التفكير الطفولى ذهب.. صعد الدرجات سريعا و الفرحة تتملكه ..
دق الجرس أكثر من مرة متلاحقة ..
فتح له والده : إيه يا ولد دا بتخبط على أموات إحنا نايمينلك ع الباب؟
: أصل اصل
:اصل إيه وزفت إيه .. وإيه اللي ف ايدك ده.. جايبه منين انطق ...
:يا بابا اصل .. اصل انا جيبته عشان ماما وهبقى ادفع الفلوس بعدين ..
: بعدين .. بعدين ازاى.. يعنى سرقته ؟.. اتفضلى يا هانم .. ابنك حرامى ..
حدقه بنظرات غاضبة قاسية صائحا : والله لا اربيك ..
يتجه نحو المطبخ لإحضار خرطوم الماء.. ينهال عليه لسعا والمسكين يصرخ ويصرخ ,, ..
تلوح له قبضة الباب.. يتعلق بها ويفتح الباب ويهرب !
يجرى .. ..و يجرى ويجرى ... ولم يصبح يجيد فعل شيء أكثر من الجري ,,
عام كامل وهو يجرى والان اين هو ؟
أسفل الكوبري تكور جسده داخل إطار كاوتشى وفى يده بقايا خبز عفن فى معظم أطرافه وجده فى صفيحة القمامة .. البرد قارص و النوم صعب وغال وأنت جائع وأيضا تشعر بالبرد كان فقط يريد أن يريح جسده ..
ولكن ظهرت سارينة سيارة الشرطة من بعيد هب واقفا واخذ يجرى و العربة تطارده ..
من بعيد كانا فى سيارة اخرى تحمل على يديها رضيع.. وهو يبدو على وجهه الانفعال يلقى إليها بالاتهامات .. وهى تبادله اتهاما باتهام .. ويظهر ذلك الصبي الصغير فجأة من العدم
تنهرس دواسة الفرامل تحت ضغط أقدام السائق .. يرتفع جسد الصغير عاليا فى الهواء .. ويسقط هامدا !...
ينزلان فى سرعة .. ترتسم اعتي آيات الهلع على وجهيهما .. يصرخان معا .. : ابني !!!
قلم روج ....!!!
بعد يوم دراسي طويل ثقيل على جسده الصغير ,,
لملم كتبه وكراساته وأقلامه الصغيرة استعدادا للرجوع إلى .. المنزل ! ,,
يقدم قدما ويؤخر الأخرى .. يتملكه الإنهاك ويرهقه أكثر إحساسه بالجوع .. يستمر مستسلما لخطواته المنقادة إلى طريق منزله ,,
يقترب وكلما اقترب علا الصوت مخترقا أذنيه كما اعتاد فى كل يوم ...
صراخ والدته حادا مستغيثا ,, سباب أبيه يتعالى بقسوة ...
تضطرب دقات قلبه كمطارق تدق على سائر جسده,,
ترتعش يديه وهى تتجه نحو جرس الباب ..يفتح والده يتحاشى النظر الى عينيه ...
:أهلا يا خويا أنت شرفت ,, اتفضلى يا هانم .. اتفضلى ياختى ياللى عندك فراغ ,,
أنا مش فاهم واحدة متجوزة وعندها طفل وبيت وبلا ازرق عندها فراغ ازاى ستات فاضيه
:انت عمرك ما هتفهمنى عمرك ما هتحس بيا .......
:............أنتى....................
: ...........انت............
يتجه الصغير سريعا نحو غرفته ويغلق الباب اخذ نفسا عميقا .. نفث كل خوفه فى الهواء يبدل ملابسه ويجلس على سريره يلعب بكرة مطاطية صغيرة يقذفها للحائط ويعاود التقاطها وهكذا .. صار يفعل الأمر دون حتى اهتمام وكأنه عمل اتوماتيكى ونظراته شاردة بعيدا نحو النافذة ,, نحو السماء,, ونحو ذلك الطائر الصغير ,, انه يحمل شيئا ما بين منقاريه يبدو عليه انه منهك ولكنه يواصل رحلته يصل الى شجرته .. دلف الى عشه ..غاب عن عيونه فى هدوء,,
سقطت كرته فجأة الى الشارع فنظرها بحسرة .. ناداه صاحبه
:الحق كرتك وقعت اجيبهالك ؟
: لاء شكرا أنا نازل أخدها ...
يستمع مصادفة الى أمه وهى تتحدث فى التليفون .. يميز من بين كلماتها المختلطة بنهنهات ودموع ,,
:دا عمره ما حبنى عمره ما فكر يقولى كلمة طيبه .. عمره ما دخل عليا بقلم روج هديه حتى ! .. إحنا لازم نطلق.. معدتش قادرة
تتفاجىء بوجوده أمامها : مالك يا حبيبي ثواني هحضرلك الغدا ...
:لا يا ماما خدي راحتك انا هنزل اجيب الكورة بتاعتى أصلها وقعت,,
ينزل الى أسفل .. يجد كرته يأخذها ويلتفت يمينا ويسارا .. يلمح محل الخردوات مفتوحا .. تمر عينيه سريعا على البضائع المعروضة .. نعم لقد وجد مبتغاه .. بخطوات سريعة يتجه الى المحل .. يشاغل البائع قليلا يخرج وفى يده قلم الروج ! ..
لم يعد يدرى أيرجعه؟ ام يذهب به الى أمه .. وقرر أن يذهب الى أمه ليحل مشكلتها ,,
بهذا التفكير الطفولى ذهب.. صعد الدرجات سريعا و الفرحة تتملكه ..
دق الجرس أكثر من مرة متلاحقة ..
فتح له والده : إيه يا ولد دا بتخبط على أموات إحنا نايمينلك ع الباب؟
: أصل اصل
:اصل إيه وزفت إيه .. وإيه اللي ف ايدك ده.. جايبه منين انطق ...
:يا بابا اصل .. اصل انا جيبته عشان ماما وهبقى ادفع الفلوس بعدين ..
: بعدين .. بعدين ازاى.. يعنى سرقته ؟.. اتفضلى يا هانم .. ابنك حرامى ..
حدقه بنظرات غاضبة قاسية صائحا : والله لا اربيك ..
يتجه نحو المطبخ لإحضار خرطوم الماء.. ينهال عليه لسعا والمسكين يصرخ ويصرخ ,, ..
تلوح له قبضة الباب.. يتعلق بها ويفتح الباب ويهرب !
يجرى .. ..و يجرى ويجرى ... ولم يصبح يجيد فعل شيء أكثر من الجري ,,
عام كامل وهو يجرى والان اين هو ؟
أسفل الكوبري تكور جسده داخل إطار كاوتشى وفى يده بقايا خبز عفن فى معظم أطرافه وجده فى صفيحة القمامة .. البرد قارص و النوم صعب وغال وأنت جائع وأيضا تشعر بالبرد كان فقط يريد أن يريح جسده ..
ولكن ظهرت سارينة سيارة الشرطة من بعيد هب واقفا واخذ يجرى و العربة تطارده ..
من بعيد كانا فى سيارة اخرى تحمل على يديها رضيع.. وهو يبدو على وجهه الانفعال يلقى إليها بالاتهامات .. وهى تبادله اتهاما باتهام .. ويظهر ذلك الصبي الصغير فجأة من العدم
تنهرس دواسة الفرامل تحت ضغط أقدام السائق .. يرتفع جسد الصغير عاليا فى الهواء .. ويسقط هامدا !...
ينزلان فى سرعة .. ترتسم اعتي آيات الهلع على وجهيهما .. يصرخان معا .. : ابني !!!