*الاحباط الوظيفي*

هدوء أنثى

مشرف سابق
إنضم
Nov 15, 2009
المشاركات
3,010
الإقامة
المملكة العربية السعودية
*


*


*



الإحباط الوظيفي.. ومواجهة بيئة العمل


لمنصور بن صالح اليوسف


*


*


*




لاشك أن الإحباط مصطلح شائع بين كثير من الناس في جميع أنحاء المعمورة. وقد تتوفر به نوع من العدالة في التوزيع فهو يصيب الجميع دون استثناء رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً على اختلاف تخصصاتهم ومهنهم وخبراتهم. وتتعدد مصادر الإحباط بين اقتصادية واجتماعية وإدارية ومرضية ومهنية وغيرها. ولا أبالغ إذا قلت إن الإحباط يأتي من أهم سمات هذا العصر الذي اختلفت فيه كثير من القيم والمعايير حتى أصبحنا في ظل العولمة بحاجة ماسة إلى إعادة تعريف كثير من المصطلحات والمفاهيم.

ويعرف الإحباط بأنه حالة نفسية تصيب الفرد عندما يواجه صعوبات أو معوقات تحول دون تحقيق رغباته أو حاجاته. ومن خصائص الإحباط أنه يصيب الشخص لكن آثاره ليست قوية أو مزمنة فقد تزول عن طريق البحث عن طريقة أخرى مناسبة أو تزول عن طريق عامل الوقت. وتجدر الإشارة إلى أن نمط الشخصية والخبرة السابقة تلعبان دوراً مهماً وفاعلاً في مواجهة الإحباط. لذا يمكن القول بأن تأثير الإحباط على الأفراد يختلف من شخص إلى آخر حسب قوة المثير ودرجة تحمل الشخص.

والجدير بالذكر أن نتائج الإحباط تؤثر على الأفراد من النواحي النفسية والسلوكية أكثر من الإحباط نفسه مثل التوتر والقلق والعدوانية والإقصاء والنكوص مما ينتج عنه ضعف في الأداء وسوء في العلاقات وتراجع في السلوك. ولا شك أن الإحباطات الضعيفة تدفع الأفراد إلى تحقيق أهدافهم مرة أخرى بينما الإحباطات المتكررة والقوية تجعل الأفراد أكثر عرضة للضغوط، وبالتالي أقل قدرة على تحقيق أهدافهم وغاياتهم. وبالمناسبة فإن كثيراً من الناس يخلط بين مفهوم الإحباط وبين حالات نفسية أخرى كاليأس والقنوط وغيرها.

وهناك أسباب كثيرة للإحياط الوظيفي منها ما يتعلق بالأنظمة واللوائح أو القرارات الإدارية أو القيم التنظيمية أو المهام الوظيفية أو الإشراف وغيرها. ومن الأمثلة التي يمكن أن تسبب للموظف الإحباطات داخل البيئة التنظيمية التجميد الوظيفي وهو أن يبقى الموظف في وظيفته عشر سنوات أو أكثر دون أن يحصل على ترقية بسبب شح الوظائف أو أن تسند إليه مهام ليس لها علاقة مباشرة بتخصصه بسبب التضخم الوظيفي أو أن يمنح من هو أقل منه كفاءة وخبرة مرتبة أو مركزاً وظيفياً قد يكون أولى به بسبب الواسطة أو أن يحصل على مرتبة ويطلب منه مزاولة عمله في منطقة أخرى بسبب عدم توفر الوظيفة في منطقته أو أن يوضع في مرتبة أقل من المرتبة التي يستحقها عند التعيين بسبب عدم توفر الفرص الوظيفية وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي لا يمكن حصرها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يستطيع الموظف أن يواجه الإحباط داخل بيئة العمل؟.. إن مواجهة الإحباط الوظيفي تتطلب من الموظف العمل على جانبين أحدهما نفسي ويتمثل في الصبر والحكمة والتروي مع الأمل والتفاؤل، فالإحباط يصيب الجميع. كما يجب أن لا يغيب عن باله أن لكل مشكلة حل وأن هذا الإحباط ليس نهاية المطاف بل إنه من المتوقع أن يمر الموظف بإحباطات أخرى قد تكون أقوى وأكثر تأثيراً. مع الاعتقاد الجازم بأن الظروف تتغير وتتبدل والأيام دول والذي لا يمكن تحقيقه اليوم يمكن تحقيقه غداً وهكذا. أما الجانب الآخر فهو عملي ويتمثل في أن يقيم الموظف أداءه وسلوكه في العمل فقد يكون لها علاقة مباشرة بالإحباط بحيث ينبغي أن يعزز جوانب القوة لديه ويدعمها ويعالج جوانب الضعف ويطورها.. كما ينبغي أيضاً أن يعمل مع جماعة العمل وأن يستفيد من خبراتهم وأساليبهم في الاتصال والإقناع والتأثير. ولا شك أنه بإمكانه أن يتصل برئيسه المباشر أو غيره لطلب المساعدة والاستشارة والحل تجاه بعض المشكلات التي تحتاج إلى طرف آخر. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.



اوتاوا : أظهرت دراسة كندية حديثة أن 15% من الأطفال، دون السن الذي يخولهم الذهاب إلى المدرسة، يعانون من حالات القلق والإحباط.
ورجحت الدراسة أن يكون الأطفال الذين يعانون من درجات عالية من الإحباط والقلق، متأثرين بأمهات يعانين من تاريخ طويل من الإحباط.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأطفال ابتداءً من عمر السنة، يظهرون مؤشرات تدلّ على معاناتهم من درجات عالية من الإحباط والقلق.
*
*
*
م
ن
ق
و
ل
*
*
*



 

أحدث المواضيع

أعلى