قصة زهرة البيتونيا
سأقص عليكم قصة زهرة يصل ثمنها إلى ملايين الدولارات، إنها إحدى أزهار العالم التي يصعب العثور عليها تم إنقاذها من أتون الحرب العالمية الثانية وتم انتشالها من الكثير من هواة الأزهار.
إليكم قصة زهرة البيتونيا.
نحن هنا في جنوب كاليفورنيا حيث تشكل الطبيعة ملاذاً رائقاً للنباتات طوال مائة عام، كان هذا المكان مقصداً لأشهر وأكثر مستوردي النباتات في العالم.
نحن هنا في سانتا كوستا كاليفورنيا، هذا هو مقر شركة بذور بان أميركا.
هنا في هذا المكان تولي مجموعة من مستوردي النباتات مسئولية تدوير وتوليد الجيل الثاني من النباتات.
أسس شارلي شركة بان أميركا عام 1840، وسرعان ما اشتهرت بإنتاج أول زهرة في العالم يبلغ ثمنها ملايين الدولارات.
أحدث شارلي ثورة في صناعة استيلاد الزهرة.
قام بتطوير الهجين الأول من الزهرة، وفي وقتنا الحاضر تحولت شركتهم إلى مركز أبحاث متطور.
أصبحت شركتهم أكبر المنتجين للبيتونيا، لكن ليست هذه هي النقطة التي تقف خلف هذه الزهرة المدهشة.
ستقدم لنا ماريا سلسلة النباتات السابقة والمتعاقبة، وأحدث النباتات المستولدة في سلالة زهرة البيتونيا.
لهذه الأزهار تاريخ طويل، وعلى المرأة التي ساهمت في إنقاذ هذه الزهرة وأسست أولى إنتاج أولى شركات إنتاج البذور في كاليفورنيا وأدارتها من حديقة منزلها.
تابعوا معنا كيف تم الحفاظ على هذه الزهرة من مخاطر أهوال الحرب، لتصبح إحدى أكثر الأزهار المربحة في العالم.
سنقوم بزيارة واحد من أكبر مرافق الاستيلاد في جنوب كاليفورنيا ابقوا معنا مشاهدينا الأعزاء ونحن نذهب إلى قلب صناعة زراعة النباتات المزهرة في أميركا لنتعرف على زهرة البيتونيا.
يبدأ تاريخ نبتة البيتونيا مع أول مستولدة نباتات تجارية في جنوب كاليفورنيا السيدة "تشيفر".
هذا كل ما تبقى من حدائقها في مدينة فنتورا عام 1870.
حيث بدأ تشيفر بتربية أزهار البيتونيا في حديقة منزلها.
كانت تبيع البذور لمساعدة عائلتها، بدأت عملها باستخدامها صندوق بيانو مهمل، كانت تزرع نباتاتها دخل عُلب خشبية قديمة، أنتجت هجيناً من البيتونيا يسمى بيترازيما، هذه الزهرة تتفتح لتصل إلى حدود ستة إنشات ونصف الإنش.
شكلت هذه الزهرة حدثاً مهماً في زراعة الجنائن والبساتين.
المشاهد الجميلة لحدائق تشيفر الشهيرة جذبت السياح من كل أنحاء جنوب كاليفورنيا وأصبحت تعرف باسم "رائعة أزهار كاليفورنيا".
اشتهرت بأنها أسست هنا في كاليفورنيا مصنعاً لإنتاج بذور الأزهار وكانت تديره بنفسها، ويتذكرها الناس على أنها مستولدة مبدعة وخبيرة.
تحويل الأزهار من زهرة واحدة إلى عدد مضاعف من الأزهار هو كمن يحصل على الجائزة الكبرى، أحياناً تكون العملية بسيطة، وتتضاعف الأزهار بسهولة كما هي الحال مع زهرة البيتونيا.
حافظت على أسرارها الجينية طوال مائة عام، وهذا ما جعل المستولدون يتخبطون وهم يحاولون حل هذا اللغز.
أخيراً في العشرينيات تمكن أحد علماء النبات الأذكياء - بفضل الله- في شركة في اليابان من حل هذا اللغز.
لكن مع اشتداد الحرب العالمية الثانية وخوفاً من أن يتسبب هجوم في القضاء على النسل الحيوي لهذه النباتات، اتخذ تشارلي قراراً خطيراً، قام بتهريب النباتات سراً إلى كندا، ليحافظ عليها من مخاطر الحرب، رغم وجود مخاطرة في إلقاء القبض عليه إلا أنه متعاون مع الغرب، من كان يعلم أن مستولدي زهرة البيتونيا عاشوا مثل هذه الحياة المأساوية؟!!
مع حلول الخمسينيات كانت حمى البيتونيا متفشية، كان الهدف التالي للمستولدين إنتاج عدد كبير من الأزهار، تكون لديها خصائص نمو قوية وهنا يظهر شارلي بأنه مستولد بارع كان يهدف إلى إحداث ثورة في صناعة استيلاد هذه الزهرة في أميركا، وباستخدامه إحدى أزهار البيتونيا النامية في ألمانيا اكتشف شارلي مفتاح أول هجين للبيتونيا.
بعد ذلك أحدث تغييراً جذرياً في بذوره الجديدة.
رفع سعر بذور الزهرة ثلاثة أضعاف السعر الذي كانت عليه في ذلك الوقت.
ورغم تذمر بائعي التجزئة والذين رفضوا شراء هذه البذور إلا أن المزارعين أحبوا أزهار البيتونيا الجديدة والتي تزهر أفضل وتستمر وقتاً أطول.
استخدم شارلي الأرباح التي جناها ووظفها بطريقة لم يسبقه إليها أحد.
أعاد توظيفها في شركته وأسس أول شركة حديثة ومتطورة للأبحاث الزراعية في أميركا.
قام بأشياء ثورية منها: ضم عالم لأمراض النباتات وعالم للحشرات إلى طاقمه، لا تزال أزهار البيتونيا تحتل الصدارة في أعمال الاستيلاد الجارية في شركة بذور بان أميركا.
أزهار البيتونيا متألقة فاتنة، وتظهر في الصيف وتتفتح أزهارها بدءاً من الربيع وصولاً إلى الخريف، وهي متوفرة بجميع الألوان التي يمكن تخيلها.
بعض هذه الأزهار له رائحة عطرة، ومنها ما يزهر مرة أو مر تين أو ثلاثة، ومنها ما هو قصير أو طويل، أو ينتشر فوق سطح التربة.
أزهار البيتونيا زاهية الألوان وتنبض بالحياة.
عندما نتحدث عن أزهار البيتونيا يبدو لنا أنها الزهرة المفضلة لدى المزارعين.
خلال القرون الأربعة الماضية سارت عمليات الاستيلاد بطريقة متسارعة، وأصبحت أزهار البيتونيا من أكثر النباتات المهجنة من بين أزهار الحدائق.
إنه لأمر رائع أن نتتبع مراحل نمو كل جيل من الأزهار المستولدة.
سأبين لكم كيف يمكنكم مضاعفة هذه السلسلة الكبيرة من بين الأزهار، نحدثكم عن أفضل أنواع البيتونيا في الأسواق.
وصف بعض العلماء أنواع أزهار البيتونيا التي يعود أصلها إلى جنوب أميركا بأنها أعشاب ضارة بالمطلق، فتطرح كل زهرة من هذه الأزهار آلاف البذور وتنمو دون رعاية، وهي قادرة على التكاثر إذا تركت وحدها، ومع نهاية السبعينيات بدأ المستولدون عن البحث على خصائص هذه الأنواع البرية المعروفة، ماذا يمكن أن يقدموا من أنواع لحدائقهم؟ لذلك ومنذ خمسة عشر عاماً أرسلت وزارة الزراعة الأمريكية فريقاً من جامعي النباتات إلى جنوب البرازيل لجمع نماذج لتسعة أنواع معروفة من أزهار البيتونيا، لكن عندما وصلوا دهشوا؛ لأنهم لم يعثروا على أيٍّ منها، وجدوا أرضاً شاسعة تعرضت للخراب على يدي قطعان الماشية، كانت المنطقة موطناً لأزهار البيتونيا البرية لكنها أبيدت، لحسن الحظ تم العثور على بعض النباتات المبعثرة.
كانت تلك هي المناطق الوحيدة التي لم تستخدم كمراعي.