الطائرالمسافر
عضو ذهبي
(10)
الدعوة وشؤنها وشجونها
عند الاختلاف
لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة
اختيار وتقديم وتعليق
ابراهيم بن فرج
بيان ما في كلام الأستاذ الطنطاوي من المآخذ
ورد الامام الالباني عليها:
(((ماهى السلفية)))؟
(((ماهى إلا فهم ما كان عليه السلف الصالح ،
ثم السير على ذلك ، وعدو الخروج عنه))).
قال العلامة الامام محمد ناصرالدين الالباني رحمه الله
وخلاصة القول :
إن الدعاة إلى السنة لا يوجبون الاجتهاد إلا لمن كان عنده أهلية ،
وانما يوجبون الاتباع على كل مسلم ،
ويحرمون -اتباعاً للسلف-
التقليد إلا عند الضرورة وعدم الوقوف على السنة ،
فمن نسب إليهم خلاف هذا
فقد تعدى وظلم ،
ومن طعن فيهم بعد هذا
فإنما يطعن في السلف ، وفيهم الأئمة الأربعة وان ادعى أنه سلفي !
(إذ ليست السلفية)
إلا فهم ما كان عليه السلف الصالح ،
ثم السير على ذلك ، وعدو الخروج عنه.
ومما سبق يتبين للقارىء الكريم
خطأ قول الأستاذ الطنطاوي في تمام الفقرة الرابعة :
" وإن المحدثين كالصيادلة والفقهاء كالأطباء ، والصيدلي يحفظ . . . "
فإن هذه الكلمة على إطلاقها
أولآ:
تجرد المحدثين من صنعة الفقه والفهم
لما يحملون من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-،
وثانيآ:
كما أنها تجرد أيضاً الفقهاء من العلم والاطلاع على حديثه -صلى الله عليه وسلم-،
ولا يخفى ما في ذلك من الطعن في الفريقين معاً.!
ثالثآ:
وأنا لا أنكر أن يكون في الفقهاء (من هو أفقه) من بعض المحدثين ،
كيف وقد أشار لهذا قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور عنه :
" نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره ،
فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه "
رواه أحمد (5 / 183) والدرامي ( 1 / 75) وغيرهما،
عن زيد بن ثابت ، بسند صحيح.
رابعآ:
ولكن ليس معنى ذلك
أنه يسوغ لنا وصف المحدثين إطلاقاً بعدم الفقه ،
كما هو ظاهر عبارة الشيخ ،
فإن الحديث المذكور (صريح في ردها) حيث قال :
" رب حامل فقه ليس بفقيه . . . "
فأشار إلى قلة ذلك في المحدثين ،!
لأن الأصل في " رب " أنها للتقليل ،
وكيف لا يكون الأصل في حق المحدثين ما ذكرناه ،
وهم ممن عاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله :
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك "
رواه مسلم (6 / 52 – 53) عن ثوبان ،
والبخاري عن معاوية ،
وروى الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص 2) بإسناد صحيح
كما قال الحافظ في الفتح (13 / 250)
عن الإمام أحمد أنه قال في معنى هذا الحديث :
" إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم "
وروى الترمذي وغيره عن ابن المديني قال :
" هم أصحاب الحديث "،
وبه جزم البخاري كما في الفتح (1 / 134).
قال ابن المديني :
هم أصحاب الحديث ، والذين يتعاهدون مذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم-
ويذبون عن العلم ،
لولاهم لأهلك الناس المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الأرجاء والرأي .
رواه نصر المقدسي
في " الحجة على تارك المحجة "
كما في " مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة "
للسيوطي (ص/ 48).