(6)الدعوة الاسلامية وشؤنها وشجونها..................

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-

(6)

الدعوة وشؤنها وشجونها


عند الاختلاف

لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة


اختيار وتقديم وتعليق
ابراهيم بن فرج

بيان ما في كلام الأستاذ الطنطاوي من المآخذ :


قال العلامة المحدث الامام الالباني رحمه الله تعالى:



8- التقاء الطنطاوي مع الدعاة إلى السنة في ترك المذهب اتباعاً للسنة:

بعد هذا البيان أستطيع أن أقول :

إن موقف الصديق الطنطاوي من المذاهب لا يختلف كثيراً عن موقف دعاة السنة منها ،

ذلك لأن الطنطاوي يرى الخروج من المذهب جائزاً ،

بدليل إنكاره في مقاله هذا " مشكلة " على من " يرى الإسلام في اتباع مذهب من المذاهب الأربعة والوقوف عندما أفتى به متأخرو فقهائه . . . "

ويؤيد هذا قوله في مقدمة كتاب " قانون الأحوال الشخصية " (ص / 6):


" ومن السياسة الشرعية أن يفتح للناس باب الرحمة من الشريعة ،
ويؤخذ من غير المذاهب الأربعة ، ما يؤدي إلى جلب مصلحة عامة أو دفع ضرر عام " .


وعلى هذه السياسة

جرى حضرة الصديق في " مشروع الأحوال الشخصية "
الذي تحدث عنه في المقدمة المذكورة ،
فخالف فيه مذهبه الحنفي في مسائل كثيرة ،

أكتفي بذكر مسألتين منها على سبيل المثال :

1- قال الشيخ في المقدمة (ص / 5) :

" وقد عدل المشروع عن المذهب الحنفي الذي يحدد أقل المهر بعشرة دراهم
إلى المذاهب الثلاثة التي لا تجعل لأقله حداً " .


2- ثم قال فيها (ص / 6 - 7):

" نص أيضاً ( يعني المشروع )
على وقوع طلقة واحدة بالطلاق المقترن بعدد لفظاً أو إشارة

أخذاً بما رواه مسلم في صحيحه

من أن طلاق الثلاث كان يقع واحداً على عهد رسول الله (ص) إلخ . . .)


وبرأي ابن تيمية ".


والواقع

أن حضرة الشيخ الطنطاوي قد وفق للصواب فيما ذهب إليه في هاتين المسألتين ،

وقد بين هو في المسألة الأولى خلافه للمذهب الحنفي ،
وذهابه إلى المذاهب الثلاثة .

وأما المسألة الأخرى

فخلافه فيها أشد

لأن أحداً من أئمة المذاهب الأربعة لم يأخذ بحديث مسلم الذي ذكره هو ،
وان أخذ به غيرهم من الأئمة .

وما ذهب إليه الشيخ في هاتين المسألتين ،
هو مذهب الدعاة إلى السنة ،

قبل أن يكتبهما الشيخ في مشروعه بسنين .

وقد رأيت أنه في المسألة الثانية

إنما ذهب إلى خلاف الأئمة الأربعة أخذاً بالحديث وبرأي ابن تيمية ،

وهذا هو عين ما يصنعه الدعاة إلى السنة ،

فإنهم يأخذون بالحديث الصحيح
مدعمين فهمهم إياه بتبني بعض الأئمة له كابن تيمية ومن قبله من أئمة الفقه والحديث ،

فما بال الشيخ ينكر عليهم هذا وهو معهم فيه فعلاً ؟!


وخلاصة القول :

إن الدعاة إلى السنة لا يتركون المذاهب كلها جملة وتفصيلاً ،

بل إنهم يحترمونها ويقدرون أئمتها ، ويستعينون بها على فهم الكتاب والسنة ،

ثم يتركون من أقوالهم وأرائهم ما تبين أنه على خلاف الكتاب والسنة ،

وذلك من تمام إجلالهم واتباعهم ،

كما قال أبو الحسنات اللكنوي في " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "

بعد أن ذكر أن عصام بن يوسف البلخي من أصحاب أبي يوسف ومحمد

كان يرفع يديه عند الركوع والرفع منه ،

قال أبو الحسنات (ص / 116) :

" يعلم منه أن الحنفي

لو ترك في مسألة مذهب إمامه لقوة دليل خلافه

لا يخرج به عن ربقة التقليد ،

بل هو في عين التقليد في صورة ترك التقليد ،

ألا ترى إلى أن عصام بن يوسف ترك مذهب أبي حنيفة في عدم الرفع
ومع ذلك هو معدود في الحنفية " .


قال :

" وإلى الله المشتكى من جهلة زماننا
حيث يطعنون على من ترك تقليد إمامه في مسألة واحدة لقوة دليلها
ويخرجونه عن جماعة مقلديه ،
ولا عجب منهم فإنهم من العوام ،
إنما العجب ممن يتشبه بالعلماء ،
ويمشي مشيهم كالأنعام. "

 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى