(5)الدعوة الاسلامية وشؤنها وشجونها _________

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-

(5)

الدعوة وشؤنها وشجونها


عند الاختلاف


لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة


اختيار وتقديم وتعليق
ابراهيم بن فرج

بيان ما في كلام الأستاذ الطنطاوي من المآخذ :


قال العلامة المحدث الامام الالباني رحمه الله تعالى:






7- (رأي دعاة السنة في المذاهب) :

وأما ترك المذاهب كلها ، فعزو هذا إلى الدعاة إلى السنة لا يخلو مما يوهم خلاف ما هم عليه ،

ودفعاً لذلك أرى أنه لا بد من بيان رأيهم في المذاهب وموقفهم منها فأقول :

من المعلوم (((عند العلماء)))

أن المذاهب الأربعة وغيرها ليست آراؤها متفقة في كل الأحكام الشرعية ،

بل هي فيها على ثلاثة أقسام :

1- قسم منها متفق عليه ، كتحريم التشبه بالكفار -مثلاً-.

2- وقسم فيه خلاف ،

ولكنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد،
مثل أدعية الاستفتاح والتشهد .

3- وقسم فيه اختلاف شديد

لا يمكن الجمع بين الآراء المختلفة فيه بوجه من وجوه الجمع المعروفة لدى العلماء ،

مثل :

مس الرجل المرأة ونقض الوضوء به ،

فإن فيه ثلاثة أقوال مشهورة :

1- النقض ، 2-وعدمه ، 3-والفرق بين أن يكون المس بشهوة فينقض وإلا فلا.


وإذا كان الأمر كما فصلنا ،

فكيف يعزو الشيخ للدعاة إلى السنة أنهم " يرون ترك المذاهب كلها " ! ؟

مع أن هذا الترك يستلزم الإعراض عما فيها من الحق المسلم به لديهم ؟!

أليس هذا من الأدلة الكثيرة

على أن الشيخ لا يتحرى الصواب حين يتهم خصومه في الرأي بما هم براء منه ؟

تعليق الكاتب

يقصد هنابقوله الشيخ

الشيخ الطنطاوي

انتهى التعليق


ولعلم أنصار السنة بما سبق من التفصيل
يضطرون إلى أن يبحثوا عن الحق في المذاهب كلها ،
ليس خارجاً عنها ، ولا في مذهب معين منها ،
وهذا البحث قد بين لهم فضل أئمة المذاهب ، وعلمهم ، ودقة فهمهم للكتاب والسنة ،

وتنبهوا بسبب ذلك لكثير من دقائق المسائل المستنبطة من الكتاب والسنة ،

فاستفادوا بسببهم علوماً كثيرة في أوقات يسيرة ،

لولاهم لما وصلوا إليها ،

فجزاهم الله عن المسلمين خيراً.

ولهذا

فإن أنصار السنة أعرف بفضل الأئمة وعلمهم

من أتباعهم الذين يقلدونهم على جهل بطرق الاستنباط والاستدلال ،!

والله تعالى يقول :

( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ).

هذا ،

ثم إن الدعاة إلى السنة لما تبين لهم بعد البحث في المذاهب

أن فيها الخلاف المذكور في القسم الثالث ،

لم يجيزوا لأنفسهم أن يتمسكوا بمذهب معين فيها ،

لأنهم علموا أن الصواب في الخلاف المذكور ليس محصوراً في مذهب واحد منها ،
بل هو مشاع بين جميعها ،

فالحق في المسألة الفلانية في المذهب الفلاني ،
وفي المسألة الفلانية في المذهب الفلاني

وهكذا سائر المسائل ،

فلو أنهم تمسكوا فيها بالمذهب لأضاعوا كثيراً من الحق الوارد في المذاهب الأخرى

وهذا لا يجوز عند مسلم عارف .

ولما كان لا سبيل لمعرفة الحق مما اختلف فيه الناس

إلا بالرجوع إلى السنة على ما بيناه فيما سبق ،

جعلها الدعاة إلى السنة

الأمل الذي يرجعون إليه ،

والأساس الذي يبنون آراءهم وأفكارهم عليه .

هذا من جهة ،

ومن جهة أخرى

فإنه لما كان الأئمة قد بذلوا جهوداً مشكورة في سبيل توضيح السنة وتقريبها للناس

وبيان الأحكام الممكن استنباطها منها ،

فإن الدعاة إلى السنة

لا يسعهم إلا الاستفادة من علمهم والاستعانة بآرائهم على فهم الكتاب والسنة ،

وبذلك يجمعون بين المحافظة على الأصل ( السنة )

وبين تقدير الأئمة قدرهم اللائق بهم ،

وذلك مما وصى به السلف أتباعهم ،

فقال عبد الله بن المبارك -رضي الله عنه-:

" ليكن الأمر الذي تعتمدون عليه هذا الأثر ، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث " .
ذكره ابن عبد البر ( 2 / 34، 35 ).

ذلك رأي الدعاة إلى السنة في المذاهب ،

وذلك موقفهم من أئمتها ،

فهل فيه ما يحمل المنصف على الطعن بهم والتنفير منهم ؟

أم ذلك ما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم

عرف الفرق بين كلام المعصوم وكلام غيره ،

ثم لم ينس الفرق بين الغاية والوسيلة ؟
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى