(3)الدعوة الاسلامية وشؤنها وشجونها

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-

(3)

الدعوة وشؤنها وشجونها

عند الاختلاف


لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة

من اختياروتقديم وتعليق

ابراهيم بن فرج

قال العلامة المحدث الامام الالباني رحمه الله تعالى:



5- (لماذا يدعو دعاة السنة للعودة إلى السنة)؟:

وإني قبل الشروع في بيان ما في كلام الأستاذ الطنطاوي من الأخطاء ،

أرى لزاماً علي أن أبين الأسباب التي تحمل دعاة السنة على الدعوة إليها ،
وترك كل قول يخالفها فأقول :

أولاً :

إنها المرجع الوحيد بعد القرآن الكريم ،
وفي ذلك آيات كثيرة معروفة وعلى ذلك إجماع الأمة .

ثانياً :

إنها عصمة من الوقوع في الخطأ وأمان من التردي في الضلال

كما قال -صلى الله عليه وسلم- في حجة الودع :

" يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه "

رواه الحاكم في المستدرك (93)، وابن عبد البر في "جامع العلم" (2/24).

وليس كذلك اجتهادات الرجال وآراؤهم ،

ولذلك قال الإمام مالك -رضي الله عنه- :

" إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فانظروا في رأي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه "

"ابن عبد البر" (2 - 32).

وقال شريح القاضي :

" إن السنة سبقت قياسكم ، فاتبعوا ولا تبتدعوا ، فإنكم لن تضلوا ما أخذتم بالأثر "

"ابن عبد البر" (2 - 34، 35).


ثالثأ :

إنها حجة ملزمة باتفاق المسلمين ، بخلاف آراء الرجال فإنها غير ملزمة عند السلف وغيرهم من المحققين ،

"إعلام الموقعين" (1 - 75، 77).

قال الإمام أحمد -رضي الله عنه - :

" رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة كله رأي ، وهو عندي سواء ، وانما الحجة في الآثار .


"ابن عبد البر" (2 - 149).

رابعاً :

إنه لا يمكن لطالب العلم أن يصير فقيهاً حقاً إلا بدراستها ،

فهي وحدها بعد القرآن الكريم تؤهله لأن يستنبط ويقيس قياساً صحيحاً
إذا أعوزه النص ،

فلا يقع مثلاً في مثل الأخطاء التي يقع فيها الجهال بها ،
كقياس الفرع على الفرع ، أو الضد على الضد ، أو القياس مع وجود النص ،

ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله- :


" إن أصح الناس قياساً أهل الحديث ،
وكلما كان الرجل إلى الحديث أقرب كان قياسه أصح ،
وكلما كان عن الحديث أبعد كان قياسه أفسد ".


"إعلام الموقعين" (2 - 410).


خامساً :

إنه لا يمكن القضاء على ما دخل في المسلمين من البدع والأهواء إلا من طريق السنة ،
كما أنها سد منيع للوقوف في وجه المذاهب الهدامة ، والآراء الغربية
التي يزينها أصحابها للمسلمين ،

فيتبناها بعض دعاتهم ممن يدعي التجديد والإصلاح ونحو ذلك !

سادساً :

إن المسلمين اليوم قد شعروا -على اختلاف مذاهبهم وفرقهم- أن لا مناص لهم من الاتحاد ونبذ الخلاف

حتى يستطيعوا الوقوف صفاً واحداً تجاه أعدائهم ،
وهذا لا يمكن إلا بالرجوع إلى السنة لما سبق ذكره في الأسباب ( 1، 2، 3).

سابعاً :

إنها تقرن مع ما تحمله من أحكام مرغبات في تنفيذها ، ومرهبات عن التساهل بها ،
وذلك أسلوب النبوة ، وروح الشرع ،
مما يجعل أصحابها أرغب في القيام باحكامها
من الذين يأخذونها من كتب الفقه العارية عن الدليل ،
وهذا أمر مشهود ما أظن أن أحداً حتى من المتعصبين للمذاهب ينكره.

ثامناً :

إن المتمسك بها يكون على مثل اليقين في الأحكام التي يأخذها منها ،
بخلاف المقلدين الجهال بها ،
فإنهم يضلون بين الأقوال الكثيرة المتضاربة التي يجدونها في كتبهم ،
ولا يعرفون خطأها من صوابها ،
ولذلك قد يفتي أحدهم في مسألة بقولين متعارضين ،

فيقول مثلاً :
يجوز ذلك عند أبي حنيفة ، ولا يجوز عند صاحبيه ،
مع أن السنة الصحيحة الصريحة مع أحد القولين ،

ولكنه لجهله بها يحكي القول المعارض لها ، بدون إنكار منه له ، ولو بطريق الإشارة ،

فيلقي بذلك المستفتي في الحيرة !

بل إن بعضهم يجعل القولين المتناقضين كشريعتين محكمتين يجوز للمسلم أن يأخذ بأيهما شاء !

بل إن بعض الشافعية أجاز لنفسه أن يفتي بالقول الذي يعطى عليه أجراً أكبر !

تاسعاً:

إن السنة تسد الطريق على الذين يريدون أن يتحللوا من الإسلام باسم المذاهب الفقهية نفسها ،
ويتخذون من التلفيق باسم المصلحة ما يؤيد حجتهم !
ولا يعجزون أن يجدوا في ثنايا المذاهب في كل مسألة من الممسائل
ما يوافق ويؤيد " مصلحتهم " المخالفة للسنة ،

ولهذا قال سليمان التميمي ( من ثقات اتباع التابعين ومفتيهم ) :

( إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله )

رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ( 2 / 91 ، 92 )

ثم قال :

( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً ).

وهم لذلك يحاربون الرجوع إلى السنة ،

لأنها تسد الطريق عليهم كما قلنا ،

وتكشف تسترهم وراء المذاهب

و " سعة الشريعة الإسلامية بسعة الأقوال الكثيرة ، والاجتهادات الغزيرة والثروة الفقهية الطائلة التي قل أن تخرج مسألة عنها " ؟!

والله أعلم بما يوعون.

فهذه بعض الأسباب التي تحضرني الآن مما يحمل أنصار السنة على الدعوة إليها ، وإيثارها على خلافها ،

فكيف لا يدعون الناس إليها ويرغبونهم في الاهتداء بهديها ، والاستنارة بنورها ؟

بل كيف لا يفدون أرواحهم في سبيلها ؟

فالعجب ممن يريد أن يصدهم عنها ، ويحملهم على تركها إلى التمسك بالمذهب ،
مع أن إمامه يأمر بالرجوع لها ، وتسليم القياد لها ، هيهات هيهات !



تعليق الكاتب


ونظرا لطول الموضوع فإنني اكتفي بما تم تقديمه
-على أن اوافيكم بالباقي-في المقالات التالية ان شاء الله تعالى

انتهى تعليق الكاتب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى