الطائرالمسافر
عضو ذهبي
(3)
الدعوة وشؤنها وشجونها
عند الاختلاف
لاحل إلا ...........بالعودة الى السنة
من اختياروتقديم وتعليق
ابراهيم بن فرج
قال العلامة المحدث الامام الالباني رحمه الله تعالى:
5- (لماذا يدعو دعاة السنة للعودة إلى السنة)؟:
وإني قبل الشروع في بيان ما في كلام الأستاذ الطنطاوي من الأخطاء ،
أرى لزاماً علي أن أبين الأسباب التي تحمل دعاة السنة على الدعوة إليها ،
وترك كل قول يخالفها فأقول :
أولاً :
إنها المرجع الوحيد بعد القرآن الكريم ،
وفي ذلك آيات كثيرة معروفة وعلى ذلك إجماع الأمة .
ثانياً :
إنها عصمة من الوقوع في الخطأ وأمان من التردي في الضلال
كما قال -صلى الله عليه وسلم- في حجة الودع :
" يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه "
رواه الحاكم في المستدرك (93)، وابن عبد البر في "جامع العلم" (2/24).
وليس كذلك اجتهادات الرجال وآراؤهم ،
ولذلك قال الإمام مالك -رضي الله عنه- :
" إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فانظروا في رأي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه "
"ابن عبد البر" (2 - 32).
وقال شريح القاضي :
" إن السنة سبقت قياسكم ، فاتبعوا ولا تبتدعوا ، فإنكم لن تضلوا ما أخذتم بالأثر "
"ابن عبد البر" (2 - 34، 35).
ثالثأ :
إنها حجة ملزمة باتفاق المسلمين ، بخلاف آراء الرجال فإنها غير ملزمة عند السلف وغيرهم من المحققين ،
"إعلام الموقعين" (1 - 75، 77).
قال الإمام أحمد -رضي الله عنه - :
" رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة كله رأي ، وهو عندي سواء ، وانما الحجة في الآثار .
"ابن عبد البر" (2 - 149).
رابعاً :
إنه لا يمكن لطالب العلم أن يصير فقيهاً حقاً إلا بدراستها ،
فهي وحدها بعد القرآن الكريم تؤهله لأن يستنبط ويقيس قياساً صحيحاً
إذا أعوزه النص ،
فلا يقع مثلاً في مثل الأخطاء التي يقع فيها الجهال بها ،
كقياس الفرع على الفرع ، أو الضد على الضد ، أو القياس مع وجود النص ،
ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله- :
" إن أصح الناس قياساً أهل الحديث ،
وكلما كان الرجل إلى الحديث أقرب كان قياسه أصح ،
وكلما كان عن الحديث أبعد كان قياسه أفسد ".
"إعلام الموقعين" (2 - 410).
خامساً :
إنه لا يمكن القضاء على ما دخل في المسلمين من البدع والأهواء إلا من طريق السنة ،
كما أنها سد منيع للوقوف في وجه المذاهب الهدامة ، والآراء الغربية
التي يزينها أصحابها للمسلمين ،
فيتبناها بعض دعاتهم ممن يدعي التجديد والإصلاح ونحو ذلك !
سادساً :
إن المسلمين اليوم قد شعروا -على اختلاف مذاهبهم وفرقهم- أن لا مناص لهم من الاتحاد ونبذ الخلاف
حتى يستطيعوا الوقوف صفاً واحداً تجاه أعدائهم ،
وهذا لا يمكن إلا بالرجوع إلى السنة لما سبق ذكره في الأسباب ( 1، 2، 3).
سابعاً :
إنها تقرن مع ما تحمله من أحكام مرغبات في تنفيذها ، ومرهبات عن التساهل بها ،
وذلك أسلوب النبوة ، وروح الشرع ،
مما يجعل أصحابها أرغب في القيام باحكامها
من الذين يأخذونها من كتب الفقه العارية عن الدليل ،
وهذا أمر مشهود ما أظن أن أحداً حتى من المتعصبين للمذاهب ينكره.
ثامناً :
إن المتمسك بها يكون على مثل اليقين في الأحكام التي يأخذها منها ،
بخلاف المقلدين الجهال بها ،
فإنهم يضلون بين الأقوال الكثيرة المتضاربة التي يجدونها في كتبهم ،
ولا يعرفون خطأها من صوابها ،
ولذلك قد يفتي أحدهم في مسألة بقولين متعارضين ،
فيقول مثلاً :
يجوز ذلك عند أبي حنيفة ، ولا يجوز عند صاحبيه ،
مع أن السنة الصحيحة الصريحة مع أحد القولين ،
ولكنه لجهله بها يحكي القول المعارض لها ، بدون إنكار منه له ، ولو بطريق الإشارة ،
فيلقي بذلك المستفتي في الحيرة !
بل إن بعضهم يجعل القولين المتناقضين كشريعتين محكمتين يجوز للمسلم أن يأخذ بأيهما شاء !
بل إن بعض الشافعية أجاز لنفسه أن يفتي بالقول الذي يعطى عليه أجراً أكبر !
تاسعاً:
إن السنة تسد الطريق على الذين يريدون أن يتحللوا من الإسلام باسم المذاهب الفقهية نفسها ،
ويتخذون من التلفيق باسم المصلحة ما يؤيد حجتهم !
ولا يعجزون أن يجدوا في ثنايا المذاهب في كل مسألة من الممسائل
ما يوافق ويؤيد " مصلحتهم " المخالفة للسنة ،
ولهذا قال سليمان التميمي ( من ثقات اتباع التابعين ومفتيهم ) :
( إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله )
رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ( 2 / 91 ، 92 )
ثم قال :
( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً ).
وهم لذلك يحاربون الرجوع إلى السنة ،
لأنها تسد الطريق عليهم كما قلنا ،
وتكشف تسترهم وراء المذاهب
و " سعة الشريعة الإسلامية بسعة الأقوال الكثيرة ، والاجتهادات الغزيرة والثروة الفقهية الطائلة التي قل أن تخرج مسألة عنها " ؟!
والله أعلم بما يوعون.
فهذه بعض الأسباب التي تحضرني الآن مما يحمل أنصار السنة على الدعوة إليها ، وإيثارها على خلافها ،
فكيف لا يدعون الناس إليها ويرغبونهم في الاهتداء بهديها ، والاستنارة بنورها ؟
بل كيف لا يفدون أرواحهم في سبيلها ؟
فالعجب ممن يريد أن يصدهم عنها ، ويحملهم على تركها إلى التمسك بالمذهب ،
مع أن إمامه يأمر بالرجوع لها ، وتسليم القياد لها ، هيهات هيهات !
تعليق الكاتب
ونظرا لطول الموضوع فإنني اكتفي بما تم تقديمه
-على أن اوافيكم بالباقي-في المقالات التالية ان شاء الله تعالى
انتهى تعليق الكاتب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته