نحووعى وثقافة اسلامية --------------8-الاستغفار

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
(8)
من سلسلة
نحو وعي وثقافةاسلامية صحيحة
الاستغفار
" الاستغفارخصوصية للمؤمنين "
حين كان إبراهيم -عليه السلام - يحاجّ أباه ويدعوه إلى التوحيد،
كان والده يقابله بِأسوأ المقابلة،
تأمل هذه المقولة منه:
" لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَوَاهْجُرْنِي مَلِيًّا "
ولاحظ أن هذه المقولةجاءت
بعد مجموعة منالعبارات المتلطفة من قبل إبراهيم- عليه السلام ,
وكان إبراهيم –عليه السلام- حين واجهه أبوه بهذهالمقولة
"لَأَرْجُمَنَّكَ
" لم يقابلهبالإساءة أو نحوها؛
بل أول ما خطر فيذهنه أن يستغفر له:
" قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُلَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا "
إذن فالاستغفار هوأول شيء فكر به إبراهيم - عليه السلام –
وكان هذا الاستغفارطمعاً في هدايته،
ولذلك قال تعالى:
" وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَلِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ"
ومحصل ذلك عدمالاستغفار للمشركين،
وأنه خصوصيةللمؤمنين،
ويؤكد ذلك قوله تعالى:
" مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَآَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْبَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم :
"استأذنت ربي أن استغفر لأمي، فلم يأذن لي،واستأذنته أن أزورها فأذن لي"
وفي البخاري
عن سعيد بن المسيب عن أبيه
أن أبا طالب لما حضرته الوفاة
دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبوجهل، فقال:
"أي عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لكبها عند الله"،
فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية:
يا أبا طالب ترغب عنملة عبد المطلب؟
فلم يزالا يكلمانهحتى كان آخر شيء كلمهم به:
"أنا على ملة عبد المطلب"،
فقال النبي صلى اللهعليه وسلم :
"لاستغفرن لك ما لم أنه عنك"
فنزلت "
ماكَانَ لِلنَّبِيِّوَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِيقُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "
ونزلت:
" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَوَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
وعند الحديث عنالمنافقين، نقرأ هذه الآية:
" اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَاللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "
ونقرأ عندهاأيضا حديث ابن عمر-رضي الله عنه- في البخاري- حيث يقول:
إن عبد الله بن أُبّي لما توفي جاء ابنه إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله أعطنيقميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له،
فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، فقال :
" آذنّي لأصليعليه "،
فآذنه،
فلما أراد أن يصلي عليه
جذبه عمر –رضي اللهعنه- فقال :
أليس الله نهاك أنتصلي على المنافقين ،
فقال :
أنا بين خيرتين ,
قال :
" اسْتَغْفِرْلَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةًفَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِوَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "
فصلى عليه،
فنزلت
" وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَأَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِوَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ "
وتأسيساً على ذلك يقال:
إن الاستغفار ميزة جعلها الله للمؤمنين خصهم بهادون غيرهم من الناس،
واختارهم لها، واختارها لهم،
وإذا كان الأمر كذلك،
أفلا يجدر بنا أن نحافظ على هذه النعمة،
وأن نستثمرها فيما يفيد ديننا ودنيانا ,
وفي مقابل ذلك
كان النبي صلى اللهعليه وسلم يستغفر لإخوانه المؤمنين،
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:
نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشيصاحب الحبشة
في اليوم الذي مات فيه، فقال :
"استغفروا لأخيكم"
واستغفر للمحلقينثلاثا،ً وللمقصرين مرة،
والنصوص في ذلك كثيرة .
حتى الصغار!! نعم الصغار
كان يستغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي حديثأبي إياس في المسند، قال:
جاء أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلامصغير،
فمسحرأسه واستغفر له(

 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى