نحووعى وثقافة اسلامية----6-الاستغفار

الطائرالمسافر

عضو ذهبي
إنضم
Sep 27, 2013
المشاركات
1,447
العمر
79
الإقامة
جمهورية مصرالعربية-مدينة المنصورة-
(6)
من سلسلة
نحو وعي وثقافةاسلامية صحيحة
الاستغفار
تقديم
ابراهيم بن فرج


وقد استفاضَ بفضائلِه القرآنُ والسنَّة؛

قال الله تعالى عن صالحٍ – عليه السلام -:

(قَالَ يَا قَوْمِ لِمَتَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَاللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
[النمل: 46].

فبالاستغفار تُرحمُ الأمةُ.

وقال تعالى عن نُوحٍ – عليه الصلاة والسلام -:


(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْمِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍوَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

[نوح: 10- 12]

وقال تعالى عن هُودٍ – عليه السلام -:


(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًاوَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)
[هود: 52].

وقال تعالى:

(وَمَا كَانَ اللَّهُلِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْيَسْتَغْفِرُونَ)
[الأنفال: 33].

قال أبو موسى – رضي الله عنه -:

“كان فيكُم أمانان؛ فأماالنبي – صلى الله عليه وسلم – فقد مضَى، والاستغفارُ باقٍ فيكُم إلى يوم القيامة”.

فكثرةُ استغفار الأمة رافعٌ ما نزل ووقع، ودافِعٌ ما سينزِلُ؛

لأنه ما نزلَ بلاءٌ إلا بذنب،وما رُفِع إلا بتوبةٍ واستغفار.

وعن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – قال:

قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -:
«من لزِم الاستغفارَ جعلَالله له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍّ فرَجًا، ورزقَه من حيث لا يحتسِب»؛
رواه أبو داود.

وقد وردَ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كلمات محفوظة مُبارَكة في الاستغفار،

ففي قولِها الثوابُ العظيم،من ذلك:

قولُه – صلى الله عليه وسلم -:

«من قال: أستغفرُ الله الذيلا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه، غُفِرت ذنوبُه وإن كان قد فرَّ من الزحف»؛

رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وقال:
“حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريومسلم”.

وعن أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه -،


عن النبي – صلى الله عليهوسلم – أنه قال:

«من قال حين يأوي إلى فِراشِه: أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيالقيوم وأتوبُ إليه ثلاث مرات، غفرَ الله له ذنوبَه وإن كانت مثلَ زبَد البحر»؛

رواه الترمذي.

وعن عُبادَة بن الصامِت – رضي الله عنه – قال:


قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:

«من تعارَّ من الليل – يعني:استيقظ – فقال:

لا إله إلا الله وحده لا شريكله، له المُلك وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، سُبحان الله، والحمدُ لله، ولاإله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اغفِر لي، فدعااستُجيبَ له، فإن صلَّى قُبِلَت صلاتُه»؛
رواه البخاري.

وفي الحديث أيضًا:

«من قال قبل فجر يوم الجُمعة:
أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبُ إليه ثلاثًا،غُفِرَت ذنوبُه وإن كانت مثلَ زبَد البحر».

وعن شدَّاد بن أوسٍ – رضي الله عنه -،


أن النبي – صلى الله عليهوسلم – قال:

«سيِّد الاستغفار أن يقول العبدُ: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت،خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ماصنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِك عليَّ، وأبوءُ بذنبي، فاغفِر لي، فإنه لا يغفِرُ الذنوبَإلا أنت. من قالها في النهار مُوقِنًا بها فماتَ من يومِه قبل أن يُمسِي دخلَالجنة، ومن قالَها من الليل وهو مُوقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح، فهو من أهلالجنة»؛

رواه البخاري.

وعن أنسٍ – رضي الله عنه – قال:


سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:

«قال الله تعالى: يا ابنَآدم! لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء، ثم استغفرتَني غفرتُ لك ولا أُبالي»؛
رواه الترمذي، وقال: “حديثٌحسن”.

كما يُشرع الاستغفارُ عند القيام بالطاعة وبعدَها،


لجُبران ما كان فيها من نقص،والابتِعاد عن العُجب والرياء،

قال الله تعالى:

(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوااللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

[البقرة: 199]،

وقال – سبحانه -:

(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَقَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَاللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَغَفُورٌ رَحِيمٌ)

[المزمل: 20].

فأمرَ بالاستغفار مع هذه الطاعات وبعدَها.


كما يُشرعُ

أن يستغفرَ المُسلم للمُؤمنين والمؤمنات، والمُسلمين والمُسلِمات،
الأحياء منهم والأموات،
إحسانًا وحبًّا وسلامةَ صدر،ونفعًا للمُسلمين، وشفاعةً لهم عند الله،

قال الله تعالى:

(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْبَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَسَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَآمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
[الحشر: 10].

وعن عُبادة بن الصامِت – رضي الله عنه -،

عن النبي – صلى الله عليهوسلم – أنه قال:

«من استغفرَ للمُؤمنينوالمُؤمنات، كتبَ الله له بكل مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ حسنة»؛
قال الهيثميُّ: “إسنادُهجيِّد”.

وهذا

كالاستغفار لهم في الجنائِز، والاستغفار لهم في المقبرة إذا زارَهم،

واقتِداءً بحمَلَة العرش والمُقرَّبين،

قال الله تعالى:

(الَّذِينَ يَحْمِلُونَالْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِوَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةًوَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَالْجَحِيمِ) [غافر: 7].

وهذا من أعظم النُّصح والمحبَّة للمُؤمنين.


استَجيبُوا لأمر ربِّكم،


قال الله تعالى في الحديث القُدسي:

«يا عبادي! إنكم تُخطِئونبالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفرُوني أغفِر لكم»؛ رواه مسلم منحديث أبي ذرٍّ.

فأقبِلوا على ربِّكم بالاستغفار،

ترَوا كرمَه وجُودَه وفضلَهوبركاته،
وتجِدوا محوَ السيئات، ورفعَالدرجات.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:

قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -:
«والذي نفسي بيده؛ لو لمتُذنِبوا لذهبَ الله تعالى بكم، ولجاءَ بقومٍ يُذنِبون فيستغفِرُون الله فيغفِرُلهم»؛
رواه مسلم.

لأنه – جل وعلا – واسِعُ المغفرة، جوادٌ كريم، يُحبُّ أن يُسأل ويُدعَى.


قال الله تعالى:

(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْيَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)
[النساء: 110].
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى