كيف حالنا مع القرآن

شريفة العسيري

عضو جديد
إنضم
Dec 12, 2016
المشاركات
1
القرآن كتر عظيم فيه كل ما يحتاجه الفرد ليصبح كما يحب الله ويرضى، وفيه كل ما
تحتاجه الأمة للخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه، والنهوض من كَبوتها التي طالت وطالت ..
إن القرآن يصلح تماما لأن يكون بمثابة مشروع لنهضة الأمة جمعاء، فهو كالشمس يسع الجميع، مع الأخذ في الاعتبار أن الشمس لا تؤثر إلا فيمن يتعرض لها، كذلك القرآن لا ينتفع به إلا من يحسن التعرض له، بل ويزيد القرآن على شمس الدنيا، بأن نوره لا يأفل وشمسه لا تغيب عن أي زمان أو مكان..

ومع تيسُّر القرآن للجميع إلا أن غالبية الأمة – إلا من رحم ربي – قد أعرضت عنه
كمصدر متفرد لتوليد الإيمان وتقويم السلوك، واكتفت منه بتحصيل الأجر والثواب
المترتب على تلاوته وحفظه
وليس معنى هذا هو تسفيه أو تخطئة من يتعامل مع القرآن و يقرؤه بدون فهم أو تأثر من الأجر والثواب ، فنحن لا نقول بهذا، بل نقول بأن الذي يقرأ
القرآن بلا فهم ولا تدبر ولا تأثر لن ينتفع بالقرآن بالشكل الصحيح، وإن كان هذا لن يحرمه الأجر بإذن الله.
نحن نريد أن نسمح لنور القرآن بدخول القلب
فينوره ويغيره ، وهذا بلا شك سيستدعي التعامل مع القرآن بالطريقة التي تحقق هذا الهدف،والتي أرشدنا إليها الله عز وجل في كتابه، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وطبقها الصحابة - رضوان الله عليهم – فكانوا « جيلا قرآنيا فريدا»
لقد كان صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على ألا تكون قراءة القرآن بالألسنة والحناجر
فقط، فلكي يتم الوصال بين القلب والقرآن وينعكس ذلك على السلوك؛ لا بد من التفهم
والتأثر والتجاوب مع الآيات، فإن لم يحدث ذلك، واكتفى المرء بالقراءة التي لا تتجاوز
حنجرته فإن هذه القراءة ستكون في واد، بينما يكون عمله وسلوكه في واد آخر، وليس أدل
على ذلك من هذ الواقعة:
بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم مغانم حنين إذ قام رجل فقال : اعدل،
(لقد شقيت إن لم أعدل )
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن ناسا يجيئون يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)
إن أعظم أثر لقراءة القرآن هو انضباط السلوك، واقتراب الفعل من القول.. فإن لم يحدث دلَّ ذلك على عدم الوصال القلبي بالقرآن، ولقد كان صلى الله عليه وسلم دائم التحذير من
ذلك، وعندما أخبر بالفتن التي ستمربها الأمة، ربط ذلك بعدم الانتفاع بالقرآن، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ستكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القول ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم)


أخي وأختي المباركة
فالنراجع أنفسنا وحالنا وكيفية تعاملنا مع القرآن ولنجتهد في اقتفاء أثر الرسول وصحبة الكرام في تعاملهم مع القرآن ولنسأل الله جل في علاه أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب ههمومنا وغمومنا و أن يفتح علينا في تدبره والعمل به أنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 


اللهم آمين ..

جزاك الله خير الجزاء ..
و أثابك حسن الثواب .. " شريفة العسيري " ..

على هذا الطرح .. بارك الله فيك .. و أكثر من أمثالك ..

و نفعنا و إياك بالقرآن ..
و جعلنا ممن يعملون به .. و يعلمونه ..

شكراً جزيلاً لك ..


 

أحدث المواضيع

أعلى