ذكريات الطلاب مع ثوره 25 يناير 2011 .. ثورة الشعب المصري

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
23,661
الإقامة
Egypt
مقال رائع يتحدث فيه مجموع من الشباب المصري عن ذكرياته واحدث ثورة الشعب المصري 25 يناير 2011

مساء يوم الإثنين 24 يناير 2011، فوجئت بزميلى بالجامعة يحدثنى عبر موقع التواصل الاجتماعى “الفيس بوك”، ليوجه إلى سؤالا أبدا لن أنساه، كان “تفتكرى بكرة هيحصل حاجة؟”، فكانت إجابتى “لا أعتقد فطالما دعت الحركات السياسية إلى مظاهرات وفعاليات، وفى كل مرة يتلقون “علقة سخنة”، ويعودون إلى منازلهم، وأعتقد أن غدا لن يكون هناك جديد “.

وتتابع آية أحمد الطالبة فى الفرقة الرابعة بكلية الإعلام، ذكرياتها مع ثورة يناير 2011، “وفى صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، لم أهتم كثيرا بمتابعة ما يدور بالشارع، إلا أنه خلال تصفحى للفيس بوك وجدت مجموعة من الصور التى راقت لى كثيرا، فمجموعة من الشباب يرتدون أعلام مصر، ويرفعونها عاليا، وبدأت فى الاحتفاظ بها للذكرى، وأذكر مقطع لفيديو أبدا لن أنساه كان لشاب بإحدى المحافظات تسلق أحد العمدان الموجودة بالشارع، ليصل إلى صورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ويتشبث بها ليزيلها تماما، وسط هتاف الجميع من حوله “عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية”، ومع تزايد حدة الأحداث فى بداية كل صباح، بدأت أشعر أن الأمر أبدا لن يكون سهلا، وأن هناك روحا جديدة بدأت تعرف طريقها إلى الشارع المصرى”.

“لم تسمح لى أسرتى بالنزول إلى التحرير للمشاركة، لذا لم أجد طريقا للمشاركة سوى بالهتاف داخل غرفتى “الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد إسقاط النظام”، ووالدى حاول إرضائى من خلال شرائه لمجموعة من الأعلام لى، وبدأت فى توزيعها بشقتنا، وتعليقها على شرفتنا”.

“كانت تلك الأيام بسيطة دون خسائر تذكر من المشاركين بالأحداث، بالرغم من تزايد أعدادهم بميدان التحرير والإصرار على الاعتصام، إلا أن فى صباح يوم الجمعة 28 يناير “جُمعة الغضب”، فوجئت بقطع وسائل الاتصالات اللاسلكية، الهاتف المحمول والإنترنت مع خروج مئات الآلاف من مختلف المساجد عقب صلاة الجمعة متجهين صوب ميدان التحرير فضلا عن عديد من المدن المصرية كالإسكندرية والسويس والمنصورة والإسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا ودمنهور ومحافظة الشرقية وبور سعيد ومحافظة شمال سيناء، وبداية سقوط ضحايا، وإحراق مقار الحزب الوطنى بكل مكان والاعتداء على أقسام الشرطة”.

“أبدا لن أنس المداخلات الهاتفية بالبرامج التليفزيونية الشهيرة، واستغاثات المواطنين، والتى كان يبالغ بعضهم فى تعبيراته حتى صاروا مصدر فكاهة لنا جميعا فى أصعب اللحظات كتامر بتاع غمرة.. وتعليق الفنانة عفاف شعيب متحدثة عن ابن شقيقها الذى لا يتجاوز العامين من عمره “نفسى آكل بيتزا.. نفسى آكل ريش”، ومكالمة الفنان أحمد عيد على أحد البرامج الشهيرة، ليعاتب مستوى تغطيتهم، ومهاجمتهم للثورة فى البداية وتأييدهم لها فور الشعور بنجاحها، ومطالبته لهم بتوجيه أسف للشعب المصرى”.

“وليعلن الرئيس المخلوع بدء حظر التجول فى جميع أنحاء الجمهورية ابتداء من الساعة السادسة مساءً حتى السابعة صباحاً، لتبدأ الأهالى فى تكوين “اللجان الشعبية بكل طرق وحوارى وشوارع مصر، عقب نشر أنباء عن هروب أعداد كبيرة من المساجين، من بينهم ٣٤ قيادياً إخوانياً من سجن وادى النطرون، كان من أبرزهم حينها ” محمد مرسى، وعصام العريان، وسعد الكتاتنى”.

“مساء 11 فبراير 2011، وعقب انتظارنا لبيان ظلت القنوات المصرية تنوه عنه لساعات، وخلال وجودى بصحبة والدى فى أحد الأسواق القريبة منا، ظهر عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية وقتها، بأحد التليفزيونات التى وضعتها واحدة من المقاهى القريبة منا، ليعلن تنحى الرئيس حسنى مبارك عن السلطة، لم أتمالك دموعى لأجدها تجرى دون انتظار لكلمة تخرج منى للتعبير عن إحساسى وقتها، لأبدأ بالنظر إلى وجوه كل من يحيط بى، وهم يتبادلون التهانى عما حققه الشباب من إنجاز حقيقى.

ذكريات دونت على جدار عقلى وتفكيرى كلما اقتربنا من ذكرى الأحداث أجدها تمر أمامى وكأننى أعيشها مجددا دون فقدان حرف مما سطرته بى وبتاريخ وطنى.

أخيرا فعلها الشباب

أما عبد الرحمن أحمد عوف، تلميذ بالصف السادس الابتدائى، فقال:” مدرستى خلال الثورة كان يغلب عليها الفوضى وعدم الاهتمام بالطلاب، بقدر اهتمامهم بما يدور من حولهم، وكيفية تأمين أنفسهم خلال ساعات عملهم بالفصول، والطرق المؤدية إلى منازلهم، كنت أذهب لفصلى لأجد أننى وحدى وسط المقاعد المحطمة، وسبورة عفى عليها الزمان خالية من الشرح، وبقايا أصابع الطباشير المتساقطة على أرض الفصل، ومع استمرار الوضع كما هو لمدة 3 أيام قررت ألا أذهب إليها مجددا، لأتابع الأحداث بالتليفزيون”.

وآية فوزى، الطالبة بالمرحلة الثانوية، بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا، ” لم أستطع استيعاب ما يحدث من حولى، فجميعنا تربينا فى مدارسنا على كلمة “ششششش الحيطان ليها ودان”، تخيلت فى البداية أن شبابا صغارا لا يمكنهم أبدا إسقاط نظام، فرض سيطرته علينا لأكثر من 30 عاما، إلا أننى مع مرور الوقت بدأت فهم معنى الثورة، وقررت عدم الصمت أكثر”.

“وأعلنت للجميع تأييدى للثورة، ومطالبها وبدأت فى البحث من خلال الإنترنت عن معلومات بالسياسة والوعى السياسى، لعدم وجود خبرة سابقة لى بها، لاعتبارها من المحرمات فى البلاد، وقتها كنت أهاجم كل من يحاول إحباط إرادتى بأن الحيطان لها ودان، بقولى “هطربق الحيطان فوق دماغك”، “حبست بالمنزل ولم أستطع المشاركة بأى مظاهرات لكننى حرصت على متابعة كل شىء فى صمت، كانت أول صدمة لى عند تأكدى أن شعبنا “زيرو” وعى سياسى.

“أبدا لن أنس ظهور عمر سليمان، نائب رئيس الرئيس المخلوع وقتها، وإلقائه بيان تنحى مبارك عن منصبه، شعرت أننى سأطير من السعادة، وصرخت وقتها أنادى أمى، لأخبرها أننا فعلناها وخلصنا البلاد مما أصابها، ووجدتها تبكى، وتقول أنا خايفة من اللى جاى .. ربنا يستر عليكم يا ولادى”.

◄أصدقاؤنا من الشهداء

الطالب باسم على بكلية الحقوق جامعة القاهرة:” كنت من المؤيدين تماما للقيام بثورة ضد النظام القديم، لما رأيته من تهميش لدورنا كشباب فى بلد سار جميع المتحكمين فيه فى عمر الثمانين، أذكر صديقى شهاب حسن، الذى فقدته بجمعة الغضب، وإصراره على أن يطالب بحقه وحق أهله، من نظام ديكتاتورى، حاول وقتها منع اللصوص والخارجين عن القانون أن يخربوا الممتلكات العامة وذهب إلى ميدان التحرير، واستشهد جراء طلق نارى نافذ بالرأس.

ومحمد حسنى عوض، الطالب بالمرحلة الثانوية، قال: “فى صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، كنت فى طريقى إلى مدرستى، بصحبة مجموعة من أصدقائى، وقتها علمنا أن هناك أحداثا بميدان التحرير تهدف لتغيير النظام الحاكم، فقررنا جميعا التوجه للميدان، وشاركنا بالفعل، وخلال عودتنا إلى منازلنا، كان بداخلى إحساس يؤكد لى أن مصر ستكون فخورة بنا، وبما نفعله لها”.

“قابلت وقتها سيف الله مصطفى الطالب بالصف الأول الثانوى، وجدته لا يعرف فى الحياة سوى أسرته ولا يفكر إلا فى كتبه ومستقبله ومستقبل بلده، جاء ليشارك بالأحداث وهو لا يدرى أن الأقدار كانت تنسج خيوط كفنه، وأصيب سيف بطلق نارى فى رأسه يوم 28 يناير، وتوفى على إثره 1 فبراير، قبل فرحه بتحقيق حلمنا وسماعه لخبر تنحى المخلوع بساعات”.

◄أحلام الشهداء

بكل شارع فى كل حارة من الحوارى، وداخل كل فرد بكل أسرة ستجد قصة وذكرى مختلفة مع ثورة يناير 2011، لكنهم جميعا اجتمعوا حول مطلب واحد هو”عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية”.

مرت 3 سنوات على الأحداث، ومازلنا نعمل على تحقيق الأهداف، متمسكين بمطالب أصدقائنا الذين فقدانهم جميعا بالأحداث ” سالى زهران.. أحمد بسيونى.. مصطفى الصاوى.. عمر غريب.. إسلام رأفت.. إسلام سيف الدين.. عمرو محمد حامد…. أحمد إيهاب.. ومحمد عبد المنعم حسنين.. سيف الله مصطفى.. محمود سعيد هديه.. محمد أمين الباز.. محمد جمال سليم.. إسلام محمد عبد القادر بكير.. حسين طه.. كريم بنونه.. وغيرهم”.

رحمة الله على كل من قدم روحه هدية للوطن، لكى يرى الشعب نور الشمس، ويتنفس حلاوة الحرية التى حرم منها عبر عقود من الزمن.

منقول للذكري
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى