•• أسير انتصارات الماضى.. معاق التفكير...

سارة م.ع

عضو جديد
إنضم
Sep 30, 2010
المشاركات
8
الإقامة
مصر
•• أسير انتصارات الماضى.. معاق التفكير...


1514941_841318085951798_4731106467849968024_n.jpg


كثيرا ما نقع رهائن الماضى، أسرى لانتصاراتنا الأخيرة. كثيرا ما تكون عوائقنا هى أفكارنا، إنها الحرب الأخيرة، أو تلك المعركة الأخيرة التى انتصرت بها، فتظل أسير هذا الانتصار وتكرر نفس الاستراتيجية التى كانت سببا فى انتصارك كلما دخلت معركة جديدة. هنا لابد أن تشن حربا على ذاتك، أن تهدم تلك الأفكار حول الماضى، وتبنى مسافات بينك وبين الحرب الأخيرة.

إن انتصارك فى معركة أو صراع ما باستخدام تكتيك معين لا يعنى هذا أن تستخدم نفس التكتيك كلما دخلت معركة، قد يصبح هذا الانتصار أكبر عائق لك فيمنعك من الانتصار مجددا، سيشكل حاجزا بينك وبين التفكير الاستراتيجى المجرد من الماضى، سيمنعك من دراسة الظروف الحالية ومعرفة التكتيك الأمثل، فالعقل البشرى يستسهل استخدام ما هو مجرب ومعروف، يعود بك إلى خبرتك الماضية ويستحضر الطريقة الأسهل أو المضمونة، فى حين أن ظروف المعركة قد تغيرت وتكتيكك المنتصر مؤخرا بات قديما، يقول روبرت جرين فى كتابه ”33 استراتيجية للحرب”: ”أعظم الجنرالات والاستراتيجيين الخلاقين لا يتفوقون بسبب امتلاكهم معارف أكبر، بل لأنهم قادرون عند الضرورة على التخلى عن مفاهيمهم السابقة والتركيز بكثافة على اللحظة الراهنة.”

فعندما سئل نابليون بونابرت عن مبادئ الحرب التى اتبعها، أجاب أنه لم يتبع أى مبادئ، كانت عبقريته تكمن فى التجاوب مع الظروف، فالمقاتل الاستراتيجى ليس لديه قواعد ثابتة فى التفكير، ولا يستند إلى نظريات ثابتة، فالنظريات والقواعد فقط تمنحك رؤية أوسع للأمور لكنها لا تشكل قرارك فى النهاية، فقط أنت من يضع الاستراتيجية الأمثل للتعامل وفقا للموقف الحالى وبشكل منعزل عن كل المواقف الماضية.
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى