الداعية الاسلامي فتحي يكن الذي صلي خلفه السنة والشيعة

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
Sep 10, 2006
المشاركات
23,661
الإقامة
Egypt
فتحي يكن

داعية إسلامي لبناني لم يقتصر دوره الدعوي عند حدود الوعظ والإرشاد، وإن كان له باع طويل في هذا الاتجاه بل امتدت جهوده ليكون عضواً بمجلس النواب اللبناني، وكان له دور بارز في أزمات لبنان السياسية؛ حيث تولى مبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة في لبنان إثر الخلاف العميق بين الحكومة بقيادة فؤاد السنيورة، والمعارضة بقيادة حسن نصر الله عام 2006، وعمل على التقريب بينهما، وهو الذي أَمّ المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2006 جامعاً خلفه السنة والشيعة معاً في موقف تاريخي نادر.

srqp.jpg


كان فتحي يكَن رجلاً شاملاً، يشرح الإسلام بكماله وتمامه الذي أنزله الله عليه؛ ولذا فقد وجد أن عليه دوراً نحو مجتمعه ونحو الإصلاح وتصحيح مسار بلده (لبنان) في كل المجالات؛ فعمل في ذلك طاقته.


كان عضواً فاعلاً في جماعة “عباد الرحمن” وهي جماعة إسلامية لبنانية، كانت تتخذ من طرابلس لبنان مقراً لها، وكانت تمارس الأنشطة الدينية والتوعية المجتمعية، كما كانت تهتم بالشأن الداخلي اللبناني؛ ولكن لم يكن لها خط سياسي واضح.. ولكن الخلاف مع السلطة واللحظة الفارقة التي تغيّرت معها الجماعة كانت حين قبل الرئيس اللبناني “كميل شمعون” ثاني رئيس لدولة لبنان بعد الاستقلال، بحلف بغداد وهو مشروع أمريكي كان يستهدف محاصرة الشيوعية في الشرق الأوسط، ويسمح لأمريكا بتدخل سافر في الدول العربية، وهو ما ينطوي على مخاطر جمّة بالدول العربية ومنها لبنان، ولهذا رفض الشيخ فتحي يَكَن موقف الرئيس، وتبنّى موقفاً معارضاً قوياً، وأنشأ مع رفاقه إذاعة “صوت لبنان الحر”، وقاموا بتوعية الجماهير اللبنانية على هذا الخطر الداهم.. واضطرهم الأمر إلى بعض المصادمات مع السلطة؛ ولكنهم لم يقبلوا بالمساومة على حرية لبنان.


ولم يقتصر الأمر على مواجهات مع السلطات اللبنانية وجيش القوميين السوري؛ ولكن الأمر تطوّر؛ حيث هددت أمريكا المعارضة في لبنان، ولوّحت بإرسال الأسطول السادس الأمريكي لدعم حكم الرئيس “كميل شمعون” المؤيد للسياسة الأمريكية وقيام حلف بغداد؛ فتناول الشيخ فتحي يكَن هذا الموضوع وتكلّم عنه بكل قوة وجسارة في خطبه، وعن طريق الإذاعة الخاصة التي أنشئوها “صوت لبنان الحر” فبث بياناً تحذيرياً باللغة الإنجليزية إلى القوات الأمريكية لترك هذا البلد وشأنه، أو لتنتظر غضبة الشعب اللبناني وثورته.


ويعتبر الشيخ فتحي يكَن الجهر بالحق في وجوه الظالمين والطغاة من باب قول كلمة الحق مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “أُمرت أن أقول الحق لا أخشى في الله لومة لائم”، وقوله “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.


ومن كتابه “قوارب النجاة في حياة الدعاة” نأخذ هذه الخاطرة التي تعبّر عن روح هذا المجاهد العظيم الذي يميل للحق ولو على نفسه، ويواجه الدنيا كلها في سبيل ما يؤمن به من مبادئ.. استمع إليه يقول:
“حينما تواجه الدعوة إلى الاسلام الإرهاب والسجون والمشانق وتصبح جهاداً ثقيلاً وتضحية.. حينئذ يجدّ الجدّ وينتهي اللهو واللعب، ويتميز الذين يفهمون الدعوة جهاداً مريراً وتضحية في سبيل الله بكل نفيس، من الذين يريدونها حياة هادئة من غير بذل ولا عطاء، كأنهم نسوا قول الله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مَثَل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين، ولقد كنتم تمنّون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}”.
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى