من يبعني قلباً أحيا به

mo7amed.ne

عضو جديد
إنضم
Dec 15, 2013
المشاركات
2
العمر
29
نعم قومي ليسوا بحاجة إلى غضبٍ فحسب ؟!
فالغضب لن يكون ما لم يكن هناك قلباً حياً .


قرأت مقال الشيخ إبراهيم الحقيل :
من يبيعني غضباً فأشتريه ،

فتفكّرت فيه فوجدت أن أمتي لن تشتري غضباً
ما لم تكن ذات قلب حيٍّ .
وسأسير معه في مقاله المبارك
ولكن لأقّرر كيف يكون ذاك الذي يشتري؟

القلب الحي الذي يستشعر همَّ دينه وأمته ، هو الذي سيغضب لأجله ؛
ليقدِّم كل ما يملك قلمه ولسانه ، روحه ودمه وماله.


أولا:نعم لقَّـننا أعداؤنا أن العداء في الدين يخالف سماحته وسموّه،
وأن لا براء بل ولاء على الدوام .
وليس هذا بحق فالله يقول ولاء وبراء ،
والمؤمنون أشدّاء ورحماء.
وكلٌّ يُعامل بما هو أهله.

وهذه كلها محلها وموطن انبعاثها هو القلب الحي.

بل يشعر العبد حين ينتصر الحق بشفاء صدره ،
ودخول السرور في نفسه ، وزوال غيظ قلبه .
( وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم)
التوبة14-15 .

فأيُّ قلبٍ هذا الذي اغتاظ ؟
هو مَنْ كان حيّاً مؤمناً
نحن لا ننكر رحمة ديننا في عدالته ،
وعدم ظلمه حتى مع أعدائه ،
بل وحتى على أرض الأعداء فلا إفساد ولا دمار ،
لكن مع ذلك فولاء وبراء بحق في قلوب الأحياء.


ثانياً:ما نراه وما نسمعه من مآسي الأمة :
بالأمس كانت فلسطين ، والآن كم هم كفلسطين ؟!!!!!
ما بالنا ؟
أيُّ قلوبٍ تلك التي هي في صدورنا ؟
أهي تنبض حقا بالحياة ؟
أم توقفت وباتت تحركها الأجهزة ؟
أم أصبحت آلاتٍ تضخ الدماء في العروق والأعضاء ؟
فصاروا أموات في أجساد أحياء.

بني قومي يقتلون ويؤسرون، نساؤهم يُغتصبن ،
المقابر يدفن فيها المسلمون دفعةً واحدةً بالآلاف والمئين ،
أحياءً وأمواتٍ أجمعين.

وسائل الإعلام تبثُّ صرخاتهم :
أين المسلمون ؟ أين المسلمون؟

نعم إخوتي : لتعلموا أن هناك مسلمون ،
لكنهم ميتون ، وفي سباتهم يَغطّون ،
وفي لهوهم غارقون .. وفي لهوهم غارقون !!!


فلا تغرنكم أجساد تتحرك بقلوب تنبض ،
فليست تلك الحياة التي ستحرك أولئك الأموات لما تبتغون ،
وتوقظ النائمين ، وتنبه الغافلين .


نبينا يقول عليه الصلاة والسلام
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
متفق عليه


أين هم هؤلاء من هذه الرحمة ؟
أين هم من الأنصار والمهاجرين الذين سطروا أعظم الأمثال
في التراحم والإخاء ؟
كم هي الصرخات والدماء ،
ما أعظم البلاء ؟

الأمهات الثكالى ، الأطفال الحيارى،
الرجال والنساء الأسارى ،
النساء يُغتصبن ليلاً ونهاراً ،
تلك القنابل والصواريخ والرصاصات ،
ألا تسمعون ؟!


والله نسمع حتى الصرخات والنداءات ..
ولكن :
لقد أسمعت لو ناديت حياً .... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفختَ بها أضآءت .... ولكن أنت تنفخُ في رمادي
.. رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ .. ملء أفواه اليتامى الثُّكّلي
لا مست آذاننا لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصمِ


هم في ابتلاء ثابتون ،
فنِعْمَ الثبات بعده بأمر الله نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ ،
لكن يا أسفى على قومي فهم إما عاجزون نسال الله لهم قوة ،
أو ميتون نسأل الله لهم حياة.



ثالثاً:أمتي لن تغضب ما لم يحي قلبها :
أمتي بعضها يسمع ويرى وينقل الخبر لكن دون أن يتعظ أو يعتبر .
والله يقول:
(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها
أو آذانٌ يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
الحج 46

هم يتسابقون في متابعة الأخبار ،
ويتسارعون في نقلها ؛هم بآذانهم يسمعون ،
وبأبصارهم يبصرون ، ولكن بقلوبهم لا يعقلون ولا يبصرون .


رابعا:قومي للأسف منشغلون !
هناك نساء بالحقوق يُطالبْنَ ،ورجال لتحقيق رغباتهن
- كما يدَعون - يتماوتون ،
فلا بد أن تكون بائعة ًوسائقةً متبرجةً سافرةً ،
وإلا ستكون محرومةٍ غير متحضّرةٍ . أبهذا تقبلون ؟!
قومي لاهون !
كيف سيسمع الصرخات مَنْ هو مولعٌ بالأغنيات ،
ومن ذا الذي سيبكي على الدماء والجراحات
وهو محدِّقٌ ببصره في المسرحيات والمسلسلات !


بالله ياقوم كيف تريدونهم يغضبون ؟!
قلب مريضٌ ، وآخر مختومٌ عليه ، وثالثٌ مطبوعٌ عليه ،
ورابعٌ ران عليه .. وهكذا تشابهت قلوبهم .


خامساً:ألا يقف العالم وقفةَ منصفٍ عادلٍ
برافضيه وملحديه وكل ظالميه ؟!

لماذا يُقتل المسلم بهذه الوحشية التي لا أقول حيوانية ،
فهم أكرم وأجل .
لماذا هذا التعذيب ؟ألسنا في الإنسانية سواء ؟
ماذا تحملون في أجوافكم ،
قلوبٌ أم صخورٌ ، بل الصخور ألين.

إسلامنا الذي يجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبةً من شعب الإيمان ،
هل ثَمَّة سمُّوٍ أعظم من هذا؟


هل رأيتم فيه تعذيباً أو تنكيلاً وظلما كما تفعلون ؟
بالله عليكم يا مَنْ تطالبون بحقوق النساء والشواذ ؛
وكذا تكرمون الكلاب والحيوان ؛
لِمَ لا ترحمون المسلم الإنسان ؟ !

لكن هو كما قال الله تعالى :
( لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .. )
سورة المائدة :


وكما قال الله واصفاً تلك القلوب :
( كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) الأعراف101

(كذلك نطبع على قلوب المعتدين )
يونس 74
(كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار)
غافر35


وأخيراً أقول :

الدنيا دار ابتلاءٍ ومحنةٍ ،
ومآل الناس إما إلى نار أو جنة
، ولن نغضب مادامت قلوبنا ميتةً ليست بحيةٍ
(ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها
ولهم أعينٌ لايبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها
أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )
الأعراف 179


أسأل الله فرجاً ونصراً وبصيرةً وقوة وقلبا حياً لي ولأمتي .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.




د.ابتسام الجابري
17/6/1433هــ
 

أحدث المواضيع

أعلى