الطائرالمسافر
عضو ذهبي
المقالة الخامسة من سلسلة الرقائق امراض القلوب
المقالة الخامسة
من سلسلة الرقائق
امراض القلوب وشفاؤها
لشيخ الاسلام بن قيم الجوزية
.... وعن علي أو حذيفة رضي الله عنهما قال
القلوب أربعة :
قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن
وقلب أغلف فذاك قلب الكافر
وقلب منكوس فذاك قلب المنافق
وقلب فيه مادتان مادة تمده الإيمان ومادة تمده النفاق فأولئك قومخطلوا عملا صالحا وآخر سيئا
وإذا عرف هذا علم أن كل عبدينتفع بما ذكر الله في الايمان من مدح شعب الايمان وذم شعب الكفر
وهذا كما يقول بعضهم في قوله تعالى:
اهدنا الصراط المستقيم
فيقولون المؤمن قد هدى إلىالصراط المستقيم
فأي فائدة في طلب الهدى ؟
ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى
كما تقول العرب للنائم
نم حتى آتيك
أو يقول بعضهم
ألزم قلوبنا الهدى
فحذف الملزوم
ويقول بعضهم
زدني هدى
وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبدالهداية إليه
فإن المراد به العمل بما أمرالله به وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور
والإنسان وإن كان أقر بأن محمدا رسول الله وأن القرآن حق
على سبيل الإجمال
فأكثر ما يحتاج إليه من العلمبما ينفعه ويضره وما أمر به وما نهى عنه في تفاصيل الأمور وجزئياتها لم يعرفه وماعرفه فكثير منه لم يعمله
ولو قدر أنه بلغه كل امر ونهى في القرآن والسنة فالقرآن والسنة إنماتذكر فيهما الأمور العامة الكلية لا يمكن غير ذلك
لا يذكر مايخص به كل عبد ولهذا أمر الإنسان في مثل ذلك بسؤال الهدىإلى الصراط المستقيم والهدى إلى الصراط المستقيم
يتناول هذا كله
يتناول التعريف بما جاء به الرسول مفصلا
ويتناول التعريف بما يدخل في أوامره الكليات
ويتناول
الهامالعمل بعلمه
فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه
ولهذا قال لنبيه بعد صلحالحديبية فى أول سورة الفتح :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتمنعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما
وقال في حق موسى وهارون فى سورة الصافات :
وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم
والمسلمون قد تنازعوا فيما شاء الله من الأمور الخبرية والعلميةالاعتقادية والعملية
مع أنهم كلهم متفقون على أن محمدا حق والقرآن حق
فلو حصل لك منهم الهدى إلى الصراط المستقيم فيما اختلفوا فيه لميختلفوا
ثم الذين علموا ما أمر اللهبه أكثرهم يعصونه و لا يحتذون حذوه
فلو هدوا إلى الصراط المستقيمفي تلك الاعمال لفعلوا ما أمروا به وتركوا ما نهوا عنه
والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين
كان من اعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة مع علمهمبحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم فبدوام هذا الدعاءوالافتقار صاروا من أولياء الله المتقين
قال سهل بن عبد الله التستري:
ليس بين العبد وبين ربه طريقأقرب إليه من الافتقار وما حصل فيه الهدى في الماضي فهو محتاج إلى حصول الهدى فيهفي المستقبل
وهذا حقيقة قول من يقول ثبتنا واهدنا لزوم الصراط
وقول من قال زدنا هدى
يتناول ما تقدم
لكن هذا كله هدى منه في المستقبل إلى الصراط المستقيم
فإن العمل في المستقبل بالعلملم يحصل بعد ولا يكون مهتديا حتى يعمل في المستقبل بالعلم
وقد لا يحصل العلم في المستقبل بل يزول عن القلب
وإن حصل فقد لا يحصل العمل
فالناس كلهم متضطرون إلى هذا الدعاء
ولهذا فرضه الله عليهم في كل صلاة
فليسوا إلى شيء من الدعاء أحوج منهم إليه
وإذا حصل الهدى إلى الصراط المستقيم حصل النصر والرزق وسائر ما تطلبالنفوس من السعادة والله أعلم.
والى تتمة ما بدأنا فى المقال التالى
والسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
المقالة الخامسة
من سلسلة الرقائق
امراض القلوب وشفاؤها
لشيخ الاسلام بن قيم الجوزية
.... وعن علي أو حذيفة رضي الله عنهما قال
القلوب أربعة :
قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن
وقلب أغلف فذاك قلب الكافر
وقلب منكوس فذاك قلب المنافق
وقلب فيه مادتان مادة تمده الإيمان ومادة تمده النفاق فأولئك قومخطلوا عملا صالحا وآخر سيئا
وإذا عرف هذا علم أن كل عبدينتفع بما ذكر الله في الايمان من مدح شعب الايمان وذم شعب الكفر
وهذا كما يقول بعضهم في قوله تعالى:
اهدنا الصراط المستقيم
فيقولون المؤمن قد هدى إلىالصراط المستقيم
فأي فائدة في طلب الهدى ؟
ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى
كما تقول العرب للنائم
نم حتى آتيك
أو يقول بعضهم
ألزم قلوبنا الهدى
فحذف الملزوم
ويقول بعضهم
زدني هدى
وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبدالهداية إليه
فإن المراد به العمل بما أمرالله به وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور
والإنسان وإن كان أقر بأن محمدا رسول الله وأن القرآن حق
على سبيل الإجمال
فأكثر ما يحتاج إليه من العلمبما ينفعه ويضره وما أمر به وما نهى عنه في تفاصيل الأمور وجزئياتها لم يعرفه وماعرفه فكثير منه لم يعمله
ولو قدر أنه بلغه كل امر ونهى في القرآن والسنة فالقرآن والسنة إنماتذكر فيهما الأمور العامة الكلية لا يمكن غير ذلك
لا يذكر مايخص به كل عبد ولهذا أمر الإنسان في مثل ذلك بسؤال الهدىإلى الصراط المستقيم والهدى إلى الصراط المستقيم
يتناول هذا كله
يتناول التعريف بما جاء به الرسول مفصلا
ويتناول التعريف بما يدخل في أوامره الكليات
ويتناول
الهامالعمل بعلمه
فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه
ولهذا قال لنبيه بعد صلحالحديبية فى أول سورة الفتح :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتمنعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما
وقال في حق موسى وهارون فى سورة الصافات :
وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم
والمسلمون قد تنازعوا فيما شاء الله من الأمور الخبرية والعلميةالاعتقادية والعملية
مع أنهم كلهم متفقون على أن محمدا حق والقرآن حق
فلو حصل لك منهم الهدى إلى الصراط المستقيم فيما اختلفوا فيه لميختلفوا
ثم الذين علموا ما أمر اللهبه أكثرهم يعصونه و لا يحتذون حذوه
فلو هدوا إلى الصراط المستقيمفي تلك الاعمال لفعلوا ما أمروا به وتركوا ما نهوا عنه
والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين
كان من اعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة مع علمهمبحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم فبدوام هذا الدعاءوالافتقار صاروا من أولياء الله المتقين
قال سهل بن عبد الله التستري:
ليس بين العبد وبين ربه طريقأقرب إليه من الافتقار وما حصل فيه الهدى في الماضي فهو محتاج إلى حصول الهدى فيهفي المستقبل
وهذا حقيقة قول من يقول ثبتنا واهدنا لزوم الصراط
وقول من قال زدنا هدى
يتناول ما تقدم
لكن هذا كله هدى منه في المستقبل إلى الصراط المستقيم
فإن العمل في المستقبل بالعلملم يحصل بعد ولا يكون مهتديا حتى يعمل في المستقبل بالعلم
وقد لا يحصل العلم في المستقبل بل يزول عن القلب
وإن حصل فقد لا يحصل العمل
فالناس كلهم متضطرون إلى هذا الدعاء
ولهذا فرضه الله عليهم في كل صلاة
فليسوا إلى شيء من الدعاء أحوج منهم إليه
وإذا حصل الهدى إلى الصراط المستقيم حصل النصر والرزق وسائر ما تطلبالنفوس من السعادة والله أعلم.
والى تتمة ما بدأنا فى المقال التالى
والسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته