المفهوم السياسى و المفهوم الدرامى للتغيير السياسى فى مصر .

احمد غانم

عضو نشيط
إنضم
Jun 9, 2012
المشاركات
113
الإقامة
مصر



لقد بدأ بالفعل التغيير السياسى فى مصر , و لكن ما تقييمه فهى مسألة أخرى , إلا أنه فى جميع الاحوال لقد بدأت مصر تغييرا سياسيا , و لكن السؤال المهم هو مدى إدراك الكثير من المصريين اليوم للتغيير السياسيى الحادث فى مصر .
الواقع أنه لا بد للإجابة على السؤال لابد للتعرض لبعض النقاط الجوهرية و لننحى الجوانب السياسية الآن فقد تناولناها فى العديد من المقالات و الكتابات عن الثورة و من الممكن تناولها فى مقالات أخرى و لنركز الآن على الجانب النفسى و الوجدانى لدى الكثير من المصريين بشأن التغيير و الثورة لنستطيع تحليل و فهم الحالة الوجدانية الموجودة لدى الكثير من المصريين عن الثورة .
و من حيث المبدأ فلابد من التمييز بين نقطتين جوهريتين و هما طبيعة التغيير السياسى و بين الحالة الوجدانية التى عاشها معظم الموجودين فى مصر فى فترة المطالبة بإسقاط النظام
فالتغيير السياسى و هو بالطبع عبارة عن محصلة من العوامل منها ما هو مجتمعى و ما هو نفسى - لدى كل مواطن - و يؤدى فى مجموعه العام إلى تغيير مجتمعى و هذا هو المنطقى و المتصور بالنسبة للتغيير السياسى .
أما بالنسبة للتصور للتغيير السياسى فى الذهنية العامة لكثير من المواطنين فى مصر فالمسألة كانت أقرب للتصور الدرامى للأحداث أكثر منها نظرة سياسية , على إعتبار أن الكثير ممن هم فى مصر قد شاركوا فى الثورة و عاشوا أحاسيس و مشاعر وجدانية و مجتمعية رفعت الحس الإنتمائى لديهم - بسبب المشاركة - لدرجة عالية جدا , فالكثيرون قد عاشوا لحظات درامية قوية على المستوى الإنسانى و الشعورى إبان فترة المطالبة بالتغيير و المطالبة بإسقاط النظام , و بالتالى فقد إرتفع الحس الإنتمائى و الثورى بقوة لدى الكثيرين وقت الثورة و أيام ما قبل التنحى و بالتالى فإن درامية اللحظات التى عاشها الكثير من المصريون جعلت عندهم حالة من الإرتباط الوجدانى بين الثورة المصرية و التغيير الدرامى , مما زاد فى الرغبة بأن يكون التغيير السياسى فى مصر آخذا للشكل الدرامى الذى أخذته المظاهرات و المطالبات بالتغيير , و هو ما تولد عنه فيما بعد حالة إعتبرها البعض أشبه أو أقرب لحالة من الإحباط إلا أننى أرى أن التوصيف الأدق للمسألة أن الإختلاف يرجع لطبيعة و كنه كلا من التغيير السياسى و الذى و كما قلنا فى بداية المقال أنه يكون محصلة للعديد من العوامل الفردية و المجتمعية و بين طبيعة الإحساس الدرامى الجياش الذى عاشه الكثير من المصريون إبان المطالبات بالتغيير السياسى و التنحى , ولذلك

و فى تقديرى أن المشاركة السياسية لدى القطاعات الأكبر ممن هم فى مصر فى آليات صناعة القرار السياسى سواء على المستوى التنفيذى أو النيابى أو الشعبى هو الحل للمحافظة على مشاعر الإنتماء التى تولدت بقوة إبان فترة المطالبات بالتنحى و اسقاط النظام , فمشاعرالإنتماء من الجيد جدا المحافظة على وجودها لإمكان بناء جمهورية جديدة فى مصر على أسس سياسية و قانونية جيدة .

الكاتب السياسى
أحمد غانم .
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى