الثورات الفرنسية و التونسية و المصرية .

احمد غانم

عضو نشيط
إنضم
Jun 9, 2012
المشاركات
113
الإقامة
مصر

الثورة التونسية و الثورة المصرية .

بلا شك ان الثورة التونسية كانت من المراحل المهمة جدا فى المحطات التى مهدت للتغيير السياسى فى مصر , فالرغبة المصرية فى التغيير السياسى قديمة و منذ أمد و هناك العديد من المحاولات المخلصة من جانب الكثير من القوى الوطنية , الا ان النجاح الذى حققته الثورة التونسية كان له عظيم الأثر بلا شك من الرغبة المصرية , فنجاح النموذج التونسى فى اسقاط نظام الحكم الديكتاتورى كان له و بلا شك أثر كبير فى توحيد كلمة القوى السياسية فى مصر للمطالبة بالتغيير المنشود و الاصرار عليه .


الثورة الفرنسية و الثورة المصرية فى 2011 .

بالرغم من التباعد المكانى و التباعد الزمانى النسبى بين الثورة الفرنسية و الثورة الصرية فالاولى فى العام 1989 و الثانية فى 2011 .
إلا ان العديد من الظروف قد تشابهت شكل كبير , لدرجة يمكن معها القول بوجود أمور مشتركة بين الثورتين و هو ما يظهر بوضوح فى .

توقيت كل منهما .

لقد حدثت الثورة الفرنسية بعد عصر النهضة و ما حمله من افكار حاولت تطوير المجتمع سياسيا و فكريا و قانونيا و اعادة صياغة و هيكلة شكل العلاقة مابين الشعب و الحكومة , و هو ما حدث فى مصر بعد دخول مصر عصر الانترنت و المعلوماتية وثورة الاتصالات الهائلة التى حدتث فى الكثير من ارجاء العالم منها مصر بالطبع و كذلك مع الكثير من دعوات التغيير السياسى و الاصلاح السياسى و المحاولات العديدة من جانب الكثيرين فى مصر من محاولات التغيير و تطوير المجتمع سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا.

و قد قامت الثورتين ضد نظام حكم يسيطر تماما على الحياة السياسية و الاقتصادية .

كلا الثورتين قامتا بتغير سياسى حقيقى .

لقد كان كل من الثورتين المصرية و الفرنسية من النماذج الثورية و التى قامت بعمل تغيير سياسى حقيقى , و اسست دول جديدة على اسس مختلفة عن الانظمة التى قامت الثورة ضدها , بعكس نماذج ثورية أخرى قامت فقط بتغيير رأس النظام مثل النموذج الرومانى و اليمنى .


التأثير الاقليمى .

لكلا الثورتين تأثير اقليمى كبير و مهم فى المنطقة , فنجاح الثورة الفرنسية قد ساعد و شجع على قيام الجمهوريات فى اروبا, و مشاركة الشعوب فى العمل السياسى و اقامة وانشاءدول على مبادئ المشاركة السياسية للشعوب , و كذلك فإن نجاح الثورة المصرية قد شجع بقوة على قيام و انجاح ثورات اخرى فى المنطقة و منها الثورات الليبية و اليمنية و السورية .


التهديدات الخارجية لكلا الثورتين .

لقد تعرضت كلا الثورتين لتهديدات اقليمية و خارجية كبيرة, فقد تعرضت الثورة الفرنسية لهجوم عسكرى اقليمى خارجى لاجهاض الثورة الفرنسية وافشالها , و هو ما حدث بشكل كبير من هجوم سياسى شرس اقليمى و تهديدات اقتصادية كبيرة على مصر لاجهاض الثورة و احباط محاولة التحول الديمقراطى فى مصر .


تحطيم و طمس ما كان يعتبره الثوار رمزا للنظام القديم .

إن مسألة تحطيم الثوار لرموز النظام السابق هى مسألة شائعة فى كل الثورات تقريبا و لكن ما يشترك فيه الثورتين فى تلك المسألة هو الشكل الدراماتيكى و الذى أصبح يشكل علامة من العلامات البارزة تاريخيا فى تاريخ كلا الثورتين مثل تحطيم الثورة الفرنسية لسجن الباستيل و كذلك تحطيم الثورة المصرية لبعض رموز النظام السابق مثل مقر الحزب الوطنى و مقر جهاز امن الدولة المنحلين و المشترك الذى يجمع الرابطين هما ان كل ماتم طمسه انما هى رموز ارتبطت فى اللاشعور الجمعى للمواطنين بالظلم و الوقوف حائلا ضد الحرية و التى كانت هى احدى اهم المبادئ الاساسية لكلا الثورتين حيث كان الشعار الرسمى للثورة الفرنسية الحرية و الاخاء و المساواة و كذلك الحرية كانت ايضا احدى القيم الرئيسية و التى قامت الثورة المصرية دفاعا عنها .

غياب المشاركة السياسية .


لقد قامت الثورة الفرنسية ضد نظام اعتبر نفسه هو الدولة , و هو الحال مع الثورة المصرية التى قامت ضد نظام اعتبر نفسه هو الدولة و احتكر الممارسة السياسية تماما و ظهرت المسألة خصوصا و بشكل فج بعد فى مسألة الانتخابات البرلمانية فى 2010 .

الكاتب السياسى
أحمد غانم
 

المواضيع المتشابهة

أحدث المواضيع

أعلى