لماذا صوت الكثير من المصريين لمرشحى النظام السابق ؟

احمد غانم

عضو نشيط
إنضم
Jun 9, 2012
المشاركات
113
الإقامة
مصر




هى مسألة جدّ مهمة و بالتالى فسوف و لذلك فسوف نناقشها من جوانب مختلفة .
من خلال عدة نقاط اساسية .

اولا من صوت كثيرون لمرشحى النظام السابق بالرغم من انهم كانوا بجانب الثورة و أرادوا التغيير .

ثانيا
الخوف من الانفلات الامنى .
ثالثا
العلاقات المركبة بين بعض رجال الاعمال و النظام السابق .

رابعا

استخدام ورقة الامن من جانب الانظمة الديكتاتورية للرد على المطالبات بالتغيير و التحول الديمقراطى امر شائع .

اولا

من صوتوا لمرشح محسوب على النظام السابق بالرغم من انهم كانوا بجانب الثورة و مؤيدين للتغيير السياسى .

يمكننا من حيث المبدأ تسكين الناخبين فى تلك المسألة فى ثلاث مجموعات
وهم
من أرادوا بالفعل تغييرا سياسيا و ارادوا بالفعل تغيير النظام السابق
و هم بدورهم ينقسمون الى مجموعتين .

أ
هم من ارادوا بالفعل تغييرا للنظام السابق و ارادوا تغييراسياسيا شاملا و لكن بسبب انعدام وجود آليات واضحة و محددة للتحول الديمقراطى فقد صوتوا لمرشح النظام السابق .
ب

هم من ارادوا بالفعل تغييرا و لكنهم ارادوا تغييرا اقتصاديا فحسب , اى انهم ارادوا تغيير النظام السابق لرفضهم للاوضاع الاقتصادية و لاسباب اقتصادية , اى انهم ارادوا من النظام السابق اصلاحات اقتصادية فحسب , فهم كانوا يريدون بديلا اقتصاديا عن الوضع الاقتصادى السائد قبل الثورة و لكنه لم يكونوا راغبين فى ايجاد تغيير سياسى ,و لم يكون من المؤيدين لتغيير فى الوضع السياسى للعديد من الاسباب و التى يمكن التعرض لها تفصيليا فى مؤلف اخر .

ثانيا

الخوف من الغياب الامنى

ان الخوف من الغياب الامنى و الانفلات الامنى كان من الاسباب القوية جدا و التى دفعت بالكثيرين للتصويت لمرشح النظام السابق بالرغم من انهم ارادوا بالفعل تغييرا سياسيا و مسألة الخوف من الانفلات الامنى مسألة شائعة و هى تعرقل بالفعل الكثير من التحولات الديمقراطية لدى الكثيرين و الذين هم و بالرغم من انهم يريدون التغيير إلا انهم يخافون من غياب امنى فى حالة حدوث تغيير سياسى .


ثالثا

لماذا الخوف من الانفلات الامنى يوجد بكثرة فى المجتمعات التى مرت بمراحل من الحكم الديكتاتورى .


ان مسألة الخوف من الانفلات الامنى هى بالفعل من المسائل الموجودة بقوة فى الدول الموجودة فى المنطقة و لكن السؤال الاهم لما دائما الخوف من الانفلات الامنى و الانفلات الامنى تحديدا و الذى هو القاسم المشترك بين العديد من الدول و خاصة فى منطقتنا و التى ارادت تغييرا سياسيا و تحولا ديمقراطيا الا انهاكانت تقابَل دائما بالهاجس من الخوف من الانفلات الامنى و الذى بالفعل عطل الكثير من محاولات التغيير السياسى و التحول نحو الديمقراطية .
لكن السؤال الهام هو لماذا الانفلات الامنى بالذات هو الذى يتم المساومةبه و من خلال الانظمة الديكتارية كما وضح بقوة كذلك فى دول اخرى فى المنطقة .

السبب الاول.
ان العديد من الرؤساء الذين الحكم فى الانظمة التى قامت الثورات ضدها انما هم قد وصلوا الى الحكم من خلال حركات عسكرية و انقلابات اما بشكل مباشر او انهم امتداد لانظمة عسكرية , اى انهم فى جميع الاحوال عسكريين و بالتالى فان اللغة الامنية هى اللغة الاقرب للذهنية العسكرية بلاشك و بالتالى فان التلويح التهديد بها امر شائع و منطقى فى الدول البولسية و التى تقوم على الحكم العكرى فى الاساس .

السبب الثانى .


من المسائل المهمة جدا ايضا فى التلويح بكثرة لمسألةالانفلات الامنى من جانب الانظمة السلطوية الشديدة ,أن الأنظمة السلطوية غالبا لا تستطيع تقديم تطوير مجتمعى او تحقيق الانجازات (بالنظر الى حجم الموارد و المصادر الاقتصادية للمجتمع و ما يمكن ان تحققه من نتائج مذهله اقتصاديا و تنمويا ) مما يمكنها من خلاله المساومة لبقائها فى الحكم ,أى أن الانظمة السلطوية و بسبب انعدام اى نهضة هائلة حققتها الدولةمن خلالها (من خلال الانظمة السلطوية ) فانها تساوم المواطن و تهدده بأمنه الشخصى فى حالة ان هو طلب التغيير السياسى , لانها لا تملك انجازات كبيرة تهدد المطالبين بالتغيير بخسارتها ان هم طالبوا بالتغيير السياسى .

و هنا تظهر العبارة التقليدية و التى ساقتها كل الانظمة التى تم خلعها الا و هى عبارة اما انا و انا الفوضى .

رابعا

العلاقات المتشابكة بين بعض رجال الاعمال و النظام القديم .
فطبيعى أن وجود صلة قوية بين النظام السابق و بين بعض رجال الاعمال من الاسباب القوية بلاشك فى دعم رجال الاعمال لمرشحى النظام السابق و هى مسألة متصورة و بديهية أن رأس المال فى مصر يريد الاستقرار الاقتصادى و قد نجح النظام السابق بقوة فى التأصيل بقوة فى المجتمع المصرى لفكرة مفادها ان الاستقرار هو مرادف لوجود النظام السابق و بالتالى فقد كان لتجذّر المفهوم بقوة فى ذهنية الكثيرين أثرا كبيرا فى دعم الكثير من رجال الاعمال لمرشح النظام السابق لان النظام السابق استطاع بقوة ان يؤصل لفكرة انه هو الوحيد القادر على النهوض الاقتصادى و الاستقرار الاقتصادى .

لقد تحدثنا بشكل عام عن البيئة السياسية عموما فى مصر و التى كانت مهيئة تماما لوجود حالة هائلة من الغضب الا انه كانت هناك اسباب اخرى لوجود حالة من الغضب و التى ادت الى الانفجار الذى لم ينته الى برحيل النظام السابق ( و التى من الممكن ان نتحدث عنها بشكل أكثر تفصيلا فى مؤلف آخر , إذ هى تخرج عن الاطار العام للموضوع الذى نحن بصدد الحديث فى الكتاب إذ هى أمور تتعلق بمسائل اقتصادية و مسائل متعلقة بالبورصة و تداول الاوراق المالية و التصنيف الائتمانى للبورصة المصرية فى ابان حكم مبارك و السبب كذلك وضع التصنيف الائتمانى للبورصة المصرية فى عهد النظام السابق و التى منها مايرجع لاسباب سياسية و اخرى اقتصادية بالاضافة لاوضاع اقتصادية اخرى قد اضرت الوضع الاقتصادى المصرى و بالتالى الوضع الائتمانى لمصر بين الدول الجاذبة للاستثمارات الخاجية و غيرها من الامور مما يمكن تناوله بشكل تفصيلى فى مؤلف أخر ).
الكاتب السياسى
أحمد غانم .
 

أحدث المواضيع

أعلى